[size=54]في نقد الحجة السببية – الجزء الثاني[/size]
- اقتباس :
«[size=18]لقد تسرّع العلماء حين قالوا أنّ أصول الكون لا يمكن تفسيرها بالعلم وحده. صحيحٌ،إنّ مثل هذا الأمر صعبٌ إنجازه، ولكن كثيرًا من الأمور التي اعتقدنا استحالة إنجازها، لم يكن سبب هذا الاعتقاد إلا محدوديّة مخيِّلتنا»[/size]
أليكساندر فيلينكن – من كتاب عوالم عدةٍ في عالمٍ واحدٍ (Many Worlds in One)
أليكساندر فيلينكن – Alexander Vilenkin
[size=44][size=44]نحن لم نبدأ بعد[/size][/size]
تذكّر عزيزي القارئ، أنّنا لم نبدأ بعد بنقد الحجة الكونية السببية، ولكنّنا منذ الجزء الأول وجدناها على أساسٍ مزعزعٍ جدًا، لا يحتمل أن تضع فوقه جملةً واحدةً. لتلخيص ما ذكرناه في الجزء السابق يمكننا القول بأنّ الحدس الفطري أضعف من أن يحتمل أن تُبنى عليه أيُّ حجةٍ كانت، وهذا ما أثبته لنا التاريخ وتكلمنا فيه كثيرًا، وبالإضافة إلى هذا فالحدس الفطري الذّي يدعم مفهوم السببية له أسبابٌ نفسيةٌ اجتماعيةٌ مدروسةٌ من نواحٍ تطوريةٍ، ممّا يجعله يفتقر وبشكلٍ كبيرٍ إلى الموضوعية.
خطأ مبدأ السببية تؤكده مشاهداتٌ فيزيائيةٍ على المستوى الذرّي ودون الذرّي تفتقر إلى سببٍ ظاهرٍ، على سبيل المثال حين تهبط ذرّةٌ من مستوى طاقةٍ محفزٍ إلى مستوى أدنى وتُطلق فوتونًا Spontaneous emission فهي تخترق وبشكلٍ واضحٍ وصريحٍ مبدأ السببية[size=15][1]. ولا يتضح السبب أيضًا وراء تفكك النواة المشعة، وكثيرٌ من الأحداث الكمومية تفتقر وتنتهك مبدأ السببية[2] [3]. لذا لا يمكننا أن نعدّ مفهوم السببية كمبدأٍ كونيٍ يشتمل على جميع الأنظمة، بل يمكننا أن نؤكد وبشكلٍ آمنٍ مرةً أخرى أنّ لوجوده في حدسنا الفطري أسبابًا اجتماعيةً نفسيةً طالتها دراسات علمِ النّفس التّطوري.[/size]
[size=44][size=44] كلمةٌ حول الخلق وبداية وجود الكون[/size][/size]
السّؤال حول من خلق الكون هو سؤالٌ فاسدٌ ولا ينفع أن تتم الإجابة عليه، ذلك أنّك تفترض أنّ الكون مخلوقٌ وتشير إلى الخالق بـ «من»، وتضع هذا الفرض في منطوق السؤال. الأفضل أن تتم صياغة السؤال على نسق «من أين أتى الكون؟» أو «كيف جاء الكون» أو «كيف بدأ الكون بالوجود». ربما لاحظ بعض اللّاهوتيون فساد هذا السؤال ممّا جعلهم يعيدون الصياغة إلى «ما سبب بداية وجود الكون؟» أو «ما سبب بداية وجود كل شيءٍ؟». لعبة الكلمات هذه كثيرًا ما نجدها في الحجج التي تحاول إثبات وجود الإله، فسبب استخدام «بدأ بالوجود» يعود إلى أنّهم لا يودون تطبيق هذا المبدأ على الإله. فهو بحسب وصفهم له «أبدي الوجود» و «لم يبدأ بالوجود مطلقًا»، وبهذا التغيير البسيط للمصطلحات قاموا باستثناء الإله من مفهوم السببية. بإمكاننا أن نلعب دورًا في لعبة الكلمات هذه فنقول: «كل ما في الكون وبدأ بالوجود فلا بد أن يكون له مسببٌ»، وبهذا نحن نستثني الكون من مفهوم السببية.
حينما تستمع لأحدهم وهو يقول لك أنّ الشيء الفلاني «بدأ بالوجود»، ما الذّي يخطر على بالك؟ فإن كنت كمعظم الناس ستفكر مثلًا في طاولةٍ تضعها في المطبخ، ولابد لهذه الطاولة أن يكون لها تاريخ صنعٍ يمثل بداية وجودها. أي أنّ بداية وجودها كانت حينما قام النجار بإعادة ترتيب بعض الأخشاب، باستخدام المسامير والغراء بطريقةٍ معيّنةٍ، لتكون لدينا طاولةً نستفيد منها. يمكننا القول أنّ للطاولة سببًا لبدء وجودها وهو عمل النجار، ويُشار إلى هذه العملية بإعادة الترتيب أكثر مما يشار إليها بالخلق أي أنّها خُلقت من مادة Creato Ex Materia. هذا الوصف ينطبق على كلِّ ما وجدناه في الكون وعلى كلِّ ما شهدته البشرية منذ بدايتها.
