قال محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية فى كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح:
"قال الترمذي في جامعه حدثنا بندار حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي" قال هذا حديث حسن غريب وقد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم في الجنة جماع ولا يكون ولد هكذا روى عن طاووس ومجاهد وإبراهيم النخعي وقال محمد -يعني البخاري- قال اسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي ولكن لا يشتهي قال محمد وقد روى عن أبي ذر بن العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد" وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن عمرو ويقال بكر بن قيس انتهى كلام الترمذي
قلت: إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح فرجاله محتج بهم فيه ولكنه غريب جدا وتأويل إسحاق فيه نظر فإنه قال: إذا اشتهى المؤمن الولد وإذا للمتحقق الوقوع ولو أريد ما ذكره من المعنى لقال: لو اشتهى المؤمن الولد لكان حمله في ساعة فإن ما لا يكون أحق بأداة لو كما أن المتحقق الوقوع أحق بأداة إذا وقد قال أبو نعيم حدثنا عبدان بن احمد حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو احمد الزبيري حدثنا سفيان الثوري عن إبان عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيولد لأهل الجنة فإن الولد من تمام السرور فقال: "نعم والذي نفسي بيده وما هو الا كقدر ما يتمنى أحدكم فيكون حمله ورضاعه وشبابه"
حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن احمد الرازي بمكة حدثنا عبد الرحمن ص -243- بن محمد بن ادريس حدثنا سليمان بن داود القزاز حدثنا يحيى بن حفص الأسدي قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يحدث عن جعفر بن ثور العبدي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الرجل من أهل الجنة ليولد له كما يشتهي فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة"
وحديث معاذ بن هشام قال فيه بندار عامر الأحول وقال عمرو بن علي عاصم الأحول وقال الحاكم أنبأنا الأصم حدثنا محمد بن عيسى حدثنا سلام بن سليمان حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه: "أن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الولد في الجنة فيكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة" قال البيهقي وهذا إسناد ضعيف بمرة وأما حديث أبي رزين الذي أشار إليه البخاري فهو حديثه الطويل ونحن نسوقه بطوله نجمل به كتابنا فعليه من الجلالة والمهابة ونور النبوة ما ينادى على صحته."
نلاحظ هنا أن الرسول (ص) ينسب له القول ونقيضه وبالقطع الرسول (ص) لا يمكن أن يقول القول ونقيضه
القول : المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي فهنا يكون الولد وفى النقيض لا يكون
النقيض: إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد
لأنه لا يمكن أن يهدم الإسلام بالتقول على الله الذى توعده بالعذاب الدنيوى بأخذ اليمين وقطع الوتين كما قال تعالى " ولو تقول علينا بعض الأقاويل 44 لأخذنا منه باليمين 45 ثم لقطعنا منه الوتين 46 فما منكم من أحد عنه حاجزين 47
والأحاديث التى ذكرت هذا كلها ضعيف سواء المؤيدة او المعارضة لحكاية الولادة
السؤال :
هل تحدث ولادة فى الجنة ؟
الاجابة :
ان اشتهاء الرجل أو المرأة للولد صبيا أو بنتا يتم تحققه ولكن ليس كما يحدث فى الحياة الدنيا مصداق لقوله تعالى " ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون "
فما تشتهيه النفس يحققه الله ولكن الولادة ليست كولادة الدنيا والحمل ليس كحمل الدنيا وليس هناك نفاس كنفاس الدنيا والأولاد الذين يجيئون فى الجنة لا