محمد فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 465 معدل التفوق : 1251 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 15/12/2011
| | المرأة بين المفهوم والتطبيق … بقلم أسامه سمير | |
تشوه التطبيق بعد فترة من الوقت يتحول إلي تشوه في المفهوم ـ المدرس الذي يسرب أسئلة الامتحان أصبح اسمه “مدرس شاطر” يعرف كيف يحصل علي المال وليس مدرس مرتشي باع ضميره من أجل المال ـ بعدما كان يوجد ثلاثة طلاب يمارسون الغش في لجنة الامتحانات أصبحت كل اللجنة تمارس الغش في ظاهرة غريبة اسمها “الغش الجماعي” وأصبح الغش يسمي “مساعدة” ـ المراقب الذي يسمح للطلاب أن يمارسوا الغش أصبح اسمه “مراقب طيب”لسنا بصدد الكلام عن التعليم ولكننا بصدد الكلام عن المرأة ، هذه الأمثلة للتوضيح لأنها رسخت فكرة الظلم حيث لم يعد سوء تطبيق بل أصبح مفهوم طبيعي يتم التعايش معه يوميا … إذا وجدت امرأة جميلة تقف علي قارعة الطريق ترتدي ملابس فاخرة رائحه عطرها يشدو ممسكه بسيجارة ثم قالت لك “لو سمحت ممكن تولع لي” سيتبادر إلي ذهنك أنها امرأة عاهرة وليست شريفة حتي لو كانت تعمل طبيبة أو محامية أو صحفية … فأنت لا تعرفها رغم انه لم يصدر منها شيء غير طبيعي بالعكس كل مشاهد الجمال تجسدت أمامك إذن لماذا تبادر إلي ذهنك تلك الفكرة القذرة عنها !!إنها الذهنية والنمطية والقولبة التي ولدت وجدت نفسك فيها ساهمت في صناعة هذه الذهنية والنمطية والقولبة عوامل عديدة منها الدين ورجاله والمجتمع بقوانينه وعاداته وتقاليده والدراما الرديئة التي صورت لك أن المرأة المدخنة هي بكل تأكيد امرأة غير شريفة وأنت لم تفحص ذلك كله ولم تتحقق منه في الماضي أفلام “الأبيض ـ أسود” كانت تصور المرأة التي ترتدي فستان سواريه وتدخن هي بنت ذوات وأكابر وكان المجتمع يتعامل مع المرأة وفق هذا المنطلق ووفق تلك النظرة إذا رجعنا إلي التاريخ سنجد أن المرأة في الحضارات القديمة كانت ملكة وأحيانا آلهة إذن ماذا حدث !! ؟ هل نحن نتقدم أم نتخلف !! ؟في الواقع نحن نتخلف علي كل الأصعدة ومع مرور الوقت يزداد تخلفنا لأن كل شيء نموه من جنسه … حتي التخلف الممارسات العنيفة والظالمة التي تمت ضد المرأة مع الوقت تحولت إلي تشوهه طال مفهوم المرأة ذاته فأصبحت مصدر للشهوات والرذيلة والغواية وتم صك مسميات عديدة حصريا للمرأة لم يحظى بنصفها الرجل إذا أنجبت وصفوها بـ الأرنبة وإذا لم تنجب أصبحت عاقر وإذا غضب منها زوجها أصبحت ناشز وإذا تعطرت زانية إذا أرادت أن تتزوج أصبحت ملهوفة علي الزواج وإذا لم تتزوج أصبحت عانس أو بايره وإذا انفصلت عن زوجها أصبحت مطلقة وما أدراك ما تحمله تلك الكلمة من إهانة ونظرات المجتمع لها وإذا ذهبت لـ سوق العمل أصبحت مسترجلة وإذا كانت لا تعمل “عايزة إللي يصرف عليها” وإذا أحبت فاجرة وإذا لم تحب متبلدة الإحساس وإذا ضحكت بصوت عالي عاهرة وإذا لم تضحك كئيبة … إلخلن أكون تقليدي معك ولن أخبرك أن المرأة هي أمك أو أختك أو زوجتك أو بنتك كل نساء المجتمع ليسوا أمك وفكرة أن تكون كل نساء المجتمع أمك هي درب من دروب الخيال المرأة مثلك تماما انسانه لها مشاعر ـ آلام ـ أحلام ـ طموحات ـ رغبات ـ تطلعات ـ تفاصيل ـ اختيارات ومسؤولة عن تحقيق ذلك كله بنفسها دون مساعدة منك ودون قوامة منك ودون وصاية منك عليها ذلك هو المفهوم الذي جعلها في السابق ملكة وآلهة إذا تخلصت من المفهوم المشوه الموجود في ذهنك الذي يعتبرها مخلوق ضعيف ـ أقل منك ـ ناقصه عقل ودين ـ نص رجل … إلخ ستتخلص من التشويه في التطبيق الذي تمارسه معها والذي جعل مكانها بيت الزوجية منحصر بين الفراش والمطبخ . | |
|
الأربعاء أبريل 12, 2017 10:20 am من طرف ساحة الحرية