حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abbas
ثـــــــــــــــائر متردد
ثـــــــــــــــائر متردد
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 43
معدل التفوق : 101
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 05/03/2012

هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟ Empty
06032012
مُساهمةهل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟

More Sharing ServicesShare
|
Share on facebook
Share on print
Share on email
Share on twitter




صلاح فضل – كاتب مصري



يعد
حزب الوسط المصري، أول حزب يُعترف به بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث حاول
مؤسسوه الحصول على تصاريح في ظل النظام السابق، وخاضوا عدة جولات قضائية
وسياسية للحصول على اعتراف لجنة الأحزاب، بدءاً من عام 1996 وحتى عام 2009
ولكن دون جدوي، حتى تكللت جهودهم بالنجاح عقب سقوط النظام المصري، وحصولهم
على حكم من المحكمة الإدارية العليا، دائرة الأحزاب السياسية في 19 فبراير
2011 بإشهار وتأسيس الحزب.


ويعود
الحزب في أصله إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي انشقت عنها القيادات
المؤسسة للحزب بدعوى تطوير العمل الإسلامي. وقد اتفقت هذه المجموعة فيما
بينها على أن تكون أداتهم نحو تحقيق هذا الهدف هي: تأسيس حزب سياسي مدني
ذي مرجعية إسلامية، فأعلنوا عن تأسيس حزب "الوسط" ثم تم تغيير الاسم إلى حزب "الوسط الجديد" وكان من بين المؤسسين نصارى.


ورئيس
الحزب ووكيل مؤسسيه هو المهندس أبو العلا ماضي، ونائبه هو المحامي عصام
سلطان، وهما من أبناء جماعة الإخوان المسلمين، وكان لهما نشاطات بارزة في
العمل الطلابي وبعد ذلك في العمل السياسي وكان ينتظرهما مستقبل تنظيمي
باهر داخل الجماعة، لولا أنهما انشقا عنها وتركاها منذ عام 1994
نظراً لاختلاف الرؤى والأفكار وقد تعاونا في تكوين كيان مستقل يستطعيان من
خلاله طرح وجهة نظرهما ومخاطبة المجتمع من خلاله بخطاب دعوي وسياسي يختلف
في الشكل والمضمون عن طبيعة الخطاب الدعوي والسياسي لجماعة الإخوان
المسلمين ومن هنا جاءت فكرة تأسيس وتكوين حزب الوسط.


والدكتور
محمد سليم العوا هو المستشار القانوني لحزب الوسط، الذي تربطه بماضي
وسلطان علاقات وثيقة وقوية، وهما امتداد لفكر العوا ويسيران معه على نفس
النهج الفكري والعقائدي في التعامل مع مختلف القضايا. وماضي وسلطان عضوان
في جمعية مصر للثقافة والحوار التي أسسها العوا ويترأس مجلس إدارتها، كما
يشغلان أيضا عضوية معظم الجمعيات التي ينتمي إليها العوا ولا سيما جمعيات
التقريب والحوار بين الأديان.


ويعتبر
أبو العلا ماضي هو الأب الروحي لحزب الوسط وواضع فكره واستراتيجيته، التي
بدأت الأضواء تُسلط عليها في الفترة الأخيرة. وتلتقي أفكار ماضي وتتقاطع
مع أفكار العوا في موضوعات الشيعة والتقريب والنصارى والمواطنة والأقليات
وحرية المعتقدات، ولم نقرأ لماضي مساهمات خارج دائرة هذه الموضوعات وهو
أيضاً لا يتحدث في غيرها، وحولها يدور برنامجه الحزبي. وقبل أن تسلط
الأضواء عليه مؤخرا فإن ماضي معروف في عدد من الأوساط داخليا وخارجيا من
خلال حضوره للعديد من المؤتمرات ومن خلال مؤلفاته وأبحاثه التي من أشهرها:


* المسألة القبطية والشريعة والصحوة الإسلامية.

* جماعات العنف المصرية وتأويلاتها للإسلام.

* رؤية الوسط في السياسة والمجتمع.

وماضي
عضو في العديد من الجمعيات التي تدل أهدافها بل أسماؤها على مكنون فكر
ماضي ونظرته الفكرية تجاه القضايا التي لها صلة بالإسلام، ومن هذه
المؤسسات:


* الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي منذ عام 1999 )فريق أنشأه مجلس كنائس الشرق الأوسط(.

* مجلس إدارة جمعية مصر للثقافة والحوار، منذ عام 2000.

* الحوار المصري – الألماني الذي تنظمه من مصر الهيئة الإنجيلية القبطية منذ عام 2003.

* فريق الحوار العربي الأوروبي الأمريكي منذ عام 2004.

وكل
هذه الجمعيات يشغل عضويتها سليم العوا أيضا – وربما يكون العوا هو من رشح
ماضي لعضويتها – وهذا يقودنا إلى نتيجة مهمة وهي التطابق بين وجهتي نظر
وأفكار ماضي والعوا، في مختلف القضايا ذات المضمون الإسلامي، ولعل هذا
الأمر يوفر علينا كثيراً من عناء البحث ويوصلنا إلى وجهة نظر ماضي التي هي
ذاتها وجهة نظر حزبه عن قضايا المواطنة وحرية الاعتقاد والتقريب بين السنة
والشيعة التي يتبناها العوا بقوة.


وبنفس
منطق العوا يتحدث ماضي عن هذه القضايا، فالعوا من وجهة نظر ماضي واحدٌ من
المجددين والمنظرين للفكر الوسطي في الإسلام خلال العقود الأخيرة!


والمشروع
الفكري والأيدلوجي لحزب الوسط ضارب بجذوره في أفكار عدد من الشخصيات التي
تروج للإسلام الوسطي وأهمها: الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي
وطارق البشري ومحمد سليم العوّا وفهمي هويدي وأحمد كمال أبو المجد.


وحزب
الوسط هو ترجمة لأفكار هؤلاء، وتجسيدٌ واقعي لمشروعهم الفكري، على حد قول
ماضي نفسه في ورقتة المُقدمة إلى مؤتمر (دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة
الوسطية) منتدى الوسطية – لبنان، فبراير/ شباط 2009. والشخصيات المذكورة
تدور أفكارها في حلقة مغلقة لا تخرج منها قديما أو حديثا، حول التقريب بين
السنة والشيعة، والتقارب مع النصارى، وحقوق المرأة والمواطنة والولاية،
وهي المحاور الرئيسية التي تقوم عليها إيدلوجية حزب الوسط.


ومن
هنا يمكن أن نستخلص موقف الحزب من إيران والشيعة عامة فالحزب يقف من إيران
موقفا إيجابيا، وهذا ما يعبر عنه عصام سلطان نائب رئيس الحزب وأحد أعضاء
الوفد الشعبي المصري الذين زاروا إيران في يونيو/ حزيران الماضي، فبعد
عودته من إيران صرح بأنه لا يوجد فساد سياسي أو مالي في النخبة الحاكمة في
إيران، كما دعا إلى عودة العلاقات معها وفتح المجال أمام السياحة
الإيرانية إلى مصر، والتعاون معها في مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال
الاقتصادي، فإن كان عصام سلطان لم يسمع بالاتهامات المتبادلة مؤخراً بين
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي حول اختلاس
ثلاثة مليارات دولار فأنصحه بترك العمل السياسي، وإن كان سمع وتغاضى
فأنصحه أن يراجع نيته قبل أن يموت!!


كما أشاد الشيخ جمال قطب عضو الحزب وعضو الوفد الشعبي ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا بإيران قائلاً: "الإيرانيون لديهم الفهم الصحيح للإسلام".!!! وهذا التصريح هل يقصد به أن فهم أهل السنة ومنهم الأزهر فهم خاطئ؟؟

ولا شك أن في هذين الموقفين ما يعبر عن وجهة نظر الحزب دينيا وسياسيا تجاه إيران.

فالرجلان وبغرابة شديدة نصّبا نفسيهما للدفاع إيران حكاما ومعتقداً، دون أن يكون هناك داع للحديث عن ذلك!!!

ومؤخراً شارك بعض شباب الحزب في فعاليات المؤتمر الدولي للشباب والصحوة بطهران (29-30/1/2011).

فنحن
إذاً أمام كيان سياسي وليد ينحدر بسرعة هائلة تجاه إيران والتطبيع معها،
فعلى الرغم من ضعف تواجد الحزب في الشارع المصري وجهل غالبية الناس
برموزه، وضعف تمثيله النيابي في مجلس الشعب، إلا أنه يمكن أن يشكل نقطة
ارتكاز وانطلاق لبث عدد من المخططات الشيعية في مصر وإضفاء الصبغة
السياسية والشعبية عليها، في الشارع المصري وتحت قبة البرلمان، مع تضخيم
الآلة الإعلامية الشيعية داخل مصر وخارجها لمثل هذه المواقف والدفع بها
لصدارة الأحداث، مما يوهم المتلقي بقوة الحزب وضخامة الحدث وذلك مثل طرح
طلبات إحاطة داخل البرلمان عن عودة العلاقات مع إيران، والتعاون الاقتصادي
والسياحي بين البلدين، والتقريب بين السنة والشيعة.. إلخ وتحت ضجيج
الإعلام وصخبه، يمكن أن تحقق إيران مكاسب في الداخل المصري.


وهذا
ما يجب أن تنتبه إليه الأحزاب السلفية داخل المجلس، وتعد الخطط المسبقة
لمواجهة مثل هذه المواقف لتحجيمها والقضاء عليها وهذا لن يتأتى إلا بوعي
شرعي وسياسي لمخططات الشيعة في مصر، والقراءة المتأنية لفكر حزب الوسط
ورموزه، وذلك حتى يُعلم أين يقف هؤلاء من مختلف القضايا داخليا وخارجيا،
مع استثمار الرفض الشعبي لإيران في الشارع المصري، وتقوية التيار الرافض
لمؤامرات إيران من مختلف الاتجاهات وتقويته والتعاون معه داخل البرلمان
وخارجه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟ :: تعاليق

avatar
رد: هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟
مُساهمة الثلاثاء مارس 06, 2012 10:37 pm من طرف abbas
مـواضع ممــــــــــــــــــــاثلة :




More Sharing ServicesShare
|
Share on facebook
Share on print
Share on email
Share on twitter





