ان احتمال ولادتك انت بالذات يصل الى واحد من ثلاثمئة مليون احتمال، مما يعني ان وجودك انت هو نتيجة اختبارات واختيارات عمياء متتالية، يجب النجاح بها اولا، وليس أمر مسبق التقدير من قوة خارجية. في طريقك للوجود كان لابد لك من التنافس الذي لايعرف الرحمة لتبرهن على ان من سيولد هو انت بالذات بالمقارنة مع
بقية الاحتمالات الممكنة، من خلال السرعة والقوة والصحة. الانتصار في هذه الاختبارات وحده الذي يقرر الحق بالحياة. وهنا وصف للاحتمالات والاختبارات العمياء ، التي مر بها كل واحد منا في الصراع من اجل الفوز بالحياة.
كل يوم تنتج الخصاوي ملايين الخلايا المنوية قادمة من مخزون الخلايا الجذعية. تملك الخصاوي
حوالي 800 شعيرة ينتج منها حوالي 50 الف خلية منوية كل دقيقة، طوال اليوم.
للاطلاع على الصور التوضيحية راجع الرابط التالي
http://www.alzakera....ia/bio-0256.htm
في هذه الشعيرات تنشأ الخلايا المنوية من الخلايا الجذعية الموجود في جدار الشعيرة لتصبح خلية منوية كاملة وناضجة في خلال حركتة الخلايا من جدار الشعيرة في اتجاه مركز الشعيرة، خارجين من الجدار عند وصولهم الى مرحلة الخلايا المنوية. خلال عملية الانتقال، في الجدار، يكونوا في حماية خلايا sertolicell, التي تقوم بخلق مايشبه الجيوب داخل جدار الشعيرة المنوية، حيث توجد الخلايا المنوية. وظيفة الجيوب أن تكون حاجز بين الخصايا والدم الذي يدور في اعضاء الجسم، ومنه الشعيرة المنوية ذاتها.
الحاجز يحمي الخلايا المنوية لتتمكن من النمو والنضج في هدوء، محمية من التتدخلات بما فيه الاجسام المضادة مثلا، التي يمكن ان تسبب تشويش في عملية النمو. كما ان هرمون التستوستيرون الذكري عامل هام في عملية نمو الخلايا المنوية.
الهرمون ينشأ من خلايا تسمى leydicell, وهي غدد خلوية توجد في وسط جدار الشعيرات المنوية. مجمل عملية النمو من خلية جذعية الى خلية منوية ناضجة تحتاج، غالبا، الى حوالي 60 يوما. الحرارة المثالية لانتاج ونضج الخلايا المنوية هي ثلاثة درجات تحت المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم. وكفائة الخلايا المنوية، حسب الطب، هي عدد الخلايا المنوية في الميللتر الواحد من السائل المنوي. عند الكفائة العالية يجب ان يحتوي
السائل المنوي على 40 مليون خلية منوية في الميلليتر الواحد.
المنويات تتمرن لليوم الموعود
من الخصاوي تنتقل الخلايا المنوية الى الخصاوي الثانوية من خلال قناة منوية، والتي هي عبارة عن قناة طولها ستة امتار. الخصاوي الثانوية تحيط بالخصاوي ولكنها مستقلة عنها ووظيفتها يمكن تشبيهها بمعسكر لتجميع وتدريب الخلايا المنوية. هنا يستمر نضوج الخلايا المنوية بفترة ثلاثة اسابيع تالية، لتصبح جاهزة للانطلاق في سباق طويل في اتجاه البويضة. خلال عملية النضوج تحصل الخلايا المنوية على القدرة على الحركة، كما يزداد الازدحام الذي يؤدي الى انضغاطهم على بعضهم البعض في حشد مملوء بسائل منوي في انتظار لحظة الانطلاق عند قدوم الاشارة.
رأس الخلية المنوية يحوز على حمولة خطرة، إذ انه يحتوي على نصف مورثات المولود الجديد. ولأهمية الحمولة نجد ان رأس الخلية المنوية محمي بغشاء اكرازوم يحتوي على انزيم هام لتتمكن الخلية المنوية من اختراق جدار البويضة.
