محمد فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 465 معدل التفوق : 1251 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 15/12/2011
| | العرب أهل الدياثة … بقلم هاجر حمادي | |
انتشر مصطلح الديوث عند المجتمعات العربية وخصوصا منذ ظهور الإسلام ، وهو مفهوم شرعي يلازم المفهوم اللغوي “القُنْذُع” أي الرجل الذي لا يغار على زوجته وتوسّعت الكلمة بعد ذلك لتشمل الإبنة والأخت تزامنا مع التفاسير واجتهادات الأئمة كما يسمّيها المحافظون والخرافات والترّهات كما يسمّيها التنويريون ، ولازال هذا المفهوم مسيطرا على المجتمعات العربية حتى لو سطحيا وظاهريا فقط ، كنوع من الضغط على الرجال كي لا يسمحوا لنساء بيوتهم بممارسة أي حق أو حرية فردية ، وهذا بتكريس عام من الأئمة خصوصا في خطب الجمعة واستعمال كلمة ديوث كبطاقة جاهزة للخروج في وجه كل رجل متساهل ومتفهّم نوعا ما مع محارمه، مما شكّل شرخا كبيرا في العائلات العربية و اغتيال الأواصر والروابط العائلية بين الرجل وأخته-زوجته-بنته، خوفا من أن يفقد هذا الأخير رجولته المزعومة والمزيفة والتي أفهموه أنها لا تتعدّى أفخاذ نساءه …. إذا هذا المفهوم الضيّق جدا أفقد الرجل في مجتمعاتنا الرجولة الحقيقية والمتمثلة في المطالبة بحقوقه المدنية والاجتماعية وحقّه في العيش الكريم وأصبح يُدعٓس من أصغر موظّف إلى أكبر مسؤول ، وأفهموه بأمثلة عديدة مثل ” إذا كان ليك عند الكلب حاجة قلو يا سيدي ” و” طاطي للريح حتى لا تكسرك” وكرسّوا فيه منتهى الخنوع والذلّ وشنقوا فيه النخوة الحقيقية حتى أصبح يفرغها على نساء بيته كنوع من التنفيس لتعويض انعدام الرجولة التي يعانيها في كل مكان داخليا ، أما دوليا فالعربي يعاني من أبشع أنواع الدياثة الفكرية والعلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية من الرجل الغربي الذي نصفه بالديّوث ، ليأتي هذا الديوث الأوروبي والأمريكي ويدوس على كرامة الدول العربية حكّاما وشعوبا لأن تركيبة مجتمعاتنا كلها واحدة من المحكوم إلى الحاكم فلاداعي للتملّص من الدياثة للغرب وإلصاقها بالحاكم ، لأن من جعل الغرب يفعل بِنَا هكذا ليس منظومته السياسية وإنما الفرد الغربي المفكّر والعالم والذكي الذي حارب وانتفض على الجهل والظلم والقمع في بلاده ، وعندما تحرّر داخليا انعكس ذلك على تحرّره خارجيا وبقوته الداخلية استنبط قوته الخارجية وتحكّم في أشباه الرجال لدينا … نعم ربّما هذا الكلام قاسي نوعا ما لكنّه الحقيقة التي تأتي دائما جارحة فلابدّ من مواجهتها ، لأنها أودت بِنَا إلى الحضيض في كل المجالات ورغم ذلك لازلنا ندور في نفس الحلقة ، والأنكى والأمرّ من كل ما سبق أنه حتى المفهوم الحصري للدياثة عندنا والمرتبط بالنساء نمارسه بشكل سطحي ومنافق كذلك وليس على أصوله بحيث يتمّ كل شيء منافٍ لعاداتنا وادّعاءاتنا في الخفاء ونلعنه في العلن بشكل هيستييري ، لدرجة أنك تتساءل من أين تأتي كل هذه الدعّارة في بيوت السرّ ، ومن أين تأتي هذه الجحافل من الشباب والشابّات في الغابات وفِي السيارات وفِي ليالي الشات الحمراء ، ومن أين تأتي هذه الأعداد المهولة من النساء الممارسات لكل شيء إذا كان معظم الرجال يدعّون محاربة الدياثة !!!.. نعم إنها السطحية والنفاق والتكريس للعنتريات الفارغة الجوفاء ، وهذا ما قاله لي أحد الإطارات في الشرطة خدم في المدن الكبيرة والمدن الداخلية المحافظة ، وبعد المقارنة اندهش لما رآه في الثانية من ممارسة لكل شيء ومع أغلبية البنات والكل يلعب على الكل والكل يكذب على الكل والكل ينافق الكل ، وقال أن مارآه عندهم لا يأتي ذَرَّة مما رآه في المدن الكبيرة وأن نساء من يدّعون أنهم محافظون أسهل بكثير من نساء المدن الكبرى وأنهن لسن نوعيات حتى في الاختيار ولا يُفرّقن بين التحرر وبين الانفلات لأنهنّ منتقمات من بيئتهنّ كما قالت له إحداهن ترتدي الجلباب ولديها ثلاث أخوة سلفيين في البيت غير أنها تفعل كل شيء مناف لذلك عندما تخرج من مدينتها كنوع من التنفيس ، … نعم هذه مجتمعاتنا التي تنام على صفائح من العفن الفكري وأبشع أنواع العهر المستتر بين نفسياتنا المريضة ، تلك النفسيات التي جعلتنا نعتقد أنّ لدينا كرامة بينما نحن لا نملك حتى اختيار لباسنا وطعامنا ، وجعلتنا نعتقد أن الرجل الغربي ديوث ولذلك عندما يسافر الرجل العربي إلى أوروبا يتفاجأ من أقصى العقوبات للتحرّش ، وينصدم أن النساء الغربيات ليس كما يعتقد وأنهن حرّات وجريئات لكن نوعيات في الاختيار وليس تسيّبا في الشوراع ، ولا يستوعب عندما ترفضه امرأة غربية عارية كما لا يستوعب حتى المرأة المتحررة في مجتمعه عندما ترفضه مع أن أغلب النساء عنده محجّبات ويفعلن الأفاعيل خفية ، ولا يفهم أن الرجل الغربي ليس ديوثا بل فقط وصل إلى قناعة أن الحياة الشخصية لنساءه لا تخصّه وتأكد أن إدِّعاء التحكّم فيها هو غباء يجعل منه مسخرة أمام قومه حتى لو لم يبوحوا له بذلك ، ولا يعني أن كل الرجال الغربيين يسمحون باستضافة صديق بنتهم للإقامة في بيتهم لكن لها الحرية في ذلك شرط الذهاب إلى مكان آخر بما أنها بالغة ، كما لا يعني أنه يقبل أن يقاسمه زوجته رجلا آخر وإذا اكتشف خيانتها له يتصرّف بحكمة ويتركها فورا ويرى أنه أذكى وأعقل من أن يقتلها (يغسل عاره كما يقال عندنا ) ويضيّع حياته من أجل إنسانة أساءت لنفسها وليس له ، بينما عندنا الرجل يعلم كل شيء عن أخته وبنته لكنّه يتجاهل ذلك ويقول لها إحذري أن أراك وليس إحذري أن تفعلي . نحن لا نطالب الرجل عندنا بممارسة كل هذا الانفتاح أو التقبّل بالثقافة الغربية بحذافيرها وبشكل مباشر ، لكن يرجى تغيير هذه السطحيات والإجبار على الفضيلة الذي يقتل الفضيلة يوميا في مجتمعاتنا المريضة أو على الأقل يدع نساء الآخرين وشأنهم ، لأنّ أغلب رجالنا يصنع وهما مزيّفا كاذبا مع أنّ الكلّ يتكلم عنه من وراءه من رجال كذلك مزيفين وهو يعرف نساءهم كذلك وهكذا نبقى ندور في نفس حلقة النفاق والنفخ الكاذب ، وأحيانا يمارسون الدياثة بطريقة شرعية مبرّرة في أقذر الصفات بمنح نساءهم لمسنّ يكبرهنّ بعشرات السنين ، أو توزيع ملكات اليمين والسبايا للمجاهدين أو حاليا لشيوخ الدِّين الخليجيين في زياراتهم السياحية لبلداننا . كلّكم ديّوثين بشكل أو بآخر حتى من لا أخت وبنت له …أما نحن المتحرّرات فنلبس ما نشاء ونخرج متى نشاء ولن تطالنا أيها الجاهل وستبقى مع نساء الرجال الذين يفكّرون مثلك تتبادلون بناتكم وتمارسون النفاق على بعضكم ، ولسنا بنات أو أخوات لديوثين و من يطالنا متحرر مثلنا يقدّر نساءه قبلنا | |
|
الأربعاء أبريل 12, 2017 10:21 am من طرف ساحة الحرية