كقائدٍ يستريحُ من انتصاره، يضع دروعه أرضاً، نزعتِ سوتيانكِ، تركتِ جسد نهديك المملوء بجروح الشّهوات، عرضة لهواءٍ محمومٍ بغبار الطلع.
*****
كان النّهر سهماً، يشدّ السّهلُ قوسَه ،يرمي به جوعَ البحر؛ لقضم بطن اليابسة وكان أنْ نزلتِ تستحمين كما يفعل الآلهة في الأساطير عندما يملّون من مطلقهم وهنا اكتشف النهر طفولته، رضع بفميه ثدييك، أحنى شفاهه، فكانت المنعطفات، رفع أرجله، فكانت الشلّالات؛ أرخى السّهلُ قوسَه، نام النّهر في حضنّكِ، عندما استفاق كانت دلتا فينوس تشقّ قميص البحر، غير مكترثة بزبد النوارس.
*****
نهدكِ قطرةٌ في عين حنفيةٍ خضراء، حنفية من النحاس، سُبكتْ من أسلاك الهاتف الذائبة تحت وقع لهاثنا الصوتي. نهدُكِ يهطل في جرن الستالس، يتشظى كتاج لملكٍ تخلى عن العرش إكراماً للحبّ في أزقةٍ تصلّ بين شرفاتها حبال الغسيل، حيثُ النّساء تركن للشّمس أن تجفّف قطرات الشّهوة عن الشّراشف المعلوكة بفم الحياة كوجه عجوز.
نهدُكِ قطرة نارٍ، شهبٌ أرمي به شياطين القلق الذين قعدوا مقعداً للسّمع؛ نهدكِ عقرب الثواني، ألدغ به دقائقي وساعاتي، أضبط هذا الزّمن الحرون على اللقاء.
مسرنم أمشي إليه، أفكّ زرّ الحنفية، ألقم فوهتها لفمي المشقق كرسالة مطوية في جيب الإبط وأرتوي، أسقط كشلال من أعلى حلمتك، يحملني الهواء كقوس قزح.
******
نهدك الأيمن دون كيشوطي الطاّلع، يهجم على صورته المقلوبة في عيني، يكسّر أهدابها، يقول: إنّها أنياب ذئبٍ لا يعوي قمراً كاملاً.
يفتكُ بأصابعي، يمحي بصماتها، يعلّق سبابتها في عنقه، يشي بأسرار إبهامي، ثمّ يعرش قلعةً تحرس مخمل بطنكِ، مطمئناً لعرّيه السّرمدي وتمزق كتّان يدي.
يتأمل نهدُكِ الأيسر فعلةَ الأيمن؛ كسانشو المخمور، يصرخ: ما أشجعك، أيّها الفارس النبيل.
******
نهداكِ ثمرة الأرض التي لا تسقط بل تعرج للسّماء السّابعة.
******
( للقصيدة أرجوحة بين نهدين،
لا تهزّها كثيراً، فيساقط رطبها،