خطر التشيع في مصر وبلاد السنة
روز اليوسف 14/10/2006
كان
يمكن أن يكتفي مجمع البحوث الإسلامية بإرسال بلاغه ضد صحيفة «أيمن نور»
الصادرة عن «حزب الغد» إلى النائب العام مع محام يحمل توكيلا، أو مع أمين
عام المجمع، لكن الحدث الفريد الذي شهدته الساحة القانونية والساحة
الدينية في يوم الخميس الماضي هو أن فضيلة الإمام الأكبر رئيس المجمع وشيخ
الأزهر الدكتور سيد طنطاوى ذهب بنفسه مصطحبا الأمين العام للمجمع الشيخ
إبراهيم الفيومي إلى مكتب النائب حيث قدما البلاغ الذي يتهم الصحيفة
بازدراء الأديان.. بعد أن نشرت ملفا غريبا وفريدا ومفاجئا.. ومثيرا
للريبة.. يهين الصحابة.. رضوان الله عليهم.. ويوجه انتقادات وقحة ولا تأتى
على لسان أحد من السنة ضد السيدة عائشة.
وبغض
النظر عن ملاحظاتنا على بطء إيقاع الإمام الأكبر فى التعامل مع إساءة بابا
الفاتيكان للإسلام، وتأخر صدور بيان الأزهر كما قلنا وقتها فإن سلوك فضيلة
شيخ الأزهر فيما تلا ذلك صوب عديدا من الأمور لاسيما من خلال بيان المجمع
ضد البابا، ثم عبر سلسلة من المقالات ينشرها ردا على ما قال بنديكت السادس
عشر.. وأخيرا، وليس آخرا، من خلال موقفه الحاسم فى قضية إهانة الصحابة
التي ارتكبتها بتعمد واضح جريدة الغد التي يصدرها حزب أيمن نور. لسنا بصدد
أمر يتعلق بحرية الرأي، وإنما بصدد موقف خطير.. له علاقة بالتوقيت
والأسلوب.. وبما ينعكس سلبا على مكانة الأديان.. وحماية الكيان الوطني..
في ضوء أن ما جاء في الصحيفة ليس سوى مما تردده منابر الشيعة.. وهى مسألة
لها انعكاسات طائفية وأمنية وإستراتيجية.. أيا ما كانت نوايا الصحيفة..
تدرى أو لا تدرى ماذا تفعل.
والواقع
أن المسألة لها أبعاد إقليمية خطيرة، تحدثت عنها من قبل في عمودي: اليومي:
«.. ولكن» في جريدة روزاليوسف، حين أشرت إلى المتابعات الأمنية التي تقوم
بها السلطات الأردنية لظاهرة التشيع والتحول المذهبي إلى الشيعة، وهو ما
سوف نواصل تناوله فى هذا المقال.. بصورة أخرى لكن الأخطر فيما يخص مصر..
يتعلق بأن ما نشرته «الغد» لم يكن هو الوحيد في الصحافة المصرية خلال
الفترة الأخيرة الذي يصب في اتجاه «التشيع».. أو دعم أفكار الشيعة. قبيل
وقت وجيز، نحو أربعة أسابيع، قابلت شيعيا مصريا، ودار الحوار حول أمور
مختلفة.. ثم فاجأني بمقولة عجيبة حين ذكر ما يلى: «إذا كان التعاطف قد زاد
مع مذهب الشيعة بعد أن ضرب حزب الله حيفا بصواريخ كاتيوشا.. فإن مصر كلها
سوف تكون شيعية حين تضرب صواريخ شهاب الإيرانية إسرائيل ».
وهذه
العبارة، التي تجاوزت حدود الواقع الإقليمي الحالي، وتخطت كل الأمور إلى
حد تصور أن الصراع مع إيران سوف يمتد عسكريا إلى إسرائيل، وبحيث تقوم
إيران بضرب إسرائيل بالصواريخ بعيدة المدى، تعبر عن قناعة خطيرة لدى
صاحبها.. وهو أحد المؤمنين العلنيين بمذهب الشيعة في مصر.. وتؤكد أن لدى البعض خطة لنشر المذهب بصورة أو أخرى.. ولعله ينتظر الحافز.. ولعله ينتظر التوقيت .
مظاهر الخطورة
ليس
من السهل أن تتحول دولة من مذهب إلى مذهب، هذه عملية تحتاج عقودا، بافتراض
أن أصحاب المذهب السني سوف يصمتون، ولا يفعلون شيئا دفاعا عن مذهبهم
وعقيدتهم، ولكن الخطورة في الأمر أن هذا يمثل استهدافا لخصائص الدولة
وتركيبتها الاجتماعية ويفرض تأليبا طائفيا، ويضع بذورا للفتنة، فضلا عن
البعد الاستراتيجي للمسألة التي يختلط فيها السياسي بالديني.. الأمني
بالمذهبي.. الإقليمي بالمحلى. وإذا كان هناك من تحدث عن سيناريوهات
لاختلاق نوع من الحزام الشيعي يمتد من إيران إلى لبنان.. مرورا بالعراق
وسوريا.. وإذا كان هذا الكلام، حين طرح، كان ينظر إليه بعين
الاندهاش..«راجع مقالات نشرها الأستاذ محمد عبد المنعم في روز اليوسف قبل
ثلاثة أعوام».. فإن القضية الآن صارت أقرب إلى الواقع.. مع حصول المذهب
الشيعي على نوع من الدفعة السياسية.. حين تم تسويق ما قام به حزب الله في
حربه مع إسرائيل على أنه انتصار عسكري غير مسبوق في تاريخ العرب.
على
سبيل المثال، فإن الوجه الآخر لهذا الترويج كان يعنى أن الانتصار العربي
الحقيقي الوحيد على إسرائيل في أكتوبر 1973، والذي حققته مصر كدولة سنية..
بمسلميها وأقباطها.. عليه أن يذهب في غياهب النسيان.. لأن إيران ومريديها
في المنطقة.. وأتباع مذهبها الديني.. وخطها السياسي.. قرروا أن يختلقوا
أكذوبة أن كارثة حزب الله ومغامرته كانت نصرا.. وأن يمزجوا في تفسير ذلك
ما بين مبررات سياسية.. وأسباب عسكرية.. وعلات دينية.. بحيث صار المعنى
المقصود تسويقه أن هذا النصر كان شيعيا.
أنا لا أفتعل تحليلا، وإنما أرصد وقائع تؤدى إلى هذه النتيجة.. وعلى سبيل المثال أذكر واقعتين:
1-
حين قام وزير الخارجية الإيراني «متقى» بزيارة إلى سوريا ولبنان، أثناء
الحرب.. ثم عاد إلى طهران.. كان أن قال في المطار متجاهلا نصر أكتوبر: حتى
الآن فإن حزب الله هو القوة الوحيدة التي صمدت ضد إسرائيل كل هذا الوقت..
أي 21 يوما «حينئذ».. في حين أن القوات المصرية لم تصمد في 1967 أكثر من
ستة أيام.. وهزمت.. في هذا السياق أشير إلى أن قنوات الاتصال الدبلوماسي
الإيرانية مع لبنان كانت تطلب بوضوح من فؤاد السنيورة أن يواصل الصمود
ثلاثة أسابيع إضافية.. مدعية أن هذا سوف يغير الموازين العسكرية.. فيما
لبنان يصرخ من الجوع والدمار.. ولم يزل.. حتى بعد أن انتهت الحرب وتحقق ما
أسموه انتصارا.
2-
نفسه وزير الخارجية الإيراني «متقى».. كان يستطلع أجواء اجتماع وزيرة
الخارجية الأمريكية مع وزراء خارجية مصر والأردن ودول الخليج.. في اتصال
تليفوني مع وزير خارجية عربي.. وكانت أهم الأسئلة التي طرحها هي: هل سيحضر
الاجتماع «فوزي صلوخ»؟ أي وزير خارجية لبنان.. الشيعي. هذا يذكرنا بما
قيل، وأثار جدلا كبيرا، حول أن انتماء الشيعة لا يكون لدولهم.. وإنما
للفقيه.. والمذهب.. وهو ما يخلق علامات استفهام عديدة حول التقاطعات بين
«الوطني» و«الديني».. ومن ثم الولاء للدولة التي يعيش فيها الفرد.. أم إلى
من يوجه إليه أمرا دينيا.. بحكم الولاية. هذا أمر يقض الأمن القومي
للدول.. ويهز بنيانها.. كمثال فإنه لا يمكن الوثوق على الإطلاق بأن السلوك
العسكري والسياسي لحزب الله نابع من إرادته الوطنية.. بقدر خضوع هذا
السلوك للتوجيه الإيراني.. حيث طهران تمثل العاصمة الممولة للحزب بالدرجة
الأولى.. والتي ترسم خططه وعملياته.. وحيث «قم» هي التي تملك عليه الولاية
الدينية ولا يمكن له أن يخالفها.. حتى وإن ناقشها.
دعك
من الجدل المثار حول حرب حزب الله ومبرراتها، رغم أن حقائقها ظاهرة
للعيان، ولكن ما هو الرأي في أن حزب الله بدأ عملية يحاول من خلالها إسقاط
الحكومة اللبنانية الحالية.. خضوعا لتوجيهات المحور الذي تحركه إيران
إقليميا.. وبما يمثل تحديا من الحزب لسلطة الدولة.. التي تسعى مصر والدول
العربية إلى دعمها وتقوية بنيانها.. من أجل شعب لبنان. المسألة
في هذا السياق لا تجعل من المؤمنين بمذهب الشيعة مؤمنين أحرارا.. يعبدون
بالطريقة التي يريدونها.. وإنما «ورق» لعب في يد الولاية الدينية
..
التي تخلط المذهبي بالسياسي.. وفى إطار حالة العناق الواضحة بين المؤسسات
الدينية والسياسية والعسكرية في إيران.. وهو ما يعنى أن الدين نفسه ليس
سوى ورقة لتحقيق أهداف إستراتيجية.
التحدي والمغامرة:
إن ما جعل المذهب الشيعي وأتباعه يشعرون بدفعة معنوية هائلة في الإقليم خلال العام الماضي أمران :
1- هذا التحدي الذي تمثله إيران للنظام الدولي من خلال ملفها النووي .
2- المغامرة التي قام بها حزب الله مع إسرائيل وأدت إلى تشريد نحو مليون لبناني وتدمير عشرات الآلاف من البيوت .
وفرت المناخ لكي تحاول إيران تصدير سياستها ونيل التأييد الشعبي لها من خلال الرافد الثالث وهو نشر التشيع .
وفي
ذلك نقول إن تصدير «الثورة».. وفقا للمنهج الذي اتبعه الملالى في إيران مع
بدء الثورة الإيرانية عام 1979.. لا يختلف كثيرا عن «تصدير السياسة» وفقا
للمنهج الحالي.. بل على العكس يبدو تصدير «السياسة» الآن أخطر.. لأنها
علنية.. وتحظى بمساندة إعلامية غشيمة أو مدبرة.. في حين كان تصدير الثورة
يتم في الخفاء وسرا.. ويتم إجهاضه من حين لآخر عبر الجهود الأمنية.
خطة هويدي :
ومن
الخطورة أن نتجاهل جوانب هذه الظاهرة، برمتها، فهي تمثل تهديدا
استراتيجيا.. ولا يمكن التعامل مع عديد من الظواهر البسيطة والعابرة على
أنها أمر عادى في حين أنها تمثل عوامل تقليب وتأليب.. وتعبر عن خطط قد
تكون منظمة، أو تسير بالدفع الذاتي وتؤدى إلى نتائج كارثية على المدى
القصير والمتوسط. في هذا السياق سوف أرصد فيما يلي عددا من الظواهر
والوقائع والاقتباسات التي تحدد حجم الخطر في هذا المناخ سواء في مصر.. أو
غيرها من الدول والأقاليم حولها .. وهى:
1-
في الوقت الذي يشن فيه الكاتب فهمي هويدي، من خلال صحيفة الأهرام بصورة
ما، ومن خلال جريدة «المصري اليوم» عبر سلسلة من الحوارات المتكررة
والمتوالية بصورة لافتة.. في الوقت الذي يشن حملة شعواء ضد التوجهات
الإستراتيجية المصرية.. بنية النظام ومصداقيته في الداخل. فإنه يشن حملة
مناصرة منظمة للخط الاستراتيجي الإيراني، والمحور الذي تقوده.. إنني لا
ألمح إلى أمر خفي، ولكن المنهج المتبع من هويدى يجب أن يخضع هذه الأيام
لحسابات أكثر دقة.. وفى رأيي الخاص فإن «التشيع السياسي» قد يكون أخطر من التشيع الديني.
2-
ليس بعيدا عن نفس المنهج قيام كل من صحيفتي «الدستور» و«الغد» بإتباع نفس
الأسلوب: أي الانتقاد الحاد الذي يصل مستوى الشتائم للنظام المصري..
ومناصرة التوجهات الإيرانية بأساليب موازية.. ولعل الكثيرين سوف يلاحظون
تحولات في خط الجريدتين من التوجهات الأمريكية إلى الإيرانية خلال الفترة
الأخيرة.. وبصورة أوضح في «الدستور».. وهو ما أراه مرتبطا بتحولات نوعية في توجهات سعد الدين إبراهيم الذي يرتبط بالصحيفتين.
الدستور
من جانبها، وبخلاف فيض من الموضوعات المروجة للشيعة، وزعت مع أحد أعدادها
«بوستر» لحسن نصر الله باعتباره بطلا، و«الغد» نشرت إهانة الصحابة.. وفى
نفس الوقت الذي تمتلئ فيه المواقع السلفية بانتقادات صارخة لرئيس تحرير
الدستور.. ومثلا يقول أشرف عبد المقصود في مقال نشره موقع المصريون عن
عيسى «كانت افتتاحية صحيفته مخصصة لأحوال مصر السياسية وأصبحت مخصصة
لأحوال دولة الخلافة الإسلامية وما دار فيها لكي ينفث من خلال ذلك أحقاد
نفسه ضد أصحاب النبي الكريم «صلى الله عليه وسلم» وينشر على القراء ترهات
متطرفي الشيعة وأكاذيبهم وبذاءاتهم عن الصحابة رضوان الله عليهم».
3- وليس بعيدا عن ذلك حالة التحالف بين جريدة «الدستور» وجماعة الإخوان المحظورة، وهو تحالف له أبعاد متنوعة، وفى
ذلك يشار إلى أن الإخوان التزموا نوعا من الصمت ضد ما فعلته جريدة
«الغد».. وفى الوقت الذي أصدروا عدة بيانات للتنديد بمنع المرشد مهدى عاكف
من السفر هو ووفده المرافق.. فإن الجماعة لم تظهر أي موقف ملموس تجاه فعلة
جريدة «الغد»..
وحين انتقدت «روزاليوسف اليومية» ذلك، اضطر محمد
حبيب نائب المرشد لإصدار تصريح ينتقد فيه كلاً من صحف «الغد» و.«الدستور»
و«الفجر» التي دأبت على إهانة الصحابة.
4-
في أثناء حرب لبنان، نشأ نوع من التشاحن بين بعض المساجد فى مصر، نتيجة
لأن هناك من وقف فوق المنبر لكي يمتدح ما سمى بنصر حزب الله ومقاومته، في
حين رأت مساجد عديدة.. خاصة التي يخطب فيها سلفيون أن هذا «المسمى نصر» لا
يجب الافتخار به.. لأن من قام به شيعي.. ووصل الأمر حد التكفير.. واتهام
من يؤيد حزب الله بذلك.. وهى ظاهرة تعكس ما نتحدث عنه بشأن خطورة التأليب
المذهبي.
5-
تجاوز الكثيرون التحليل المعلوماتي لواقعة اغتيال الصحفي السوداني محمد طه
قبل نحو شهرين، واعتبرها البعض نموذجا للعنف ضد حرية الرأي.. وتخيل من لا
يعلمون أن طه كان علمانيا يواجه التيارات المتطرفة.. فى
حين أن الوقائع المؤكدة تشير إلى أن القتل كان لأسباب لها علاقة بمواقف
شيعية للصحفي المغدور.. وترديدات مذهبية أثارت حفيظة السلفيين
..
وهو ما أدى لقتله. وبغض النظر عن موقفنا الثابت الرافض للعنف بأية صورة
ولأي سبب فإن هذا يعطينا فكرة حول نوع النتائج الطائفية التي يمكن أن
يثيرها خطر التشيع.
6-
في يوم الثلاثاء الماضي اتهمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان سلطات دمشق
بتشجيع التشيع واعتقال ومحاكمة وتجريم المواطنين السوريين لمجرد تبنى منهج
فقهي أو عقيدي معين. وقالت اللجنة التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا
لها إن عددا من المواطنين السوريين يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة حاليا
لمجرد تبنيهم الفكر السلفي، وأضافت: «إن
السلطات السورية دأبت في الفترة الأخيرة على ممارسة التشويه ضد النهج
السلفي السني، في الوقت الذي تشجع فيه على التشيع وتتيح المجال للأجانب
بالقدوم إلى سوريا ونشر التشيع عبر كل الوسائل المتاحة.
وقالت
صحيفة السياسة الكويتية في سياق آخر " إن حملة تشيع إيرانية منظمة تشن
حالياً على أبناء الطبقات الفقيرة في شتى المدن السورية هدفها إدخالهم في
المذهب الشيعي مقابل تلقيهم أموال تبدأ بعشرة آلاف دولار أمريكي "
7- لا أستطيع أن أنحى النقطة السابقة بعيدا عما جاء في مسلسل درامي سوري مهم من إنتاج أردني، يذاع على قناة «إم. بى. سى»، وهو بعنوان «أبناء الرشيد».. ويحكى قصة الدراما التاريخية المؤلمة بين الشقيقين.. وبغض النظر عن المستوى الفني شديد الرقى لهذا العمل.. فإن
المسلسل شهد ترويجا كثيفا فى بعض حلقاته للمذهب الشيعي.. من خلال شخصية
الابن المبعد عن العرش «الأمين».. الذى كان يقضى وقت فراغه فى «خراسان»
قارئا لكتب الشيعة.. ومرددا فقرات كاملة على مسامع المشاهدين.. ولمدة
دقائق مطولة.. داعيا إلى ترجمة تلك الكتب من الفارسية إلى العربية.
8- فى
مقابل كل هذا، وعلى صعيد آخر، فإن جريدة الديلى تلجراف البريطانية نشرت
قبل أيام تقريرا بعنوان «السنة يتعلمون المذهب الشيعي لتجنب فرق
الإعدام».. ويقول التقرير ضمن ما يقول:
إن
العراقيين السنة يعكفون على دراسة وتعلم الشعائر والتاريخ الديني للشيعة
حتى يتمكنوا من تجاوز حواجز التفتيش غير القانونية التي تقيمها فرق
الإعدام الشيعية. انتهى الاقتباس من تقرير الصحيفة البريطانية، وأخطر ما
في دلالاته ليس الإشارة إلى الواقع الطائفي المر في العراق، وإنما إنه
يقول إن «التشيع» ولو كان ظاهرا صار مرادفا للنجاة من الموت.. في حين أن «التشيع» في مناطق عربية أخرى صار مرادفا للإحساس بالفخار والنصر!
فى
حوار أخير لوزير الأوقاف الدكتور حمدى زقزوق، سئل: عن أن البعض يتحسب من
أن هناك مدا شيعيا فى مصر؟ فأجاب: هذه القضية ليست مطروحة داخل وزارة
الأوقاف على الإطلاق، وكون أن هناك مدا شيعيا من عدمه فهذا أمر مبالغ فيه
تماما، ونحن ليست لدينا حساسية ضد الشيعة كشيعة وسبب الخلاف بين السنة
والشيعة هو سياسيا وليس دينيا، وبالتالي نحن ضد الاستخدام السياسي للمذهب
الشيعي. لعل وزير الأوقاف لم يكن يتوقع أن تصل الأمور إلى حد إهانة
الصحابة والسيدة عائشة.. كما حدث منذ أيام.. ولكنه كان واضحا في موقفه
الرافض للاستخدام السياسي للمذهب الشيعي.. وهو ما نؤكد عليه ونعضده..
ونراه المشكلة الحقيقية. لكن المشكلة
الحقيقية هي أن المناخ الإقليمي يوفر عوامل عديدة تؤدى إلى خطر التشيع
السياسي.. ومشكلة التشيع الديني.. وهو ما تستثمره إيران من خلال الحشد
الإعلامي والسياسي الذي يساند توجهاتها في المنطقة.. وبالتالي فإن القضية
التي يمكن أن تقوض كل هذا هي أن تجد حلا.. وأن تقوم بتحريك مؤشر في عملية
السلام.. يؤدى إلى سحب البساط من تحت أقدام هذه الألعاب الإيرانية.
إنها
مرة أخرى، وربما المرة الألف، قضية فلسطين.. وحتى يحين الحل فإن الانتباه
الاستراتيجي على المستويات السياسية والدينية والإعلامية يجب أن يكون في
أقصى نقطة.
avatar
رد: هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟
مُساهمة الثلاثاء مارس 06, 2012 10:40 pm من طرف abbas
مــــواضيـــــــــع ممــــــــــاثــلة :



