حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 فيتجنشتين ومسألة اللغة -في أصول الفلسفة التحليلية-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي النقاش
ثـــــــــــــــائر
ثـــــــــــــــائر
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 48
معدل التفوق : 116
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 12/03/2012

فيتجنشتين ومسألة اللغة  -في أصول الفلسفة التحليلية- Empty
10052012
مُساهمةفيتجنشتين ومسألة اللغة -في أصول الفلسفة التحليلية-



جمال أردلان




"إن اللغة هي متاهة من الطرق. فأنت تأتي من جهة ما فتتعرف بنفسك
على طريقك، وقد تأتي إلى نفس المكان من جهة أخرى فلا تتعرف على طريقك" (لودفيج
فيتجنشتين)(1).




لا يخلو الحديث عن الفلسفة التحليلية من أحكام مسبقة علقت بذهن
كثير من القراء، فترسخت بقوة، رغم خطئها، لتصبح بمثابة قناعات أولية يصعب
اقتلاعها. ولعل أشهر هذه الأحكام وأكثرها ذيوعا هو هذا الرأي الذي ينزل
الفلسفة التحليلية في نفس مرتبة الفلسفة الوضعية، فيجعل من الأولى مرادفة
للثانية.




ورغم أننا لا نستطيع إنكار وجود قضايا مشتركة بين الفلسفتين، فإننا
نرى من التبسيط رد كل المسائل التي تناولتها الفلسفة التحليلية إلى النزعة
الوضعية لأن دعوى كهاته تظل، كيفما كان الحال، ضعيفة ومهزوزة؛ فضلا عن
كونها لا تستطيع تقديم تفسيرات شافية لإقبال بعض الفلاسفة التحليلين –سيما
الأمريكيين منهم- على أسماء فرنسية من أمثال فوكو ودريدا، ومساهمتهم
الكبيرة في ربط قضايا الفلسفة التحليلية بالإشكاليات الرئيسية التي بلورتها
الفلسفة الألمانية.




ولعلنا لن نجانب الصواب إن نحن قلنا إن الانغلاق على الفكر الفلسفي
الفرنسي قد ساهم كثيرا في تكوين صور خاطئة لا عن الفلسفة التحليلية فقط بل
أيضا عن الفلسفات الأنجلوساكسونية، ونعتها بالنزعة الاختبارية الفجة. أما
الأمر الآخر الذي يتم غالبا إغفاله، فهو أن المحاور الكبرى التي دارت حولها
نقاشات الفلاسفة التحليليين تعود في أصولها إلى الفكر الجرماني: أعني إلى
الفلسفة الألمانية-النمساوية. فقد لا الفاحص عناءا كبيرا في التدليل على أن
معظم القضايا الرئيسية التي ما تزال تطرحها فلسفة اللغة التحليلية، ترتد في
الغالب إلى فريجه وإلى فيتجنشتين وبالتحديد إلى "فيتجنشتين الثاني" كما
سنرى.




على أن "النفور" الذي قد يستشعره المتعود على "الفكر الفرنسي"،
إزاء نصوص الفلاسفة التحليليين، يعود في مجمله إلى إحساسه "ببساطتها" وعدم
ملامستها "لعمق" القضايا والأسس؛ فهو يؤاخذ عليها طابعها "السطحي"
وانصرافها عن إثارة "القضايا الفلسفية الكبرى" وجريها في المقابل وراء
مسائل "جزئية". لكن الواقع أن الأمر ليس كذلك لأننا في الحقيقة أمام
"أسلوبين فلسفيين" مختلفين عن بعضهما البعض: إذا كانت الفلسفة الفرنسية
تجنح نحو معالجة قضايا فلسفية تركيبية، فإن الفلسفة التحليلية تميل أكثر
إلى تجزيء موضوعاتها؛ فهي تتولى تحليل المشاكل اللغوية مدفوعة بهاجس
التوضيح ورفع مظاهر الغموض التي تكتنف معظم القضايا الفلسفية.




غير أن هذا الأسلوب الذي تختص به الفلسفة التحليلية، لا يلغي
إطلاقا مشاركة هذه الأخيرة في بلورة إشكاليات فلسفية لا تقل "عمقا" عن
مثيلاتها في الفلسفة الفرنسية. ويكفي ذكر أسماء نيلسون غودمان وهيلاري
بوتنام وريتشارد رورتي لكي نتبين بوضوح مساهمة الفلسفة التحليلية في صنع
بعض المحاور الرئيسية التي يدور حولها الفكر الفلسفي المعاصر.




أما غرضنا في هذا المقال فلا يخص مباشرة الفلسفة التحليلية بقدر ما
يخص إسما فلسفيا بارزا كان له وقع كبير على مسارها، إذ من الممكن اعتباره
واحدا من "الأصول" الهامة التي ساهمت في تحديد عناوين وأبواب التيار
التحليلي. أجل، إن حديثنا عن فيتجنشتين سيتمحور عموما حول مسألة اللغة؛ لكن
الناظر الجيد في النتائج التي سيتأدى إليها فيتجنشتين في هذه المسألة، لن
تخفى عليه انعكاساتها على كثير من النقاشات التي ما تزال تثار حاليا في
أوساط فلاسفة التحليل، الإنجليز والأمريكيين على حد سواء. ولا نزعم أن
حديثنا، من حين لآخر، عن بعض هؤلاء الفلاسفة، كاف للإحاطة التامة بجوانب
التأثير التي مارسها فيتجنشتين على هؤلاء الأسماء، ناهيك عن الإحاطة بأسس
وخلفيات الفلسفة التحليلية.




سنكتفي إذن في المقام الأول بعرض بعض المحطات التي كانت حاسمة في
تصور فيتجنشتين للغة علها تسعفنا من جهة أولى في فهم بعض ما يروج في مجال
الفلسفة التحليلية، ومن جهة ثانية في دحض اعتقاد خاطئ يذهب إلى ربط إسم
فيتجنشتين بالوضعية المنطقية دون مراعاة التغييرات الجذرية التي أجراها هو
نفسه على تفكيره. وإذا كنا لا نشك اليوم في أن فيتجنشتين كان نموذجا
للفيلسوف الذي ما فتئ يعدل أفكاره، فقد يكون من المفيد أن نضيف إلى هذا أن
الفلسفة كانت بالنسبة له دائما نشاطا "تشخيصيا" للكشف عن الأعراض والأمراض
التي تلازم معارفنا. هذا ما يصرح به هو نفسه: "الفيلسوف هو الشخص الذي
ينبغي أن يعالج في نفسه عدا من أمراض الفهم قبل أن يتمكن من بلوغ مفاهيم
الفهم الإنساني السليم"(2).




لا تخفى في هذا التعريف الدلالة التشخيصية المقرونة بوظيفة
الفلسفة. وليس من المبالغة في شيء تقريب هذا التحديد من تحديد آخر نجده
بشكل قوي عند نيتشه حيث يتولى "الفيلسوف-الطبيب" مهمة قراءة الأعراض
واستخلاص أمراض الثقافة. فكلا الفيلسوفين يجمعان على الطابع التشخيصي الذي
ينبغي أن يتحلى به التفكير الفلسفي، بل كلاهما ينيط بالفلسفة مهاما أسمى
وأرقى من تلك التي تناط بالعلوم. فحين يقول فيتجنشتين في كتابه ملاحظات
في أسس الرياضيات
بأن "مرض عصر ما يعالج بواسطة تغيير نمط عيش الناس؛
ومرض المشاكل الفلسفية لا يمكن أن يعالج إلا بتغيير نمط التفكير والعيش[
]"(3)،
فإن النبرة التشخيصية تبدو هنا واضحة جدا، على أن هذا الميل إلى التشخيص لا
يلزم أن يفهم منه تمجيد للعمل على حساب الفلسفة. فعلى خلاف بعض القراءات
الضيقة التي تجعل من فيتجنشتين مناصرا للنزعة العلمية على غرار ما جرت به
العادة مع ممثلي حلقة فيينا، نستطيع أن نقول إن معظم مواقف فيتجنشتين كانت
تنحو نحو انتقاد الأوهام التي يولدها الإيمان الأعمى بالعلم. وخير ما يدل
على هذا هو نقده لأسس الرياضيات.




