[كلّما حاولت ملأ شرايين القلب ثورة، امتلأتُ بما يسدّها، فيخنقني…
كلّ الشّرايين الآن ملغّمة باللاّمعنى المطلّ علينا.. مشرقا ومغربا
من أحزاب الشّتات، وفرسان اليباب..
أنا الممعن في اجتراح الأماني،
واقتراف حكمة اللاّشيء،
لا شيء يدمّر المبنى، سوى ما لا يظهر من خفايا الشّيء،
خفايا الزّعامة الثّاوية تحت خطط القادمين من قيعان التّاريخ الدّمويّ،
أو.. من تلابيب سطوة المال على العقول والنّوايا…]
أجرّب نفخ هذا الشّوق الجديد
فتذبحني
بمخالب الغروبِ
يداي…
أحاول تصديق الأملْ
فيسحبني..
إلى السّراب قول الحكومةْ
بأنّ ما قبل الكلامِ..
رؤاي!
كلّ المساحات ملغومة
بأوراق الانتخابات..
بلا معنى المجهول المطلّ
من كسور بلدي
على مساي.
لا يربكني،
أنا الممعن في ارتكاب الغضبْ
واقتراف حكمة الأعاصير
في اختراق الحجرْ …
سوى.. نوم الشّهيد في دماي.
ما عاد صبري معي..
كأنّه ريح على منحدر الطّريقْ
كأنّه صورة لطفل غريبٍ
يرمقني شزرا
على الرّصيف!
ما عاد صبري معي..
كم شهرا على رجوعنا إلى بيوتنا
دون الرّبيع
ودون النّهار يمضي إلى وقته..
لا يعبأ بحساب جرحنا
ولا..
باشتقاقات الحُلُمْ؟؟؟
تشقّق لحم أبنائنا
على سكّين حقدهم :
جاؤوا في غفلة التّاريخ
من خلف البحارْ.
وهذي روحنا ما عادت أليفة
كأنّها قمر راحل في الأفول.
صاحت أمّ الحريق فيّ :
"يا شاعرُ هوّن عليّ،
هذا المطرْ!
لا طوقَ يحملني
حين تفيض بآياتها الأفاعي
إلى شاطئ ولدي..
ولا يدا، تشدّني إلى الرّفاق
حين يأخذهم مرض قديم
إلى الزّوايا الأخيرة …"
صرختُ فيَّ :
"يا صبر هوّن عليَّ
عبرة الثّكالى
وتجّار الصّراع
ولا تكن كوكبا في طريق الحجيج
إلى سراب الجزيرة "!.
ما عاد صبري معي..
توقّفت عن الجمال النّساء
وعن تعتّقها الخمور والكلمات
تقلّص الكون
تكلّس الوقت
تلبّد الحلم بما لم يرى
من حديث القَصْبة الأخيرة
عن شفاء الطّيرْ
في القصيدة
واحتلام النّبات…
فهل كلّفتك وقتها بما لا تحتملُ :
أن تلوّن الفجر بحلم الفقير
أن تلفّ الرّغيف
حين تأتي الهاجرة
بدفء خفيفْ!؟
أم توزّعَتْ في شراييننا الرّيح
فامّحت سمات الطّريق
ومات الياسمين في القصور
واستتبّ الخريف!؟