الاسلام مثله مثل اي نظام جديد يحاول تشويه صورة النظام الذي قبله و يحاول قدر الامكان اظهار عيوبه و اخفاء محاسنه قدر الامكان
فالمسلمين يصورون العرب قبل الاسلام انهم كانوا اقوام همجية متخلفة و تحتقر المرأة وعندما جاء الاسلام حضرهم و أعلى من مكانة المرأة و صحح غيرها من الامور,ولكن هل هذا صحيح؟
العرب قبل الاسلام كانوا منتشرين في شبه الجزيرة العربية,بالاضافة الى العراق و بلاد الشام,فعاداتهم و تقاليدهم كانت مختلفة من قبيلة لأخرى و من منطقة لاخرى,فالمكيون مثلا كانوا يحتقرون المهن اليدوية و الزراعية ويعظمون من شأن التجارة, بينما اهل يثرب لم يكونوا كذلك فقد كان يمتهنون الزراعة و غيرها من الحرف>
وكان الدين لا يشكل عامل مهم في تركيبة المجتمعات القبلية,فهناك من هو مسيحي و آخر يهودي وآخر يعبد الهة وثنية
وكان لهم اهتمام بالثقافة خصوصا الثقافة اللغوية اي الشعر,فقد أبدعوا باشعار جميلة خصوصا المعلقات,فهذه الاشعار لم يستطع اي نص ادبي(قرآن او شعر بعد الاسلام) ان ينافسها في في بلاغتها و اسلوبها الشعري الجميل.
المرأة كانت ربة بيت و كانت ملكة(زنوبيا كمثال) وكانت تاجرة(خديجة كمثال) و كانت شاعرة, و كانت هناك العديد من الآلهة الاناث اما ما يسمى بوأد البنات فالغالب انه لم يكن منتشر لدى جميع المجتمعات العربية, و كان امر قليل او نادر الحدوث لانه لو كان موجود كظاهرة مستفحلة لعنى ذلك ان تلك المجتمعات ستفنى,فمن اين سيأتون بالنساء لكي يتكاثروا!
ولكن بمجيء الاسلام ذهب كل ذلك ,فاصبح الدين احد اهم ركائز المجتمع العربي,وذهبت التعددية الدينية, ولم يبقى من فصاحة العرب سوى القرآن!حيث ان الشعر العربي تراجع بصورة كبيرة منذ انتصار الاسلام(صدر الاسلام) حتى مجيء الدولة العباسية ,أما المرأة العربية فقد حرم عليها ان تظهر وجهها!,و امرت ان ترضخ لزوجها لحد العبادة,وحرم عليها ان مجرد التحدث ومخالطة الرجال,وامرت بالجلوس في بيتها,وطبعا فالتجارة او الحكم اصبح من سابع المستحيلات.
هناك من يربط العرب بالاسلام و يحمل العرب تبعات هذا الدين على بقية الشعوب و العالم
ولكن هل العرب اختاروا بأنفسهم هذا الدين؟
محمد حاول في عدة سنين ان يقنع اهل مكة( قريش) بالاسلام و طاف بين المدن و القبائل ولكن النتيجة كانت لم يؤمن به الا قلة قليلة ممثلة باقربائه من بني هاشم و العبيد و بضع من رجال مكة,
فالعرب لم يقتنعوا بنبوته,وقاموا بمجادلته ومطالبته بالاتيان بدليل واحد(معجزة) انه رسول الله , فيقول لهم : ان انا الا بشر مثلكم!
طبعا في ما بعد ذهب الى يثرب و استغل الخلافات القبلية ليتسيد عليهم ثم يقوم حاله كحال اي قائد سياسي بالقيام بالعديد من الحروب بحجة نشر الدين, وبعد موت محمد ارتد معظم العرب عن الاسلام لأنهم لم يكونوا معتنقيه الا ضاهريا بحد السيف,ولكن ارتكب بحقهم مجازر و ابادات جماعية.