لكن المتتبع الجيد سيفطن بلا ريب إلى أن انتقادات فيتجنشتين قد
وجهت في الغالب إلى الفلسفة؛ وهو أمر لا يتناقض مع ما قلناه حتى الآن، سيما
إذا علمنا أن هذه الانتقادات تنصب، في معظمها، على كيفية استعمال الفلاسفة
للغة وليس على الفلسفة في حد ذاتها. وإذا كانت المباحث الفلسفية
تمتلئ بالأمثلة العديد التي تؤكد هذا النقد للغة الفلسفة، فإن مسار هذا
النقد عند فيتجنشتين يخالف بوضوح المسار الذي اتخذته هذه المسألة عند أقطاب
حلقة فيينا. فلا مجال مع فيتجنشتين لتعويض نقص الخطاب الفلسفي بلغة ورائية؛
كما أن لا مجال لاستبعاد اللغة الطبيعية، فهذه الأخيرة تظل من أولى مرامي
فلسفة فيتجنشتين الأخيرة. ولذلك لن نستغرب إن وجدناه يقول: "عندما يستعمل
الفلاسفة كلمة ما –على سبيل "المعرفة"، "الوجود"، "الموضوع"، "الأنا"،
"القضية"، "الإسم"- ويطمحون إلى حيازة ماهية الشيء، ينبغي التساؤل دائما:
هل فعلا لهذه الكلمة نفس المعنى في اللغة التي تمثل موطنها الأصلي؟ إننا
نعود بالكلمات من استعمالها الميتافيزيقي إلى استعمالها اليومي"(4).




ويمكن العثور في المباحث الفلسفية على أمثلة كثيرة من هذا
القبيل، ذلك لأن حرصه على الانتقال باللغة من استعمالها الميتافيزيقي إلى
استعمالها اليومي إنما يترجم في الواقع حرصه على رد الإشكاليات الفلسفية
إلى أسس اللغة الطبيعية. لكن قبل تفصيل الحديث في الدواعي الفعلية التي
كانت خلف إقبال "فيتجنشتين الثاني" على اللغة اليومية، لابد من التأكيد أن
مسألة اللغة ظلت تستأثر باهتمام فيتجنشتين منذ الرسالة المنطقية
الفلسفية
وإن كنا لا نرى بدا من الاعتراف في المقابل بأن تصوره لها في
فلسفته الأولى مباين، في أكثر من جانب،لتصوره لها في فلسفته الثانية. فهو
لم يكن يرى من سبيل لفهم قضايا الفلسفة إلا بالرجوع إلى اللغة، وعيا منه
بأن إشكالات الفلسفة هي في الأصل إشكالات لغوية. ولعل هذا ما كان يعنيه حين
سيقول بأن "المشاكل الفلسفية تولد حين تكون اللغة في احتفال"(5).
وهذا التلميح يحتمل في حد ذاته معنيين مترابطين: فهو من جهة أولى يربط
مشاكل الفلسفة بوثاق اللغة، لكنه من جهة ثانية يشير إلى أن هاته المشاكل
تحيى وتنتعش حين تُمنَح اللغة ثقة فائقة أو تترك دون رقيب.




والواقع أن كلا المعنيين يفضيان إلى نفس النتيجة ما داما ينتهيان
إلى اعتبار اللغة محور التفكير الفلسفي. وسوف لن نعدم الأمثلة العديدة التي
تبين هذا التصور، إذ سنرى أن الأفكار التي قادت فيتجنشتين من الرسالة
المنطقية الفلسفية
إلى المباحث الفلسفية كانت في مجملها أفكارا
تدور حول اللغة. وقد لا نستغرب إن ألفيناه في فلسفته "الانتقالية" وفي
فلسفته الأخيرة يولي عناية بالغة للنحو الفلسفي، فلمفهوم النحو عنده دلالة
متميزة سوف تأتي على ذكر خصائصها في معرض هذه الدراسة.




1- الطابع التحليلي-الذري لفلسفة فيتجنشتين الأولى




غني عن البيان أن النزعة التحليلية التي رفعها برتراند راسل منذ
أواخر القرن التاسع عشر ضد مثالية برادلي وجواكيم، كانت ترمي في الأساس إلى
اقتلاع الحركات الهيجلية الجديدة التي استفحلت بقوة آنذاك في الفلسفة
الإنجليزية. وإذا كانت الطريقة التحليلية قد اتخذت عنده آنئذ شكل ذرية
منطقية فلأن الخصم الرئيسي كان هو هيجل بفكرته القائلة بوجود حقيقة كلية
وواحدة. فعندما يقابل راسل بين "أكسيوم العلاقات الداخلية" و"أكسيوم
العلاقات الخارجية"، فلكي يفرق بين فلسفة ذات نزعة واحدية ترى العلاقة
مؤسسة دوما على طبيعة الأطراف التي تدخل في علاقة مع بعضها البعض (وذاك هو
حال الهيجلية) وبين فلسفة ذرية ترى، على عكس الأولى، أن أية حقيقة معزولة
يمكن أن تكونحقيقية على نحو تام ومكتمل(6).