ولكن ما تشير إليه الحجة السببية بقصدها من الخلق هو «الخلق من العدم» Creato Ex Nihilo، أي أنّه لا طاقةٌ ولا جسيماتٍ فيزيائيةٍ ولا نسيج الزمكان ولا حتى أيّ شيءٍ آخر، فيبدو الخلق كعمليةٍ نشاهدها فقط في أفلام الكارتون، طقْ لدينا مادة، طقْ لدينا طاقة، طقْ لدينا مجالاتٍ فيزيائيةً، وإلى آخره من الطّقطقات. لا يوجد لهذه العملية أيّ تصورٍ أو دليلٍ بشريٍ ممكنٍ. فعلى الرغم من أنّنا نجد هذه العملية لابد أن يكون لها سببٌ معينٌ كما يُنوّه لنا حدسنا الفطري، إلا أنّنا نشير إلى عمليةٍ لم نشهدها مطلقًا، وهذه مغالطّةٌ منطقيةٌ واضحةٌ. تابعْ معي الحجة التالية والتي تشابه في مغالطّتها المنطقية الحجة الكونية السببية:
[list=rtl]
[*]جميع أحادييّ القرن تشبه حمار الوحش في شكلها الخارجي.
[*]حمار الوحش من الثدييات.
[*]جميع الثدييات لديها فروٌ يغطي جسمها.
[*]جميع وحيدي القرن لديهم فروٌ يغطي أجسامهم.
[/list]
لاحظْ أنّنا نجادل حول حيواناتٍ أحادييّ القرن Unicorns ذوات اللون الزهري، التي ليس لها أيّ وجودٍ سوى في الثّقافات الأسطورية الخرافية للإنسان، فجدالنا إذًا حول وجود فروٍ يغطي جسمها يعتبر بحد ذاته مغالطةً منطقيةً.
إن كان هناك من بين المؤمنين من يود أن يدافع عن الحجة السببية فعليه أولًا أن يجتاز هذا التحدي؛ بأن يذكر لنا قائمةً من الأمثلة لحالات خلقٍ من العدم، ولكن في الحقيقة ليس لديهم هذه القائمة بتاتًا. وعندما واجه الفيلسوف اللّاهوتي ويليام لاين كرايغ هذا التحدي – وهو أحد أهم الفلاسفة اللّاهوتيين في هذا القرن من المدافعين عن الحجة السببية، وهو في الحقيقة من قام بإحياء الحجة الكلامية من التراث الإسلامي ليجلبها بصيغةٍ معدلةٍ، كما طرحناها في بادئ المقال ويضعها كإحدى أهم حجج الدفاع اللّاهوتي – قام ويليام لاين كرايغ بإعادة تشكيل تصوّره لبدء الكون، ليكون خُلق من مادةٍ. ولكنّه هنا يناقض ما أتى به اللّاهوت المسيحي (والإبراهيمي بشكلٍ عامٍ) بأنّ الخلق الإلهي للكون كان من عدمٍ[size=15][4] [5]، وحتى إن كان الخلق من نوع «إعادة ترتيبٍ» أي، فهل يتوجبُ أن يكون دورًا للإله فيه؟Creato Ex Materia[/size]
ويليام لاين كرايغ – William Lane Craigقدم أينشتاين عام 1905 نظريته النسبية، وفيها أوضح أنّ المادة Matter من الممكن أن تتكون من طاقةٍ، ومن الممكن أن تختفي إلى طاقةٍ، ويمكن اختصارها بمعادلته المشهورة:
E = MC[size=15]2[/size]
حيث أنّ E هي الطاقة Energy وM هي المادة Matter وCهو ثابت كونيٌ يكافئ سرعة الضوء في الفراغ Vacuum. أي أن وجود المادة في الكون لا ينتهك أيّ قانونٍ طبيعيٍ، فيمكن للمادة أن تأتي من الطّاقة.
