يقوم الزمن بتصعيب فهم التطور. تستغرق التغيرات لكي يكتمل تشكيلها وقتاً: يترواح بين تغيرات وأخرى, وفي كثير من المرات, تستلزم تلك الابتكارات المورفولوجيّة صرفاً طاقياً عند الكائنات الحيّة: فقط للحفاظ عليها كما كانت. لقد ارتبطت تلك التغيرات بالجينات, فيما ارتبطت تغيرات أخرى بمتطلبات بيئيّة, هكذا الريش, المنقار, الفكين والبلعوم, بين أشياء أخرى: شكّلت بعض العناصر المُلاحظة من خلال الاختبارات أو التحليل باستخدام الاحفوريات والدي إن إي, لاجل فهم الكيفية والاسباب التي كانت كامنة وراء تحولها.
تمّ نشر دراستان هامتان حول التطور هذا الاسبوع { تمّ النشر خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني 2011 }. استخدمت احدى الدراسات جماجم الخفاش لتحليل كيفية تطور ملامح جديدة تسمح للحيوان باستخدام موارد مختلفة وتحقيق تطور أسرع نحو أنواع حيّة جديدة, في الدراسة الاخرى, تمّت دراسة التطور خلال نصف مليون عام على الاقلّ لنوع الاسماك الجوبي*, لقد تساءل الباحثون: لماذا خلال مرور كل هذا الزمن, لم يتغيّر لون الذكر, محافظاً على هذا اللون البرتقالي المميّز ؟
صورة
في الدراسة الأولى, حاول علماء اميركيين وألمان اكتشاف سبب تطوير بعض جماعات الحيوان لعدد غير محدد من الانواع الحية الجديدة, بينما أنواع أخرى لا تحظى بهذا الأمر. حسناً, درس فريق البحث القادم من جامعات أميركية ومعهد لايبزيغ الألماني سبب انتاج الخفاش الأنفي لحوالي 200 نوع في العالم الجديد { أميركا }, بينما أقربائه الأكثر قرباً بالكاد يعدّون 10 أنواع.
إحدى النظريات الداعمة لأنّ تطور ملمح: يسمح للحيوان بامتلاك ميزة تسمح له بوصول افضل لموارد جديدة, ما يمكنه أن يقود لنشوء انواع جديدة. هكذا, درس الباحثون جماجم تلك الحيوانات, الشكل الذي يمتلكونه والذي قد امتلكوه, وفيما لو أنّ الاستبدال قد قاد لتحقيق أثر إيجابيّ بالامكان قياسه.
تشرح Liliana Dávalos, قائلة:" فيما لو تُتاح للفاكهة المتوفرة الفرصة الإيكولوجيّة, وبحضور الابتكارات التشريحيّة التي تسمح بالحصول على الفاكهة: سيقود هذا لازدياد ملحوظ بولادة أنواع جديدة, بالتالي, مورفولجيّة الجماجم: سيتوجب التنبؤ بها نسبة للنظام الغذائيّ كما للقوّة المبذولة بالمضغ. نقوم بتحليل آلاف اشجار العائلات التطوريّة لأكثر من 150 نوع حيّ, نقيس أكثر من 600 جمجمة فردية لأكثر من 85 نوع حيّ, نختبر قوة المضغ { العضّ } لأكثر من 500 خفاش ينتمون لحوالي 39 نوع منها ونقوم بتحليل آلاف الاختبارات للفضلات لاجل تحديد النظام الغذائيّ لتلك الحيوانات. لقد اكتشفنا أنّ التحول في الجمجمة, منذ 15 مليون عام, قد قاد إلى ظهور أنواع جديدة من الخفافيش ".
لقد قدمت لها الصيغة الجديدة: طرق جديدة لالتقاط الطعام وتطويره, قلّل هذا التغيُّر السرعة بشكل ملحوظ, عندما بدأت تلك الانواع بالتطور. تابعت قائلة:" اكتشفنا أن بيئة جديدة ذات نظام بيئي جديد, قد وفّر للخفافيش الفرصة للتغذية على فاكهة قاسية, لقد تناولتها الحيوانات, تغيّرت الجمجمة وهكذا حصل تطور أنواع جديدة ".
صورة
نفضلهم بلون برتقاليّ
بذات الصيغة التي يزودك بها الانتقاء الطبيعي بجمجمة جديدة, كذلك ايضاً يحافظ على لونك ذاته لنصف مليون عام. نعرف نوع السمك جوبي, وهي حيوانات برتقالية تسكن احواض الاسماك في العالم كلّه. حسناً, تمتلك هذه الاسماء على الأقلّ 500000 عام وهي عرضة للتطور الحرّ في الطبيعه, مع ذلك, يوجد بقعه برتقالية, وهي ميزة عند الذكور, والتي بقيت مستمرة ثابتة, ولو أنّه يظهر أحياناً لون يميل للأحمر وأسماك أخرى تميل للأصفر, تساءل علماء الأحياء التطوريين عن سبب استمرار اللون خلال الزمن الطويل.
لقد تمّ العثور على جواب التساؤل من خلال عملية التكاثر. حيث ينتج بأنّ إناث الاسماك تلك يفضّلنَ هذا اللون البرتقالي في الذكور ولهذا لا مجال ليلعب به.
يعتبر أحد المشاركين بالبحث Grez Grether:" في بعض المناسبات, توجّب على تلك الجماعات أن تتطوّر فقط لكي تحافظ على وضعها الاصليّ. بهذه الحالة, عاد الذكور لذات اللون, مرة ومرة أخرى, لأنّ الإناث يفضلن اللون. يزودنا الجواب بحلّ واضح لهذا اللغز التطوريّ ".
خلال الاختبارات, فضّلت الإناث الذكور البرتقالية, متجاهلات للآخرين. اولئك الذكور ذوي البقع المائلة للأحمر والأصفر: لم يتمكنوا من نسخ جيناتهم بسهولة.
الهوامش
* جوبي (باللاتينية: Poecilia reticulata)، (بالإنجليزية: Guppy) يعتبر بأنواعه المختلفة من أفضل أسماك الزينة المعروفة كما انه الأكثر شعبية لدى المربيين، وهو السمك المفضل سواء للمبتدئ أو الهاوي المتمرس، موطنه الاصلي أمريكا الوسطى والبرازيل لكنه الآن يتواجد في كل مكان حيث انه سهل التفقيس في الأسر.
هذا النوع لدية تشكيلة كبيرة من الألوان والاشكال ولاتكاد تتشابه سمكتين مع بعضهما البعض، وهناك الكثير من الأشكال المختلفة للزعانف، بعض من أشكال هذه الزعانف والأكثر شيوعا هو الذيل الدائري والمدبب والذي على شكل المروحة والمهدول والمثلث.
سمك نشيط، ينطلق بشكل جماعات ودائما في تحرك. ومع إنهم سمك جماعي وسلمي ويتعايشوا بسهولة مع رفقائهم من البلاتي والسوردتيل، إلا انهم قد يطاردون صغار السمك ويهاجمون زعانف سمك البيتا أو سمك سياميس فايتر ذوي الزعانف الجميلة في أغلب الأحيان.
الحوض الأفضل لهذا السمك هو الذي تكون ارضيته مفروشة بالحصوات الصغيرة الجيدة ومزروع بشكل جيد ومكثف إلى حدا ما مع بعض النباتات العائمة (السراخس)، حيث ان هذا النوع من النباتات يزوده بقليلا من الغذاء بالإضافة كونه مخابئ طبيعية لصغاره حتى يكبرون بما فيه الكفاية. أكثر أنواع الجوبي تتكيف بسرعة في مختلف الاحواض، إلا ان الانوع الاصلية منها يمكن أن يكون أكثر حساسية وتتطلب إنتباه أكثر.
مثل البلاتي والسوردتيل يفضل إضافة مقدار ملعقة شاي من الملح غير المعالج باليود ماء الحوض، ويتكيف الجوبي للعيش في المياه العسرة أو المالحة.
الهوامش منقولة / يُرجى التدقيق
المقال الاصل بالقسم الاجنبي
تعقيبي