يروي عبد الوهاب المؤدب في كتابه “أوهام الإسلام السياسي” أن تمسك ابن تيمية بحرفية النص كان موضع سخرية الرحالة ابن بطوطة، الذي يروي أنه التقاه في النص التالي:
“وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين إبن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئا، وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر، وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر، فأمر بأشخاصه إلى القاهرة (….) فأمر الملك الناصر بسجنه، فسجن أعواما وصنف في السجن كتابا في تفسير القرآن سماه بالبحر المحيط في نحو أربعين مجلدا، ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه. إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية، وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرت يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال :
“إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درجات المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه، وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها، واحتمله إلى دار قاضي الحنابلة فأمر بسجنه وعزره بعد ذلك ..
الجمعة أبريل 14, 2017 9:29 pm من طرف زنوبيا