قطر استنكرت إعطاء نظام الأسد رخصة لمواصلة القتل وتركيا دعت إلى إنهاء الحرب الباردة في المنطقة
| 06/02/2012 |
تعاظم المخاوف العربية والغربية من حرب أهلية في سورية بعد الفيتو الروسي - الصيني
فرنسا تسعى لتشكيل "مجموعة أصدقاء الشعب السوري" لحشد التأييد الدولي لخطة الجامعة العربية
واشنطن تحمل موسكو وبكين مسؤولية الفظاعات ولندن تدين تشجيعهما الأسد على مواصلة القمع
منظمة العفو الدولية: الفيتو الروسي والصيني "خيانة غير إنسانية وصادمة حيال الشعب السوري"
عواصم - وكالات: ندد المجتمع الدولي والدول العربية والغربية والمنظمات
الحقوقية العالمية باستخدام روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع
إدانة النظام السوري في مجلس الأمن, وسط تصاعد المخاوف من حرب أهلية جراء
غياب تحرك من الأمم المتحدة, فيما أعلنت باريس عن مساع لإنشاء مجموعة
اتصال هدفها حشد التأييد لخطة الجامعة العربية.
وبعيد لجوء موسكو وبكين إلى "الفيتو", مساء أول من أمس, لحماية النظام
السوري رغم تأييد الدول الأعضاء الأخرى ال¯13 في مجلس الأمن مشروع القرار
المدعوم من الدول العربية والغربية, توالت بيانات الإدانة والاستنكار من
عواصم القرار ومن المنظمات الاقليمية والحقوقية.
الجامعة العربية
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي, في بيان أمس, أن الدول
العربية لن توقف جهودها لحل الأزمة السورية, مؤكداً أن استخدام روسيا
والصين "الفيتو" في مجلس الأمن, "لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحاً
لقرارات جامعة الدول العربية" التي اتخذتها بشأن سورية, وفي مقدمها الخطة
التي تنص على وقف فوري للعنف وتفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى
نائبه, وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية توافقية.
التعاون الاسلامي
وفي جدة, عبرت الامانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي, أمس, عن "أسفها
العميق لفشل" مجلس الامن في التوصل لاتفاق بشأن سورية, مبدية خشيتها من
مخاطر الانزلاق نحو "حرب أهلية تهدد الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة
بأسرها".
وإذ أعربت عن أملها "ألا يؤدي عجز مجلس الأمن في اعتماد قرار بشأن الأزمة
السورية الى سقوط المزيد من الضحايا", ذكرت المنظمة, التي تضم 57 دولة
ومقرها جدة, بأنها "دعت الحكومة السورية الى التركيز على الحل السياسي,
والعمل على إنجاز الاصلاحات التي وعدت بها".
قطر
من جهتها, اعتبرت قطر أن عجز مجلس الأمن على تمرير قرار لإنهاء العنف في سورية يعطي نظام الأسد "رخصة" للاستمرار في القتل.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية, في مؤتمر ميونيخ
للأمن, أمس, إن "هذا تحديداً ما كنا نخشاه, وهو إعطاء إشارة للاسد أن هناك
رخصة للقتل".
تركيا
وفي موقف لافت, دعت تركيا إلى "إنهاء الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط", منددة بالفيتو الروسي الصيني لحماية نظام الأسد.
واعتبر وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو, خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ
للأمن, أن العالم العربي يشهد حالياً فكرا يشبه فكر التكتلات الذي كان
سائداً زمن الحرب الباردة بين الغرب والمعسكر الشيوعي, مؤكداً أن هذا هو
السبب في وقوف روسيا إلى جانب نظام الأسد.
واضاف "نريد أن ننهي الحرب الباردة في منطقتنا", مشيراً إلى أن بداية ذلك
تمثلت في حركة الديمقراطية التي افتتحتها ثورات "الربيع العربي".
من جهتها, شددت وزارة الخارجية التركية, في بيان, على ضرورة ألا يشكل رفض
مشروع القرار في مجلس الأمن "ذريعة للنظام السوري لارتكاب المزيد من
الأخطاء", داعية إلى دراسة تداعيات غياب تحرك من الأمم المتحدة.
فرنسا
وفي باريس, أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن "أسفه الشديد" للفيتو
المزدوج الروسي الصيني, مذكراً بأنه "منذ مارس 2011, لم يستجب نظام دمشق
للتطلعات المشروعة للشعب السوري الى الحرية والديمقراطية إلا من خلال قمع
وحشي ووعود جوفاء".
وشدد على "ضرورة توقف المأساة السورية", مؤكداً أن "الدول التي تمنع مجلس
الامن من ادانة هذه الاعمال تشجع النظام السوري على مواصلة سياسته الوحشية
والتي من دون جدوى".
ونبه ساركوزي الى أن "فرنسا لن تستسلم" كونها "تتشاور مع شركائها
الاوروبيين والعرب بهدف تشكيل "مجموعة اصدقاء للشعب السوري" يكون هدفها
تأمين دعم المجتمع الدولي لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية العقلانية, التي
يمكن ان تسمح بإنهاء اعمال العنف وبإعطاء الكلمة للشعب السوري عبر
انتخابات وبانسحاب الرئيس بشار الأسد, مع الحفاظ على بنى الدولة بهدف
تجنيب البلد الغرق في حرب اهلية".
بدوره, اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان موسكو وبكين "تتحملان
مسؤولية كبيرة على مرأى من العالم والشعب السوري", مؤكداً ان لجوءهما إلى
"الفيتو" في مجلس الأمن "يشل المجتمع الدولي".
واشنطن
وفي ميونيخ حيث شاركت في المؤتمر الأمني, حذرت وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون من خطر اندلاع حرب أهلية في سورية, واصفة استخدام موسكو
وبكين "الفيتو" ب¯"الأمر الفظيع".
وقالت ان الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن "بحزم" حيال سورية, "لأن كل يوم
اضافي يزيد من مخاطر نشوب حرب اهلية", مؤكدة أن معارضة القرار تعني "تحمل
(موسكو وبكين) مسؤولية الفظاعات التي تجري على الأرض في سورية".
واعتبرت كلينتون أنه "إذا مورس ضغط دولي جدي على نظام الأسد, فإن المخرج
الممكن هو عملية انتقالية مماثلة لما شهدناه في اليمن", مؤكدة ان واشنطن
"ستعمل مع أصدقاء سورية الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط
المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير".
وفي لندن, اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا والصين
ب¯"التخلي" عن الشعب السوري و"تشجيع نظام الأسد الوحشي على ارتكاب المزيد
من المجازر مثلما حصل في حمص", متسائلاً "كم من القتلى يجب أن يسقطوا بعد
قبل أن تسمح روسيا والصين لمجلس الأمن الدولي بالتحرك? ان أولئك الذين
يعارضون تحركاً لمجلس الأمن سيحاسبهم الشعب السوري".
بدوره, أسف وزير الخارجية الإيطالي للفيتو الروسي والصيني, مؤكداً أن
الشعب السوري لا يمكنه ان ينتظر أكثر و"على المجتمع الدولي أن يجد سبيلا
للتعامل مع الأزمة الانسانية والسياسية الراهنة البالغة الخطورة".
منظمة العفو
وبعد أن أعرب عن أسفه لموقف موسكو وبكين, اعتبر الأمين العام للامم
المتحدة بان كي مون أن الفيتو الروسي والصيني "يقوض دور الامم المتحدة
والاسرة الدولية في هذه المرحلة حيث ينبغي ان تسمع السلطات السورية صوتا
واحدا يدعو الى وقف فوري لاعمال العنف".
ووصف الفيتو بأنه "خيبة أمل كبرى لشعب سورية وللشرق الاوسط, ولجميع مناصري
الديمقراطية وحقوق الانسان", مشدداً على ضرورة "مضاعفة الجهود للتوصل الى
عملية انتقال سياسية نحو الديمقراطية يقودها السوريون بأنفسهم".
من جهتها, اعتبرت منظمة العفو الدولية ان الفيتو الروسي والصيني "هو خيانة
غير إنسانية وصادمة حيال الشعب السوري", مؤكدة أنه "من المذهل ان تعرقلا
(موسكو وبكين) تبني قرار ليس قاسياً الى هذه الدرجة" ضد نظام الأسد.