طموح فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 471 معدل التفوق : 1323 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 15/12/2011
| | يوم خارج الصندوق ! | |
أسير بين اﻷزقة محاوﻵ تخطي تلك المتاهات للوصول إلى الموقف الخاص بسيارتي والذي ليس له من الخصوصية إﻻ اﻻسم !.. يدي تحمل مجلداتي .. المسماة - زورآ - بمذكرات ! أفرغ طاقاتي السلبية بركل العلب الفارغة -الكثيرة- الملقاة على قارعة الطريق .. أشعر بزيادة في عدد العلب كلما زاد تذمري !.. أمر بصديق الدراسة القديم .. الذي انفصل عن الدراسة ولم يتجاوز الصف الرابع اﻻبتدائي !! بعد أن اكتشف متأخرآ جدآ أنه تعثر في السنوات اﻷربع اﻷولى بما يكفي ليصبح معلمآ لتلك الصفوف .. وأن هناك "خارج المدرسة" أمور أكثر متعة من مجرد الجلوس على "ماصة" وكرسي لﻼستماع إلى ثرثرة المعلمين وتأنيبهم المتواصل ...! حينها لم أكن أعلم أنني نذير شؤم له !.. إﻻ حين صارحني بأنه يعرف أخي الذي يكبرني بثﻼث سنوات .. واﻵخر الذي يكبرني بست ..! ومعرفته بهم عميقة ! ﻷنهم ببساطة درسوا معه في نفس الصف قبل عدة سنوات .. يوم أن كنت رضيعآ "أشخبط" على دفاترهم ..! هذا الكائن يجلس كل صباح بجوار دراجته النارية .. يحدق النظر في المارة .. يرمقني بنظرة من نوع خاص .. أقرأ فيها : أبعد عقد من الزمن مازلت تتوهم أن تلك الكتب هي من سيجلب لك الحظ ؟! -صرخت في وجهه تبآ !! يبدو كﻼمك منطقيآ !.. -تعجب مني : ماذا دهاك .. تخاطب من ؟! - ﻻشيء ﻻشيء ..سارعت الخطا ... سارعت الخطا إلى سيارتي .. ركبت ومضيت .. أخي الذي يعيش آخر أيام الثانوية يجلس بجانبي .. ﻻ يحلو له إطﻼق النكات السخيفة إﻻ في هذا الوقت العصيب من الصباح ! يقهقه بمفرده ويستمر في السرد ..! رفعت صوت "الراديو" لعلي أسمع شيئآ أجمل ! لسوء الحظ فقد كانت سخافات أخي أفضل بكثير من "ثقل دم" المذيعة التي أشعر دائمآ أن وظيفتها في اﻹذاعة ممارسة الضحك بأبشع صوره !!... أوصلته هذه المرة ﻷقرب مدرسة ابتدائية .. كعقاب بسيط على فعلته ! مررت في طريقي بعدد من المشاهد .. هذا طفل في الثانية عشر يمسك بسيجارته وينفث الدخان في وجه كل من ينظر إليه .. بالقرب منه معلم المدرسة المتوسطة يمازحه الطﻼب بأيديهم !! أخذوا عقاله وجعلوه* يلهث ورائهم ... وقفت عند إشارة المرور التي يلهو بمفاتيحها ذلك الشرطي .. كانت الثواني المتبقية كي تبدل عدساتها من اﻷحمر لﻸخضر 165 ثانية !.. انتظرت مثلها ثﻼث مرات ولم تتيح لي اﻻنطﻼق بعد !.. نظرت أثناء ذلك إلى النافذة فوجدت نفس المتسول بإصبعه المقطوع يثير استعطاف من حوله .. نظر إلي باشمئزاز .. صارحني هذه المرة "أنت لم تتصدق بريال واحد منذ أن كنت طفﻶ تذهب مع أبوك إلى المدرسة" .. ثم ماهذه المدارس التي تفنون بها أعماركم ثم يحصل أحدكم في وظيفته على راتب "شهري" مساوي لما أحصل عليه في 5 إشارات فقط !! كل مافي اﻷمر إصبع مقطوع يضمن لك حياة كريمة ..! أخذت أتفحص إصبعي النحيل .. هل اﻷمر يستحق التضحية ؟! هاجس يهمس في أذني : فكر في مستقبلك جيدآ .. من هذه التي ستقبل بالزواج من رجل بﻼ إصبع !!! سمعت أصوات منبهات السيارات من خلفي تصحبها أنواع الشتائم ... نظرت فإذا باﻹشارة خضراء ...!
| |
|