حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 حتمية المادية الجدلية! -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

حتمية المادية الجدلية! - Empty
06042017
مُساهمةحتمية المادية الجدلية! -

حتمية المادية الجدلية! - 753-5020karl-marx-peace_201331813119


يذهب البعض إلى وجود لونٍ من ألوان الحتمية القدرية في النظرية الماركسية،و أن هذه الحتمية تعمل بعيداً عن وعي الإنسان و إرادته،و أن الوعي ليس أكثر من انعكاس سلبي للوجود المادي،و إذا ما كانت القوانين الاقتصادية المادية هي أساس التطور التاريخي ،فهي تعمل بذاتها و في ذاتها حتى تحقق حتميتها ،و لن يكون الإنسان بوعيه و إرادته سوى ترسٍ مسيرٍ في آلة هذه القوانين الجبارة ،لا يملك من أمرهِ شيئاً.

المفارقة أن هذه الرؤية للماركسية جمعت بين طائفتين غريمتين:أولهما بعض المعارضين للماركسية و ناقديها،و من ثم ترمي هذه الطائفة الماركسية "بالدوغمائية"الغير إنسانية،و إنها جعلت من الإنسان كائناً مستلباً،و أن وجوده الإنساني برمته محددٌ و مشروط ٌبصورة حتمية بواقعه المادي،الذي هو المحدد للتاريخ الإنساني كله،و إلا فأين دور وعي الإنسان و إرادته؟
أما الطائفة الثانية،فمن أتباع و أشياع الماركسية،الذين يرددون بحسن نيةٍ و بشكل غوغائي حتميةَ سقوط الرأسمالية،القادم لا محالة،و التي لن يستطيع تأخيرها أو تقديمها إرادة بشرٌ أو إلهٌ..ومنهم من يرددها_أي الحتمية_ بسوء نيةٍ،لفرض سياسته على الناس و المجتمع،و استلاب الإنسان إحساسه بفاعليته و قدرته و إرادته"ستالين مثالاً"..و شعارهم"يا ولدي الشعب المقهور،إنما الأمر مقدور".

أما الآن و لكي نقترب من دراسة المسألة_أي وجود مفهوم الحتمية في الماركسية أم لا_علينا أن نتناول قبلها بشيءٍ من الحرص مفهومين،أزعم أنهما الكاشفان اللذان يجعلان المسألة أكثر وضوحاً على الأقل:المادية الآلية"الغير جدلية" من ناحية،و القانون الموضوعي الحتمي"أو الحتمية العلمية"من ناحية،و لنر ماذا يقول ماركس _و هو صاحب القضية الأساسي_و لنسمع حديثه،فبكلامك تبرر و بكلامك تُدان كما يقولون!


يقول "ماركس "مرةً في مقدمه كتابه"مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي":(...إن نمط الإنتاج المادي هو الذي يحدد و يشرط سيرورة الحياة الاجتماعية و العقلية عامة.ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم و إنما العكس،إن وجودهم هو الذي يحدد وعيهم).
ها!..هذا نص صريح في ذهاب ماركس بأن الوجود الإنساني محكوم و مشروط بشكل حتمي بواقعه المادي!و أن الواقع المادي و ظروفه هي التي تكون الإنسان!..حتميةٌ بواح!..و لكن علينا أن نتمهل قليلاً فماركس"نفسه "يقول في موضع آخر:(إذا كانت الظروف تكون الإنسان ،فيجب تكوين هذه الظروف بطريقة إنسانية)(1).يبدو أ هذا القول يتناقض "ظاهرياً"،مع القول السابق،و يلح علينا السؤال ماذا يقصد ماركس؟..أ لا يستقر على رأي؟..هل الإنسان هو الذي يكون و يخلق واقعه المادي و ظروفه؟أم أن الواقع المادي و الظروف هي التي تكون و تخلق الإنسان؟!...في الحقيقة هذا هو مربط الفرس و لباب القضية،لأن هذا السؤال ليس مادياً جدلياً بالأصل!و إنما هذه سيرة"المادية الآلية"التي ترى أن الأمور تسير في اتجاه واحد و التي هي نقيض "المادية الجدلية"فبينما تذهب المادية الآلية أن الوعي هو انعكاس سلبي للوجود المادي،تذهب المادية الجدلية في أن الوعي هو بلا شكٍ انعكاس للواقع المادي،و لكنه "انعكاسٌ فعالٌ"،و إذا كانت حياة الناس"الروحية"قد نبتت من الحياة المادية،فهي لا تنفصل عنها،فكل منهما يؤثر و يتأثر بالأخر،و كلما ازداد وعي الناس بالقوانين الموضوعية التي تحكم واقعهم المادي،كلما ازدادت فاعلية نضالهم،و قدرتهم على تغيره ،و في الحقيقة ليس في المادية الجدلية من مكانٍ للقوانين التي تعمل بنفسها،و ليس في المادية الجدلية من مكان لهذا النظرة المادية الآلية"الساذجة".،لم أجد أوقع من حديث إنجلز في هذا الصدد:
(يا لها من فكرة بلهاء تلك الفكرة التي ينادي بها بعض المفكرين،القائلة بأنه لما كنا لا نعترف لمختلف الأفكار التي تقوم بدور في التاريخ بأي نمو تاريخي منفصل(عن الواقع المادي_إضافة الكاتب)،فإننا لا نعترف لها أيضاً بأية فاعلية تاريخية)(2)..ثم يسهب انجلز في توضيح أن هذه الفكرة غير جدلية عن السبب و النتيجة،كأنهما قطبان متنافران .


..و يتبقى السؤال ماذا عن القوانين الموضوعية _و إن شئت الحتمية_والموجودة خارج إرادة الإنسان و وعيه؟...و أحسب أنه،للإجابة عن هذا السؤال إجابة أكثر عمقاً و حيادية و دونما تعسف،يلزمنا أن نقترب كثيراً من المنهج العلمي،ذلك الذي كان يقدره ماركس كل التقدير،إذ لم يصبُ الفيلسوف و العالم الكبير سوى إلى إرساء "فلسفة علمية"،و الماركسية في ذلك شأنها شأن العلم،ترى الواقع كما هو بدون إضافات خارجية،إذ هي معرفة"موضوعية للواقع المادي"تمدنا بالقوانين التي تحكمه و القائمة بذاتها بعيداً عن الإنسان،و من ثم وعي الإنسان بهذه القوانين لتغير هذا الواقع...فهبنا أمام قانون فيزيائي_علمي_ "حتمي"يقول بغليان الماء و تبخره في الظروف القياسية عند مائة درجة مئوية،فهل مثل هذا القانون قد اختلقه وعي الإنسان؟و إذا كانت الإجابة بلا؛فهل يستطيع الإنسان العمل بوعيه خارج حتمية هذا القانون(أي محاولة الحصول على الماء المغلي بدون تسخينه حتى الدرجة "المحددة")؟..نجيب و نقول:لا. فإذا رغبت في كوب شاي مغلي(إذا كنت من هواة الشاي الصعيدي)،فعليك الخضوع للقانون الموضوعي الحتمي وهو تسخين الماء.،و إلا فوعيك لن يفيدك شيئاً،و لن تفوز بكوب الشاي الرائع...و السؤال هنا ما شأن ذلك"بالحتمية القدرية"المزعومة؟كل ما في الأمر أن الماركسية تقول بأن هناك قوانين موضوعية يتم العمل خلالها،بوعي و إرادة الإنسان،و إنما هم الماركسية هو البحث _أقول البحث_عن هذه القوانين،و هي كالعلم تماماً تخرج من عالمنا المادي،و هي أيضاً كالعلم تماماً ليست نهائية،يقول ماركس في مقدمة كتابه"رأس المال":(هدفنا النهائي هو الكشف عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع)...و لتوضيح أهمية القوانين الموضوعية الحاكمة التي يجب أن يعمل من خلالها وعي الإنسان،نسأل هل كان في إمكان الإنسان بوعيه و إراداته منفردتين،أن يضرب عرض الحائط بالقوانين الموضوعية، فيقيم ثورة اشتراكية و إقامة نظام اشتركي في عصر يقوم اقتصاده على الرق أو القين،أو يقوم اقتصاده على الغزو و السلب و النهب كما كان حال القبائل العربية؟!..بالطبع الإجابة :لا...لأن القوانين الموضوعية تظهر أن في مثل هذه المجتمعات المتخلفة، لم يكن يسمح بعد، الصراع الطبقي و العلاقة بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج بمثل هذا النظام،بغض النظر عن وعي الإنسان أو رغبته.

بيت القصيد
تقف المادية الجدلية،كما بينا،في خلاف بَين مع نزعتين فلسفيتين،الأولى و هي المادية الآلية،و التي ترى أن وعي الإنسان هو انعكاس سلبي،لواقعه المادي،و أن الواقع المادي بقوانينه الاقتصادية هو أساس التطور التاريخي دونما الحاجة لوعي الإنسان،أو تأثيره.

الثانية،و هي نزعة تتناثر في الفلسفات المثالية،و اللاأدرية و الوجودية،و ترى أن وعي الإنسان هو الذي يحدد وجوده و واقعه و ظروفه،و كأنما هو قادر على خلق هذا الواقع،ضاربةً عرض الحائط بكل القوانين الموضوعية.

أما المادية الجدلية،فترى أن الواقع المادي و وعي الإنسان في علاقة تفاعلية تأثيراً و تأثراً،و أن هذه العلاقة الفعالة،و التي يغير فيه وعي الإنسان من واقعه،كما يغير واقعه منه، لا تتم ألا من خلال قوانين موضوعية حاكمة،شأنها شأن العلم.

سؤال خارج السياق:
نعلم كيف فسرت الماركسية السيرورة التاريخية من عهد المشاعة الأولى حتى الرأسمالية،و كيف دللت على أن الاقتصاد هو العامل"الأظهر"فيها،و الحق قد فسرتها بصورة منطقية و منسجمة مع ذاتها...و لكن السؤال أين و متى قال "ماركس"أن الاقتصاد هو الفاعل الوحيد_و الوحيد فقط_في سيرورة التاريخ؟!


.................................................. ......
(1)كارل ماركس في دراسات فلسفية ص 116"إضافة إلى تاريخ المادية الفرنسية"..نقلاً عن كتاب أصول الفلسفة الماركسية لجورج بولتزر ص 281
(2)المرجع السابق ص361
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حتمية المادية الجدلية! - :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

حتمية المادية الجدلية! -

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  المادية المادية الجدلية (الديالكتيكية) والمادية التاريخية
» نقد النظرية المادية الكلاسيكية للوعي و اس
» ¤؛°`°؛¤ الأدلة المادية على وجود الله ¤؛°مـ رفعي ـن`°
» لقد بلغ الحديث عن حتمية انتصار الثورة في سورية
» الوحدة العربية، ممكنة أم حتمية؟ الأحد بقلم: جاد الكريم الجباعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: