حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 “ابن عربي”…المفكر التنويري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mona21
ثـــــــــــــــائر متردد
ثـــــــــــــــائر متردد
avatar


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 32
معدل التفوق : 82
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 23/02/2012

“ابن عربي”…المفكر التنويري Empty
26022012
مُساهمة“ابن عربي”…المفكر التنويري

جاء المؤتمر الدولي الذي انعقد بالقاهرة في
الرابع عشر من هذا الشهر، تحت عنوان: (ابن عربي في مصر – ملتقى الشرق
والغرب)، ليعبر عن أهميته بكيفية استثنائية في مرحلة استثنائية، هي هذه
التي نعيشها راهناً. وكان أربعون باحثاً قد التقوا في مسرح “الجمهورية”
وسط العاصمة المصرية بدعوة من دار الكتب والوثائق القومية، ومن جامعة
الأزهر والسفارة الإسبانية هناك، وبحق كان ما قاله السفير الإسباني
“أنطونيو لوبيز” في كلمته الافتتاحية صحيحاً ومهماً، فابن عربي العربي
الأندلسي، الذي عاش ظروف إسبانيا وظروف المشرق العربي في نهايات القرن
الثاني عشر وبدايات القرن الثالث عشر، تحول عبْر إنتاجه الغزير والمتوهج
إلى أحد رموز التواصل بين الحضارتين الإسبانية الغربية والعربية
الأندلسية، بل بين الغربية والشرقية في عمومها.



ومعلوم أن “ابن عربي” ظهر وبرز بوصفه “الشيخ الصوفي الأكبر” على امتداد
القرون الثمانية الأخيرة المنصرمة، وليس على ذلك اعتراض، بل هنالك تأكيد،
أما ما نريد إضافته فهو أن هذا الصوفي العالمي جسّد شخصية المفكر بطريقة
فذة، هي الطريقة القائمة على بعديْن اثنين، هما الحِوارية والتنويرية،
ويمكن التعبير عنهما بسمة واحدة حاسمة، هي الحوارية التنويرية، والجميل
المثير والمُلفت أن هذه أتتْ بنسيج صوفي نثري وشعري، أضفى عليها حالة
عميقة من الكونية طبيعةً وإنساناً. وبتعبير آخر أكثر تحديداً وضبطاً، قدم
ابن عربي إنتاجه الغزير بصيغة الصوفية وبأنساق متعددة، برز منها الشعرية
والنثرية والرمزية. وفي هذه التعددية النسقية أصبحت تعددية الخطاب،
محتملة: لقد خاطب الناس “على حسب عقولهم”، وخاطب ذوي الرأي “على حسب
توجهاتهم في الرأي”، فربح الجميع في الخطاب، دون أن يربحهم جميعاً
بالضرورة في الحقيقة.

أما أن يكون ابن عربي مفكراً، فهذا أمر يهم البحث العلمي، كما يهم
العصر الراهن. لقد تحرش بالناس جميعاً في أكثر المسائل راهنية واشتعالاً،
نعني مسائل الحقيقة والحرية والكرامة الإنسانية، من حيث هي وفي كل
تجلياتها وتشخصاتها. ولا نتجاوز واقع الحال إذا عمّمنا ذلك، وقلنا إن
المسائل إياها كانت وما تزال تشغل البشر، ولعلها تبقى كذلك إلى أمد غير
قريب. وإذا اعتبرنا أن تلك الأخيرة كوّنت البؤرة الحاسمة في إنتاج ابن
عربي “الصوفي”، فإننا حالاً سنجد فيه ينبوعاً ثرياً للحوار والتأويل
المفتوحيْن فيما يخص عصرنا المُثقل بالمخاطر وباحتمالات الحرائق والحروب
واتساع حجوم البؤساء والمحرومين والمظلومين والمذلّين المُهانين: لقد غاب
العدل والحب الإنساني والمساواة، تحت قبضة من يسخّرون كل شيء في خدمة
مصالحهم الجشعة، ونعيش الآن أحوالاً من الحروب المعلنة والأخرى الخفيّة
والثالثة المستقبلية. أما من يعلن أو يضمر أو يخطط لهذه الحروب، فهو يعلن
أنه يفعل ذلك باسم الحفاظ على أصالة الحقيقة العلمية أو الدينية أو
العرقية.

وفي ذلك كله، تبرز الدعوة إلى قتل من لا يلتزم بتلك الأهداف كما يفهمها
أولئك. ها هنا يبرز الكبير ابن عربي لينبّه البشر من حماقات بعضهم، تلك
الحماقات التي قد تأتي على الزرع والضرع، وإذا كان أسلوب القتل هو الأكثر
حماقة في مرحلتنا، متمثلاً بحروب جماعية جرّارة وبأعمال إرهابية تطال
الصالح والطالح، باسم تفسيرات وتأويلات مختلفة لمواقف ونصوص متعددة يأتي
غالبها من الحقل الديني، فإن صوت ابن عربي يبرز هادِراً محذِّراً
منوِّراً: كُفّوا عن حماقاتكم المميتة أيها الناس، إنكم تؤسّسون لمقابركم
الجماعية في ذلك! وهنا يفخم المفكر ذو الصوت الهائل، وإنْ بنبرة مضمرة
قليلاً أو كثيراً، الحقل الأكثر حساسية وإثارة، نعني الحقل الديني
اللاهوتي. ففي هذا الحقل، تفصح “الحقيقة” عن نفسها بأنحاء متعددة تعدُّد
الأفهام والمصالح، وكلُّ يرى أن الحقيقة تقف إلى جانبه. لكن ابن عربي،
بعقله الشمولي وضميره المتّسع للجميع، يخاطب هؤلاء جميعاً: عقَد الخلائق
في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما عقدوا وابن عربي يخبرنا أنه – في
مرحلة سابقة – كان يعيش ذلك الوعي الأناني والإقصائي المُدمّر، إلى أن
اكتشف “الحقيقة الكلية”: (قد كنت قبل اليوم أُنكر صاحبي إذا لم يكن ديني
إلى دينه داني، وقد صار قلبي قابلاً لكل صورة، ومرعى لغزلان، وديرا
لرهبان، وبيتا لأوثان، وكعبة طائف، وألواح توراة، ومصحف قرآن).

ولو اتسعت دائرة المعارف الدينية (والدنيوية) لدى ابن عربي، لكانت بقعة
الضوء التي ينظر منها قد اتسعت كذلك، بحيث تغطي ما أمكن من الحقول
الذهنية، بدءاً بعصور الأسطورة وانتهاءً بعصرنا. وفي هذا وذاك، تبلورت
عنده مجموعة من المواقف والرؤى والمفاهيم، التي يمكن إدراجها تحت مظلة
ثلاثية الأبعاد، هي الحرية في الاختيار، والحوارية النديّة بين البشر
جميعاً، والتنوير، وقد تأثر بالمنظومة الفكرية التي أبدعها ابن عربي أجيال
من المفكرين العرب والأجانب، منهم دانتي ومَنْ أسّس “الطريقة الأبدية”.
واستعادة ابن عربي راهناً هي بمثابة مواجهة الظلامية الدينية وغيرها
بالتنويرية الحوارية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

“ابن عربي”…المفكر التنويري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

“ابن عربي”…المفكر التنويري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  في معنى التركيب... والنموذج المفكر به
» المفكر هشام جعيط والثورة التونسية
» في لقاء مع المفكر اللبناني الدكتور علي حرب : استقالة أمة من التفكير الخلاق!2
» أدب نسائي في عالم عربي
»  المقدس و العنف لقاء مع المفكر الفرنسي: روني جيرار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: