جوة جيلية:
أبعاد الأزمة بين شباب الإخوان وقيادات الجماعة بعد الثورة
محمد بسيوني عبد الحليم
السبت 7-4-2012
منذ أكثر من ثمانية عقود وجماعة الإخوان المسلمين تتعامل مع
واقع سياسى محتدم بمتغيرات معقدة فرضت عليها أن تُعلى من أهمية التنظيم
الداخلى. فمع ظهور الجماعة على يد "حسن البنا" عام 1928 وتقديمها لرؤية
يتداخل فيها الدينى والسياسى، وجد الرعيل الأول من الجماعة أن القيادات
الحاكمة وقتها ترفض وجودها ومنازعتها على الشارع السياسى ، وبالتالى
أُعُطيت الأولوية للحفاظ على تماسك التنظيم بالصورة التى تمكن الجماعة من
تلقى ضربات القيادات الحاكمة التى توالت على حكم مصر.
وأثناء مراحل الشد والجذب بين الجماعة وحكام مصر، كانت
الضغوط الخارجية تمثل الهاجس الحقيقي أمام الجماعة فهى تتعامل بمنطق رد
الفعل حيث تكيف أوضاعها مع النظام القائم وتتحرك وفقاً للمساحات المسموح
بها، وبمرور الزمن، بدا أن الخارج ليس هو العامل الوحيد في المعادلة، إذ
إن الداخل مثل عبئا آخر على الجماعة، حيث طفت على السطح بعض المشكلات
الداخلية، كان أبرزها تمرد عدد من قادة النظام الخاص على المرشد الثانى
حسن الهضيبى.
وخلال فترة التسعينيات، خرج أعضاء من الجماعة لتشكيل حزب
الوسط (1). وهكذا، كانت الجماعة تشهد بين الحين والآخر أزمات داخلية قد لا
تكون مؤثرة فى تماسك التنظيم، ولكنها على أقل تقدير أسقطت فرضية أن
الجماعة عصية على الانشقاقات.
ومع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والإطاحة
بنظام مبارك، بدأت الانشقاقات داخل الجماعة تلوح في الأفق مجدداً، بحيث لم
تعد قادرة على إخفاء انقساماتها الداخلية، بعد بزوغ عدة خلافات بين جيل
الشباب والجيل القديم. كان آخرها أزمة ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر في
انتخابات الرئاسة، الأمر الذى اتضح أنه يواجه موجة اعتراضات من جانب قطاع
من الشباب، مما أثار عدة تساؤلات حول مستقبل الإخوان المسلمين وعلاقة
الأجيال داخلها .
شباب الإخوان ... سلسلة من الأزمات ظهرت داخل جماعة الإخوان خلال السنوات الأخيرة حالة أشبه ما
تكون بالاصطفاف بين تيارات متباينة يمكن تصنيفها لثلاثة تيارات رئيسية
(2). يمثل التيار الأول التوجه المحافظ ، الذى يسيطر بصورة كبيرة على مكتب
الإرشاد والمكاتب المحلية، ويستمد نفوذه من السيطرة على العمليات الإدارية
والبيروقراطية داخل الجماعة، ويولي أهمية للحفاظ على التنظيم وتأكيد مبدأ
السمع والطاعة.
بينما يشكل التيار الثانى الاتجاه المحافظ البراجماتى، الذى
يجمع بين الالتزام الدينى والطابع المحافظ مع الإيمان بقيمة المشاركة ،
فيما يوصف التيار الثالث بالإصلاحى، وهو يدعم فكرة التجديد الدينى والبحث
عن تفسيرات غير تقليدية للدين والانفتاح السياسى.
وبمرور الوقت، تداخلت مع فكرة التيارات الفكرية المتباينة
فكرة التمايز الجيلى داخل صفوف الجماعة لتضفى المزيد من التشابك. فعشية
ثورة يناير 2011 ، بدا أن المجتمع المصرى يشهد حالة – من الجائز وصفها –
بصدمة الأجيال، حيث اكتشف المجتمع أن هناك جيلا من الشباب له فكره الخاص
ورؤيته المتميزة، ويرغب في تغيير الأوضاع بخلاف رؤية جيل الآباء الأكبر
سناً والأكثر حظاً في السيطرة على المناصب القيادية داخل الدولة.
وسرعان ما انتقلت هذه الفكرة إلى كافة جنبات
المجتمع، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، حيث بدا أن ثمة هوة تفصل بين
جيل الشباب والجيل القديم أفرزتها سلسلة الأزمات التى نشبت بين الطرفين.
وتتلخص في ثلاث قضايا رئيسية: - الاشتراك في الثورة: فقد قوبلت
الدعوة إلى التظاهرات في 25 يناير 2011 بالرفض الرسمى من جانب الجماعة وهو
ما اعترض عليه قطاع واسع من شباب الجماعة وقرروا المشاركة بمنأى عن الموقف
الرسمى. وبالرغم من التحاق الجماعة رسمياً بعد ذلك بالثورة، فإن هذا
الموقف كشف عن خلاف واضح بين الطرفين.
- مليونيات التحرير: مع رحيل
مبارك، لم تكن الثورة قد حققت كافة مطالبها ، ومن ثم أصبحت المليونيات
بميدان التحرير وسيلة للتعبير عن تلك المطالب. وقد شكلت المشاركة في هذه
المليونيات عبئا داخليا على الجماعة. إذ إن قراراتها كانت في بعض الأحيان
تأتى مخالفة لهوى غالبية شباب الإخوان الذين شاركوا في الثورة منذ
ميلادها، وأرادوا إكمال مسيرتها.
وهكذا، بدت الصورة مفعمة بالتناقض، فالجماعة رسمياً تتغيب
عن بعض المليونيات، في حين يحضر الشباب. وتزايد هذا التناقض مع أحداث محمد
محمود إبان شهر نوفمبر الماضى، فالجماعة تغيبت رسمياً عن المعتصمين في
الميدان وحضر شبابها الذى وجد نفسه أمام معضلة حقيقية، وخصوصاً أنه أصبح
مُطالبا باستحقاقات عدة ومتباينة في آن واحد، فعليه التزام بالاستماع
للقيادات تطبيقاً لمبدأ الطاعة والتراتبية القيادية.وعطفاً على هذا، فإن
المخالفة تعنى التعرض لقرارات قاسية وصلت للفصل، كما أنه مُطالب باستكمال
مسيرة الثورة بل والدفاع عن قرارات التنظيم بعدم المشاركة أمام أتباع
التيارات الأخرى في الميدان.
- الترشح للرئاسة: جاءت قضية
الترشح لانتخابات الرئاسة لتمثل نقطة تفجر حقيقية داخل الجماعة. فبعد أن
قررت الجماعة عدم ترشيح أى من أعضائها للانتخابات الرئاسية، خرج عبد
المنعم أبو الفتوح ليعلن ترشيحه للانتخابات، متحدياً بذلك قرار الجماعة،
وكان رد فعل القيادات عزل أبو الفتوح من الجماعة، وتوعد أى شخص يدعمه
بالتحقيق والفصل من الجماعة، وبالتالى اتسعت مساحة الاختلاف بين جيل
الشباب والجيل القديم، لاسيما مع ما يحظى به أبو الفتوح من قبول لدى قطاع
واسع من جيل الشباب(3).وهكذا، استمر التوتر داخل الجماعة لتخرج بعض
الأصوات من داخل مجلس شورى الجماعة تطالب بترشيح خيرت الشاطر، مما أدى الى
المزيد من التأزم ونظمت مجموعة من الشباب أطلقت على نفسها صيحة إخوانية(4)
وقفة احتجاجية أمام المركز العام للجماعة، اعتراضاً على هذا الأمر.
ومع الإعلان الرسمي عن ترشيح المهندس خيرت الشاطر لانتخابات
الرئاسة، دخلت العلاقة بين الطرفين سياقا جديدا، أهم معالمه غياب الثقة من
جانب الشباب في قيادات الإخوان لأمرين رئيسيين، أولهما الأزمة الأخلاقية
التى وقعت فيها الجماعة، فهى اتخذت القرار بادئ الأمر بعدم ترشيح أى من
أعضائها لانتخابات الرئاسة، ثم تراجعت عن هذا القرار، بما يعنى أنها تخلت
عن أحد مبادئها التى ترفعها دوماً "مشاركة لا مغالبة". والأمر الثاني أن
قرار فصل أبو الفتوح وفريق ممن أيدوه لم يكن له ما يبرره، إذ يبدو هذا
الموقف المتشدد غير مستند لاعتبارات موضوعية.
الإصلاح من الداخل أم من الخارج: يمثل جيل الشباب الذين التحقوا بالجماعة خلال حقبة
التسعينيات، وتترواح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات، ويتصف بعدد من
السمات. فهو من ناحية، يخضع لمناهج التربية المطبقة في الجماعة، ولكنه في
الوقت ذاته أكثر انفتاحاً على ثقافات متعددة تبدأ من الليبرالية وتنتهى
عند السلفية (5)، فهو تيار أكثر قدرة على التعامل مع الفضاء الإلكترونى
وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع الواقع بشتى معطياته.
وعقب الثورة، اتضح أن هناك خلافات داخل جيل الشباب ذاته،
فهناك من لا يزال يسير في ركاب الجيل القديم، ولكن فى الوقت ذاته هناك
قطاع واسع من الجيل – وهو موضع التحليل – اختلت مفاهيمه ومدركاته تجاه
الجماعة، ورأى أن شرطى السن والخبرة كمتطلبين للعضوية في مكتب الإرشاد
ومجلس الشورى من القيود غير المستساغة، لاسيما أنهم توقعوا إعطاءهم دورا
أكبر في مراكز صنع القرار بعد الثورة(6). يضاف إلى ذلك أن مبدأ السمع
والطاعة لم يعد مقبولاً في كثير من القضايا الخلافية.
هذه الاختلافات أوجدت أثرا عميقا في العلاقة بين
هذا القطاع من الجيل والأجيال القديمة، لاسيما الموصوفة منها بالمحافظة.
ومع سلسلة الأزمات التى أمست طابع العلاقة بين الطرفين، أصبح من الواضح
أننا أمام توجهين. أولهما يرى أن الإصلاح يتم عبر
الخروج من عباءة الإخوان، حيث لجأ هذا التيار إلى الانضمام لأحزاب سياسية
أخرى وتشكيل أحزاب جديدة، يأتى في مقدمتها حزب التيار المصرى.وفي هذا
السياق، قال معاذ عبد الكريم – أحد شباب الجماعة المؤسسين للحزب-
"مشاركتنا في التيار المصرى اضطرارية بعدما يئسنا من تحقيق الإصلاح من
داخل الجماعة، فللمرحلة الحالية متطلبات لا يفى بها الحزب الجديد للجماعة
واقترحنا في البداية تأسيس أكثر من حزب يعبر عن الجماعة، لكن اقتراحنا
قوبل بالرفض" (7).
فقد وجد هذا التيار أن الخلافات السياسية مع الجماعة وصلت
لدرجة لم يعد من الممكن معها الاستمرار، خاصةً مع تأسيس حزب الحرية
والعدالة، والذى نُظر إليه من جانبهم على أنه وسيلة من قبل مكتب الإرشاد
لفرض توجهاته (8).
ثانيهما: تبنى نهج الإصلاح من
الداخل والتناصح الداخلى كوسيلة للتقويم، وقد ظهرت إرهاصاته عقب الثورة
عبر إطلاق عدد من المبادرات، منها مبادرة " فقومونى " للتعبير عن الرفض
لممارسات الجماعة الإعلامية والمطالبة بالإصلاح . ومع تأزم الأوضاع على
خلفية قضية الرئاسة، نظمت مجموعة من الشباب عُرفت إعلامياً بـ "صيحة
اخوانية" وقفة احتجاجية أمام المركز العام للجماعة اعتراضاً على تراجع
التنظيم عن قراره السابق بعدم الترشح للرئاسةز وأخيرا، أصدرت المجموعة
بياناً بعنوان "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم" للتعبر عن رفضها لتوجهات
الجماعة (9).
مستقبل العلاقة بين الجماعة وجيل الشباب أفضت ثورة يناير إلى العديد من التغيرات على الساحة
السياسية المصرية، كان الجانب الأبرز منها على صعيد جماعة الإخوان
المسلمين، فقد باتت القوة الأكثر نفوذاً، ولكن هذا الأمر كانت له ضريبته.
فخوض غمار السياسة أدى لخلافات داخلية واضحة، كان الطرف الأهم فيها جيل
الشباب، وهو ما جعل مستقبل العلاقة بين الجيل القديم وجيل الشباب مرهونا
بسيناريوهين
: الأول : البحث عن مساحة مشتركة للتعايش بين أجيال الجماعة،بحيث يكون هناك توافق حول القضايا الرئيسية، مع وجود خلافات محدودة تحول
دون حدوث انشقاقات كبرى فى الجماعة، ويصبح الكيان الأكبر متماسكا، وخصوصاً
أن جيل الشباب ليس جله على خلاف مع القيادات. إذ إن هناك البعض لا يزال
ضمن منظومة السمع والطاعة.
أما السيناريو الثانى، فهو استمرار الخلافات بين الأعضاء، وبالتالى تسارع وتيرة الانشقاقات داخل صفوف التنظيم بصورة تُفقده تماسكه.
ويعد السيناريو الأول الأكثر ترجيحا مع الأخذ
في الحسبان عدد من الاعتبارات، سيكون تعامل الجماعة معها مؤشرا لما ستئول
إليه الأوضاع ، أولاً) حدوث الخلافات داخل الجماعة يرجع بالأساس إلى الجانب السياسى وليس الدعوى (9).وعطفاً على هذا، فإن تأسيس حزب الحرية والعدالة اعُتبر، ولو نظرياً،
بمثابة محاولة من الجماعة لإحداث استقلالية لنشاطها السياسى. ولكن واقع
ما بعد الثورة أثبت العكس، فالجماعة تتخذ قراراتها السياسية بنفسها، وليس
من خلال الحزب، وهو الأمر الذى أفسح المجال نحو المزيد من الانشقاقات داخل
الجماعة ذاتها.إذ إن التقديرات السياسية تحتمل التعدد في وجهات النظر،
وبالتالى فقد أوجد هذا السياق حالة ملتبسة. فبدلاً من أُن تُصدر الجماعة
الخلافات السياسية إلى الحزب، احتفظت لنفسها بالدور السياسى ليكون بمثابة
عبء داخلى يدفع نحو الاختلافات.
ثانياً) بدأت قيمة تماسك التنظيم الداخلى والتراتبية داخل التنظيم المستندة لفكرة الطاعة تتعرض لبعض الإشكاليات.فخلال العقود الماضية ومع التعرض لضغوط شديدة من النظم الحاكمة، كان
لزاماً على الأعضاء إعلاء قيمة التنظيم والتغاضى عن القرارات التى قد لا
تُرضى البعض. ولكن بعد الثورة وبزوغ الجماعة كقوة أساسية، سقطت معظم
التبريرات التى كانت تُساق في معرض الدفاع عن بعض القرارات.
ثالثاً) بمرور الوقت وفي حال استمرت مواقف القيادات (الجيل القديم) تجاه الشباب،فقد تجد الجماعة نفسها معرضة للمزيد من الانشقاقات وفقدان نسبة كبيرة من
القواعد الشبابية التى تعتمد عليها بصورة رئيسية فى مواقع عدة، أهمها
الجامعات وبالتالى يمكن أن تتعرض بعض المواقع لانتكاسات، نظراً لفقدانها
كوادرها. وستكون هناك إشكالية في استقطاب عناصر جديدة. وحتى لو تم التغلب
على هذه الإشكالية، فستكون الأجيال الجديدة ليست على نفس الدرجة من
الولاء لمشروع الإخوان، وسيكون انضمامها، سواء للجماعة أو الحزب، من منظور
منفعى براجماتى.
رابعاً) ترشيح الجماعة رسمياً للمهندس خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية ستكون له انعكاسات على مستقبل الجماعة.فالقرار قوبل برفض قطاع من الأعضاء ،عبرت عنه طريقة اتخاذ القرار، الذى
حظى بتأييد 56 من أعضاء مجلس شورى الجماعة مقابل 52 عضواً، وهو ما يجعلنا
إزاء ثلاثة احتمالات، أولها: فوز خيرت الشاطر في الانتخابات، وهنا يبدو
التنظيم أكثر تماسكاً ويخفت الأصوات المعارضة داخلياً، بما فى ذلك المعبرة
عن جيل الشباب.
أما الاحتمال الثانى، فهو فوز عبد المنعم أبو الفتوح، مما
يجعل الصورة أكثر تعقيداً في الداخل. فحينها، سيبدو التنظيم قد فقد الكثير
من تماسكه بالتزامن مع تزايد حدة الأصوات المعارضة وتنامى الانشقاقات،
لاسيما مع ما يحظى به أبو الفتوح من دعم قطاع واسع من جيل الشباب، فضلاً
عن قيادات من الجيل القديم. فيما يشير الاحتمال الثالث إلى فوز أحد
المرشحين الآخرين بما يدفع نحو إضعاف التنظيم بصورة أكبر، إذ إن الجماعة
ستخسر أحد مقوماتها التى كانت تعول عليها، وهى أنها قادرة على إنجاح أى
مرشح عبر تنظيم متماسك يستطيع الحشد والتعبئة.
خامساً) نجاح الشباب الذين تركوا الجماعة –
واشتركوا في أحزاب أخرى، ولاسيما حزب التيار المصرى – فى اكتساب شعبية
سيمثل عنصرا داعما لمزيد من الانشقاقات الداخلية، خاصةً في حال عدم تمكن الشباب داخل التنظيم من تحقيق ما يصبون إليه من الإصلاح الداخلى.
خلاصة القول إن الخلافات بين جيل الشباب والجيل القديم لا
تعنى القطيعة التامة بين الطرفين، فهناك بعض القوى المحسوبة على الجيل
القديم أعلنت رفضها لسياسة الاخوان بعد الثورة، ومنها إبراهيم الزعفرانى
الذى استقال من الجماعة، وأسس حزب النهضة، وتلك الحقيقة تفرض على الجماعة
تحديات تجعلها تبحث عن حلول توافقية، حفاظاً على تماسك التنظيم، وتقلل من
حدة الانقسامات، إذ إن الاستمرار على النهج نفسه سيخلف على المدى البعيد
جراحا عميقة في جسد الجماعة.
الأحد أبريل 08, 2012 8:42 pm من طرف mona