هلَّ القمر
ساطعا على الشرفة
ها هو
حازم ورشيق،
يلوح بسناه كعازف
يقود الدروب بعدما
شطفتها غيمة عابرة
ها هو
على الشرفة
كما ألفته البراري
وتمرّ تحته السابلة
أو كما فرحت به الأزقة الضيقة
أو كما احتفل ليباركنا مرة
باقتناص المسرة
ها هو
يسطع كمحراث
يهيج أرض الذاكرة
هل يتفقدنا بين وحل
درب أحلامنا
بين سعف نخلة البيت الضامرة
يتغلغل بين أصابع الأمهات
ليمشط فوق المهود شعرنا
أو
حينما كنا نتربص معا،
معنا فرجة باب
ونوح بلا طير
زئير ظلمة في متاهات الليل
بلا أمل
معنا وجوها تركتنا بلا مواعيد
وأخرى شطبت عناوين الحب
من التقويم
كأننا بسلة مهملات
علقتها على الأكتاف مدن قاسية
***
ها هو....
ساطع على الشرفة
يحوم ليندس
بين مداهمة التعب
بين الخوف والأمل
ليقول: من هواء وأرض
من مطر وشمس
من شجر وقلق
هكذا
يشم عطر الأمكنة
ونمشي بينها دون أن يدري أحد
وربما من غير قمر