سهير الأتاسي: النظام السوري يتّبع سياسة الأرض المحروقة روما (3 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأت
ناشطة سياسية سورية بارزة أن ما تعيشه سورية اليوم هو "ثورة" و"ليس
انتفاضة"، وأعربت عن قناعتها بأن "النظام السوري يتّبع سياسة الأرض
المحروقة للحفاظ على مناصبه ومكاسبه"، رافضة بشدة ما يعتقده الغرب من أن
"الفوضى هي البديل الوحيد للنظام" الحاكم في سورية
وقالت الناشطة السياسية السورية المعارضة سهير الأتاسي، عضو منتدى
جمال الأتاسي للحوار الوطني الديمقراطي، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية
للأنباء "بدايةً، سورية تعيش ثورة.. يعترض ثوارنا الأحرار على تسميتها
انتفاضة.. ويعتبرون أن تلك التسمية تحجّم طموحات الشعب السوري.. وأن
ثورتنا غير قابلة للتأرجح بين اشتعال وهدوء، فهي لن تخمد قبل الوصول إلى
أهدافها.. هي ليست فورة غضب يتمّ امتصاصها بإجراءات شكلية وسطحية، بل هي
ثورة تطمح إلى تغيير جذري ابتداءً من إسقاط النظام اللاشرعي بكافة أركانه
وصولاً إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية حرة" حسب تعبيرها
وتابعت "التظاهرات اليومية هي شكل أساسي من أشكال ثورتنا السورية،
ترافقت وتترافق مع دعوات إلى المقاطعة الاقتصادية لتجار وصناعيي سورية
الداعمين لنظام الأسد وجرائمه.. هذه المقاطعة يعمل عليها فريق عمل احترافي
يقوم بأبحاث دقيقة وموضوعية، والتجاوب معها تصاعدي يتوافق مع تصاعد
الحملات العسكرية الشرسة التي يقوم بها النظام السوري في المدن الآمنة
وتجاه المدنيين العزّل". وقالت "كذلك يعمل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية
(الذي يمثل الحراك المدني على الأرض سياسياً وإعلامياً وتنسيق وتوحيد
العمل ميدانياً)، يعمل على الدعوة إلى أيام إضراب عام تتوسّع رقعتها
وتمتدّ أيامها نظراً لعملية الاجتياح الأخيرة التي قامت بها القوات
النظامية وفرق الموت مصحوبة بميليشات الشبيحة وحرب الإبادة التي أعلنها
النظام السوري على السوريين أنفسهم"، وأضافت الناشطة منوهة "كما سبق
لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن بدأ ببضع خطوات لاستهلال العصيان
المدني (الامتناع عن دفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف والموبايل)،
وسيعمل الآن على خطوات تصعيد مدروسة بهذا الخصوص" وفق قولها.
وحول موقف الغرب عموماً مما يجري في سورية، قالت الأتاسي "أنا متأكدة
أنه لم يعد ينطلي على أحد تلك المبررات التي يسوقها المجتمع الدولي في عدم
اتخاذ خطوات حاسمة باتجاه رفع غطاء الشرعية عن نظام بشار الأسد.. أبرزها
ما يقولونه عن عدم وجود بديل"، واضافت "عن أي بديل يتحدثون لنظام بات أشرس
من أي احتلال؟ نظام يتّبع الآن سياسة الأرض المحروقة فقط للحفاظ على
مناصبه ومكاسبه!! كما لا يمكنني أن أصدّق أن المجتمع الدولي من السذاجة
بمكان أن يقتنع بمزاعم النظام بأن الفوضى هي البديل الوحيد له وروايات
أخرى لطالما استخدمها لبقائه في الحكم.. نحن قلناها مراراً ومنذ سنوات أن
استمرار هذا النظام هو الذي سيودي بنا إلى الفوضى.. صمّ المجتمع الدولي
آذانه حينها" حسب رأيها
وأضافت الناشطة "بات على المجتمع الدولي أن يعلم الآن أن الشرعية
الوحيدة هي شرعية السوريين أنفسهم.. شرعية الثورة السورية التي تعمّد درب
الحرية بدماء الأحرار.. تعمّد درب الدولة المدنية الحرة بدماء الأحرار
والحرائر.. فهل سيقوم المجتمع الدولي بإجراء مراجعة حقيقة لسياساته في دعم
أنظمة الاستبداد ظنّاً منه أنها ترعى الاستقرار ولو على حساب الحرية
والكرامة الإنسانية؟ تلك السياسة التي أوصلت البلاد إلى حالة من انعدام
الحرية والاستقرار معاً! وهل سيرضخ لابتزاز النظام السوري الذي اجتهد بكل
الوسائل الممكنة لمقايضة كراسيه بوقف عمليات الإرهاب الذي عمل هو على
تصديرها؟! أم أنه سيستمرّ في سياساته ليكشف لنا العميل الحقيقي الذي لا
يمكن الاستغناء عنه مهما فقدنا في سورية من شهداء في معركة شرعية غير
متكافئة.. هي معركة الحرية.. نحن بحناجرنا وهم بدباباتهم؟! السوريون
الأحرار يقولون للمجتمع الدولي أنهم سينتصرون، وأن مصدر الشرعية الحقيقة
لا يمكن أن يتجاوزهم من جديد.. ويتوقعون من المجتمع الدولي أن يقفوا في
صفّ الشرعية الحقيقية لأنها الأبقى" حسب قناعتها.
وفيما يتعلق بتأثير العقوبات الأوروبية على النظام السوري، قالت
الأتاسي، التي شارك والدها المفكر القومي المعروف جمال الدين الأتاسي
بتأسيس حزب البعث "للأسف حتى الآن لم نشهد إلا التأرجح في المواقف
الغربية.. اليوم مطلوب منهم اتخاذ مواقف سياسية وأخلاقية حاسمة بدايتها
التصريح بعدم شرعية النظام السوري بشكل واضح لا لبْس فيه، مروراً بطرد
السفراء السوريين وقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام اللاشرعي الذي يقتل
المواطنين العزّل المطالبين بالحرية، وفرض العقوبات على قطاعَي النفط
والغاز السوريَين والعمل على سحب استثمارات شركتَي (شل وتوتال)
المستثمرتين في سورية"، وأردفت "إن دعوة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية
أتت واضحة بهذا الخصوص وهو دعوة كافة الدول وهيئات المجتمع الدولي وأقطاب
المعارضة السياسية إلى العمل على فرض العزلة الكاملة على النظام وسحبِ أي
تمثيل أو تواصل أو حتى تفاوض معه إلا في المرحلة التي يكون فيها مستعداً
لوضع نفسه في تصرّف الشعب السوري الحرّ متخلياً عن السلطة لأي هيئة
يرتضيها الشعب السوري في ذلك الوقت وتكون مَهمّتُها الانتقال بسورية إلى
وضع مستقر تستطيع فيه العمل على تأسيس دولة مدنية حرة وديمقراطية" حسب
قولها
وحول الحوار الذي لم يُكتب له أن يبدأ بين السلطة والمعارضة قالت "لقد
سقط الحوار مع النظام.. أسقطه الشارع السوري والثوار الأحرار.. حيث قالوها
مراراً وتكراراً أن لا حوار مع القتلة، ولا أتمنى لأي تيار سياسي معارض أن
يسقط مع سقوط النظام الجمهوراثي اللاشرعي" على حد تعبيرها