المثقفون العرب والثورة السورية
عمر الفاتحي
الحوار المتمدن
-
العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 17:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا
الكاتب-ة مباشرة
حول الموضوع
[b]
[/b]
[b]
إلى الأمس القريب وقبل إندلاع
الثورةالسورية ، كان العديد من المثقفين العرب يتهافتون على كل التظاهرات
الثقافية والفنية ، التي ينظمها النظام السوري ، تحت العديد من اللافطات ،
من بينها شعار الممانعة والمقاومة لتحرير الجولان . حضور مهرجان ثقافي أو
فني في دمشق ، لايمر بالضرورة عبر وزارة الثقافة السورية ، بل كذلك من خلال
سفارات النظام السوري في العالم العربي ،التي تملك القرار الأخير عبر
جهازها الاستخباري ، في معرفة المثقفين العرب ومدى ً صلاحيتهم ً للحضور
بهذا المهرجان أو ذاك ، سواء كان أدبيا أ و تشكيليا أو سينمائيا و مسرحيا ،
وهو ما يفسر تردد نفس الوجوه على دمشق .لقد تساءل بعض المثقفين
والاعلاميين عن سر سكوت بعض الاتحادات والمنظمات والجمعيات الثقافية
والفنية ، عن ما يجري من تقتيل ممنهج للشعب السوري ، والجواب هو ما اوردناه
، إذ كيف يمكن التضامن مع ثوار سوريا ، من طرف مثقفين وفنانين ، يعتبر
نظام بشار الأسد ولي نعمتهم . سكوت العديد من المثقفين والفنانين العرب ،
عن ما يجري في سوريا من إبادة يومية للشعب السوري ، المتطلع للحرية
والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وما ينطبق على سوريا نظام
الأسد ، ينطبق كذلك على نظام القدافي البائد ، مع وجود الفارق بطبيعة الحال
، لكون ليبيا ً الجمهاهيرية العظمى الاشتراكية ً كانت الثقافة والفن فيها ،
من تدبير ً اللجان الثورية ً فهي صاحبة القرار الثقافي ، ولا شئ يعلو على
الكتاب الأخضر . مثقفون وفنانون عرب ، كانوا يترددون على السفارات الليبية ،
لعرض ً إبداعاتهم ً الأدبية والفنية ، التي تمتدح القدافي صراحة أو ضمنيا
بإعتباره رمزا لقلعة الصمود في مواجهة الأمبرالية والصهيونية والظلامية ،
فيكافئهم القدافي ، بإستقبالهم في خيمته بطرابلس والمناسبة بطبيعة الحال ،
الفاتح من سبتمر ، الذي يعتبر أشأم يوما في تاريخ الشعب الليبي .وإذا كان
الحديث يجري في صفوف ثوار ليبيا ، عن قرب صدور ً و يكليكيس ليبيً يفضح
بالوثائق والأرقام ، الرشاوي ، التي تقاضاها ، ليس فقط روؤساء دول وحكومات
عربية وإفريقية عديدة ، بل حتى مثقفين وفنانين وقيادات حزبية ونقابية
وجمعوية ، فإن الراي العام العربي ، سيكون على موعد ، مع ويكليكيس سوري ،
رغم وجود الفرق بين العائدات النفطية الليبية ونظيرتها السورية . تبعية
المثقف للسياسي، المالك للسلطة في الأنظمة الشمولية وشبه الشمولية ، كان
دائما محل جدال بين المثقفين العرب ، أقلية منتفعة من ريع السلطة
وإمتيازاتها ، تبرر ممارسات الحاكم وتجاوزته .وأكثرية تعيش على الهامش ،
بعضها يركن إلى الصمت ، إتقاء لشر الحاكم والبعض الأخر منها ، يعبر – ومهما
إختلف شكل التعبير وأسلوبه- عن مساوئ طبيعة النظام الحاكم وإستبداده
وفساده . وهذا ما رأيناه في أثناء قيام الثورة التونسية والمصرية والليبية ،
ونراه الان في سوريا .شعب يتعرض لتقتيل منهجي وشرس في غياب أي موقف تضامني
من أغلبية كل الاتحادات والمنظمات الثقافية والفنية العربية ، اللهم الا
من بعض البيانات الخجولة هنا وهناك التي ً تندد ً وً تستنكر ً ما يتعرض له
الشعب السوري من إبادة على أيدي جيش النظام وأمنه السياسي وفيالق الموت
المسماة بالشبيحة التي كانت سابقا تحمل إسم ً الشبيبة البعثية ً
[/b]