حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 قلم: خالد السّليكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساحة الحرية
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
ساحة الحرية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 902
معدل التفوق : 6211
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 11/12/2011

قلم: خالد السّليكي   Empty
31122013
مُساهمةقلم: خالد السّليكي

قلم: خالد السّليكي   Arton3472-fb59d
في كلّ مرّة تسألني جاني عن الأوهام المؤثّثة للوعي العربيّ وسبب تناقضاته الصارخة، أصاب بالفزع والقلق والخوف..فأعود إلى قولة نيتشه حول الحقيقة وأتلوها جهرا كآية من النصوص المقدسة، »‮»‬ماهي‮ ‬الحقيقة إذن؟ إنها حشد متحرك من الاستعارات،‮ ‬والكنايات،‮ ‬والتشبيهات بالإنسان،‮ ‬إنها،‮ ‬باختصار،‮ ‬جملة من العلاقات البشرية أُعْلِيَ‮ ‬من شأنها ونقلت من مجالها،‮ ‬وزيّنت بالصور الشعرية والبلاغية،‮ ‬وصارت بعد طول استعمال،‮ ‬مثل شعب من الشعوب،‮ ‬صلبة،‮ ‬شرعية فاترة‮: ‬الحقائق‮ ‬أوهام نسينا أنّها أوهام،‮ ‬واستعارات فقدت،‮ ‬من فرط الاستعمال والتداول،‮ ‬جمالها الحسّيّ‮ ‬الخلاّب،‮ ‬وقطع نقدية تلاشت آثار الصور أو الرسم المطبوع عليها،‮ ‬فصارت تتداول،‮ ‬بعدئذ،‮ ‬ليس بوصفها قطعا نقدية،‮ ‬بل بوصفها قطعا معدنية‮ (‬فقط‮).«‬ أترجمها لها إلى الإنجليزية، فتقول لي: »ينبغي فهم النصّ في سياقه الثقافيّ..
فأنتم العرب تعجبكم »النظريات القائلة بالنسبية وباللاعقلانية..
والحال أن النسبية مرحلة ما بعد العقلانية..وأنتم لم تبلغوا بعد مرحلة العقلانية..!« أردّ عليها دائما:
— أنا إنسان خارج الخرائط التي رسمتها الجغرافيات الاقتصادية والسياسية يا عزيزتي..
— أريد كلاما واضحا.. نحن تعلّمنا الوضوح..أريد أن تشرح لي ما معنى أن يكون العربيّ عربيّا وهو يفتخر بذلك..!
— العربيّ له تاريخ وماض..له تراث وحضارة ...له أن يتباهى بها ويفتخر أمام كلّ العالم..
— كلّ المجتمعات البشرية لها ماض وحاضر وتاريخ وحضارة..
— أقصد أنّ الحضارة الأوربية التي تولّدت عنها الحضارة الأمريكية ما كانت لتكون لولا العرب..!؟
— وأين أخفيت التراث اليونانيّ..والسريانيّ والهنديّ والفارسيّ..؟!
— ولكنّ العرب أحسنوا اسثمارها كلّها من أجل بناء حضارة مميّزة في التاريخ البشريّ..
— العرب مجرّد حلقة في سلسلة طويلة من تاريخ الإنسان..
— اتركنا من التاريخ
— لا.. خلّينا في التاريخ..
— هل ستقول لي إنّ التاريخ الأمريكيّ بني على التقتيل والحرق والإبادة ورعاة البقر..سأقول لك، قياسا على منطقك، وتاريخ العرب تاريخ رعاة الإبل والصحراء، والكرّ والفرّ.. وتاريخ بني على الإبادة والحرق والتقتيل والجواري والغلمان والحريم..ثمّ باسم الدين استبيحت كلّ الجرائم..
— ينبغي أن نبحث عن الوجوه المشرقة في التاريخ..
— لا.. ينبغي البحث عن المظلم فيها أيضا.. أنتم العرب لم تكتبوا تاريخكم ولا تعرفون عنه شيئا.. وتعتبرون أزمنتكم مثالية وطاهرة..ولو تأمّلت قليلا في كتب التاريخ المروّجة في البلاد العربية لما حدّثتني بمثل هذا الكلام..هل تعرف ماذا قال ابن خلدون الذي علّمنا كيف نكتب التاريخ في الغرب! هل تعلم ماذا قال المسعودي وابن الراودني والكندي والفارابي وابن رشد الذي تتناوبون على إعدامه، وتكتفون بإطلاق أسمائهم على الإبتدائيات والإعداديات.. أما الجامعات فهي مخصّصة للساسة فقط..!
— لقد قرأت ما كتبوه..
— ولماذا تحاول أن تخفي الحقائق..
— لنؤجّل الكلام في هذا الموضوع لوقت لاحق..
— اشرح لي ما معنى أن يضاجع العربيّ النساء ويلتهم الأجساد، ويظلّ يطارد النساء في الحارات والشوارع، ويفتخر بفحولته، وبفحولته في شرب الخمر والعربدة، وحين يتعلّق الأمر بلحم الخنزير يتجنّبه ويقطع المسافات بين المدن باحثا عن “اللّحم الحلال”..!؟ أيّ حلال تبحثون عنه في هذه الأرض التي لا تتوقّفون عن لعنها وتقفون، بالمقابل، في طوابير أمام القنصليات للحصول على تأشيرة الدخول إلى الدول الغربية التي تنبذونها؟!
— هذا يدخل في حرّية الفرد في اختياراته، وهي حقّ مقدّس..
— ولكن ماذا تقصد بالحقّ المقدّس، وكثيرون يتزوّجون بشاباتنا ويستعملوهنّ مطيّة للحصول على أوراق الإقامة، ثم يلفظونهنّ مكتئبات ومصابات بكلّ أنواع الانهيار العصبيّ بعد أن يرغمنهنّ على تغيير دينهنّ وعاداتهنّ... ثم يستقرّ بهم الترحال بين الأجساد إلى جسد امرأة من اختيار الأمّ أو الأخت...أهذا هو الحقّ المقدّس؟!
دائما تربكني هذه الماردة بأسئلتها التي تزعزع كلّ قناعاتي، وتجعلني أعيد النظر في كلّ القيم والمعتقدات التي آمنت بها من قبل... وتدفعني إلى إعادة النظر في الخطاب الدينيّ المهيمن باعتباره مصدرا للعديد من التمايزات (الرقّ، الردّة، المرأة ووضع من يتديّن بدين مغاير) فقد أقنعتني أنّ اليقين هو أساس الشكّ، وأنّ الذات هي جزء من الآخر، وأنّ الآخر هو أنا حين أنظر إلى ذاتي بعمق.. وأدركت معها أنّ العربي »كائن« غارق في التناقض —بالمعنى السلبي— لا بالمعنى الفلسفيّ العميق الذي كان بورخيس يتحدث عنه- وتحضرني حادثتان: فقد كان يقطن في شقة فوق شقتي بعمارة كاما وغد غريب الأطوار، ظلّ يؤذيني بتسرّبات مياهه العادمة (الواد الحار) طوال ستة شهور وكنت دائما ألتمس منه الإصلاح على نفقتي الخاصة، لكنه ظلّ يؤجّل إلي أن التجأت إلى المحكمة وحين ربحت الدعوى عاد إلى متمسكنا مؤمنا بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر مستظهرا بعض الأحاديث، وما قاله الرسول حول الجار..فامتنعت..ثم صادفني في أحد الأعياد واقترب مني ليصافحني فامتنعت..غير أنه سرعان ما أقنع الناس بأنّي غليظ القلب فظّ ولا أومن بالله ولا بالرسول..
فاقتنع العديد من السفهاء وتحوّلوا إلى حلفاء له في الدين.. وفي حادث آخر طلب مني مسؤول سابق في إحدى الإدارات التربوية أن أكتب رسالة استنكارية حول جرائم بناء عشوائيّ بتعاونية البوغاز للسكن، وكان من أوّل الموقّعين، لكنه سرعان ما اقتنع بمنطق الإجرام الذي يحمل شعاره عصابة من الأنذال وقاطعني وتنكّر ليده التي وقّعت على الرسالة، وصار على قائمة الأحلاف، وحين فضحته عمّا فعله من جريمة تزوير توقيع نيابة عن شخص آخر دون إذنه، انتفض الرجل غضبا كثور هائج وصنع مني أكبر عدوّ له في تاريخ العقوق البشريّ..!
هو ذا العربي لا يلجأ إلا إلى المنطق الأبسط والأسهل إلى عقله البدائيّ.. وهو ما ذهب إليه ابن خلدون حين قال: ‮»‬وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي‮ ‬فيهم أهل انتهابٍ‮ ‬وعَيث،‮ ‬يَنْتَهِبُونَ‮ ‬ما قدروا عليه من‮ ‬غير مغالبة ولا ركوب خَطَر،‮ ‬وَيَفِرُّون إلَ‮ى ‬منتجعهم بالقَفْرِ؛ لا‮ ‬يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم‮. ‬فكل مُعقَلٍ‮‮ ‬أو مستصعب عليهم فهم تارِكوه إلى ما‮ ‬يسهل عنه،‮ ‬ولا‮ ‬يَعرِضون له‮. ‬والقبائل ال‬ممتنعة‮ ‬عليهم بأوعار الجبال بِمنجاةٍ‮ ‬من عيثِهِم وفسادهم؛ لأنهم لا‮ ‬يتسَنَّمُون إليهم الهِضَابَ،‮ ‬ولا يركبون الصِّعاب لا‮ ‬يحاولون الخَطَرَ‮. ‬وأما البَسَائِطُ‮ ‬متى اقتدروا عليها بفقدان الحامية وضُعْفِ‮ ‬الدولة فهي‮ ‬نهْبٌ‮ ‬لهم طُعْمَة لآكلهم،‮ ‬يردِّدون عليها الغارَة والنَّهب والزَّحف لسُهُولَتِهَا عليهم،‮ ‬إلى أن‮ ‬يصبحَ‮ ‬أهلها مغلَّبِينَ‮ ‬لعم،‮ ‬ثم‮ ‬يتعاورنَهم باختلاف الأيدي‮ ‬انحراف السِّيَاسَة،‮ ‬إلى أن‮ ‬ينقرض عُمْرانُهُم‮.«..
آه يا جاني..كلّ شيء يسهل على العربيّ سوى أن يستخدم عقله.. إنه يعاني من إعاقة دامت تاريخا لا يحسد عليه.. متى سيتحرر هذا الكائن، الذي ورث أزمنة مثقلة بالأوهام، من كل استهاماته وأوهامه التي لا تزداد إلا تضخما..؟!
نعم يا جاني.. هذا دور التربية والتعليم..دور العلم والجامعة.. دور المثقف..لكن يبدو أنه قد فاتنا أن نتعقلن بالشكل الذي كان ينبغي لنا أن نكون عليه..!
نعم يا حكيمة الشمال.. إن حصر التقدم في الإنتاج المادي لا يخلق مجتمعا أدبيا، بل ورشة عمل، قل ورشة من الآلات الآدمية ستدفع ثمن كل تأجيل للقيم النبيلة..والقيم النبيلة هي المستمرة، كما قال أرسطو، وكما أثبت التاريخ، ولكنها ليست دائما هي السائدة. إن هذا مرتبط ليس بالظروف، بل بالإرادة، فالإرادة هي التي تخلق الظروف. والسؤال هو هل لدينا إرادة أن نكون نبلاء؟ —كما قال حنا عبود— . إن النبالة تمر بالآداب النبيلة والفنون الجميلة، وليس بتعليم الأساتذة. إن النبالة ترفع عن الدناءة. ومعرفة الدناءة هي بداية الطريق لاجتنابها والسير في النبالة. كان النبلاء على حق عندما رأوا أن “الجشع” يحرك الأغنياء و“الغباء” يحكم الدهماء، وما دور النبلاء سوى خلق تنافس مفيد، هو التنافس على السامي تفاديا للتنافس على الدناءة..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

قلم: خالد السّليكي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

قلم: خالد السّليكي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قليلا من ابن رشد بقلم: خالد السّليكي
»  جاني طيف اخيال..بقلمي. وبصوت خالد التيارتي..
»  مولانا جلال الدين الرومي.. من أنا؟! خالد محمد عبده
»  مدينة خالد بن الوليد، حمص
»  حبـيـبــتـي فـي كـل الـفــصـــــول ....!!! خالد الشابي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: