حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باسم
ثـــــــــــــــائر محــــرض
ثـــــــــــــــائر محــــرض
باسم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 342
معدل التفوق : 954
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي Empty
21122012
مُساهمةالربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي


















2012-03-23

الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة



يوسف مكي



الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي Banner-right1%281%29




منذ
التاريخ القديم للفلسفة لم يتردد الفلاسفة في اقامة علاقات مع رجال
السياسة والاباطرة والملوك ورؤساء الدول، وكل ما له علاقة بالشأن السياسي
. وهذا إنْ دل على شيء فإنما يدل على ان الفلسفة ومهما قيل عن تجريدها او
تأمليتها، لا تنفك عن الممارسة السياسية مهما نأت بنفسها عن الهم العام،
والعكس صحيح، بمعنى ان السياسة ليس لها فكاكاً من الفلسفة بشكل من
الاشكال، فالسياسة بحاجة دائمة الى تبصرات الفيلسوف.
والأمثلة في هذا الشأن عديدة. فتاريخ الفلسفة يخبرنا أن افلاطون كان يؤكد
على اهمية توثيق الروابط بين الفيلسوف والسياسي، وينادي بأهمية ان يكون
قائد الدولة ملكا فيلسوفا، وهذا ارسطو يقيم علاقة مع الاسكندر الاكبر من
خلال مدخل تربوي كونه استاذه ليصبح الاسكندر فيما بعد اعظم رجل في العالم
القديم، وهذا جان جاك رسو يصبح مستشارا للعديد من ملوك اوروبا وخاصة فيما
يتعلق بالفقه الدستوري وصناعة الدساتير، فيساهم في وضع المبادىء الاساسية
لدستوري كل من بولونيا وكورسيكا. ولا يغيب عن البال علاقة فولتير بفردريك
الكبير، او ديكارت والملكة كريستين. ولا ننسى الفيلسوف الالماني الكبير
هيغل في اعجابه بنابليون، وماركس في تنظيراته الثاقبة، وعلاقته الفعالة
والمنتجة بأحداث زمانه .
كل هؤلاء وغيرهم قد لعبوا دورا فلسفيا كبيرا في زمانهم في امور السياسة
بطريقة مباشرة من خلال علاقتهم بالحكام، او بطريقة غير مباشرة من خلال
دورهم وتأثيرهم في شئون مجتمعاتهم، ومنها الشأن السياسي والتغيرات
المصاحبه له.
والفلاسفة على اختلاف مشاربهم وتياراتهم، لم يكونوا بمنأى في يوم من
الايام من حركة التاريخ، ولا بمنأى من الاحداث التاريخية الهامة كالثورات
والتحولات التاريخية، بل كانوا من المهيئين لتربتها او لحدوثها او
المستوعبين لها والمنظرين لها، واخذ العبر والنتائج.
هذا بوجه عام. اما على المستوى العربي، فيبدو الأمر مختلفا. ففي غمرة
الربيع العربي الذي نعيش اوانه، والاحداث التاريخية التي يمر بها الوطن
العربي من المحيط الى الخليج، نجد ان الفلسفة وعلى الرغم من حضورها المزمن
في الثقافة العربية عموما، الا انها غائبة عما يجري من احداث سياسية
تماما، بل يمكن القول انها لم تمهد السبيل لهذا الربيع، ولم تساهم فيه
وأُخذت على حين غرة. وهذا ما يفسر غياب الفلاسفة العرب عن الحراك السياسي
في هذه المنطقة، وتاليا غياب البعد الفلسفي السابق والمواكب واللاحق في
هذا الربيع، فنحن هنا امام ربيع دون زهور الفكر، ودون ورود الفلسفة .
لذلك لاغرابة ان نشهد غياب الفلاسفة والتأطير الفلسفي، فعلى سبيل المثال
لم نجد فلسفة ولا فيلسوفا يعلل ما جرى في مصر، اقصد ثورة 25 يناير لا من
قبلُ ولا من بعدُ، كما نجد غياب التحليل الابيستمولوجي / المعرفي الذي
عودنا عليه الاخوة المثقفون في تونس عن الثورة التونسية، وتعليل اسباب
ماجرى من المنظور الفلسفي، وتكاد المنطقة العربية برغم الزلزال السياسي
الذي يضرب ربوعها، اقول تكاد تكون قفرا من الفكر الفلسفي الذي يأخذ على
عاتقه مقاربة ماحدث بالضبط، ولماذا حدث بهذه الطريقة وليس بطريقة اخرى،
وما هي المبررات الفلسفية ولا اقول السياسية فهي متاحة للجميع - لذلك، الى
ما هنالك من اسئلة ذات طابع فلسفي ينظّر لما قبل الثورات العربية،
واثناءها / سيرورتها، وفيما بعدها .
إن الربيع العربي سيستمر بالتأكيد وفيه الثورات بطبيعة الحال، لكننا لحد
الآن لم نشهد محاولة من قبل فيلسوف عربي ( على كثرتهم ) قدم جردة حساب
فلسفية لأي من تلك الثورات، وهذا في الحقيقة يؤشر على فقر في الفكر
الفلسفي العربي، كما يؤشر ربما على ان المشتغلين بالفلسفة على امتداد
المنطقة العربية مازالوا يعيشون في تأملاتهم الفلسفية البعيد عن حرارة
الواقع وعنفوان الاحداث، او انهم على الهامش، او ان الفلسفة هي ترف فكري
في منظومة الثقافة العربية، لا تهزها الاحداث، ولا الثورات.
ومع إقرارنا بأن الثورات العربية لم تنطلق من فلسفة بعينها، ولم تتأطر
بفكر فيلسوف بذاته، ولم يتبنَ احد الفلاسفة اياً من الثورات، ليدعي
ابوتها، فإن كل ذلك لا يعني غياب الفلسفة الضمنية عما جرى ومايجري من
احداث. فالمنطق يقول ان لكل شيء فلسفته، فمن باب اولى ان يكون للاحداث
التاريخية الفاصلة ( الثورات ) فلسفتها ومنطقها واسبابها وحيثياتها
ونتائجها حتى لو بدت في الظاهر انها دون موجهٍ فلسفي. .. الخ. لكن كل تلك
الفلسفة المتعلقة بالثورات العربية، ليست من صنع الفلاسفة العرب انها من
صنع الجماهير العربية التي حركت تلك الثورات، انها الفلسفة الشعبية
الثورية الخارجة من القاع الاجتماعي، من اجل الحرية والكرامة والعدالة
التي طالما تغنى بها الفلاسفة، ولكن في الاذهان دون الاعيان .
اما الفلاسفة العرب في غمرة الربيع العربي واحداثه السيالة، فهم تحت الظل
فيما يبدو، وكما نعتقد فهم احد ثلاثة : إما فيلسوف غير مكترث لما يجري ولا
يعنيه ذلك لا من بقريب ولا من بعيد، إنه فيلسوف اللامبالاة، او فيلسوف غير
مصدق ما يحدث وغير قادر على هضمه وادخاله في منظومته العقلية الفلسفية
القديمة او الجديدة / لا فرق، وثالث غارق في تأملاته، وليس لفلسفته علاقة
بالاحداث او لا تعنيه من باب الحرص على نقاء الفكر الفلسفي من شوائب
الواقع وما يضج به من احداث، إنه فيلسوف البرج العاجي، الذي لا يرغب في ان
تتسخ فلسفته بأدران السياسة والاحداث وهتافات الشارع الثائر.
وبناء عليه فإن الثورات العربية بما هي ثورات سياسية ذات زخم شعبي كبير،
لم تحظ بما يناسبها من المقاربة الفلسفية وحضور الفلاسفة، اسوة بأي ثورة،
حيث البعد الفلسفي لا يقل اهمية عن البعد السياسي. وهذا في اعتقادنا ليس
عيبا في الثورات، ولكنه عيب، اوقصور في حضور الفلاسفة والفلسفة العربيين
في المشهد السياسي الراهن، اذا لم يكن ذلك ناتجا اصلا عن عدم حضور الفلسفة
والفلاسفة في الحياة العربية بوجه عام، وكأن المشهد يقول ان ما يحدث من
ثورات شعبية في واد والفلسفة العربية في واد آخر .
هذا الوضع يشكل خطورة على الثورة وكأنها بلاعقل او بلا بوصلة توجهها فتبدو
وكأنها تسير على غير هدى، والفلسفة بما هي بصر وبصيرة، وكأنها عمياء لا
تبصر مايدور حواليها ولا تقوم بأحد مهماتها الاساسية، وهي الارشاد
والتوجيه، من اجل ترشيد الاحداث وعقلنتها وتأطيرها بما يلزم من فكر فلسفي
نقدي لتستقيم الثورة. كل ذلك غائب في الثورات العربية للأسف.
وهكذا لا يوجد لدينا فولتير الثورة الفرنسية، ولا واشنطون الثورة
الامريكية، ولا هيجل المانيا، ولا ماركس الثورات الاوربية، ولا لينين
الثورة الروسية، او ماو الثورة الصينية، ولا غيفارا او كاسترو الثورة
الكوبية ، ولا الخميني الثورة الايرانية. ماهي الاسباب ؟. ذلك موضوع آخر.
ثورات عربية تصنع الحاضر والمستقبل، لكنها تفتقد للبعد الفلسفي، للبعد
الفكري وهذا ما يميزها ميزة سلبية - ، وهو بعد هام لكل ثورة، لأن الفلسفة
هي عين الثورة التي تبصر بها، وفي غياب الفلسفة عن الحدث السياسي الضخم
كالثورة فإن ذلك يمثل خطورة على الثورة نفسها، حيث معالم الطريق غير
واضحة، والاطار المرجعي مفقود، والحكمة الشعبية على اهميتها ودورها، لا
تكفي لتسيير قاطرة الثورة، اذ لا بد من فيلسوف، ولا بد من فلسفة للثورة.
فالفلسفة بالنسبة للثورة تعني التنوير لهذه الثورة، ودون ذلك تقع في
التخبط والضبابية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الربيع العربي: حضور الثورات وغياب الفلسفة يوسف مكي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» 2012-12-18 حضور العقلانية العلمية في تدريس الفلسفة
» انتفاضات العالم العربي (58) الإسلام السياسي ومفارقات الفلسفة الذرائعية للمشروع المجتمعي : تونس أنموذجا الاحد 25 كانون الأول (ديسمبر) 2011 بقلم: العربي بن ثاير
»  فيسك: ضياع الثورة المصرية يعني موت الربيع العربي يسك: ضياع الثورة المصرية يعني موت الربيع العربي
» الربيع العربي.. إلى أين؟
» الربيع العربي ....... الى اين ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: