حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساحة الحرية
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
ساحة الحرية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 902
معدل التفوق : 6211
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 11/12/2011

مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة Empty
29122013
مُساهمةمفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة

مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة Arton9379-0ba07


قليلون هم المشتغلون في حقل الفلسفة الذين يدركون أهمية مفهوم اللاتناهي، ليس باعتباره مفهوما رياضيا وفيزيائيا وتيولوجيا فحسب، بل لأنه شكّل لوحده ساحة معركة حقيقية، قائمة بذاتها، بين مختلف أنساق المعرفة عبر العصور، لأنّ تبنّيه أو رفضه تترتّب عنه جملة من القضايا المترابطة نسقيا، فرفضه من طرف أرسطو، في كتابه "السماع الطبيعي"، يعني الإيمان بالضرورة، وأقول بالضرورة، بجملة قضايا منها مركزية الأرض للعالم، وكون الأفلاك الثابتة تحدّ العالم، وهي فكرة قد تبدو فلكيّة، لكنّها تحوّلت مع المشّائين في العصور الوسطى، إلى فكرة تنتظم حولها مجموعة من الأفكار العقائدية التي من أجلها تمّ حرق "جيوردانو برونو" والحكم بإعدام جاليلي، ومن هذه الأفكار، فكرة خلق الله للعالم، ثمّ كون اللاتناهي هي صفة للإله وحده، مع التذكير بصدد ذكر علم الفلك، أنّ هذا العلم، كان منذ القدم محطّ اتّهام، لامتزاج بعض عناصره وحساباته، بعقائد أسطورية تؤسّس للتنجيم، لكن في العصر الحديث كما سنرى، أصبح هو من يقود براديغم الأزمنة الحديثة، فملاحظات تيكو براهي وتدويناته، واستنتاجات كبلر، نقلت هذا العلم، ومعه كلّ العقل البشريّ، من المقاصد الغائية المتعالية، أو ما يسمّيه القدماء "بإنقاذ المظاهر"، إلى علمنة شاملة امتدّ طوفانها ليشمل كلّ مجالات الحياة في العصر الحديث.



بمقابل التقليد الأرسطي والمشّائي عموما، فالقول باللانهائية يستلزم أيضا زحزحة مجموعة من العقائد، وأقول العقائد لأنّ رفض فكرة اللانهائية كما تطوّرت في العصور الوسطى اتّخذت طابعا عقائديّا صارما، أو محاولات للالتفاف على خطورة مخرجاتها الخطيرة، بإعطائها حمولات دينية، كما نجد عند سان أوغسطين، من قبيل أنّ اللانهائيّ هي صفة للإيمان بالله، أي أضاف الإيمان البشريّ بالإله إلى الإله ذاته تحت مسمّى "اللانهائي"، أقول تستلزم زحزحة مجموعة من العقائد، منها رفض فكرة امتلاك الكون لمركز، لكون "فكرة مركزية الكون تعني محدودية العالم"(Alexandre Koyre/Du monde clos à l'univers infini/p 23)، وبالتالي سيتزحزح مفهوم "المركز" من حمولة فيزيائية في الكوسموس وأنطولوجية في العقائد، ليصبح مجرّد مفهوم ميتافيزيقيّ لا ينتمي للعالم الحقيقي، "بل ينتمي للفكر الذي اعتقد طويلا به" (نفس المرجع/ص 22)

نستنتج في البداية أنّ مفهوم اللانهائيّ وليد طبيعيّ للثورة الكوبرنيكية، فالنسق الذي حرّك الأرض هو نفسه الذي قوّض حدوده، وعمل على اختفاء الأفلاك الثابتة، التي اعتقد أفلاطون وأرسطو وكلّ الوسطويين أنّها تحدّ العالم، وهذا لم يتمّ كما يقول ألكسندر كويري "بانفجار طبيعيّ بل اختفت بتفجير فكريّ وعلميّ لتتيه في عالم لا نهائي" (نفس المرجع 13).

فإذا كانت الثورة الكوبرنيكية قد أحدثت تحوّلين مهمّين ومترابطين هما تفكيك الكوسموس وهندسة المكان، وكان لهذين التحوّلين تأثير في مختلف أنساق المعرفة الحديثة، فإنّ مفهوم اللانهائي يجمع حمولتين تصوّريتين، حمولة كوسمولوجية جعلت علماء العصر الحديث يتكلّمون عن "سموات" DES CIEUX، بدل سماء واحدة، وحمولة رياضية تتجلّى في بداية الهندسة التحليلية، مع العلم أنّ قيمة كوبرنيك أيضا تتجلّى في كونه إلى حدّ كبير أحيا تقليدا أفلاطونيا وطوره، وهو النظر للطبيعة نظرة رياضية، من خلال كتابه "دوران الأفلاك السماوية "Coelestium d'orbium de revolutionibus"والذي تتم ترجمته خطأ "بثورة الأفلاك العجيب"، وهو "كتاب بالأساس عبارة عن معادلات رياضية"،( Thomas KUHN/La révolution copernicienne/p 6).

جينالوجيا فكرة لانهائية العالم:

رغم أن الفلسفات الرئيسية الكبرى للقرون الوسطى رفضت الاعتراف بفكرة اللاتناهي، إلى حدود اندحارها الكلي في القرن السابع عشر، فإن هذا لا يعني أن هذه الفكرة، هي وحي لم يسبق أن نطق به أحد قبل القرن السابع عشر، بل هي فكرة بشرية ينبغي أن نفهمها في تاريخية الفكر العلمي، فطوماس كون يعلمنا، أن الأفكار محكومة دوما بالنسق الذي يرسمه البراديغم، فهو الذي يهيّء لها المناخ المناسب لتمارس تأثيرها على النسق، ففكرة اللاتناهي، كانت موجودة، لكن كانت مرفوضة، كما تمّت الإشارة، فالنسق المشائي لم يقبلها، لكنها مع ذلك كانت تسبّب إحراجا كبيرا لفلاسفة وعلماء، منهم من لفظه النسق، ليعاد إحياؤه في القرن السابع عشر، أهمّهم CUES Nicolas ومنهم من ظلّ يمارس ما يمكن أن نسمّيه "تقية"، إشفاقا على وحدة النسق وانسجامه، وأهمّهم أبو الوليد بن رشد.


حسب كويري في كتابه الذي سبقت الإشارة إليه، وخاصة في " le Ciel et les Cieux/p17"، لا يعني أنّ أصل فكرة اللانهائية حديث، وأنّها كانت منعدمة في الفلسفات القديمة والوسطوية، بل يذهب كويري حدّ تخطئة من يعتقدون بهذه الفكرة، مقدّما دليلا هو أنّ" اكتشاف Luccrés وترجمة Diogéne إلى اللاتينية هو الدليل على أنّ فكرة اللانهائية استمرّت في الحضور، وظلّ تأثير هذين وباقي القائلين من الإغريق باللانهائية، les infinistes، ظلّ تأثيرهم واضحا على علماء الفلك فيما سيأتي، مع توضيح يشير إليه كويري، وهو أنّ القول بتأثير اللانهائية الإغريقية على اللانهائية الحديثة، "لا يتعلق الأمر بتأثير السبب على النتيجة، بل إنّ النتيجة هي سبب السبب"(l'effet est cause de la cause )/ نفس المرجع ص 19، ومن أهم هؤلاء الذين شكلوا ما يمكن أن نصطلح عليه جسرا لعبور أفكار "اللانهائيين" الإغريق إلى العصر الحديث، نجد CUES Nicolas، وكل الذين سيأتون فيما بعد، ككبلر وبرونو وديكارت وباسكال سيقرون بذلك، لأنه حسب "ذهب في تفكيره إلى ما لم يقدر كوبرنيك التفكير فيه حين فقد مركز الكون مكانته المحددة"/ نفس مرجع كويري ص 20.



ما يهمنا في هذه الإحالة إلى تأثر فكرة اللانهائية بمذاهب قديمة، هو التأكيد أيضا على أن الفكرة ذاتها، ساهمت أيضا في ظهور مذاهب جديدة،" فهمت عمق الثورة الكوبرنيكية واستوعبتها لتدفع بها إلى أقصى مدى، لأنها بالفعل حولت التصورات التي كانت للإنسان عن الكون، ومنه شكلت تحولا في تاريخ التطور الفكري للعقل الغربي"/ مرجع طوماس كون/ ص10، وهي مذاهب ظهرت كلها في القرن السابع عشر، فهو قرن التحولات وقرن النقاشات والتوترات التي تواكب عادة أي ثورة في حجم الثورة العلمية، فما بين ظهور كتاب كوبرنيك والقرن السابع عشر، احتاج العقل الغربي إلى قرن كامل ليهضم ويستوعب ما حدث، فما حدث، ستكون تأثيراته أعمق، ليس فقط على بنية العلم والفلسفة، ولكن سيمسّ البنيات العميقة للعقل الغربي، ونقصد البنية الأنطولوجية.



أما الحرج الرشدي من فكرة اللاتناهي، فيظهر عندما نقرأ الأعمال التي خص بها ابن رشد كتاب "السماء والعالم"، وهو من طبيعيات أرسطو التي تظهر اهتماما كبيرا بموضوع العالم، علما أن موضوعات أخرى كالنفس والآثار العلوية والحيوان، لم تلق - فيما نعلم من كتب "المتن الرشدي" التي جمعها المرحوم جمال الدين العلوي، في كتاب له بهذا الإسم- الاهتمام نفسه، إذ وضع له كل أنماط الشرح المعروفة عند ابن رشد، وهي المختصرات والجوامع والشروح الصغرى والتلاخيص والتفاسير، لأنه كتاب يجسد بوضوح موقف المعلم الأول من فكرة لانهائية العالم.

فابن رشد من جهة يجزم بكون العالم متناهيا في كثير من القضايا والمسائل المختصة بالعالم، كقضية العدد والطبيعة والعظم والمكان، لكن هاجس اللاتناهي يبقى عنده حاضرا في قضايا أخرى كالحركة والوجود والزمان ومدى القابلية للانقسام، ويمكن اختزال القول في لانهائية العالم عند ابن رشد في محاولة البرهنة على أن العالم غير كائن وغير فاسد، وهي المسألة التي تحتل الموقع الأخير من المقالة الأولى من "مختصر السماء والعالم"، ناهيك عما ورد في التلخيص والشرح، وهو موقف إذا ما قورن بموقفه من التناهي سيجعلنا نخلص إلى كون ابن رشد متردد جدا، محرج في هذا الموضوع، بين أن ينصاع للنسق الأرسطي الرافض للاتناهي وبين أن ينصاع للنسق الديني، الذي يرفض لاتناهي العالم ولكن يجعل هذه الصفة للإله…وهو الموقف الذي لم يسعى طوماس ألاكويني لفهم اعتباراته، بل سارع إلى تكفير أرسطو ووسمه بالملحد.

"الانفعال" الباسكالي بمفهوم اللانهائي:

بداية، نقرّ أن باسكال هو أكبر بكثير من أن يختصر في عنوان فرعي لبحث متواضع كهذا، لكن لا تقوم قائمة في اعتقادي، لأي قول يروم الإحاطة بالقرن السابع عشر، هذا القرن العظيم والذي لا ينتمي إلى الماضي، بقدر ما يعد أفقا أمامنا، إن نحن أردنا فعلا فهم براديغم الأزمنة الحديثة، أقول لا تقوم قائمة لأي قول في هذا القرن إن لم يعمد صاحبه على قراءة باسكال.
وعندما نقول في هذا العنوان، "انفعال"، وبتحفظ شديد، كمقابل للفعل، فلأننا نجد المتن الباسكالي يتعامل مع الثورة العلمية بطريقة محيرة، فهو من جهة يعتبر حسب ألكسندر كويري "أخطر وأكبر من فهم الثورة الكوبرنيكية"، كما ستتم الإشارة فيما سيأتي، وفي نفس الوقت أكبر من تصدى لها، وحاول حماية الإيمان من رجاتها.


أمّا لماذا يحقّ لنا الحديث عن الرهن الباسكالي بالنسبة لكل دارس للأزمنة الحديثة، فلأنه يعتبر موسوعة حقيقية للقرن السابع عشر، فكما أن دارس أرسطو يستطيع معرفة المذاهب والفلاسفة والحكماء السابقين عليه، لكونه يعرض آراءهم بكل دقة وموضوعية، ليشرع بعد ذلك في نقد هذه الآراء، فكذلك الأمر بالنسبة لباسكال كما سنرى، فكل علماء وفلاسفة هذا القرن نجدهم حاضرين عنده، ثم لأن باسكال يجسد الجانب الإنساني الروحي للرجة العنيفة التي أحدثتها الثورة العلمية الحديثة، وخاصة الجانب المتعلق بالأزمة الروحية، أزمة المعنى، حيث عودة النزعات الشكية لتظهر بقوة بمبررات ليست فقط سيكولوجية كما كانت قديما، بل بمبررات أنطولوجية عميقة، تجسد حجم الجرح الروحي الذي أحدثته هذه الثورة.

فلا عجب في سياق هذه التحولات أن ارتبط مفهوم الثورة العلمية منذ القرن السابع عشر دوما بالأزمة، لأن الرجات القوية التي سيتعرض لها العقل الغربي في هذا القرن، ستمس المفاهيم والمناهج، وستمس القيم والثقافة، وستمس الجانب الأكثر إنسانية في العلم ذاتها، وهو المعنى، هنا يصبح الحديث عن باسكال مدخلا أساسيا، مع إشارة مقتضبة جدا، عن مفهوم الأزمة، وهي أن هذا المفهوم سيبقى ملازما لتطور العقل الغربي، ليتخذ أبعادا قوية ستسمح للعقل الغربي بنقد وتفكيك أسسه والانتقال إلى مرحلة ثانية في الحداثة، هي ما سيعرف عند عموم المشتغلين في الفلسفة بما بعد الحداثة، وهذا قول طويل وعريض، لكن ما نريد التأكيد عليه، هو أن مفهوم الأزمة بالمعنى الحديث قد ظهر أول الأمر مع باسكال، كما تمت الإشارة، وهذا ما سنجمله باختصار فيما يلي:



أولا: أنّ قارئ les pensées ، سيكتشف أن باسكال يناقش كل فلاسفة هذا القرن وعلمائه، فهو إلى حد كبير موسوعة للقرن السابع عشر ومدخلاته من القرون الماضية، حتى أنه يمكن للباحث المهتم أن ينجز فهرسة لهذا القرن العظيم انطلاقا من كتاب باسكال، فمن هذه الزاوية، يمكن وضع باسكال وكتابه في نفس مقام الفلاسفة الكبار ونهجهم نفس الإستراتيجية الجدلية، القائمة على جدل التقويض والبناء، الشك واليقين..

ثانيا: حجم عمالقة الفلسفة والعلم الذين ناقشهم باسكال، كديكارت وقد نال النصيب الأكبر من النقد الباسكالي، كما سنرى، ثم "الفلاسفة الموهوبين" بلغة كويري، كمونتاني وكوبرنيك وفرنسيس بيكون ومالبرانش وغيرهم.

ثالثا: عندما أشرنا إلى تأثيرات الثورة العلمية الحديثة على المعنى، فلأنّ علاقة باسكال بالفلسفة والنزعات الشكية التي ظهرت بالموازاة مع هذه الثورة، ثم علاقته بالدين المسيحي تحديدا، ومحاولاته الباهرة لعقلنة العقائد الإيمانية، تدعو فعلا للحيرة، فحن إزاء فيلسوف حقيقي، منهجيا ومفاهيميا وحجاجيا، كما سنرى، ولكنه يمقت الفلسفة، كل الفلسفات، لأنها لا تعبر عن الحقيقة باستثناء بعض أفكار أوغسطين، وهذه الحيرة، عكسها كل الذين أرخوا له وللقرن السابع عشر، كbouiller وCousin وsaisset ، فهو شكاني sceptique، بشكل لا يدع مجالا للشك في les Penssée، وفي نفس الوقت فهو ديكارتي cartésien بشكل واضح في les Provinciales ، ف"هل نحن إزاء رجلين في رجل واحد" يتساءل "Vincent Carraud" في كتابه "Pascal et la Philosophie/32.أم نقول مع كوزان "(رغم أن مسيحية باسكال
مستترة في كتابه الرئيسي، فإنه فلا مجال للشك فيها).



رابعا: أهمية باسكال أيضا تتجلى في كونه "أحسن بل وأخطر من فهم الثورة الكوبرنيكية" بتعبير فيكتور كوزان كما نقله عنه "Vincent Carraud" في كتابه "Pascal et la Philosophie/30 ، وعندما نقول "فهم" فلأنه العالم الرياضي والفيزيائي المتجذر في تحولات الهندسة التحليلية للقرن السابع عشر، وعندما نقول "أخطر"، فلأن نتائج الثورة الكوبرنيكية خلفت عنده هو نتائج عكسية، حيث استمر عنده الإيمان المسيحي بدل الإيمان العلمي أو الوضعي فيما بعد، واستمرّ الله بدل الإنسان.

يكشف لاون برونشفيغ في كتابه الممتع "ديكارت وباسكال يقرآن مونتاني"، بأحلى بيان، عن مدى تأثير مونتاني وعظيم نفوذه، ومما جاء فيه : إن الوجدان بعد أن وعى ذاته، مرة أولى في سقراط، عاد فوعى نفسه مرة ثانية في ديكارت"… ديكارت الذي يسميه "كارو" في الكتاب المشار إليه سابقا بـ"المهيمن على القرن السابع عشر وما بعده إلى اليوم"، هذا الفيلسوف الكبير المستند في الآن نفسه إلى نجاحات الثورة العلمية، سعى إلى أساس مطلق وجده في الفكر،"الأنا أفكر"، فديكارت هو الإرادة والإنسان الحديث وقد تخلص من كل حمولات القرون الوسطى التي حددته كنوع، لتصبح فردانيته مقدمة للبرهنة على وجود الله وباقي الحقائق العلمية، وبراهينه اقتسمتها كل الفلسفة الغربية، ما نريد بهذا الكلام الذي لا يحتاج إلى بيان عن ديكارت، هو أن ننتبه إلى الطريقة الخاصة جدا التي انكب بها باسكال على قراءة الديكارتية، ليس لفهمها بل" للحد من هيمنتها"/ص127 Vincent Carraud /Pascal et la Philosophie"، فمع باسكال في "خواطره" نجد شجاعة كبيرة في انتقاد "الأنا"، والتي هي "ممقوتة" بل إن المقت يشمل الفلسفة والعلم : (بحيث لا يساويان ساعة عناء)/نفس المرجع السابق، قياسا لفعل يبتغي الخلاص والأبدية، هنا يتخذ فعل اللانهائية أبعادا تيولوجية محضة، فلأنه إن كان عند ديكارت نتيجة لحسم سليم بدا بالشك، فهذا لا يجعله حسب باسكال جديرا بأن يصمد أمام الشك ذاته، "هدم الشيء بطبيعته".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة :: تعاليق

محمد
رد: مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة
مُساهمة الإثنين ديسمبر 30, 2013 9:37 am من طرف محمد
شكرا على الاختيار 

منقول ممتع
 

مفهوم اللّاتناهي كمدخل لفهم براديغم الأزمنة الحديثة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: