لم ينتبه أحدٌ
لخارطة الشقاءِ
على بقاع القلبِ،
لم تلِدِ القصائد بعدُ…
..لا
لم ينتبه أحد لصمتكَ،
لم تفاجئكَ الضحيّة
حينَ كنتَ تمدُّ عمركَ
للقريبِ وللغريبْ.
وضَعَتْكَ ظمأى
قبل نَفْخِ حمامةٍ أعراسَها
في جيد حنطتها،
وغابتْ قبل أن تهتزّ أشجار الكلامِ،
بفعل رغبتكَ الجموحةِ
في انتظار حبيبةٍ،
قطعتْ يدَ الذكرى لآخرَ
والمحبّ يفتّق الأوقاتَ
ثم يزيّن
العُمْرَ المُطيّبَ للحبيبْ.
لم ينتبه قلبي
لوقع رؤاكَ،
يا دمعَ الذي لم يبكِ بعدُ
ويا مراثيَ لمْ تلِدْ.
مرَّ الغزاةُ
أمام قلبكَ
واستراحوا تحت جفنكَ،
واستباحوا ساكنات الروح والأكبادِ،
وانتشروا،
وحوصرتِ الشموعُ،
وغُلّقتْ أبوابُ حلمكَ،
لم تعُدْ أحداً..!
ولا أحدٌ سيبكي
خلف موكبك المسافر في التبدّدِ
لا أحــــدْ.