منتصر رئيـس المـــــــــــنــدى*******
عدد المساهمات : 50 معدل التفوق : 128 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 11/12/2011
| | هل يعادي الإخوان المسلمون مصالح الغرب الامبريالي فعلا ؟ | |
|
|
أدى فوز الإخوان المسلمون بتونس( حركة النهضة)،وفي مصر (حزب العدالة والحرية ) في أول انتخابات تشريعية حرة بعد عام على بداية السيرورة الثورية في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية إلى تثبيط عزيمة بعض المراقبين والمراقبات وأنصار هذه الثورات بل ذهب البعض إلى حد الحديث عن “الشتاء الإسلامي“ بعد“ الربيع العربي“
هذا رغم أن الإخوان المسلمين لم يكونوا على رأس الحركات الشعبية التي أطاحت بالدكتاتوريات في بلدانهم ، ولا زالت مستمرة في نضالها إلى اليوم. وفي مصر، لم يلتحق الإخوان المسلمون بالحراك الشعبي في 25 يناير 2011 بل حتى إلى 27 يناير، باستثناء بعض الشباب المطرودين من الحزب بعد سقوط مبارك. وفي تونس لم تشارك سوى أقلية من أعضاء حركة النهضة في التظاهرات والإضرابات التي أدت إلى سقوط بن علي .
هكذا ، يثير وصول الإخوان المسلمون إلى السلطة في مصر وتونس جملة إشكالات يتعين تناولها بشكل جدي إذا أردنا استمرار السيرورة الثورية .
- ماذا عن السيرورة الديمقراطية ؟
في مصر ، طرح نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى البرلمان من طرف عدة تيارات ، لكن الإخوان المسلمين ظلوا ، رغم فوزهم بالانتخابات ، صامتين بشأن هذا المطلب .
ففي البداية ، كانوا مع نقل السلطة بعد انتخابات الرئاسة ، أي انطلاقا من شهر يونيو، لكن ليس الآن . و اليوم، تحت الضغط الشعبي ، يترددون حول الموقف الذي سيتخذون .
في الواقع ، مند سقوط مبارك في فبراير الماضي ، تعاون الإخوان مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة .و حث المرشد الأعلى للإخوان المسلمون في عدة مناسبات المصريين على دعم الجيش مشيدا بدوره "الداعم للشعب" و"الحامي للثورة ".
كما ألح الإخوان، في عدة مناسبات ، على وجوب ألا يتحول الاختلاف في الرأي إلى مواجهة ، و على العكس وجوب تعاون بين المجلس العسكري ، و الحكومة الانتقالية والبرلمان المنتخب . وفي نفس الاتجاه، في الشهور الأخير، أيد الإخوان المسلمون معارضة المجلس العسكري للإضرابات . وشنت وسائل الإعلام التابعة لهم وللدولة حملة ضد أنصار استمرار الثورة حيت تم نعثهم بالمجرمين .
وفي يوم الثلاثاء الأخير – 31 يناير- قام أنصار الإخوان المسلمين بمنع بضع مئات من المتظاهرين المطالبين برحيل العسكر من الاقتراب من مقر البرلمان .
أما في تونس ، فقد عينت الحكومة مؤخرا ، بقيادة حمادي جباليعضو حركةالنهضة ، و بدون أي تشاور مع النقابات ، مسيري ومدراء كل المنظمات الإعلامية التابعة للدولة ، بالإضافة إلى هدا فأغلب الأشخاص المعينين في هده المهام كانوا قريبين من بن علي ومنتمين إلى حزبه ، التجمع الدستوري الديمقراطي الممنوع حاليا.
ماذا تبقى من المطالب الشعبية ؟
في مصر كما في تونس يدعم الإخوان المسلمون السياسات النيوليبرالية والنظام الرأسمالي، فهم لا ينوون النضال ضد الدين الكريه لبلدانهم كما يريدون احترام الاتفاقات الدولية مع بلدان المجتمع الدولي ومؤسستها المالية ، ولا يعارضون السياسات الموالية لأرباب العمل للسنوات السابقة وللاستمارات المتفق عليها، لكن يشجعونها ويطالبون بالمزيد.
عارضت قيادات حركة النهضة وحزب العدالة والحرية ، في عدة مناسبات، المطالب الاجتماعية والاقتصادية للحركات الشعبية . ففي تونس أكد رشيد الغنوشي قائد حركة النهضة مرارا خلال الأشهر الأخيرة على أن المطالبة برفع الأجور في هذه المرحلة مضاد للثورة .وأعاد حمادي جبالي الوزير الأول بالحكومة الانتقالية التونسية وعضو حركة النهضة نفس التأكيدات على قناة الجزيرة مؤخرا .بل ذهب إلى حد عزو الانهيار الاقتصادي لتونس إلى " ظواهر الاعتصامات المعرقلة للطرقات ، والإضرابات البرية". وأضاف أن هده التظاهرات الجماهيرية منعت إقامة مشاريع جديدة كانت ستخلق "آلاف" فرص العمل.
أما فيما يخص التضامن مع الشعب الفلسطيني ، فقد تلقى ضربة ، ففي مصر كرر الإخوان المسلمون عدة مرات عزمهم الحفاظ على اتفاقات السلام مع إسرائيل ، وتأكيدهم استمرار المناطق الصناعية المؤهلة التي تصدر منها الشركات المصرية إنتاجها نحو إسرائيل.وللتذكير أدان الإخوان المسلمون الهجوم على سفارة إسرائيل خلال المظاهرات قبل بضعة أشهر .
و قد التقى رشيد الغنوشي سريا شخصيات رسمية إسرائيلية ونواب برلمانيين أمريكيين مساندين للصهيونية بواشنطن خلال سفره الأخير إلى الولايات المتحدة، وأعلن أن الدستور التونسي لا يمنع العلاقات بين تونس وإسرائيل .
يجب أن تستمرالثورة !
تجلت تناقضات الإخوان المسلمون لمن لم يبصرها من قبل .هذه القوى السياسية لا تناضل من أجل استمرار الثورة، ولا من أجل تغيرات جذرية في مجتمعاتها . لم يعد شعارهم السابق “الإسلام هو الحل “ لم يعد له مفعول، و اختفى تقريبا في الساحة العربية لتأخذ مكانه شعارات الثورات “ الحرية ، العدالة الاجتماعية ، والاستقلال “.
لا حاجة إلى الحديث عن “ الشتاء الإسلامي “ لأن ربيع الثورات لازال لم يغادر الساحة
|
| |
|