ولكن من أين إذن تأتي الطاقة؟ فقانون الثيرموداينميك الأول First Law of Thermodynamics، والمشهور بقانون حفظ الطاقة يتطلب أن تأتي الطاقة من مكانٍ ما. كان من الممكن أن تكون فرضية الخلق مقبولةً لدرجةٍ ما إن أُشْتُرِط حصول معجزةٍ ما لكي تخرق قانون حفظ الطاقة وتأتي إلينا بالكون. ولكن لا المشاهدات ولا النظرية تدعم هذا، فقانون حفظ الطاقة يسمح لها أن تتحول من شكلٍ إلى آخر ما دام المجموع ثابتًا. ومما يثير الاهتمام هو أنّ الطاقة الكلية للكون تساوي صفرًا.[size=15][6][7][/size]
وهنا أَقتبسُ من عالم الفيزياء الكونية ستيفن هاوكينغ قوله:
- اقتباس :
«يمكن للمرء إثبات أنّ الطاقة السالبة للجاذبية تُلغي بالضبط الطاقة الموجبة التى تمثِّلها المادة، وبالتحديد ضمن أخطاءِ قياسٍ ضئيلةٍ، فإنّ كثافة معدل الطاقة في الكون هو بالضبط ما يُتوقّع لكونٍ ظهر من حالةٍ مبدئيةٍ بِطَاقةٍ صفريةٍ، مع لا يقينٍ كميٍ ضئيلٍ»[size=13][size=13][8][/size][/size]
في الحقيقة هذا هو ما توقعت به آخر الإضافات المعاصرة لنظرية الانفجار الكبير، والتي تُدعى بالانفجار التضخّمي الكبير Inflationary Big Bang، ووفقًا لهذه النظرية مرّ الكون بفترةٍ من التضّخم السريع الأُسيّ Exponential Inflation خلال كسرٍ ضئيلٍ من الثانية الأولى. لقد مرّت مؤخرًا نظرية التضخّم بسلسلةٍ من اختبارات المشاهدات التي كانت قادرةً على تخطئتها، وحتى الأن اجتازت النظرية هذه الاختبارات بنجاحٍ.[size=15][9][/size]
باختصار؛ وجود المادة والطاقة لم يتطلب اختراقًا لحفظ الطاقة، ولا معجزةً كانت مطلوبةً لخلقهما؛ وهذا ما تشير إليه البيانات وبقوةٍ.
[size=44][size=44] بداية الوجود واللّانهائية[/size][/size]
اللّانهائية هي فكرةٌ رياضيةٌ مجردةٌ تمت صياغتها بدقةٍ في عمل الرياضي جورج كانتور في أواخر القرن الثامن عشر، ورمز اللّانهائية ∞ يستخدم في الفيزياء كاختصارٍ يعني «رقمٌ كبيرٌ جدًا». في الفيزياء؛ الزمن هو عدد دقات الساعات، ويمكنك أن تَعد للخلف وكذلك للأمام، فالعد للأمام قد يوصلك إلى رقمٍ موجبٍ كبيرٍ جدًا، والعدُّ إلى الخلف يوصلك إلى رقمٍ سالبٍ كبيرٍ جدًا. وكما أنّنا لن نصل إلى اللّانهاية الموجبة، فلن نصل إلى اللّانهاية السالبة. إن لم يكن في الكون عددٌ لا نهائيٌ رياضيٌ من الأحداث في المستقبل، فإنّه لا يحتاج لأنْ تكون له نهايةٌ. وبالمثل؛ لو لم يكن في الكون عددٌ لا نهائيٌ رياضيٌ من الأحداث في الماضي، فإنّه لا يحتاج لأن تكون له بدايةٌ. يمكننا دومًا أن نجد حدثًا يتبع آخر، ويمكننا دومًا أيضًا أن نجد حدثًا يسبق أخر.
يشير اللّاهوتيون في محاولاتهم للدفاع عن الحجة السببية إلى الفردانية، أي ما يعرف بالـ Singularity. مفهوم الفردانية صاغه كلٌّ من ستيفن هاوكينغ وروجر بينروز في العام 1970، حيث «أثبتوا» أنّ حالةً من الفردانيةSingularity كانت موجودةً في بداية الوقت. وعلى فرض أن يكون نموذج أينشتاين صحيحًا في ذلك الوقت– أي في وقتٍ أقل من زمن بلانك – فتكون هذه الفردانية لا متناهيةً في الصغر ولامتناهيةً في الكثافة.[size=15][10] ويُصِرُّ اللّاهوتيون على أنّ الوقت في هذه الحالة يجب أن يتوقف وهنا يجب أن يحصل الخلق.[/size]
الطريف في الأمر، هو أنّ ستيفن هاوكينغ عانى في إقناع الوسط العلمي بالفردانية Singularity، ولكنّه تخلى عنها ويحاول إقناع الوسط العلمي بأن لا وجود لها كما يُشير في كتابه تاريخ موجز للزمان: «في الواقع لم يكن هناك أيّ حالةٍ من الفردانية في بداية الكون»[size=15][11]. استنتاج ستيفن هاوكينغ والذي وافق عليه روجر بينروز أيضًا، يأتي من الميكانيكا الكموميةQuantum Mechanics، بنقض فرض أنّ نموذج النسبية العامة لأينشتاين صحيحٌ في أبعادٍ أقل من زمن بلانك. وبهذا يمكننا القول بأنّ استخدام الفردانية لإثبات بداية الزمن أمرٌ غير صحيحٍ، فالفردانية ليس لها ما يدعمها بحسب معرفتنا المعاصرة عن الكون.[/size]
يعود المدافعون اللّاهوتيون بالدفاع عن الحجة السببية وبداية الوقت بالقول: «إن كان الوقت لانهائيًا فيجب أن يستغرق مدةً لا نهائيةً ليصل إلى هذه اللحظة». رد الفيلسوف كيث بارسونز على هذا التصريح بقوله: «القول بأنّ الوقت لا نهائيٌ لا يعني أنّ له بدايةٌ كانت منذ زمنٍ لا نهائيٍ، بل يعني أنّ ليس له بدايةً على الإطلاق»[size=15][12].[/size]
وبعيدًا عن الفردانية؛ قدّم مدافعون لاهوتيون آخرون تصورًا خطيًا عن الوقت؛ أوضحوا من خلاله أنّ الوقت لابد أن يكون نهائيًا، ولابد أن تكون له بدايةٌ، على سبيل المثال لديك هذه الحجة (تم عرضها من قبل ويليام لاين كرايغ أيضًا أكثر من مرةٍ):
[list=rtl]
[*]سلسلة الأحداث المتواصلة هي تجميعٌ للإضافات المتعاقبة للأحداث.
[*]التجميع الناتج عن الإضافات المتعاقبة للأحداث لا يمكن أن يكون لانهائيٍ.
[*]لذا فسلسلة الأحداث لا يمكن لها أن تكون لانهائيةٍ.
[/list]
أي وبتعبيرٍ آخر، إن كان الوقت لا يمكن له أن يعود إلى ما لانهايةٍ، فلابد للكون أن يبدأ من نقطةٍ حيث لا يوجد فيها الوقت؛ أي أنّها العدم. حين يتكلم المدافع اللّاهوتي عن الوقت فهو يتخيل تركيبًا خطيًا يصف به الوقت، حيث يقع على هذا الخط الزمني الماضي والحاضر والمستقبل، ولابد أن ينتهي الماضي بنقطة بداية الوقت، وهذا تصورٌ ساذجٌ. على الرّغم من أنّه يتفق مع حدسنا الفطري ومع معاملاتنا للطّبيعة والمحيط بشكلٍ يوميٍ، ولكنّه خاطئٌ بشكلٍ فاحشٍ. أيّ شخصٍ لديه أيّ معرفةٍ عن الفيزياء المعاصرة لابد له أن يعلم بأنّه لا وجود لشيءٍ اسمه الوقت ككيانٍ مستقلٍ، ولكن كتكوينٍ رباعيّ الأبعاد يعرف بـ «الزمكان Spacetime». وحتى هذه النظرة للزمان تعتبر غير مكتملةٍ، لأنّها تفشل في وصف أبعادٍ أقل من أبعاد بلانك بحسب الفيزياء الكمومية Quantum Mechanics كما أشرنا في الأعلى.
حجةٌ أخرى يستخدمها اللّاهوتيون في الدّفاع عن بدايةٍ مطلقةٍ للكون، هي مقالةٌ علميةٌ نشرها كلٌ من بورد وجوث وفيلينكن عام 2003، مستوحاةٌ من نظرية التضخّم الأبدي Eternal Inflation كان عنوانها Inflationary Spacetime are not complete in past direction[size=15][13]. تُفسر نظرية التضخّم الأبدي التجانس الكبير الذي يعتلي الكون في بدايته وسبب كونه مسطحًا، ولكنّها تقترح على أنّ الكون لم يُولد وحيدًا بل هناك عددٌ من الأكوان المتوازية ويستمر توليد الأكوان، ولهذا سميت بـ«التضخّم الأبديEternal Inflation». إن كان التضخّم لانهائيٌ باتجاه المستقبل، فهل هو لانهائيٌ باتجاه الماضي؟ هذا ما حاولت المقالة العلمية أن تجيب عليه. ولكن؛ المدافعون اللّاهوتيون بالغوا في استخدامها لإثبات أنّ الكون له بدايةٌ، متناسين سطرًا تحتويه يذكر التالي: «… بالتالي فإنّ نماذج التضخّم تتطلب نماذج فيزيائيةٍ أخرى عدَا التضخّم، لتصف حدّ الماضي من منطقة التضخّم في الزمكان». وفي مراجعةٍ علميةٍ لألان جوث بنفسه لنظريته عام 2007 صرّح بالتّالي: «لا يوجد أيّ استنتاجٍ يدل على أنّ نموذج التضخّم الأبدي كانت له بدايةٌ فريدةٌ من نوعها»…«وهنالك نماذجٌ تقترح مناطق انكماشٍ داخل منطقة التوسّع وبإمكان هذه النماذج أن تزيغ نظريتنا»[14]. يشير جوث هنا إلى ما قدّمه أنتوني أجيري Anthony Aguirre والذي قدّم مقالته العلمية في نفس العام، واقترح فيها على أنّ التضخّم الأبدي يكون أبديًا باتجاه الماضي أيضًا، أي أنّه حاجج على أنّ نظرية التضخّم الأبدي Eternal Inflation لا تشترط بدايةً للكون[15]. بالإضافة إلى هذا، سأل فيكتور ستينجر أحد ناشري المقالة المشار إليها في الأعلى، أليكسنادر فيلنكن: «هل أثبتتْ نظرية التضخّم الأبدي أنّ هناك بدايةً للكون» وأجاب فيلينكن بالنّفي، مشيرًا مرّةً أخرى إلى الانكماشات التي أشار إليها ألان جوث أعلاه[16]. نفي وجود بدايةٍ للتضخّم الأبدي والانكماشات المُشار إليها هي ما أكدته بحوث الجاذبية الكمية الحلقية Loop Quantum Gravity (LQC)، وبالذّات ما نشره عالم الفيزياء الكمومية أباي أشتكار AbhayAshtekar عام 2009؛ مؤكدًا على خطأ الاعتقاد ببدايةٍ للتضخّم الأبدي وأنّ هذا الاعتقاد يناقض الجاذبية الكمية الحلقية[17].[/size]
فوق كل هذا تذكر أنّنا حين نتكلم عن اللحظات الأولى للانفجار الكبير؛ فإنّنا ندخل متاهةً من الجهل البشري، في تلك المتاهة لا يمكنك أن تخوض نقاشًا ذو معنى دون أن تُعرِّض نفسك لسنين مجهدةً من الفيزياء والرياضيات. فلا يهم ما تظن أنّك تعلمه، لأنّ كل الاستنتاجات التي تأمل بالوصول إليها لتفسير حقيقة الكون، لن تكون أكثر من تخميناتٍ كبيرةٍ. وعلى الرغم من هذا التواضع الذي يحمله المنهج العلمي، يُصرّ المدافعون اللّاهوتيون على أنّ لعبة الكلمات الفلسفية هي كل ما يتوجّب أن يحملوه، ليدعموا به نتائجهم التي تُصرِّح بأنّها صحيحةً بشكلٍ مطلقٍ. ولكن يبقى أفضل ما يمكن قوله: أنّني لا أعلم ولا أنتم تعلمون بدرجات اليقين التي تدّعونها، ولكنهم ينادون بإله الفجوات دومًا على أية حال.
[size=44][size=44] سيناريوهاتٌ طبيعيةٌ مقبولةٌ لتفسير الأصول[/size][/size]
مسمارٌ آخر يُدَق في نعش الحجة الكلامية، فكما نرى ادعاء أنّ الكون بدأ بالوجود مع الانفجار الكبير هو ادعاءٌ لا تَدْعمه أيٌّ من المعرفة الفيزيائية والكونية المعاصرة، فالمشاهدات التي تؤكد نظرية الانفجار الكبير لا تنفي أبدًا احتمالية وجود شيءٍ مَا سابقٍ للانفجار الكبير، وممّا تجدر الإشارة إليه هو أنّ تعبير الانفجار الكبير ليس إلّا مصطلحًا كان يستخدم تهكمًا ببدايات النظرية، أمّا النظرية بحدّ ذاتها لا تشترط وجود فردانية Singularity كي تنفجر. وأود هنا أن اقترح على القارئ مقالةً بعنوان A Tale of Two Big Bangs لمعهد ماكس بلانك للفيزياء الجاذبية[size=15][18]، يوضح الكاتب فيها خطأ الاعتماد على نظرية الانفجار الكبير لإثبات الفردانية Singularity، ويوضح الكاتب أيضًا الفرق بين طور الانفجار الكبير Big Bang phase والذي نشأ عنه الكون قبل 13.7 مليار سنة، وما يفترض أن يسبق هذا الطّور وما يعرف بالفردانية، وموقف المجتمع العلمي لكل منهما.[/size]
http://www.einstein-online.info/spotlights/big_bangs
لقد تمّ نشر عدة نماذجٍ نظريةٍ تقترح آلياتٍ لتفسير بداية الكون والانفجار الكبير من كونٍ سابقٍ، كأن يكون نفقًا كموميًا Quantum Tunneling أو ما يسمى التذبذبات الكمومية Quantum Fluctuations[size=15][19]. ومعادلات علم الكونيات Cosmology التي تصف الكون المبكر تنطبق تمامًا على الجانب الآخر من محور الزمن، وبالتالي ما من سببٍ يدفعنا لافتراض أنّ الكون بدأ بالانفجار الكبير.[/size]
في كتابه الكون القابل للفهم The Comprehensible Cosmos، قدم عالم الفيزياء النّظرية Victor Stenger تتابعًا محددًا لأصلٍ طبيعيٍ لا يتطلب أيّ معجزةٍ لنشوء الكون[size=15][20]، وكان قائمًا على نموذج غياب الحدود nonboundary model لجيمس هيرتل وستيفن هاويكنغ[21]. في ذلك النموذج، ليس للكون بدايةً أو نهايةً في الزمان أو المكان. وفي التتابع الذّي قدمه ستينجر، يوصف الكون بأنّه قد «تغلغل» عبر الفوضى في زمن بلانك من كونٍ سابقٍ كان موجودًا طوال الزمن السابق.[22][/size]
بالإضافة إلى هذا، نشر أليكساندر فيلينكن مقالةً علميةً بعنوان Creation of Universe From Nothing، اقترح فيها سيناريو ممكنٌ لوجود الكون من لا شيء، ليس زمكانٌ فارغٍ بل لا شيء بشكلٍ حرفيٍ عبر النفق الكمومي. وفي مقالته أيضًا، أشار إلى أنّه لا سبب مطلوبًا لهذا السّيناريو.[size=15][23][/size]
كذلك نشر فيزيائيون وعلماء كونياتٍ بارزون في مجلات علميةٍ مرموقةٍ، عددًا من التتابعات الأخرى التي يمكن للكون فيها أن ينشأ «من لا شيءٍ» وبشكلٍ طبيعيٍ [size=15][24] [25][26] [27] [28]. لا يمكن «البرهنة» على أيٍّ منها حاليًا لتمثيل الشكل المضبوط الذّي ظهر به الكون، ولكنها تفيد لتوضيح أنّ أيّ برهانٍ على وجود الإله يقوم على هذه الفجوة في المعرفة العلمية يفشل، لأنّ آلياتٍ طبيعيةٍ معقولةٍ يمكن تقديمها ضمن إطار المعرفة الحاضرة. وعلى المؤمن أن يقوم بغمس نفسه في سنواتٍ مجهدةٍ من الرياضيات والفيزياء والكونيات، ويحاول أن يلغي احتمالية هذه الآليات، ويثبت أنّ معجزةً إلهيةً كانت مطلوبة لخلق الكون، وبعد هذا من الممكن أن يؤخذ لكلامه اعتبارٌ حين يجادل في الحجة السببية الكلامية.[/size]
يمكننا أن نلخص كلّ هذا؛ وباختصارٍ شديدٍ بقولنا: إنّ الأدلّة التجريبية والنظريات التي وصفت نجاح البيانات والمشاهدات؛ تدل على أنّ الكون لم ينشأ من خلال خلقٍ هادفٍ، وبناءً على أفضل معارفنا العلمية المعاصرة ما من خالقٍ ترك بصمته الكونية على خلقه الهادف.
[size=44][size=44] إلهٌ غير ماديٍ؛ ولكنه واعٍ؟[/size][/size]
عادةً ما يوصف الإله في الأديان أو بشكلٍ عامٍ بصفاتٍ تقترب أكثر إلى عقلٍ واعٍ، فهو يحاسب وهو يغضب ويفرح ويراقب ويتابع، وذلك متوقعٌ جدًا، بما أنّنا نعلم أنّ هذا الإله هو بالفعل كيانٌ تمّ فرض وجوده في سنواتٍ كانت مخيلة العقل البشري محدودةً إلى درجةٍ ما. وحتى في التفسيرات العامة لمصطلح الإله نجد أنّه يوصف كقوةٍ واعيةٍ، أو كطاقةٍ واعيةٍ. ويمكننا أن نرتّب الأوصاف التي تُعزى إلى الإله على سلّمٍ، درجةُ هذا السلّم العليا هي أقرب الدرجات للمواصفات الواعية البشرية، ودرجته الدنيا هي أبعد للمواصفات الواعية البشرية.
[list=rtl]
[*]كيانٌ يجلس على عرشه في مكانٍ يسمى السماء السابعة، يشبه البشر عامةً، وقد خلق البشر على صورته، له قدراتٌ مطلقةٌ.
[*]كيانٌ لا يشبه البشر أبدًا، يبتعد عن أيّ تصورٍ إنسانيٍ، له قدراتٌ تفوق البشر.
[*]كيانٌ حسّيٌ واعٍ يقع فوق الزّمكان.
[*]قوةٌ أو طاقةٌ واعيةٌ مطلقةٌ الوجود.
[*]إرادةٌ حرةٌ واعيةٌ.
[*]كيانٌ موجودٌ واعٍ فحسب.
[/list]
تتعدد وتكثر درجات هذا السلّم بعدد الآلهة والأديان، فلا يمكنني أن أذكرها كلّها ولكن يمكننا القول بأنّ هذا الإله إن كان موجودًا، فأقل درجات وجوده من حيث التشابه مع صفات البشر هي كونه قوةً أو طاقةً أو إرادةً حرةً فحسب. وجميع هذه النماذج تشترك بأنّها تفترض لهذا الإله وعيًا. ولكن نحن نعلم، وبحسب ما تشير إليه المفاهيم العلمية المعاصرة بأنّ الوعي ما هو إلّا نتيجةً لنشاط العقل المادي، وهو مفهومٌ أكثر من كونه واقعًا. ويمكننا حصر وجود الدّماغ – مسبب الوعي – في الزمكان الفيزيائي. وأكثر من هذا يمكننا عزو وجود الوعي إلى أسبابٍ تطوريةٍ.[size=15][29] فكيف لمفهومٍ يشترط وجود مسببه بوجود الزمكان، ويُعزى إلى أسبابٍ تطوريةٍ أن يكون سببًا في وجود الكون والزمكان؟ ولم أقرأ يومًا ما عن إمكانية الإرادة الحرة لوحدها في خلق أيّ شيءٍ من عدمٍ. يبقى هنا مهربٌ «ليس كمثله شيءٌ» والذي يقترب في وصف الإله إلى مهرب الربوبية الشائع بقولهم: «لم تصفه الأديان». بالطبع مثل هكذا إلهٍ لا يمكن إثبات أو نفي وجوده، ولكن نجد من يؤمن بوجوده ومن لا يؤمن بوجوده، واعتمادًا على مقولة: «البيّنة على من ادّعى» يفترض أن يُعطي المؤمن نموذجًا معينًا لهذا الإله، يمكن فيه قياس التنبؤات التي يضعها ويمكن تخطئته – أيأ هذا النموذج – أيضًا، غير هذا لا يمكننا أن نعدّه «أفضل تفسيرٍ» لوجود الكون.[/size]
[size=44][size=44] لماذا هنالك شيءٌ بدلًا من لا شيء؟[/size][/size]
لماذا هنالك شيءٌ بدلًا من لا شيء؟ هذا السؤال كثيرًا ما يكون الملجأ الأخير للمؤمن بالله، الذي يحاول المجادلة لإثبات وجود الله من الفيزياء والكونيات، ويجد أنّ سائر براهينه كلّها تفشل. وصف الفيلسوف بيد راندل Bede Rundle هذا السؤال بـ «السؤال المركزي» و«الأشد تحييرًا». وجوابه البسيط – وكان طوله 200 صفحة يختصر بـ «لابد من وجود شيءٍ ما».[size=15][30][/size]
من الواضح أنّ عدة مشاكلٍ تصوريةٍ ترتبط بهذا السؤال؛ فكيف نعرف اللّاشيء؟ وما هي خواصه؟ وإن كان له خواصًا، ألّا يجعله هذا شيئًا؟ يدّعي المؤمن أنّ الله هو الجواب، ولكن لماذا يوجد الله بدلًا من لاشيءٍ؟ بافتراض أنّه بإمكاننا تعريف اللاشيء لماذا يجب أن يكون اللاشيء حالةً أكثر طبيعيةً للأمور بدلًا من الشيء؟
في الواقع يمكننا تقديم سببٍ علميٍ معقولٍ، يقوم على أفضل معارفنا الحاضرة في الفيزياء والكونيات لكون الشيء أكثر طبيعيةً من اللاشيء. فبما أنّ اللاشيء هو أبسط ما يمكن، فلا يمكننا أن نتوقع له أن يكون مستقرًا جدًا، وعلى الرّغم من غرابة هذا الاقتراح إلّا أنّ المعرفة العلمية المعاصرة تَدْعمه بقوةٍ كعملية التنظيم الذاتي Self-organization [size=15][31]، تلك العملية التي تمت مشاهدتها في كثيرٍ من النظم الفيزيائية، فمن المرجح أنّه سيخضع لتحول طورٍ تلقائيٍ إلى شيءٍ أكثر تعقيدًا، ولا يستبعد أن يكون كونًا يحتوي على مادةٍ. هذا التّحول من اللّاشيء إلى الشّيء هو أمرٌ طبيعيٌ، ولا يتطلب أيّ فاعلٍ، وكما صاغها الفيزيائي الفائز بجائزة نوبلٍ فرانك ويلتشيك Frank Wilczek: «إنّ الجواب على السؤال القديم، لماذا هنالك شيءٌ بدلًا من لا شيءٍ سيكون إذا أنّ اللاشيء هذا غير مستقرٍ»[32][/size]
وتجدر الإشارة إلى ما ذكره ألان جوثAlan Guth في كتابه The Inflationary Universe: «السؤال حول مِن أين أتى كلّ شيءٍ في الكون لم يعد خارج نطاق البحث العلمي. بعد ألفي سنةٍ من البحث العلمي، يتبين لنا الآن أنّ لوكريتوس كان مخطئًا. [كلّ شيءٍ] من الممكن أن يكون قد أتى من [لا شيءٍ]، و[كلّ شيءٍ] ربما يحتوي على أكثر ممّا نراه. ومن منظور التضخّم الكوني Inflationary Cosmology، من الآمن أن نقول أنّ هذا ينطبق على الكون، وأنّ الكون وجبة غداءٍ مجانيةٍ»[size=15][33].[/size]
وأقتبس من كتاب Many World in One لأليكساندر فيلينكن Alexander Vilenkin قوله: «إن كان لا يوجد أيّ شيءٍ قبل أن يولد الكون، فما الذي سبب النّفق الكمومي ليبدأ الكون بالوجود؟ بشكلٍ مثيرٍ للاهتمام، الإجابة على هذا السؤال هي أنّه لا يوجد سببٌ مطلوب لذلك. في الفيزياء الكلاسيكية؛ تحكم السببية ما يحدث من لحظةٍ إلى أخرى، ولكن في حالة الفيزياء الكمومية بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، والكثير من الأحداث الكمومية لا تتطلب سببًا على الإطلاق. »[size=15][34][/size]
وفي نموذج غياب الحدود nonboundary universe الذي اقترحه هوكينغ وهيرتل، يمكن فعليا حساب احتمالية وجود شيءٍ بدلًا من لا شيءٍ، وهي أكثر من 60 بالمئة.[size=15][35][/size]
باختصارٍ؛ الحال الطّبيعية هي شيءٌ بدلًا من لا شيءٍ. واللّاشيء في الحقيقة يتطلب إلهًا ليبقيه لا شيئًا، أي بالعمل المستمر وحده لفاعلٍ مثل الله يمكن لحالةٍ من العدم أن تدوم، وحقيقةً أنّه لدينا شيء هي بالضّبط ما نتوقعه لو لم يكن الله موجودًا.
[size=44][size=44] كلمةٌ ختاميةٌ[/size][/size]
ربما أطلنا الموضوع وخاصةً في هذا الجزء، ربما كان كافيًا الجزء الأول لإقناع البعض، وربما دخلنا في تفاصيل علميةِ يصعب على القارئ المبتدئ استيعابها. ولكن لم يكن هذا إلّا ليرى القارئ مدى ضحالة هذه الحجة على الرّغم ممّا يظهر على قشرتها. قدمنا الحجة السببية في الجزء الأول بخمسة نقاطٍ كانت:
[list=rtl]
[*]كل ما بدأ أن يوجد له مسببٌ.
[*]الكون قد بدء بالوجود.
[*]لذا فالكون له مسببٌ.
[*]الله هو التفسير الأفضل لهذا السّبب.
[*]الله له وجودٌ وكان له دورٌ في خلق الكون.
[/list]
في هذه المقالة رأينا كيف أن تعميم مفهوم السببية بشكلٍ كونيٍ هو أمرٌ خاطئٌ؛ ويفتقر إلى الموضوعية، ولا يمكننا بناء أيّ حجةٍ عليه. ورأينا كيف أنّ ادعاء الكون قد بدأ بالوجود، هو ادعاءٌ لا تدعمه المعرفة العلمية المعاصرة. بالإضافة إلى هاتين النقطتين رأينا كيف أنّ الإله لا يعد تفسيرًا جيدًا لخلق الكون إن كان بالفعل له بدايةٌ وله سببٌ، وقدّمنا سيناريوهاتٍ مقبولةً علميًا كلها ممكنةٌ لإيجاد الكون دون أيّ تدخلٍ من الإله. وعرضنا في النهاية إجاباتٍ علميةٍ مرموقةٍ – على الرّغم من أنّها مختصرةٌ – للسؤال الذي أرّق البشرية منذ أن بدأت بالتّفكير، لماذا هنالك شيءٌ بدلًا من لا شيءٍ.
عزيزي القارئ؛ كما تتوقع أنت بعد قراءتك لهذه المقالة، تشير آخر الإحصاءات إلى أنّ أغلبية علماء الفيزياء الكونية هم بالفعل ملحدون لا يؤمنون بتدخلٍ إلهيٍ لخلق الكون[size=15][36]، ولكن هذا لا يعني أنّ جميعهم ملحدين. فهنالك من العلماء المؤمنين من لهم إنجازاتٌ علميةٌ كبيرةٌ في مجال الفيزياء الكونية، فلنترك آخر السطور ليملأها أحدهم:[/size]
- اقتباس :
«بقدر ما أستطيع أن أرى هذه النظرية [نظرية الانفجار الكبير] تقع تمامًا خارج أيّ سؤالٍ ميتافيزيقيٍ أو دينيٍ، فهي تترك المادية لتنفي أيّ كينونةٍ إلهيةٍ متعاليةٍ. وبالنسبة للمؤمن فهي تزيل أيّ محاولةٍ لمعرفة الله، وتتفق مع أشعيا حين تحدث عن ذات الله الخفية، خفيةٌ حتّى في بداية الكون».[size=13][size=13][37][/size][/size]
– جورج لاميت، أول من وضع نظرية الانفجار الكبير.
جورج لاميت
الأربعاء أبريل 19, 2017 10:04 pm من طرف باسم