التجمعات الشيعية في العالم العربي
مـصـــر
مقدمة
ملاحظات
عديدة تستوقفنا عند تناولنا لموضوع "الشيعة في مصر" أولها أن التشيع في
مصر دخيل عليها, فمصر على مذهب أهل السنة, لكن أهميتها والثقل الذي تتمتع
به في العالم العربي, جعل الشيعة يتجهون صوبها, فينشرون مذهبهم هناك ما
استطاعوا إلى ذلك سبيلاً, كما أنهم استطاعوا اختراق بعض المؤسسات الرسمية
كالأزهر الذي كثيراً ما يغض الطرف عن كتبهم وأنشطتهم, بل وتصدر منه بين
الحين والآخر الفتاوى التي تصحح مذهب الشيعة, وتجيز التعبد على مذهبهم!


وقد
نتج عن هذه الجهود الشيعية, قيام أعداد من المصريين باعتناق المذهب
الشيعي, وهم الآن أصحاب صوتٍ عالٍ, وسقف مطالبهم لا حدود له, وهم يسعون
إلى إقامة المؤسسات الشيعية ونشر فكرهم بكل ما أوتوا من قوة, وقد ساعدهم
في ذلك الانفتاح الذي تظاهرت به إيران بعد وفاة الخميني, كما أن توقف
الحرب العراقية الإيرانية سنة 1988, والتي كانت مصر تقف فيها إلى جانب
العراق, قد ساهم في بروز هذا التيار المتشيع, وهو الأمر الذي يوجب حذر أهل
السنة من المخططات الشيعية التي لا تكتفي بالبلدان التي يوجد فيها عدد
كبير من الشيعة, إنما صارت تمتد وتنتشر إلى مجتمعات سنّية صرفة.
وثمة
ملاحظة أخرى تستوقفنا لدى حديثنا عن المتشيعين في مصر هي أنهم يستغلون
التصوف ويعملون من خلاله مستفيدين مما يوجد في هذين المذهبين من تقارب,
فليس مستغرباً أن يكون التشيع والتصوف وجهين لعلمة واحدة.
في
بحثنا هذا نسلط الضوء على دخول التشيع إلى مصر وارتباطه بالدولة العبيدية
الفاطمية التي احتلت مصر سنة 358هـ, وحاولت فرضه في مصر, ومع ذلك ظل أهل
مصر على مذهب أهل السنة, وظل التشيع غريباً عليها, وكان للقائد صلاح الدين
الأيوبي الدور الكبير في إعادة مصر إلى دينها ومذهبها وتخليصها من التشيع
والانحراف.
كما
أننا نعرض لأهم الهيئات التي أنشأها المتشيعون في مصر لخدمة ونشر التشيع
أو الهيئات التي حاولوا إعادة بعثها, وكذلك نعرض لأهم أنشطتهم الدينية
والثقافية والتربوية والإعلامية, ونعرّف بأهم شخصياتهم كصالح الورداني
وأحمد راسم النفيس وحسن شحاتة ممن أغواهم الشيطان وزيّن لهم طريق التشيع
والرفض وزيّن لهم سب الصحابة وأمهات المؤمنين والطعن في ثوابت الأمة.
وحيث
أن المتشيعين في مصر يتأثرون سلباً وإيجاباً بعلاقات بلادهم مع إيران, فقد
سلطنا الضوء على ذلك, خاصة وأن إيران تولي مصر اهتماماً كبيراً وتستخدم
المتشيعين كورقة لتنفيذ مخططاتها.
دخول التشيع إلى مصر:
يعود
الوجود الشيعي في مصر لأول مرة إلى الدولة الفاطمية العبيدية, وهؤلاء
العبيديون الذين نسبوا أنفسهم إلى فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وتسموا بالفاطميين هم من الشيعة الإسماعيلية, الذين حكموا مصر من سنة
358هـ (969م) إلى سنة 567هـ (1171م), وكان احتلالهم لمصر في عهد المعز لدين الله, الذي قدم من المغرب, حيث كان هؤلاء العبيديون قد أسسوا دولة لهم هناك.
وينتسب
العبيديون إلى عبد الله بن ميمون القداح بن ديصان البوني من الأهواز, وهو
مجوسي ومن أشهر الدعاة السريين الباطنيين الذين عرفهم التاريخ, ومن دعوته
هذه صيغت دعوة القرامطة.
وعندما
هلك عبد الله قام بدعوته السرية ولده أحمد, وبعد هلاك أحمد تولى قيادة
الدعوة ولده الحسين, فأخوه سعيد بن أحمد, واستقر سعيد بـ (سلمية) من أعمال
حمص, واستمر في نشر الدعوة وبث الدعاة حتى استفحل أمره وأمر دعوته, وحاول
الخليفة المكتفى أن يقبض عليه وأن يخمد دعوته, ففرّ إلى المغرب, ونشر له
هناك دعاته, وقاتلوا من أجله حتى ظفر بملك الأغالبة وتلقب بعبيد الله
المهدي, وادّعى أنه من آل البيت ومن نسل الإمام جعفر الصادق, وانتحل
إمامتهم.
ومن
أبرز حكام الدولة العبيدية: الحاكم بأمر الله الذي ادّعى الألوهية, وبث
دعاته في كل مكان من مملكته يبشرون بمعتقدات المجوس كالتناسخ والحلول,
ويزعمون أن روح القدس انتقلت من آدم إلى علي بن أبي طالب, ثم انتقلت روح
علي إلى الحاكم بأمر الله.
وكان آخر حكامهم في مصر العاضد, وكان زوال دولتهم على يد القائد صلاح الدين الأيوبي الذي قضى عليهم وأراح المسلمين من شرورهم([sup][1]) [/sup].

لقد استطاع صلاح الدين رحمه الله أن يقضي على العبيديين,([sup][2]) [/sup]وأن
يعيد مصر كما كانت إلى مذهب أهل السنة والجماعة, وبالرغم مما مارسه هؤلاء
العبيديون من البطش والدعوة السرية لنشر مذهبهم الشيعي الإسماعيلي, إلا
أنه ظل مذهباً غريباً دخيلاً, وظلت مصر سنيّة, ولم تقم للشيعة في مصر دولة
بعد العبيديين.
لكن الشيعة بقيت أنظارهم متجهة نحو مصر لما لها من ثقل وأهمية, ساعين إلى إعادة بناء دولتهم العبيدية.
وبالرغم
من أنّ مصر ظلت متمسكة بمذهب أهل السنة, إلا أن الشيعة استفادوا خلال
القرن المنصرم من مجموعة من العوامل ساعدتهم لنشر مذهبهم وأفكارهم,
واستقطاب بعض المواطنين المصريين واختراق بعض الهيئات الرسمية والشعبية.
وأهم هذه العوامل:
1-وجود بعض المقامات والأضرحة لآل البيت في مصر
كالحسين والسيدة زينب ونفيسة ورقية, وهو الأمر الذي استغله الشيعة بسبب
توجه المصريين نحوها, وإحيائهم للمناسبات, واستغل الشيعة حبّ المصريين لآل
بيت النبي صلى الله عليه وسلم حيث أظهروا أنفسهم بمظهر المدافع عن آل
البيت, المتبع لطريقتهم([sup][3])[/sup].
2-تساهل الأزهر في موضوع الشيعة
الذي نتج عنه دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست سنة 1947م في
حي الزمالك في القاهرة, وقد ساهم في تأسيسها عدد من شيوخ الأزهر مثل محمود
شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق, وغيرهم, وعدد من علماء الشيعة
مثل محمد تقي القمي –الذي كان أميناً عاماً للدار- وعبد الحسين شرف الدين
ومحمد حسن بروجردي.
وبداعي التقريب, وفي ظل غفلة أهل السنة الذين أنشأوا الدار ودعموها, تحولت هذه الدار إلى مركز لنشر الفكر الشيعي.
يقول
د. علي السالوس منتقداً الدور الذي كانت تؤديه: "ومع هذا فدار التقريب
بالقاهرة وليست في موطن من مواطن الشيعة ومجلة رسالة الإسلام التي تصدر عن
الدار جلّ ما تتناول من موضوعات الخلاف أنها تهدف إلى إقناع أهل السنة
ببعض ما يعتنقه الشيعة أشبه بمحاولة لتشييع السنة"([sup][4]) [/sup].