وليس من الصعب أن نربط بين هذا التوجه التحليلي الذي نادى به راسل
وبين دعوى وجود حقائق أولية مثلما ذهب إلى ذلك فيتجنشتين في الرسالة
المنطقية الفلسفية
؛ ذلك لأن إقرار الرسالة بأن ما من قضية دالة إلا
وتقوم على قضايا تتأسس على دلائل "بسيطة"، هي من دون شك فكرة لا يستقيم
معناها إلا بردها إلى هذه الطريقة التحليلية التي جهد راسل في وضع دعائمها.




بيد أنه من اللازم إفراغ هذه الدعوى من الحمولات التجريبية التي
ألصقتها بها الوضعية المنطقية. فعندما يؤكد فيتجنشتين على وجود قضايا
أولية، لا يعني بذلك أن وجودها يتوقف على تحققها التجريبي بقدر ما يعني فقط
أنه يتوقف على ضرورتها المنطقية. وهذا بالضبط ما يرمي إليه حين يقول: "وإذا
علمنا أن أسس منطقية خالصة أن من الضروري أن تكون هنالك قضايا أولية، فإن
من اللازم إذن أن يكون معلوما من قبل أي واحد يفهم القضايا في صورتها غير
المحللة"(7). ويواصل تأكيد هذا الطابع المنطقي عندما يرفع
وجودها إلى مستوى قبلي مبعدا إياها عن الدلالة الاختبارية أو التجريبية:
"إذا لم أستطع أن أعين القضايا الأولية على نحو قبلي، فإن من الضروري أن
يفضي ذلك عندما أريد تعيينها إلى لا معنى بديهي"(8). وهذا تنصيص
صريح على ضرورة استبعاد الطرح الاختباري.




ولعل راسل قد دافع هو الآخر عن نفس الفكرة عندما بين بأن الإقرار
بالوقائع الذرية لا يفيد بالضرورة أن بمقدور التحليل الوقوف بالوقائع
البسيطة عند نقطة لا تقبل التحليل، لا فقط لأنه كان يؤمن بأن الأشياء
المركبة تحتمل التحليل إلى ما لا نهاية دون بلوغ ما هو "بسيط"(9)،
وإنما أيضا لاقتناعه بأن نسف هذه الأطروحة يقود إلى السقوط في نوع من
التجريبية المبالغ فيها. ومهما يكن الأمر فإن راسل كان يدرك بأن التسليم
"بالقضايا الذرية" لا تمليه اعتبارات تجريبية بل اعتبارات نحوية أو تركيبية(10).




تلك بعض الملامح التي تشهد على التأثير الذي مارسه راسل، لفترة ما،
على فيتجنشتين. فمن الواضح أن كتاب الرسالة يستمد معظم مبادئه
التحليلية من كتاب نظرية المعرفة الذي أصدره راسل سنة

1913
وضمنه أفكاره التحليلية التي كان على اقتناع بها إلى حدود ذلك التاريخ. وقد
لا يغيب عن ذهن أي أحد أن النزعة الذرية التي تتأسس عليها الرسالة
إنما تعكس في الواقع هذا التوجه التحليلي الذي دافع عنه راسل من قبل
(11).
فليس من الصدفة في شيء أن يعتبر فيتجنشتين بأن من الضروري أن تكون هنالك
موضوعات وحالات أشياء رغم أن العالم مركب إلى ما لا نهاية له، بحيث إن كل
واقعة تتكون مما لا نهاية له من "حالات الأشياء" وكل "حالة شيء" تتكون
بدورها مما لا نهاية له من "الموضوعات"
(12).
فأن يكون العالم بالغ التركيب، لا يلغي إطلاقا وجود موضوعات وحالات أشياء
"أولية"
(13)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فيتجنشتين ومسألة اللغة -في أصول الفلسفة التحليلية- :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

فيتجنشتين ومسألة اللغة -في أصول الفلسفة التحليلية-

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» حفيتجنشتين ومسألة اللغة -في أصول الفلسفة التحليلية-
»  الفلسفة التحليلية وفلسفة اللغة أستاذ
» الفلسفة السياسية ومسألة العنف
»  أصول القرآن. بحث في تاريخ الدراسات القرآنية الاستشراقية (2/2)
» الأصولية ومسألة التقدم بقلم: سلامة كيلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: