لست الوحيد
المبحر بصورة تلك الديار
ولست بالوحيد
الذي استراحت على زوايا أحداقه
ولست بالوحيد
الذي لا يعرف لماذا،
لست الوحيد
مَنْ تفاجئه ذرات التراب
عالقة على الأهداب عند كل مساء
أو تـفاجئه طابوقتها المرصوفة بدم القربان
بظلها كرحمة واسعة
في خضم الضجيج
على سبيل الأمل،
كل هذا ليس حنينا،
ليست حيازة لذكرى،
وليس تفرد،
إنها،
دمغة من مرح الشمس على الجسد بين أركانها،
رسم طفولة على الجدران
لسد نقص في حياة العائلة،
أما الفتاة
التي أغويتها
لمسامرة على متن حلم اليقظة
ثم أجلستني تحت كوة عينيها
تشرح زرقة السماء
بعيدا عن سطوة الحارس الخفي
كم كانت حكيمة
رغم قصر جدائلها
الأقصر من الحياة
بثوبها القصير ذو الأبعاد المتنوعة
ولاسيما التحرش بغنج الهواء،
لست الوحيد
مَنْ ينتظر أغنية في الضحى العالي
وعلى سبيل المثال
(حاكيني يا يمه ........ غريبه من بعد عينك يا يمه
يمه )
كل ذلك لم يكن بعيدا
يأتي بكل صباح
يجلس على راحة اليد
عابرا للقارات
مع أبخرة كوب القهوة
حيث
تومئ الديار كي أدخلها
بطوافات النجاة،
حامل كل حيرة الأمس
بحبوحة الجسد،
أتجول بين زوايا غريبة
بحثا عن طريق.