3-الطلاب الشيعة العرب في مصر, حيث
كان يؤم مصر أعداد كبيرة من الطلاب العرب, ومن بينهم الشيعة وخاصة من دول
الخليج, وكانوا يعملون على نشر فكرهم في صفوف المصريين, وقد أشار الكاتب
المصري المتشيع صالح الورداني إلى ذلك بقوله: "بعد خروجي من المعتقل في
منتصف الثمانينات احتككت بكمّ من الشباب العراقي المقيم في مصر من
المعارضة وغيرهم, وكذلك الشباب البحريني الذين كانوا يدرسون في مصر, فبدأت
التعرف على فكر الشيعة وأطروحة التشيع من خلال مراجع وكتب هم وفّروها لي
ومن خلال الإجابة على كثير من تساؤلاتي وقد دارت بيننا نقاشات كثيرة"([sup][5])[/sup].
وممن
كان له دور في نشر الفكر الشيعي من العرب رجل عراقي اسمه علي البدري ذهب
إلى الأزهر لإكمال دراساته العليا, بعد أن كان قد درس الشريعة في جامعة
بغداد, وكان سنياً وتشيّع وقد كلفه المرجع الشيعي السابق أبو القاسم
الخوئي بأن يكون وكيلاً عنه للشيعة في مصر, وقد ترك زوجته في العراق,
وتزوج امرأة مصرية أثناء إقامته في القاهرة امتدت لخمس سنوات, وخلال هذه
الفترة استطاع أن يستقطب عدداً من المشايخ في الأزهر وغيرهم مثل حسن شحاتة
وحسين الضرغامي ومحمد عبد الحفيظ المصري الذين أعلنوا تشيعهم على يديه([sup][6]) [/sup].
وفي المرات العديدة التي كان يتم إلقاء القبض على تنظيمات شيعية, كان يلقى القبض أيضاً على طلاب شيعة من الخليجيين.
ومن
الأثر الذي تركه هؤلاء العرب ما ذكره الشيعي جاسم عثمان مرغي عن شعائر
عاشوراء قائلاً: "وكادت هذه الليلة تضمحل لولا أن بعث فيها النشاط من جديد
من قبل ممثل آية الله الخوئي"([sup][7]) [/sup].
4-علاقات النسب التي كانت تربط الأسرتين المالكتين في إيران ومصر, فشاه إيران محمد رضا بهلوي كان متزوجاً من إحدى أميرات مصر.

كما
أن الرئيس المصري أنور السادات كان مرتبطاً بعلاقة سياسية وشخصية مع شاه
إيران, واستقبله في مصر بعد فقدانه لعرش بلاده, وحال دون تسليمه إلى إيران
الثورة([sup][8]) [/sup].
وفي
ظل هذه الأجواء, نشأت بعض الجمعيات والهيئات الشيعية, ومارست نشاطها دون
مضايقات تذكر, مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م أثناء عهد
السادات, إضافة إلى السماح لطوائف أخرى بالعمل كالبهرة التي كان السادات
يحرص على استقبال زعيمها سنوياً([sup][9])[/sup].
5-توقف الحرب العراقية الإيرانية سنة 1988, حيث
عارضت مصر إيران في تصديرها للثورة, ووقفت مع العراق في حربه مع إيران
(1980-1988), وبعد انتهاء الحرب ثم وفاة الخميني, بدأت الأمور تسير نحو
الانفراج, وبدأ الضغط الحكومي على المتشيعين يقل([sup][10]) [/sup].
6-معرض القاهرة للكتاب, وقد
شكل المعرض منفذاً شيعياً هامّاً, إذ تم ويتم من خلاله نشر الكثير من
الكتب الشيعية, خاصة تلك التي تحضرها دور النشر اللبنانية, ومن أهم الكتب
التي كان يتم تداولها: المراجعات لعبد الحسين شرف الدين, وأهل الشيعة
وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء, والبيان في تفسير القرآن للخوئي,
والميزان في تفسير القرآن للطبطبائي([sup][11]) [/sup].
7-صدور عدد من الصحف باللغة الفارسية في القاهرة والاسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر, بلغ عددها خمس صحف هي حكمت, ثريا, برورش, جهره نما وكمال.
وكانت
إحدى هذه الصحف وهي ثريا تصدر بمؤازرة أحد دعاة فرقة البهائية, وهو ميرزا
أبو الفضل الكلبايكاني, ثم ما لبثت هذه الصحف أن توقفت بسبب مشاكلها
الداخلية وقيامها على جهود فردية, وقلة عدد الإيرانيين المقيمين في مصر([sup][12]) [/sup].
أهم المجالس والهيئات الشيعية:
1-المجلس الأعلى لرعاية آل البيت:

يرأسه
المتشيع محمد الدريني, ويصدر صحيفة (صوت آل البيت), ويطالب بتحويل الأزهر
إلى جامعة شيعية, ويكثر من إصدار البيانات, وهو الصوت الأعلى من بين
الهيئات الشيعية. ويقع مقره بالقرب من القصر الجمهوري في القاهرة.
3-المجلس العالمي لرعاية آل البيت.
4-جمعية آل البيت
تأسست
سنة 1973, وكانت تعتبر مركز الشيعة في مصر, واستند عملها إلى فتوى الشيخ
شلتوت بجواز التعبد على المذهب الشيعي, وكان للجمعية مقر في شارع الجلاء
في القاهرة, وكانت تمول من إيران, ومن شيعة مصر من أموال الخمس, وكان يتبع
الجمعية فروع في أنحاء كثيرة من قرى مصر تسمى حسينيات, كان هدفها نشر
الفكر الشيعي, وتنظيم التعازي والمناسبات الشيعية.
وكان
آخر رئيس لها قبل أن تحلّ سنة 1979 محمد عزت مهدي, وكان مرجعه في إيران
محمد الشيرازي, والمرشد الروحي للجمعية سيد طالب الرفاعي, الذي قام
بالصلاة على شاه إيران (الهالك) محمد رضا بهلوي في مسجد الرفاعي في القاهرة([sup][13]) [/sup].
أهم الشخصيات المتشيعة في مصر
1-صالح الورداني
كاتب
وصحفي مصري, ولد في القاهرة سنة 1952, واعتنق التشيع سنة 1981, وقد أصدر
أكثر من 20 كتاباً منها: الحركة الإسلامية في مصر, الواقع والتحديات,
مذكرات معتقل سياسي, الشيعة في مصر, الكلمة والسيف, مصر وإيران, فقهاء
النفط, راية الإسلام أم راية آل سعود, إسلام السنة أم إسلام الشيعة,
موسوعة آل البيت (7 أجزاء), تثبيت الإمامة, زواج المتعة حلال عند أهل
السنة, رحلتي من السنة إلى الشيعة, الإمام علي سيف الله المسلول.
بداية
التشيع لديه كانت من الاحتكاك بالطلاب العرب الشيعة في مصر وخاصة
العراقيين. أسس (دار البداية) سنة 1986م, وهي أول دار نشر شيعية في مصر,
وبعد إغلاقها أسس سنة 1989 على أنقاضها دار الهدف التي ما تزال مستمرة حتى
الآن.
2-حسن شحاتة
صوفي
أزهري من مواليد سنة 1946 بمحافظة الشرقية, عمل إماماً لمسجد الرحمن في
منطقة كوبري الجامعة, اعتقل سنة 1996 في قضية التنظيم الشيعي وأفرج عنه
بعد ثلاثة شهور, كان نشيطاً في استغلال خطبة الجمعة لترويج الفكر الشيعي,
كما أنه يقوم بجولات كثيرة خارج مصر كالولايات المتحدة والإمارات.
3-أحمد راسم النفيس
طبيب
متشيع من مواليد سنة 1952 في مدينة المنصورة, يعمل أستاذاً مساعداً لكلية
الطب في جامعة المنصورة, وله مقال أسبوعي في صحيفة القاهرة التي تصدرها
وزارة الثقافة, دأب فيه وفي غيره على مهاجمة الجماعات الإسلامية السنّية
والمذهب السني.
انفصل
سنة 1985 عن جماعة الإخوان المسلمين, واتجه نحو التشيع بعد ذلك, كان أحد
الذين قبض عليهم في أحداث سنة 1996. ألف كتباً عن الفكر الشيعي هي "الطريف
إلى آل البيت" و "أول الطريق, و "على خطى الحسين", اعتقل في حملة سنة 1987.
ومن المتشيعين البارزين كذلك:
محمد
يوسف إبراهيم, وقد ألقي عليه القبض سنة 2002 بتهمة زعامة تنظيم شيعي في
محافظة الشرقية, ومحمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت ومحمد
عبد الرحيم الطبطبائي ومحمود عبد الخالق دحروج وهو طبيب بشري اعتقل سنة
1989 والدمرداش العقالي, الذي كان يعمل مستشاراً في وزارة الداخلية
السعودية أثناء حكم الملك فيصل, سعيد أيوب وحسين الضرغامي وكيل الشيعة في
مصر حالياً في القاهرة, ومحمد أبو العلا, وهو ضابط سابق وزعيم الشيعة بحي
الإشارة بالزقازيق ومحمود دحروج زعيم الشيعة في قرية ميت سنقر بالمنصورة,
والسيد فرغلي وأحمد هلال وهو طبيب نفساني, وإحسان بلتاجي وعبد السلام
شاهين وهشام أبو شنب ومحمد أبو نحيلة.
ومن المتعاطفين مع الفكر الشيعي: الدسوقي شتا مؤلف كتاب "الثورة الإيرانية" و
د. فهمي الشناوي طبيب المسالك البولية الذي قام بعلاج الخميني في بداية
الثمانينات, ورجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب والأمين العام لحزب الأحرار
والذي سخّر جريدة حزبه للدعوة الشيعية.


الحكومة المصرية والمتشيعون
اتسمت علاقة الحكومة المصرية بالمتشيعين بكثير من التوتر لأسباب عديدة منها:
1- أن الشيعة يعملون ضمن تنظيم سري ويرتبطون بأحزاب وجهات خارجية تعمل على تمويل أنشطتهم وتدريب بعض أنصارهم.
2- علاقات الريبة والتوتر التي تميز علاقات مصر بإيران عموماً, حيث تنظر الحكومة إلى هؤلاء المتشيعين بأنهم أتباع لإيران.
3-
اصطدام أفكار الشيعة ومطالباتهم بعقائد الأغلبية السنيّة في المجتمع
المصري, خاصة مع الجهر بها كالمطالبة بتحويل الأزهر إلى جامعة شيعية.
وقد وجّهت السلطات المصرية إلى الشيعة في مصر ضربات عديدة:
الأولى:
بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979, في زمن الرئيس السادات الذي أخذ منها
موقفاً عدائياً, حيث تم حل جمعية أهل البيت ومصادرة ممتلكاتها, وإصدار شيخ
الأزهر عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر الأسبق
محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري([sup][14]) [/sup].
الثانية: أعوام 1987, 1988, 1989
إذ
تم في عام 1987 رصد تنظيم يضم العشرات من المتشيعين, ومحاولات لاختراق أسر
وعائلات كاملة في وسط الدلتا, وبصفة خاصة محافظة الشرقية, وقد تبين
للسلطات الأمنية أن الشيعة, وخاصة الحركيين منهم كانوا على علاقة بالمؤسسة
الدينية في طهران وقم, وحصلوا على تمويل لإدارة نشاطاتهم في مصر, ورصدت
السلطات وجود التمويل حيث عثرت على ما يفيد حصول أعضاء التنظيم على مائة
ألف جنيه.
وفي
سنة 1988, تم القبض على 4 عراقيين من المقيمين في مصر واثنين من
الكويتيين, وثلاثة طلاب من البحرين, ولبنانيين, وفلسطيني, وباكستاني, وتم
إغلاق دار النشر المصرية الشيعية البداية, ووجهت إليها تهمة تمويل من
إيران, وكذلك دار النشر الشيعية اللبنانية البلاغة.
وفي نفس العام تم ترحيل القائم بالأعمال الإيراني محمود مهدي بتهمة التجسس والاتصال مع شخصيات شيعية مصرية والترويج للفكر الشيعي.

وفي سنة 1989, قبض على تنظيم من 52 فرداً, بينهم 4 خليجيين وإيراني.
الثالثة:
سنة 1996, وتزامنت مع تردي العلاقات المصرية الإيرانية, حيث تم الكشف عن
تنظيم يضم 55 عضواً في 5 محافظات, وضم أغلب المتهمين في القضايا السابقة,
إضافة إلى حسن شحاتة.
وقد
تزامنت هذه الحملة مع محاولات إيرانية لتأسيس مؤسسة إعلامية في أوربا
برأسمال مليار دولار كان مرشحاً لإدارتها صحفي مصري معروف بميول ماركسية
سابقة, قبل أن يتحول إلى أحد رموز المعارضة الدينية.
وقد
أكدت المعلومات الواردة بخصوص هذا التنظيم أن المؤسسات الدينية الإيرانية
التي يقف وراءها المرشد الإيراني علي خامنئي هي التي رسمت خطة لاختراق مصر
من خلال الحسينيات الشيعية, وأن محمد تقي المدرسي, الموجود في قم, هو الذي
أشرف على تطبيق هذه الخطة من خلال الاتصال ببعض المصريين المتشيعين, وإذا
علمنا أن تقي المدرسي هو نفسه الذي لعب دوراً هاماً في تأليب المعارضة
الشيعية في البحرين, نكتشف ببساطة أن مخطط الاختراق بدأ في الخليج, ووصل
إلى مصر, لكن مع اختلاف أسلوب الاختراق.
وقد
تمت بعض عمليات تجنيد المتشيعين, خارج مصر, كإيران والبحرين والكويت
وأوربا..., ويتم التجنيد عادة أثناء زيارات يقوم بها البعض إلى إيران, أو
خلال الندوات والمؤتمرات الدينية التي يحرص شيعة إيران على التواجد فيها
واصطياد المصريين الذين لديهم استعدادات فكرية أو نفسية للارتباط بالمذهب
الشيعي وإيران, وإن أحد هؤلاء وهو صالح الورداني كان أحد المتطرفين في
تنظيم الجهاد (السني) قبل أن يسافر إلى الكويت, ويقضي فيها خمسة أعوام,
عاد بعدها ليروج للفكر الشيعي عبر سلسلة كتب, صادرتها السلطات الأمنية.
وفيما
يتعلق بأعضاء هذا التنظيم الـ 55, فقد سعوا إلى مد نشاطهم في خمس محافظات
مصرية, وسعوا إلى تكوين خلايا شيعية سرية تحت اسم "الحسينيات" جمعها مستوى
قيادي باسم "المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر", وقد
تبين أن التنظيم برمته موال لإيران, وثبت أن ثمانية من الأعضاء النشيطين,
زاروا إيران في الفترة التي سبقت حملة 1996, كما أن عدداً آخر تردد على
بعض الدول العربية من بينها البحرين, والتقوا هناك مع قيادات شيعية
إيرانية وعربية باعتبارها تمثل المرجعية المذهبية الشيعية.
وقد
نجحت الجهات الأمنية في مصر في اختراق التنظيم والحصول على معلومات من
داخله حول البناء التنظيمي, وأساليب التجنيد, والتمويل ومخططات التحرك,
وحين ألقي القبض على عناصره, تم العثور على مبالغ مالية كبيرة ومطبوعات
وأشرطة كاسيت وديسكات كمبيوتر مبرمج عليها خططهم, وأوراقاً تثبت تورطهم في
علاقة مع إيران.


وقد تبيبن أن حسن شحاتة إمام مسجد الرحمن, على علاقة بالتنظيم.
الرابعة: في نوفمبر سنة 2002م
حيث
تم القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم, ويعمل مدرساً في محافظة
الشرقية, ويحيى يوسف, إضافة إلى صاحب مطبعة, اتهموا بالترويج لتنظيم شيعي
يسعى لقلب نظام الحكم وكان ذلك بقرية "المنى صافور" التابعة لمركز ديرب
نجم وقد تم الإفراج عنهم بعد أقل من أسبوعين من اعتقالهم([sup][15]) [/sup].
مطالبهم وجانب من أنشطتهم
- المطالبة بإنشاء مركز يحمل اسم الشيعة يحتوي مكتبة شيعية([sup][16]) [/sup].
-
مطالبة السلطات الاعتراف بمذهبهم, وحريتهم في ممارسة طقوسهم, والسماح لهم
بإنشاء مساجد خاصة بهم وإقامة الحسينيات والسماح لهم بإلقاء المحاضرات
السياسية والدينية, وطباعة ونشر الكتب الشيعية التي تدعو السنة لاعتناق
المذهب الشيعي([sup][17])[/sup].
- المطالبة بإعادة افتتاح جمعية أهل البيت, التي تم إغلاقها سنة 1979([sup][18]) [/sup].
-
المطالبة بتأسيس مجلس أعلى لرعاية شؤونهم باسم "المجلس الشيعي الأعلى في
مصر" شبيه بالمجلس الموجود في لبنان, ومحاولة إشهار فرع لرابطة أهل البيت
الشيعية اللندنية في القاهرة([sup][19]) [/sup].
-
المطالبة بتحويل الأزهر إلى جامعة شيعية, وهم دائمو الهجوم عليه وعلى
قياداته ومناهجه, وبالرغم من أن الأزهر يتساهل كثيراً مع المذهب الشيعي,
من حيث اعتباره مذهباً إسلامياً خامساً كالمذاهب السنية يجوز التعبد به,
ومن حيث تدريس المذهب الإمامي الجعفري, وإدراجه في مناهجه الدراسية,
والسماح للكثير من الكتب والمطبوعات الشيعية المخالفة للإسلام بالصدور
والدخول إلى مصر, وإصدار فتاوى موافقة لمذهبهم ومخالفة للمذاهب الأربعة,
ورغم ذلك كله دأب المتشيعون على الانتقاص من الأزهر, والمطالبة الدائمة
بتحويله إلى هيئة شيعية بحجة أن الفاطميين الشيعة هم الذين بنوه أثناء
احتلالهم لمصر([sup][20]) [/sup].


-
للشيعة بعض المكتبات ودور النشر منها دار الهدف التي تأسست سنة 1989
ويديرها صالح الورداني, ومكتبة النجاح في القاهرة التي تأسست سنة 1952
وأسسها مرتضى الرضوي وطبعت كتباً شيعية كثيرة منها وسائل الشيعة
ومستدركاتها ومصادر الشيعة ومستدركاتها وأصل الشيعة وأصولها والشيعة وفنون
الإسلام والمتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي([sup][21]) [/sup], وكذلك مكتبة الزهراء في حي عابدين في القاهرة ومكتبة حراء.
-
الاعتراض على البرامج والأعمال الأدبية أو الفنية التي تتناول حياة
الصحابة, مثل هجومهم الشديد على الأستاذ عمرو خالد كونه يتناول في برامجه
على الفضائيات سير الصحابة الذين كان لهم دور في الفتوحات الإسلامية كعمرو
بن العاص وخالد بن الوليد.
وقد
شنوا هجمة شديدة على مسلسل "رجل الأقدار, عمرو بن العاص" الذي قام بأداء
دوره الممثل نور الشريف, وزعموا أن عمرو بن العاص هو من قتلة آل البيت, في
حين أن هذا الصحابي يعتبر أهم شخصية في تاريخ مصر.
كما أنهم يطالبون وبإلحاح بإنجاز مسرحية الحسين, التي منعها الأزهر لمخالفتها للأحكام الشرعية, وإثارتها للفتنة بين الشيعة والسنة([sup][22])[/sup].
-
تشويه التاريخ المصري, وإنكار أي أثر لشخصياته الإسلامية العظيمة, مثل
عمرو بن العاص الذي فتح مصر, أو صلاح الدين الأيوبي الذي خلّصها من شرور
العبيديين الفاطميين وأعادها إلى مذهب السنة, بل إن أحد الموظفين السابقين
في دائرة الآثار المصرية, وهو أحد الذين تشيعوا واسمه صالح فرغلي, أعلن
أنه يسعى إلى البحث عن رفات الشيعة الذين قتلهم صلاح الدين! ويزعم هذا
المتشيع بأن صلاح الدين ليس إلا سفّاحاً حوّل مصر كلها إلى سجون ومعتقلات
تحت الأرض لضرب الشيعة, وتحويل المصريين عن المذهب الشيعي([sup][23]) [/sup].


-
السعي لفتح القبور والمقامات أمام السياح الإيرانيين وتسهيل دخولهم بأعداد
كبيرة, والإعداد لتكوين مجلس لمشروع (العتبات المقدسة) من إيران إلى مصر
برئاسة وزير السياحة المصري وعضوية عدد من شيوخ الطرق الصوفيّة
والمتشيعين. ومعروف عن السياح الإيرانيين أنهم دافعوا "بقشيش" درجة أولى,
ويتوقع بعض العاملين في قطاع السياحة بأن يزور مصر 3 ملايين سائح إيراني
خلال عامين من فتح الباب لهم([sup][24]) [/sup],
بحيث يتولى هذا المجلس مهمة توجيه الإنفاق على ترميم مراقد آل البيت في
مصر, وعقد المؤتمرات والندوات التي من شأنها تنشيط سياحة العتبات([sup][25]) [/sup].
تأثرهم بالمتغيرات الدولية
لعبت
العلاقات المصرية الإيرانية دوراً كبيراً في التأثير على شيعة مصر أو
المتشيعين في مصر, ويمكن تقسيم هذه العلاقات وتأثيراتها إلى مرحلتين:
الأولى:
قبل قيام الثورة الإيرانية سنة 1979م, وقد سبق القول أنّ الرئيس المصري
السابق أنور السادات كان يحتفظ بعلاقات قوية مع شاه إيران الأمر الذي ترتب
عليه إنشاء جمعية آل البيت سنة 1973م, وغض الطرف عن الأنشطة الشيعية, أما
في زمن الرئيس عبد الناصر, فقد كانت علاقاته مع الشاه في مجملها متوترة,
حيث دعم جمال عبد الناصر الخميني في صراعه مع الشاه.
وفي
عهد النظام الملكي في مصر قبل الثورة سنة 1952م, كانت العلاقات حميمة بين
مصر وإيران, وكان هناك علاقات مصاهرة تربط شاه إيران بالأسرة المالكة في
مصر.
الثانية:
بعد قيام الثورة الإيرانية, حيث تأزمت العلاقات بسبب استضافة السادات لشاه
إيران في مصر, ورفض تسليمه إلى حكومة إيران الجديدة, ونتج عن تردي
العلاقات إلغاء فتوى شيخ الأزهر السابق محمود شلتوت بجواز التعبد على
المذهب الجعفري الإثنى عشري, وحل جمعية آل البيت, وملاحقة الشيعة والتضييق
على أنشطتهم, ومنع دخول الكتب الشيعية إلى البلاد.
لكن
هذا الوضع المتأزم ليس هو السمة المطلقة لمرحلة ما بعد الثورة, إذ أن هذه
الفترة المتوترة في مجملها كانت تشهد الكثير من فترات التقارب والتساهل,
ومن ذلك الانفتاح المصري على الهيئات الشيعية مثل مؤسسة الخوئي في لندن
والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران, واستضافة
مؤتمرات للتقريب بين السنة والشيعة([sup][26]) [/sup]والتعاون الأزهري الإيراني في تحقيق المخطوطات ودعم المكتبات الموجودة في البلدين([sup][27]) [/sup],
والسماح للشيعة بإنشاء هيئات ومؤسسات مثل المجلس الأعلى لرعاية آل البيت
وإعادة افتتاح جمعية آل البيت والتوسع في تدريس اللغة الفارسية في
الجامعات المصرية, والعودة إلى فتوى الشيخ شلتوت([sup][28]) [/sup].


وقد
تجسّد هذا التساهل أيضاً في التعاون الوثيق بين مؤسسة الأهرام ومركزها
للدراسات السياسية والاستراتيجية وبين معهد الدراسات السياسية والدولية
التابع لوزارة الخارجية الإيرانية, إذ أثمر هذا التعاون:
1-إصدار
مركز الأهرام مجلة مختارات إيرانية, وهي مجلة شهرية تصدر باللغة العربية
بدءاً من شهر آب (اغسطس) 2000م, وتركز على المواد العلمية والصحفية
المنشورة أساساً باللغة الفارسية.
 

هل يكون حزب الوسط الجديد وكيل إيران في مصر؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  الاتجاهات السياسية-الفكرية في الوسط الاسلامي
»  بين حدّي الأصالة والمعاصرة تلاشى الوسط في فجوة عميقة
» لطريق المستقيم والأمة الوسط في القرآن الكريم: المفهوم والتجربة التاريخية
» ما يُحتمل أن يكون
»  لماذا يجب أن يكون هناك إله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: