zzz111 ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 5 معدل التفوق : 13 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 19/03/2012
| | التغيرات المناخية. . مخاطر وتأثيرات | |
التغيرات المناخية. . مخاطر وتأثيرات
اقتربت نهاية الأرض.. لا، هذا غير صحيح، بل الأمر طبيعي ولا يوجد ما يدعو للقلق.. آراء مختلفة وأحيانا متضاربة بين العلماء والدراسات العلمية في تفسير نتائج وتأثيرات ومخاطر التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض منذ سنوات، وما ترتب عنها من زيادة في درجة حرارة الأرض، وزيادة الظواهر الطبيعية أو ما يسمى بالـ "الكوارث الطبيعية" كما ونوعا وقوة. فتوجد تقارير ودراسات تحذر من دمار شامل ينتظر البشرية بسبب تأثيرات البيئة والمناخ والاحتباس الحراري وتصفها "بالكارثية"، وتنبؤات بزوال مدن بأكملها وهلاك مئات الآلاف بل ملايين من البشر وانقراض أنواع من الكائنات الحية. وهناك من يطرح أفكارا مختلفة متفائلة تجاه البيئة، ويرى أن كل التحذيرات والمخاوف من هلاك البشر وفناء العالم هو مجرد تشاؤم وتطرف بيئي. فما الذي يحدث؟ وما هي التغيرات المناخية التي أضحت حديث العالم؟ وما أسبابها؟ وما مخاطرها؟ وهل الخطر حقيقي؟ وما هي الكوارث الطبيعية الناتجة عنها؟ وهل يمكن تلافي تهديد التحول المناخي؟ وكيف؟
مخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري
ازدادت نسبة الكوارث التي ضربت العالم، ويرجع العلماء هذه الزيادة للتغيرات المناخية التي تشهدها الأرض. المسؤولية عن دمار البيئة وهذه التغيرات بسبب حرق الإنسان الفحم والخشب والنفط والغاز وغيرها، وإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيميائية السامة إلى الجو مثل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة، فتبقى في النطاق السفلي للغلاف الغازي للأرض. وأي اختلاف في تركيبة هذا الغلاف يضر بالحياة ويسبب خللا، فقد وصلت نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى نحو 385 جزءا في المليون، بينما الوضع الطبيعي هو 250 جزءا في المليون، أي زيادة بنسبة 52% عن الحد الطبيعي، وبالتالي يتحول في الجو إلى سموم.
وتعتبر الولايات المتحدة على رأس الدول الصناعية الكبرى في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، فهي تنتج منه 39.4% حسب إحصائية لعام 2004، ورفضت أميركا التوقيع على كل اتفاقيات المحافظة على البيئة
مخاطر التغيرات والاحتباس ويكمن خطر ثاني أكسيد الكربون بسميته للكائنات الحية، وبقائه قريبا من سطح الأرض ويغلفها تغليفا، ويمنع انتشار الحرارة حيث يمتص الأشعة تحت الحمراء ويمنع تشتتها من سطح الأرض، مما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، وثقب طبقة الأوزون. أدت هذه الظاهرة إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة حول العالم، وارتفعت درجة حرارة الغلاف الغازي بمعدل يتراوح بين درجة وثلاث درجات في الخمس سنوات الماضية، وأدى الاحتباس الحراري إلى انصهار الجليد. ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية تقريرا في 16 سبتمبر/أيلول 2007 قالت فيه إن الممر الشمالي الغربي من القطب الشمالي قد فتح تماما من جراء ذوبان مياه البحر، وقد ذاب الجليد بواقع مليون كيلومتر مربع. ويؤدي انصهار الجليد إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات الذي يتسبب بدوره في إغراق أغلب الجزر، ودالات الأنهار، والمناطق الشاطئية والقريبة من الشاطئية التي تضم أراضي زراعية ومناطق آهلة بالسكان. وتوقع العلماء أن يخلو القطب الشمالي من الثلج مع حلول العام 2040، ويقول تقرير آخر لمركز المعلومات الأميركي نشر في 12 سبتمبر/أيلول الحالي إن 20% من مساحة الثلوج في المحيط المتجمد الشمالي قد اختفت تماما خلال العامين الماضيين، وإن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختفاء المحيط المتجمد في العام 2030
وأظهرت دراسة للعالم الجيولوجي خالد عودة أن العالم سيشهد في الفترة القادمة تغيرات مناخية ستهز العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حيث ستؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى اختلال بيني كبير، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وأراضي الدلتات وكثير من الجزر بالمحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى يستحيل الحياة فيها. ومن مخاطر الاحتباس الحراري أيضا إحداث العواصف والأعاصير المدمرة، بزيادة درجة حرارة سطح البحر إلى درجات تزيد من قوة وعنف العواصف والأعاصير، إضافة إلى ضربها أماكن لم تكن تضربها من قبل، وتكونها في أماكن لم تتكون فيها قبلا، وهي تقضي على كثير من أنواع الحياة في الشواطئ التي تضربها، إضافة إلى الدمار الذي تخلفه، ويؤكد العلماء استحالة صد الأعاصير أو تغيير مسارها أو تفاديها حين تتشكل. كما يؤدي الاحتباس الحراري إلى أضرار صحية وظهور أمراض جديدة بسبب زيادة نسبة الغازات السامة في الجو والتي تضر بالإنسان والحيوان والنبات. ويجمع العلماء عدم معرفتهم بالخطورة الكاملة للتغيرات المناخية، ولكن الإشارات تحذر من إمكانية حدوث كوارث.
التغيرات المناخية.. ما الذي يحدث في العالم؟
ما الذي يحدث في العالم الآن؟ مناطق تشهد سيولا وفيضانات وأخرى تعانى من تصحر وجفاف؟ مساحات تنخفض فيها درجات الحرارة عن المعتاد بأكثر من ثلاثين درجة تحت الصفر، وأخرى ترتفع محدثة ذوبانا للجليد وحرائق في الغابات؟ فما تفسير كل ذلك؟ وهل فعل الإنسان شيئا ضد الطبيعة فاستحق عقابا تجلى بعض مظاهره فيما سبق؟.
الانحباس الحراري الثابت أن معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون في تزايد مستمر، والنتيجة العلمية المترتبة على ذلك هي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض (ظاهرة الانحباس الحراري).
عند هذا الحد يتفق الجميع، لكن الاختلاف وما يتبعه من جدل يبدأ من بعد ذلك، والسؤال الحائر الذي لا يجد حتى الآن إجابة قاطعة هو: من الفاعل؟.
هل ما تشهده الأرض من تغيرات مناخية أمر طبيعي، وسنة من سنن الله في الكون، حدث في الأزمنة الجيوليوجية القديمة ويحدث حاليا؟ كما ذهب إلى ذلك فريق من العلماء على رأسهم عالم الفضاء الدكتور فاروق الباز في حديثه لقناة الجزيرة في الثاني عشر من فبراير/شباط الماضي.
أم أن جزءا كبيرا مما تشهده الأرض حاليا هو بفعل الإنسان، وأن هذه الظواهر المناخية المختلفة من جفاف وفيضانات ورياح وأعاصير، هو عقاب إلهي لهذا الإنسان لفساده وإفساده في البر والبحر، كما ذهب إلى ذلك أستاذ علوم الأرض الدكتور زغلول النجار في اتصاله مع الجزيرة نت؟.
قد يطول الجدال ولا ينتهي، لكن أيا كان الفاعل، وإلى أن يظهر الجاني، فإن الحقائق تبقى كما هي، تنبه العالم إلى أن حربا ضروسا تُشن حاليا على البيئة، تخلف وراءها ملايين المشردين، وتقضي على عشرات الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية، وهو ما يستلزم تحركا لم يعد مقبولا غض الطرف عنه.
خطوة للأمام واثنتان للخلف أوروبا التي شهدت في السنوات العشر الأخيرة فقط ارتفاعا في درجات الحرارة بلغ عشر درجات عن ذي قبل، اتخذ اتحادها قبل أسابيع قرارا بتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20% كحد أدنى في غضون الثلاثة عشر عاما القادمة.
هذا القرار يعتبره البعض خطوة للأمام، لكن البعض الآخر يعتقد أن أوروبا وحدها لا تكفي وأن استمرار عناد الولايات المتحدة المتمثل في عدم التوقيع على اتفاقية كيوتو هو بمثابة خطوتين للوراء.
ومبررهم في هذا مرجعه إلى أن ربع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يوجه له إصبع الاتهام في قضية الانحباس الحراري هو من إنتاج الولايات المتحدة وحدها
أما الدول الأكثر فقرا والأكثر تضررا بالتغيرات المناخية والواقعة في جنوب الصحراء والأرخبيلات الآسيوية وعموم السواحل خاصة سواحل المحيط الهندي، فإن حالها بقي كما هو، مكبات لنفايات العالم الغربي، ومستقبلات لغازاته الضارة.
العرب ليسوا بأفضل حالا والعالم العربي كما يراه ويرثي لحاله الأستاذ بجامعة قطر والمتخصص في قضايا البيئة الدكتور سلمان سلمان في حديثه مع الجزيرة نت ليس بأفضل حالا من تلكم الدول.
فهو متأثر بالتغيرات المناخية وذلك لطول سواحله المطلة على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر والمحيطين الهندي والأطلسي، وهي كلها أماكن عرضة للتأثر بتلك التغيرات، كما حدث مؤخرا على سبيل المثال من أعاصير في سلطنة عمان.
فهو إلى الآن –يضيف سلمان- لا يمتلك الأجهزة المتقدمة لرصد التغيرات المناخية والتحذير منها قبل وقوع الكوارث الطبيعية الناجمة عنها.
كذلك لا يعمل العرب على استغلال ما حباهم الله به من مصادر للطاقة البديلة والنظيفة والقادرة على إمداد العالم باحتياجاته بعد نفاد النفط والمتمثلة في الطاقة الشمسية، فهم حتى الآن لم يتحركوا، وهو تحرك إذا ما تم فإن من شأنه إنقاذ بيئتهم والتقليل من مخاطر التغيرات المناخية عليهم، حسب سلمان.
إعادة التوازن الذاتي إذا لم يتحرك الإنسان لإنقاذ البيئة التي يعيش فيها فهل يمكن للبيئة نفسها أن تأخذ بزمام المبادرة وتعيد التوازن إلى ذاتها؟.
الدكتور زغلول النجار لا يرى ذلك ممكنا، ويستطرد قائلا إن الخلل الطبيعي الذي يحدث في البيئة كانبعاث ثاني أكسيد الكربون الذي وصلت معدلاته إلى نسبة زيادة بلغت في السنوات الأخيرة 30% عن النسبة التي شهدها طوال الـ 650 ألف سنة الماضية، لا يمكن للطبيعة أن تتخلص منه تلقائيا.
لأن سنة الله في الكون -والكلام للنجار- قضت بأنه إذا كانت الزيادة قد تمت بصورة طبيعية كتلك التي تنبعث عند ثورة بركان على سبيل المثال فإن البحار والمحيطات تمتصها وتستفيد الطحالب الموجودة في أعماقها منها.
لكن إذا حدثت الزيادة بفعل حرق الوقود "الأحفوري" كالنفط والغاز والفحم مع الاستمرار في قطع أشجار الغابات وتلويث البحار والمحيطات وطبقات الأرض بالنفايات وخاصة النووية، فإن الطبيعة لا تتخلص منها، بل تتركها "عقابا من الله للإنسان" ومصداقا لقوله تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ". التغيرات المناخية سبب جديد للصراعات العالمية
توقعت دراسة أعدتها هيئة علمية ألمانية رفيعة أن يتسبب استمرار التغيرات المناخية -إن لم تتم السيطرة عليه- في حدوث كوارث إنسانية واضطرابات داخلية واسعة في عدد كبير من الدول وانتشار النزاعات والحروب في العالم.
وحملت الدراسة عنوان "التغيرات المناخية كمهدد خطير للأمن والاستقرار العالمي" وصدرت عن المجلس العلمي لمواجهة المتغيرات البيئية العالمية، وهو مركز بحثي أسسته الحكومة الألمانية ويضم نخبة من العلماء والخبراء الألمان من كافة التخصصات العلمية.
وشددت الدراسة –التي حصلت الجزيرة نت على نصها الكامل- على أن عدم القيام بإجراءات جدية لمواجهة التغيرات المناخية وتركها دون كابح، سيؤدي إلى عجز الدول المتضررة ومنظمات المساعدة والإغاثة الدولية عن مواجهة تداعياتها الخطيرة.
مجاعات وكوارث
وذكرت الدراسة أن 1.1 مليار إنسان يعانون في العالم الآن من ندرة مياه الشرب الصحية سيصبحون مستقبلاً في أوضاع بالغة الصعوبة، لأن استمرار التغيرات المناخية سيسهم في تزايد اضطراب دورات ومعدلات سقوط الأمطار وشح الموارد المائية بشكل خطير.
وأوضحت أن النقص الكبير في مياه الري والشرب سيؤدي بدوره إلى خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية خاصة في الدول النامية، وإلى انتشار المجاعات على نطاق واسع وارتفاع أعداد المصابين بالأعراض القاسية لسوء التغذية من 850 مليون إنسان حالياً إلى الضعف خلال سنوات قليلة.
ونبهت الدراسة إلى أن زيادة معدلات سقوط الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب البحار بتأثير التغيرات المناخية سيجعل المدن الكبرى في المناطق الصناعية أو قرب السواحل في بعض أجزاء الكرة الأرضية مهددة بكوارث مدمرة. وقالت إن المدن المزدحمة بالساحل الشرقي للصين -على سبيل المثال– ستصبح مستقبلا هدفا لفيضانات وأعاصير مروعة.
وأشارت إلى أن الكوارث الطبيعية سيترتب عليها تهديد وجود بعض الدول النامية من الأساس، وتدفق موجات هجرة ولجوء عالمية غير مسبوقة، واندلاع الحروب نتيجة الخلافات على توزيع حصص المياه وتقسيم الأراضي الخصبة.
وأكدت الدراسة أن المتغيرات البيئية ستتسبب خلال سنوات في زيادة عدد الدول الفقيرة بشكل حاد وتحول بعضها إلى مناطق مهجورة تفتقد كافة مقومات العيش الصحي والآمن.
نزوح ونزاعات وقال معدو الدراسة إن التغيرات المناخية ستنعكس مستقبلا على دول منطقتي الجنوب الأفريقي ودلتا نهر الغانغ في آسيا، بإضعافها اقتصاديا وإفقادها شروط الحياة الآمنة، وجعلها عاجزة عن التصدي بقدراتها لما سيواجهها من مشكلات عديدة.
ولفت العلماء إلى أن اضطراب مواسم الأمطار في منطقة حوض نهر الأمازون بفعل التغيرات المناخية سيحدث فناءً واسعاً للغابات ويلحق بالمنطقة أضراراً اقتصادية واجتماعية وإنسانية شديدة. كما ستساهم التغيرات المناخية في تفاقم المعاناة وإشعال المزيد من النزاعات والحروب ونزوح الملايين من القارة الأفريقية غير المستقرة خلال السنوات المقبلة.
ونبه معدو الدراسة إلى أن التغيرات المناخية ستصبح السبب الرئيسي للنزاعات في القرن الحالي بين الدول الفقيرة المتضررة والدول الصناعية المتقدمة التي ستفقد الكثير من مشروعية وجودها.
ونوهوا إلى أن هذه النزاعات ستسفر عن تأسيس نظام دولي ببنية جغرافية وسياسية مختلفة عما هو سائد في العالم اليوم، وأشاروا إلى أن الدول الصناعية الكبرى والصين والهند سيفرض عليها الدفاع عن نفسها باستمرار ضد الاتهامات المتكررة التي ستوجه إليها بتدمير البيئة العالمية والإضرار بحياة ملايين البشر.
الحلول وأكدت الدراسة وجود فرصة للنجاح في التصدي للتغيرات المناخية إذا واجهتها الدول والمنظمات العالمية جماعياً وتعاملت مع تداعياتها كخطر يهدد البشرية كلها، وأوصت بتأسيس منظمة دولية مستقلة لحماية البيئة وتعديل السياسات البيئية الحالية للحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون والغازات الصناعية حتى عام 2050 بنسبة 50% مما كان عليه عام 1990.
واقترحت الدراسة إنشاء نظام دولي للإنذار المبكر من الكوارث الطبيعية وتطوير آلية جديدة، وسن اتفاقية دولية للتعامل مع موجات الهجرة واللجوء في مناطق هذه الكوارث. | |
|
السبت أبريل 07, 2012 8:27 pm من طرف sheen22