فؤاد فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 786 معدل التفوق : 2214 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 17/12/2011
| | جاك ديريدا: فيلسوف التفكيك بامتياز | |
المفكر الفرنسي جاك ديريدا -(أرشيفية)ذوات - نزهة صادقتقودنا مقولة "التفكيك" إلى الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا، الذي بعد أن تشبع بنصوص برغسون، وأخرج إلى الوجود أحد أعماله الفلسفية "البنية، العلامة، واللعب، في خطاب العلوم الإنسانية" في منتصف الستينيات من القرن العشرين، أصبح اسماً يتداول في الأوساط الثقافية بشكل لافت، كما سرعان ما أضحى من أبرز رواد التغير أو الاتجاه الجديد الذي عرفه الفكر الفلسفي المعاصر، حيث لم يكتف فقط بتفكيك معالم الميتافيزيقا، بل عمل على خلخلة حتى مجموعة من المفاهيم الفلسفية التي كانت سائدة على مدار تاريخ الفلسفة الأوربية، وتمكن من تفكيك البنيات المعتقة للميتافيزيقا، هادماً هيكلها الأيديولوجي وقالباً تراتبيتهارأساً على عقب، وناقشاً بذلك اسمه في تاريخ الفكر المعاصر، باسم فيلسوف التفكيك. ويصادف اليوم (08 أكتوبر/ تشرين الأول 2004) وفاة الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا، المفكر الذي أعاد خلخلة النزعة المركزية السائدة في التاريخ الممتد إلى أفلاطون، والذي قدم مساهمات اعتبرت أحد الحلقات الأساسية المشكلة لفكر الاختلاف. خرج ديريدا إلى الوجود في عالم متلاقح الحضارات والثقافات متعددة ارتبطت بالتاريخ الجزائري الفرنسي المشترك والممتد، ليُدخِل بذلك اسم حي البيار في مدينة الجزائر، الحي الذي ولد فيه، إلى التاريخ من أبوابه الواسعة. حاول ديريدا تفكيك تاريخ الميتافيزيقا الغربيّة منذ لحظة ميلادها مع سقراط وأفلاطون، ولعل قوله: "إنني أحاول الوقوف عند الخطاب الفلسفي، أقول حداً لا موتا، ذلك أنني لا أومن مطلقاً بما شاعت تسميته راهناً بموت الفلسفة، انطلاقاً من هذا الحد أصبحت الفلسفة ممكنة، وبات ممكناً من ثم تحديدها بوصفها المجال المعرفي الذي يشتغل داخل ضرورات وعوائق أساسية، وتقلبات مفاهيمية، يستحيل محاربة الفلسفة من خارجها "لأبلغ دليل على ذلك، كما كشف التفكيك الديريدي للميتافيزيقا عن مركزيّة الصوت، ومركزيّة العقل، والمركزيّة الأوروبيّة، إذ لم يقتصر على تفكيك نصوص مرحلة الحداثة الغربيّة، وإنما امتدّ شغله على طول مساحة خريطة الفلسفة الغربيّة منذ الإغريق وحتى أيامنا هذه. صدر لديريدا العديد من المؤلفات من أهمها "الكتابة والاختلاف"، " فى علم الكتابة "، "أحادية الآخر اللغوية" "،"أحادية الآخر اللغوية"، "صيدلية أفلاطون"، "الصوت والظاهرة". بعد أن نحت مفهوم "Déconstruction" أو التفكيك، الذي يعد قراءة نقدية فلسفية مزدوجة للعمل من خلال نظامين، النظام الأول يقوم على تتبع الأساليب التعبيرية للكاتب التي تقوم عليها أفكاره، النظام الثاني يقوم بتحليل دقيق للكلمات التي استخدمت للتعبيرعن تلك الأفكار، وفق أبعاد فلسفية تكشف معطيات نفسية ومركبات فكرية لصاحب العمل، وبعد أن انصبت تفكيكيات دريدا على البنيات الداخلية للنصوص، لتكشف التوترات والتناقضات الداخلية فيها، وعملت إستراتيجية التفكيك على إبراز الآثار التي تتركها القوى المحركة للنصوص، خاصة خلخلة للقوانين الدلالية والتركيبية للمعنى التي استطاعت، ليكشف بذلك آث الهدم قواعد اللعبة التي تختبئ وراء لعبة الحضور والتعلق بالوجود والزمان، غادر ديريدا الحياةيوم 08 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، تاركاً وراءه بناءً جديدا للفكر المعاصر بعد أن قام بهدم القديم، حتى يتسنى للقادمين من بعده إعادة ترتيب النسق العام للفكر الإنساني الذي ارتبط بشكل أو بآخر بالميتافيزيقا. | |
|