الخصاوي تقذف المنويات
بالعلاقة مع قمة الاثارة الجنسية، مهما كانت الاسباب، تخرج الخلايا المنوية من الذكر بقوة تماثل عملية القذف من مدفع. تنشأ هذه القوة من تقلصات طلقية قوية للعضلات حول كيس الخصاوي. التقلصات الطلقية تقذف الخلايا المنوية من مكان تجمعها الى الخارج عبر القناة المنوية والقناة البولية بسرعة تعادل عشرة الاف مرة طول الخلية في الثانية الواحدة، او حوالي 45 كيلومتر في الساعة.
عند عبور الخلايا المنوية للحويصلة المنوية تفرز الحويصلة افرازات غذائية لترافق الخلايا المنوية في رحلتها.
عقب ذلك تفرز البروستات سائل حامضي يساعد الخلايا المنوية على السباحة الجيدة ويجهزهم لبيئة المهبل الحامضية. بعد ذلك يعبرون القناة البولية بسرعة خاطفة ليواجهو مصيرهم وحدهم في بيئة المهبل السامة. هناك يبدأ الاختبار الحقيقي.
السباق نحو الهدف
الثلاثمئة مليون خلية منوية التي ترسلهم القذفة، تهبط في مدخل الرحم. القليل منهم ينجح في الدخول الى الرحم، إذ ان الغالبية منهم يقعون في مصيدة جيوب ملتوية عند عنق الرحم ليموتوا في البيئة الحامضية. قسم ضئيل منهم ينجح في الدخول ليواجه تحديات جديدة. اولى هذه التحديات اختيار هو اختيار القناة البويضية التي توجد فيها البويضة الجاهزة للاخصاب. فقط بضعة مئات تختار القناة الصحيحة، بعفوية تامة، لتملك حظ بالتخصيب. وإذا كانت الخلايا المنوية وصلت في الوقت المناسب، تملك واحدة منهن حظا بأنجاز الخطوة الاخيرة.
في قناة البويضة البقاء للاقوى
بالنسبة لهذه البضعة مئات الباقية، والتي قامت باختيار القناة الصحيحة بطريقة الصدفة التامة، تبدأ لحظاتها الاخيرة نحو الحياة او الموت. مخزونها من الطاقة والقوة على حافة النفاذ، وبقي لها يوم او يومين
من الحياة. امتلاك القوة في هذه اللحظات الاخيرة غاية في الاهمية وهي التي تقرر من منهن سيفوز بالحياة. البيضة تنتظر وصول الاول منهن ولاتهتم بمن يكون.
الالتقاء بالفائز
عند التقاء الخلايا المنوية بالبيضة تطلق الخلايا قواها الاخيرة في الصراع على ان تكون الاولى التي تتغلغل في البيوضة. عند الوصول الى الهدف، البويضة، لاتنتهي المصاعب. الخلايا المنوية الباقية هي الاسرع والاقوى ولذلك فالمنافسة أشد. التحدي الاخير التي تقف امامه الخلايا المنوية هو اختراق جدار البويضة. الجدار يتألف من
طبقة من الخلايا المخاطية (corona radiata), وفي الطبقة التالية يوجد بروتين سكري خاص (zona pellucida).
السباق لارحمة فيه. عندما تتمكن اول خلية منوية بتثبيت نفسها وتبدأ عملية العبور، يكون السباق قد انتهى والفائز اصبح معلوما. جدار البويضة، بفضل افراز جدار البيوضة لانزيم اكروسومين، يسمح للخلية الفائزة أن تطلق حمولتها من المورثات في داخل البيوضة. البروتين السكري يمسك الخلية المنوية الاولى ولايسمح لغيرها بأختراق الجدار. غشاء البلازما وغشاء الخلية المنوية تذوب ببعضها فتتحرر المورثات وتنضم الى مورثات البيويضة. في حين يبقى ذيل الخلية المنوية خارج البويضة. لقد تحدد الشخص القادم الى الحياة بطريق الصدفة المطلقة، ليقرر الخيار الطبيعي وحده من الذي سيولد