عشية سقوط نظام بشار الجحش..

نشره المطالع بن الكتاب في 23 يناير, 2012 - 02:15 مساء - 10 تعليقات
VN:F [1.9.13_1145]
Rating: +8 (from 10 votes)


اسعار
السلاح في سوريا في اوجها تحسبا للقادم, الا انه على ما يبدو فلن تكون
البندقية هي من تحسم المعركة, بل الليرة, او الانهيار الاقتصادي اكثر
تحديدا .
اعلن المفتش في الجهاز المركزي للرقابة المالية السورية المفتش المالي الاول في وزارة الدفاع محمود سليمان الحاج حمد في 4.1.2012 ان النظام سينهار على الارجح خلال شهرين.
هذا
معناه انه خلال 30- 45 يوم من تاريخ هذه التدوينة سوف يبدا النظام الطائفي
في سوريا بالعجز عن دفع مرتبات الموظفين, الذين سينتهزون الفرصة للانشقاق,
وتسريب ما لديهم من معلومات. سوف تكون هذه البداية الثانية للثورة, يعاني
النظام من الشلل التام, الجنود سينشقون في حال تحريكهم لوقف زخم البداية
الثانية. عندها يدرك مقربو النظام ان النهاية قد ازفت, فينفضون ايديهم من
ايدي النظام بالانشقاق الميداني المسبوق بالانشقاق القلبي او الانشقاق
المصلحي. وستكون هذه هي بداية النهاية.
سيكون
السقوط سريعا قصيرا ومفاجئا وفي هذه المرحلة سيحاول النظام اشعال حرب
طائفية, لا اظن ان هناك احدا من اعوان اليوم سيتعاون معه في اشعالها ولا
احراق نفسه فيها, لان الحرب الطائفية غير مأمونة العواقب. وهذا ما يعزز
الانشاقاقات داخل النظام. ويقصر من عمر مرحلة ما بعد السقوط. ايضا فان
المجتمع الدولي سوف يصحو عندها اخيرا, وسيلقي بثقله في سوريا لتقصير عمر
مرحلة ما بعد السقوط خشية خروج الازمة عن سيطرته.
اذا, فان التحدي الاساسي امام
الثورة ليس بمرحلة العد التنازلي للانهيار الاقتصادي – وما يتلوه من
انهيار مؤسساتي وانشقاق عسكري -, ولا بمرحلة ما بعد السقوط, بل
بمرحلة السقوط السريع والمفاجئ والقصير لانها ستكون حبلى بالمتغيرات
المفتوحة على كثير من الاحتمالات, مما يحتم وضع خطة مسبقة للتعامل مع هذه
المرحلة.


اقتراحاتي:

• وضع
  خطة لانقاذ المعتقلين في السجون والمراكز الامنية (العلنية والسرية) من
  تصفيتهم قبيل السقوط. يجب ان تضع الخطة في اعتبارها احتمال غدر النظام في
  هذه المرحلة الحرجة بما قد يترجم بسقوط ضحايا جدد من المنقذين.
  
• وضع
  خطة لاحكام السيطرة على جميع مناطق الدولة وتقطيع اوصال الطرق, والسيطرة
  على المعابر الحدودية والحدود عموما والموانئ والمطارات, للحيلولة دون
  هروب المجرمين.
  
• حراسة المنشآت الحيوية من
  عمليات تخريب محتملة من قبل اتباع النظام, وحراسة المتاحف (كي لا يتكرر
  سيناريو العراق), وحراسة المراكز الامنية خشية احراقها من قبل العصابات
  الاجرامية لاتلاف دلائل الادانة.(كما حدث في مصر)
  
• توعية
  السوريين بهذه المراحل اعلاه, والطلب منهم التحلي بضبط النفس الاقصى في
  مرحلة السقوط, وما يليه من انفلات امني. والسيطرة على مشاعر الانتقام,
  وبالذات بعد التكشف المتوقع للمقابر الجماعية وخروج المعتقلين مع قصصهم
  المرعبة من السجون.
  وتشكيل لجان حماية للاحياء, وضبط خروج الناس منها.
  ان اي تصرف غير محسوب في هذه الفترة سوف يؤدي لاطالة عمر الازمة.
  
• الامتناع عن اطلاق النار في الهواء تعبيرا عن البهجة للحيلولة دون تحول البهجة الى مجازر بهيجة.
  
• كما
  انه يتوجب على المعارضة ان تضع خططا اقتصادية عاجلة للتعامل مع استنزاف
  الاحتياطي المالي وتوفير مقومات الحياة الاساسية باسرع وقت ممكن في جميع
  انخاء سوريا.
  

ان هذه المجازر الوحشية
وتعذيب السوريين وتدمير الاقتصاد السوري حفاظا على الكرسي, تعكس نرجسية
الدكتاتوري, التي لا تشعر بتانيب ضمير لتدمير ذات البلد الذي كان يفترض
بها حمايته