Rating:
+3 (from 11 votes)
( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ) كانت هذه الآية الكريمة أهم مبدأ قامت عليه الثورة السورية، ووصلنا الآن إلى ( جمعة الدفاع عن النفس ).
هل
خانت الثورة المبدأ الذي قامت عليه؟ ماذا حدث ولماذا تطورت شعارات الثورة
حتى وصلنا إلى الدعوة للدفاع عن النفس وحمل السلاح؟ هل هذا تطور طبيعي في
الثورات؟ هل هي أيدي خارجية أرادت بالثورة أن تصل لهذا المكان؟ أم أن
النظام أراد للثورة أن تصل لهذا الشعار لتبرير استعمالها للقوة؟ كل هذه
الأسئلة وإجاباتها – برأيي – تشكل الأساس الذي نستطيع من خلالها الحكم على
ثورتنا واستمراريتها .
هل نستمر بالسلمية المطلقة اعتماداً وتطبيقاً للشعار الأول، أم نتحول للعسكرة اعتماداً على شعار الجمعة المقترح؟ الا يوجد حلول أخرى؟
لن
أدخل في تاريخ النضال السلمي وإيجابياته وسلبياتها، ولكن ألم يكن شعار
السلمية هو الذي جعل العالم كله يتعاطف مع ثورتنا ويجعله يصف الشعب السوري
بأنه شجاع وجبار لايخشى الموت ومواجهة الآلة العسكرية بصدور عارية في سبيل
الوصول لحريته وكرامته؟
ألم تؤدي
السلمية إلى جذب المزيد من فئات الشعب السوري إلى جانب الثورة، وحرضتهم
على الأقل على تقديم يد العون بأي شكل من الأشكال الممكنة.
ألم تحرك سلمية الثورة جهات دولية في البدايات باتجاه تبني مطالب الشعب السوري المحقة؟
ولكن،
وفي الطرف المقابل ألم تؤدي السلمية إلى القتل المجاني للثوار بدون الخوف
من المحاسبة، أو حتى الثأر الشخصي بسبب احساس القاتل بالأمان لأنه سيبرز
عضلاته وجبروته نخو طرف يعرف أنه لا يؤذيه؟
ألم
يؤدي هذا القتل المجاني إلى خوف فئات أخرى في المجتمع من الالتحاق عملياً
بالثورة خشية التعرض للأذى ( فليس كل الناس على درجة واحدة من الشجاعة )؟
الم تؤدي السلمية إلى زيادة القتل والوصول للتعدي على الأعراض والأموال والكرامات الشخصية؟
وبالجهة
المقابلة، هل تم حمل السلاح رغبة بالعنف والقتل؟ أم أن الجيش الحر ومن
التحق به من العسكريين والمدنيين لجأ للحل العسكري دفاعاً عن النفس والدين
والكرامة والأعراض؟ ألم يتم اللجوء للسلاح بعد تخاذل العالم كله عن دعم
مطالب الشعب السوري، وخاصة بالمقارنة مع ثورات سلمية أخرى جرت بالمنطقة؟
هل يوجد ظرف أو مكان في الدنيا أفضل من سوريا لتطبيق مبدأ الشاعر النواب ( أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة )؟؟
ولكن،
أليس من المنطق أن نقول أن هذا السلاح أدى إلى فوضى كبيرة في انتشاره
واستعماله؟ ألم تقع حوادث كثيرة مؤسفة بحق أبرياء ( ولن أذكر أمثلة كثيرة
أعرفها شخصياً حفاظاً على أمانة المجالس ) ؟
ألم يؤدي هذا السلاح إلى تطرف بعض الجماعات بمطالبها، بحيث أصبحت تطالب بوطن على مقاسها وليس على مقاس الوطن نفسه؟؟
لا
أدعي أنني أعرف الإجابات، ولا أدعي أنني أمتلك الحقيقة والحل، ولكني أدعي
وأقول أن مايجري على أرض الواقع يختلف كثيراً عن الكلام النظري، وأعترف
أنني على أرض الواقع أقوم بكثير من الأشياء بحكم قوانين ومسار أمور خارجة
عن قناعاتي الفكرية النظرية!!!
شتان بين النظرية والتطبيق
ولكن
أستطيع أن أؤكد بأن ما أؤمن به وأعتقد أنه الصحيح هو أن هذه الثورة
اليتيمة ينقصها ربان يستطيع إدارة دفتها حسب الرياح التي تواجهها.
تحتاج
ثورتنا إلى مايسترو له القدرة على ضبط إيقاعاتها، وإلا فإن الأمور ستتطور
عشوائياً إلى فوضى لا أعرف هل ستصبح فوضى خلاقة أم شيء آخر لا أحب حتى
مجرد التفكير به.
الأحد يناير 29, 2012 9:48 pm من طرف الريان