المواضيع |
---|
انتقل الى الصفحة : 1 ... 8 ... 13, 14, 15 ... 53 ... 93 |
قلم: منذر العيني بعيدًا عن تأويل الأحاديث تأتي جنيّاتُ الهَورِ تبوسُ وجهِيَ المنقوعِ في الذّكرى وتنتزعُ الحمدَ منّي تُرسلُهُ بريدًا إلى الغرباءْ. الجنّياتُ حملنني إلى جزرٍ مأهولةٍ بأيتامٍ لا زالوا يمارسونَ فعلَ الهدمِ، فعلَ الكفرْ، يُعانونَ من فقدِ الأحبّةِ هؤلاءِ الذّينَ ذكروني عندَ آمرأةِ العزيز. الخبايا صديقي تنحبُ ذاكرتها والشّرابُ الأُنثى “فودكا الأبسُلُوتْ”عوسجُ الخطواتِ الممهورةِ بالتّسفارْ. حينَ تشتمُنّي ذاكِرتي يطفحُ آمرِئُ القيس على السّطحِ ويُرسلني صوتُ المُجونْ تَسألُني... |
بقلم: مروان علي فتحت عينيّ ..رأيت امرأة سمراء كالقمر تقف بالقرب من سريري تريد أن تحملني بين يديها وتطير، لم أفهم كلمة ممّا كانت تردّده، أدركتْ ذلك، نادت على أمي لتترجم لي شوقها العربيّ بلغة كردية. قالت أمّي : خالتي وضحة لم أفهم كيف تكون خالة أمّي ( التي لا تعرف كلمة واحدة بالعربية )امرأة تتحدّث لغة لا نفهمها وتفوح منها رائحة الليل والقهوة ووجه مرصّع بالشوق وشامة تشبه شامة سميرة توفيق بل كانت أحلى لا أعرف متى جاءت ومتى ذهبت، استيقظت صباحا ًكانت قد عادت الى الحسكة... |
قلم: الصّحبي الوهايبي فتح الرجل عينيه ثم سرعان ما أغمضهما مرعوبا. ما للسماء متقلّبة الألوان حمراء خضراء صفراء كأنّ شروقها يزاحم غروبها وما للقمر متكوّما على نفسه في تلك الهوّة المحفورة هناك كأنما ضاقت به الأجواء؟ فتح عينيه مرعوبا ثم أغمضهما مرعوبا. ما هذا اليمّ الذي يشرّق ويغرّب؟ ما الذي جاء به إلى هذا البحر وهو لم يسبح ولم يركب الموج ولم تذهب رجلاه أبدا أبعد من رمال الشاطئ ؟ جازف مرة واحدة فغمس قدميه في الماء ثم ارتدّ مذعورا. كان يكتفي من البحر برمال شطه ونسائه اللاتي تندلق أثداؤهنّ على كروشهنّ... |
قلم: منذر العيني |
قلم: الصّحبي الوهايبي وقف الرجل إلى المصرف ودون أن يشير اعد له النادل قهوته المرة ووضعها أمامه فترشفها رشفات متتالية متواترة ولم يكن على عجل ولكنه كان دائما هكذا يشرب بسرعة و يأكل بسرعة ويتكلم بسرعة ويحسم الأمور بسرعة وكان يقول لمن يسأله: البطء يورث التردد والتردد يوهن العزائم. كان ينظر في المرآة التي تملا الجدار أمامه إلى الجالسين في القاعة وراءه والى السيارات التي تمر في الطريق شمالا والى العابرين على الرصيف في كسل وكانت الضوضاء تملا المقهى كطنين النحل وسال نفسه كيف لهم أن يتحدثوا... |
بقلم: كرم الحمو لا أدري إن كنت كبيرًا الآن، أم أنّ الأمور أصبحت أصغر. لقد صار عمري يفوق عدد شعرات لحيتي ولكنني لم أتصوّر يومًا أن أكون الرجل المالك. دعوني أوضّح فكرتي فأنا لست هنا للحديث عن خفايا نفسي لأنّني لا أثق بكم كفاية، كما أنني لست هنا لأحدّثكم عن أنفسكم فأنا لا أحبّكم كفاية. بصراحة، وأنا أتكلّم بصراحة لأنّني أحبّها لا لتوجّب ذلك، أقول إنّكم كثيرون. نعم أعلم أنّ البعض قد لاحظ ذلك، ولكنّ بعضكم الآخر لا يدري ما معنى ذلك أصلاً. سأبيّن الفكرة بأن أشرح نقيضها: لقد كنت... |
بقلم: نارت عبد الكريم لا يمكن الحديث عن جدوى قتل الملك في هذه الحالة، الوقت غير مناسب وأي محاولة قد تتسبب بخسائر فادحة، فالدفاع القائم لا يكفي لصدّ هجوم معاكس، ربما لو كان جرونفيلد موجودا لأثنى على هذه الاستنتاج. عندما اندلعت الحرب لم أفهم لماذا يقتل الناس بعضهم بعضا. يقال عندما تنتهي المعركة فإنها تنتهي لعدم توفّر المقاتلين.. لا أدري لماذا لم تنته تلك المعركة مبكّرا، فهل الحياة معركة؟... ربما هي عبارة بسيطة، ولكن أن تكون في قلب المعركة فذلك ليس بسيطا... |
قلم: نادين باخص (1) هذا البرقُ يستفزّني لأنقضَّ على هاتفي أفترسُ رقمكَ يُغرقُني في كثبانِ سماواتك .. .. : _ هدّئي من كفركِ، أحاولُ مع ذاتي .. معكَ فقط أعودُ فرساً لم تألفِ الرّضوخَ لكبْحِ الأعماق .. / ترحلُ أضواءُ المنزلِ مأخوذةً بسحرِ البرق .. وحدي أبقى في ظلمةٍ اعتادَتْ زيارتي .. رفيقةُ سوءٍ هي توحي لي بجسارةٍ أنْ : أغمضي عينيكِ وعانقيه .. أتكلّفُ... |
قلم: نصر سامي أمري كان لي في ما مضى والآن لا أدري أبي قلق من الطّغيان؟ أم أنّ بي ما يعجز الدنيا وذاكرة الزّمان؟ أدري بأنّي لا أرى. لكنّ ماء الرّفض ينبع من خلال أصابعي، ودم السؤال ينزّ من قلبي. وهذا الليل ملتمّ عليّ كقبر من رماد. ولا عنقاء في جسدي. [1] أمري كان لي. والآن لا أدري أهذا الموت خاتمة المطاف. أهذي الحرب سرب خطاف طاف حول الأرض كي يعطي سلام الخطف والتطواف. أدري بأنّي لا أرى أملا هنا في هذه العتمات غير الرّيح. [2] الموت في الأضواء في السّاحات في الدّرجات في حوض الشّتول وفي... |
قلم: شاهر خضرة من الذي مدّ يدَه في الليل وفكّ خيطَكِ المفتولَ حول مسمارٍ في حائط كاتدرائية هذا الكون التي بناها العشاق في خيالات أشعارهم، وأنا هذا العاشق فارغ اليد، مررت كعاشقٍ من أولئك الخياليين الشعراء فما وجدتُ في الجدار سوى مسمار أسود من الحزن. وبقعة بياضٍ مستطيلة في الطلاء المائل بلونه إلى دخان قديم، قائلة لا تحزن أيها الشاعر! إنّ من مرّ وأخذ الأيقونة ليس بالضرورة أحق منك بها لكنّها لا ترتبط بهذا الجدار بأكثر من... |
قلم: نوفل نيوف لأمْبيكلابروسَ1 الخُرافيِّ الناشفِ على الحبل (لأمبيكلابروسَ نديمي وحُجَّتي في الكوابيس) للمقفّع وابنه المتهدِّلين لُفافةً تومض في فم القمر لسمعانَ العامودي وهو يصوِّب عدسة الـ ديجيتال على براعمِ “شجرة الدر” تحت القباقيب وعلى ذراعَي رابعةَ العدويةِ المشرئبةِ إلى رياض العطر... لهؤلاء وسلالاتهمُ (المتقاطعةِ المتناحرةِ المجتمعة هُلاماً مع الريح) لكم جميعاً أستدير بمكبِّر الصوت، وأُنصت للطبول: أمبيكلابروس. – نطقَ هامداً، كمن... |
قلم: الصّحبي الوهايبي الوقت كان غروبا أو ما دون الغروب بقليل. بل كان غروبا فهذه أصوات المؤذّنين ترتفع إلى عنان السماء تشارك أسراب العصافير ذلك الفضاء الرّحب. كلّ يسير في سربه دون نشاز أو تردّد. بعض الرّجال والفتية يحثون الخطى إلى المساجد قبل أن تفوتهم صلاة المغرب. تردّد الرّجل. هل يؤدّي صلاته أم يؤجلها؟ قد يفوّت على نفسه آخر السفرات إلى قريته فيبيت ليلته في العراء فحافلات النقل العمومي لا تعرف تأخيرا أو تأجيلا. حسنا، ليؤجّل صلاته إذا. هذا حساب بينه وبين ربّه. قد يجدان إليه حلاّ. حافلة النقل تأخّرت... |
قلم: موفق مسعود - 1- العالم الآن ..حيث يكرّس الضحايا كلّ ما في وسعهم من الحلم (وهو قليلٌ بقدر الأقلّ الباهت الذي في خمول الأرق) كي يتثاءب القتلة على حقائق الاحتقار المطلق للحياة السالفة للطبيعة...أو للحقّ في الوجود ...( ذلك الحقّ الذي لا يحتوي على إكسير الآلهة). - 2- حين أغنّي ..فإنّ مذياعاً ينهض في ذاكرتي ...وحين أقبّل امرأة ..فإنّ سيلاً من المحطّات الفضائية تسكن في لحظة ذاكرتي وتستوطن في حدقتي كأفق وحيد للمخيلة .. - 3- حين نتخيّل ما سيحدث قبل وقوعه، فإنّنا نغتصب... |
قلم: فوزي غزلانالنهارُ ليسَ غائباً عنِ الوعي فقط، يجثو صاغراً لفتنةِ المطر مبللاً بالصّمت مضمَّخاً برائحةِ التّعب مثقلاً بفسادِ الملح وعاريا من الألق. نسيَ/ أو نسّاهُ الليمونُ والنارنجُ/ فاتّكأ على شمسهِ تاركاً لليلِ سُـرَّةَ النشوة وكثيراً من الأسرار كثيراً من المطر والفرح والبكاء... والمطر، يغسلُ الوقتَ والوجوهَ وكثيراً من الدّروب وعوالقِ التّعب ومحطّاتِ الرّيبة... وبينَ... |
قلم: منصف الوهايبي ـإلى أنّا بلانديانا نصّا على نصّ ماذا لو نحن وُلِدْنَا في السّبعينَ أوِ السّتّينْ!؟ هلْ كنّا لِـنكونَ سوى حُـكماءٍ مُكتهلينْ نحْدِسُ منذ اليوم الأوّل كالحيواناتْ أيّ طريقٍ نتنـكـّـبُ أو نسلُـكُ في مفترقِ الطرقاتْ هل كنّا لِـنكونَ سوى ما شِئـْـنا!؟ *** لا يمضي يومٌ إلاّ كنـّا أصْغرَ مِـمّا كُـنّا نمشي أو نجري أو نقفزُ فِتْيانـًا في رَيَعانِ فـُتُـوّتهِمْ حتّى نبلغَ بابَ الحبِّ وقد رَاهَـقـْـنا العشرينْ وتكونُ ليالينا ـ إذ... |
قلم: منصف الوهايبي“The thing I am” شكسبير 1 الزّمــان هــنــا دائريّ كــوقـع الغــناءْ والمـكان هــنـا لـيـس إلاّ المـكـانَ الخـطأ ْ والحـيـاة كـما المـوتُ، تـأتــي ســريــعا وتــمــضي بــطيـئا كـأنّ الحــياةْ خــبر فـي عـمـود الوفــاةْ نــتــهــجّــاه والمـوت لــيــس سـوى المبـتـدأ ْ الحــيــاة هــنــا تـتـغـذّى كــعــادتــهــا مــن فــتات الحـيـاةْ حــارس كــان يـشــكو إلــيـنا غلاء المـعـيـشة:... |
قلم: فخر الدين فياض أحب الكلام على أنواعه، مكتوباً، مشافهةً، أو مسكوتاً عنه بطعم الماء، غامضاً يحمل رائحة لغة دون حروف.. أحب تلك الحشرجة التي تنبئ باستعصاء الترجمة.. وصوت حنجرة تشرق بلعاب رغبة متخيلة.. وأحب لغة الجسد... ينضح كلمات متعرّقة، تتداخل الألوان ملتفةً بحروف ناعمة.. هنا نهد عامر بحرارة آتية من الغيب، يلتهم عروق ذراع تعانق لحظة انتشاء، وهنا شفة تتوغل داخل النبيذ.. وتثمل، وهنا لزوجة تداعب نجمة تفتحت على كرز خمري.. وهنا صهيل خيول برية، تقتحم مياه البحيرات الساخنة، تراقص... |
بقلم: منصف الوهايبي 1 أنا والكسل إليها.. ذكرى صيف 1966 لكأنّهُ يوقظُ ينابيع قديمة.. أو يتسلّقُ قوس قزح.. لكأنّه ظلّ ينفخ في رماد الشّائعة.. يقودني إلى طفولة الماء.. الطّفولة التي لا تتسمّى.. أبَدًا.. تمبكتو تسبح في وهج الأسطورةِ.. الأرض تنضج ودائع الرّبيع.. الأشجار واقفة.. في ذلك الصّيف التّمبكتي البعيد.. لا أسرّةَ لطيور الدّوري إلاّ أسرّة الغبار.. تترجّح بين أغصان الأكاسيا.. حيث لها أن تغفو.. حيث للصّمت أن يستيقظ |
بقلم: الطيب الطهوري يقول الإله البعيد هنا: هذه الأرض ظلي.. والسماء التي في الأعالي جناحايَ.. تلك الكواكب ريشي.. وهذي المياه كلامي الذي سيكون. *** تصيح الشياطين: نحن بنوكَ.. وآدميوك بنوكْ.. إننا إخوة.. يا أبانا.. فلماذا مياهك ضوء الغمامْ..؟ أيها المتعالي.. هناك.. هنا.. لماذا رمالك نارٌ.. وصخرٌ صداكْ..؟ إننا إخوة.. يا أبانا.. فأنّى تكون .. عليك السلام إذن.. وعلينا غمامك..حيث نكون. *** يقول الإله القريب... |
|
قلم: رضا كريم الحكمة أو الليمونة التي دحرجها أبي قرب تمرّدي كقنبلة، شفاءً لمراهقتي بجسارة محارب قديم طوّع برودة أعصابه عند حافات الهاوية، طوّع قدميه بين تراحيل الضياع في السجون ونشرات الأخبار ومتاعب عالم البدلة الزرقاء، الحكمة أو نشيد اليأس المنهمر بين القبلات كنبوءة أتت بكل شيء ٍ لمرّة واحدة متّقدة على أسنانه بضحكة ساخرة لتحتلّ غضاضة أصابعي ملفوفة بكلّ شرائط الحنين، تلك التي أصغيت... |
قلم: طارق الطوزي الدرجة الواحدة بعد الستين، الظلام يغشى الأعلى. لم أتبين المدى المحيط بموقفي؛ لهذا أعتمد يداي دليلا إلى الطريق، أتتبع الجدار متحسسا شقوقه فهي علاماتي الموثوقة و التي من خلالها أستطلع المكان. أمّا خطواتي فهي تخضع لإيقاع دقيق يعكس تذكري لمواطن الثبات على هذه الأرضية القديمة. العمارة كما يزعمون توشك على الانهيار في كلّ حين؛ إنها قاب قوسين أو أدنى من السقوط. أمرر أناملي على الجدار بحذر مواصلا تقدمي الأعمى، كنت في الحقيقة أتحاشى هاوية سحيقة بعد الدرجة الأخيرة. عندما بلغت... |
لا يحسن الغناءَ أيٌّ شاءْ ولا مقدّرٌ لكلّ من أرادَ أن يكونْ تفاحةً ناضجة في جنّةِ الغُرباءْ. ها أعظمُ اعترافْ يُدلي بهِ أزعرْ . عَمْداً أسيرُ أشعثَ الشعرِ رأسي على كتفيَّ كالقنديلْ. أريدُ أن أضيءَ في الظلامْ عُريَ الخريفِ في جوارحِ الأنامْ يُعجبني رجمي بلا يحسن الغناءَ أيٌّ شاءْ ولا مقدّرٌ لكلّ من أرادَ أن يكونْ تفاحةً ناضجة في جنّةِ الغُرباءْ. ها أعظمُ اعترافْ يُدلي بهِ أزعرْ . عَمْداً أسيرُ أشعثَ الشعرِ رأسي على كتفيَّ كالقنديلْ. أريدُ أن أضيءَ في الظلامْ عُريَ الخريفِ في جوارحِ الأنامْ يُعجبني رجمي بأحجارِ الشتائمِ كأنها عاصفةٌ تجشّأتْ بَرَدْ. فأكتفي بأنْ أشُدَّ قِبضتي على هياجِ شعريَ الزبدْ. عندئذٍ يطيب لي استذكارْ البركةِ المهجورةِ وبُحّةً... |
قلم: منصف الوهايبي تركت في داخله أكثر من شيء دلْـبٌ(أعـرف أنْ لا ثمرٌ فيه ولا زهرْ إلاّ ما تحمـله أطيار الدّوري) بـارٌ في أفيرو(أذكر لم تفتحـْه لـنا في عـقب اللّيل سوى رائـحة الموسـيقى) بـاب لا مصراع لـه إلاّ خيط مـن ضـوءٍ يـتدلـّى ما بين سحاب وتراب مـنفتـحٌ كالصّـحراء على البـحرْ كـان علـيه ـ منذ افترقا ـ أن يسترجع ما لا يملكـه أن يحفر في الذّاكـرة الرّخوةِ أن يفتح فيها ثقبا قال سأبدأ بالدّلْبةِ،لـكن ما... |
بقلم: فوزي غزلانمطرٌ و يذوبُ فيَّ الوقتُ ثم، نسيلُ عائدينَ إلى التراب... أمطارٌ تصعدُ من جسدي أمطارٌ لها لون الوردة وطعم المرأة ورائحة التبغ ثم لا أنتهي، ذاكرتي واشتهاءاتي وما أبصرُ وما أهوى مطرٌ مطر ثمَّ، أسيل عائداً إلى التراب أحتضنُ ما فيها من بذور أبثُّ فيها دورتها، والريحُ، لا تعبأ بالوقتِ الذي يتملّى وجعَ انتظارِها فيضحك ثمَّ يتوعّدُ/ لابساً ثوبَ السماء السماءِ... |
قلم: نضال بشارة المشكاةُ المتيّمةُ بالألمِ، تغتسلُ بعطر التثاؤب، وقبل أن تحنّ لنهارات من كسل. أقرأُ: جاء في خطاطةٍ من عهد الخزامى: وإلى أن رأى وجهها كان يحارُ “من أين يطّلعُ الصبحُ ؟” فابتهل مثل عجوز، يُرَجّع قدّاس الشجر. يرنو إلى ماء روحها، ونغماتها، أن يجلس بين وصيفاتها، يندغم ببهائها المقدس، ليتأرجحان قوس أُلفةٍ مُعتّقةً. في صفحة ثانية: أنّ ما بين نهديها مكتباتٌ تؤرشف القبل، برذاذ عاشق مُوجَعٍ ببهارٍ... |
قلم: منصف الوهايبي 1 ديـونـيـزوسـيّـة فـي أعــيادك ديـونـيزوس تـعـلّـمـنا كــيـف نـصـفـّـي مــاء الكـلـمــاتْ كـنّـا نَــصْـفَــقُــهُ فـي الـعـتْــمــةِ: نـنـقـلُـه مــن بـلّــورٍ أخــضــرَ فــي غــبــش الظّــلِّ إلــى آخــر أخــضرَ لا يــنــفــذ مــنــه الضّــوءُ، ولا يــرســب فــيه ســوى صــمــتِ الكــلـماتْ عــوّدنــا الــعـيــن عـلى الظّــلــمــة حــتّــى أنّــا مــا عــدنـــا نــبــصــر إلاّ بــعــيــون الكــلــماتْ 2 |
قلم: الصّحبي الوهايبي رنّ جرس الهاتف في الهزيع الأخير من الليل. من هذا الذي يفعلها في مثل الوقت. من هذا الذي يريد أن يقطع عليه حلمه اللذيذ وقد كانت أحلامه كوابيس طيلة الشهور الماضية أو ربما بعضا من السنوات الماضية؟ أصمّ الرجل أذنيه ولكنّ الرنين لم ينقطع، لكأنّ بعضه آتٍ من داخل الحلم وبعضه آتٍ من خارجه. هذه لا يفعلها غير أبيه ولكنّ أباه مات. سلﱠ الرجل نفسه على مضض من حلمه اللذيذ ونضا الغطاء عن رأسه ومدّ يده إلى السماعة وجاء الصوت: - الصحبي؟ أهذا أنت؟ حبس الرجل أنفاسه أو هي انحبست... |
قلم: فوزي غزلانيا أيها الممنوعُ المستفيضُ بالامتداد قربَ شجرة التفّاح/ فائضاً عن كلِّ تفاح أنتَ، مفتاحٌ أبيضُ من مفاتيح سوادنا الفسيح الطويل برغمِ (الغالا) التي تجتاحنا تفتحُ بوّاباتٍ بيضاءَ أمامَ الريحِ تفتحُ في أنفسنا المائتات طاقاتِ ضوءٍ/ للأملِ بالابتسام، وتنكوي بأوجاعٍ خلوصةٍ للنكران.. لا تُنكرنا فيك وفينا لك مذبحٌ ومحراب تفيض فيهما قلوبُنا لك هوىً/ نفسحُ لك، في محبّتنا متّسعاً للشموخ.. تتفشّى (الغالا) لا تَخفْ/ |
قلم: رضا كريم هلَّ القمر ساطعا على الشرفة ها هو حازم ورشيق، يلوح بسناه كعازف يقود الدروب بعدما شطفتها غيمة عابرة ها هو على الشرفة كما ألفته البراري وتمرّ تحته السابلة أو كما فرحت به الأزقة الضيقة أو كما احتفل ليباركنا مرة باقتناص المسرة ها هو يسطع كمحراث يهيج أرض الذاكرة هل يتفقدنا بين وحل درب أحلامنا بين سعف نخلة البيت الضامرة يتغلغل بين أصابع الأمهات ليمشط فوق المهود شعرنا أو |
بقلم: إبراهيم زولي الأعاصير تأتي من الغرب كلّ نهار لتصعد في جبهة السفح ينقسم الرمل ينعق فيه غراب التواريخ والوحشة الأبديّةُ... *** تأتي من البحر هذي العواصف ماعاد للشعر قلب تطول المسافة تسقط في اللحظة الدافئةْ *** حين تأتي عصافير دهشته في المساء ببطْءٍ يكون الفضاء زنازين كالذكريات ولو فتح الليل أبوابه في يديه ستلمع أسئلة وشوارع من سهر وذهولٍ... |
قلم: محمد غيث الحاج حسين كانوا سطرا بعد النهاية …لغــة في هـاويــة ينثرون جرائد الصباح فتاتا لعصافير سأمهم في جيوبهم ما يكفي من سعال قادم لنغلق بارات التنفس بإحكام لنثب من حناجرنا … يغمسون النكات اليابسة بشاي صراخنا. النسيان مؤونة أيامهم كهنة القسوة … يعصبون رؤوسهم بطنين الذباب… براري الظهيرة دم انتظاراتهم. سجادة وحشتها حاكت سجادة وحشتها باللفتات … بقصاصات من حيرة سقطت... |
قلم: رضا كريم لست الوحيد المبحر بصورة تلك الديار ولست بالوحيد الذي استراحت على زوايا أحداقه ولست بالوحيد الذي لا يعرف لماذا، لست الوحيد مَنْ تفاجئه ذرات التراب عالقة على الأهداب عند كل مساء أو تـفاجئه طابوقتها المرصوفة بدم القربان بظلها كرحمة واسعة في خضم الضجيج على سبيل الأمل، كل هذا ليس حنينا، ليست حيازة لذكرى، وليس تفرد، إنها، دمغة من مرح الشمس على الجسد بين أركانها، رسم طفولة على الجدران لسد... |
قلم: فهد العتيقللمكتب الحكومي الوثير طعم رائع، إذ تأتيه الأوراق وتخرج بيضاء لامعة، الباب واسع للزائرين، وكاسات الشاي تتقاطع في اتساع الوقت، خضراء لذّة للشاربين. للوقت البارد رحابة تأخذ شكل الرتابة والأمان، وكسل مرح يدير الرؤوس ويحنيها، وها قد عاد إلى وقته من جديد، يتمدّد فيه ببذخ المترفين. بالأمس كان يلبسه فتضيق أطرافه المشتعلة، واليوم يلبسه واسعاً فيرى النور والبهجة. عاد ليقول بنزق مترف، إنه فقط بحاجة إلى أن يرتاح، غابت سماوات أكثر غيماً، وحضرت سماوات أخرى، ويركض خلفه... |
قلم: أدونيس غزالة الحجر عين الضوء في النافذة الحجر.. مرآة الشمس نداء التشكل هو في الحقول المطلقة. الهدأة دم الحجر الخطوة صمته. في وحدته وصوته في صمته.. الحجر… * * * ؟؟؟؟؟ كم مرةً علينا أن نتذكرَ قِصَر القامة فينا لنوسع مدى خطواتنا أكثر؟ كم مرّة علينا أن نحدق |
|