هل يمكن التفكير خارج إطار اللغة؟!
يُنسب للفيلسوف النمساوي "لودفيغ فيتغنشتاين " قوله : (حدود لغتي هي حدود عالمي ) فإطار الوجود عموما سواءً كان وجوداً في الذهن أو في الخارج هو هو اللغة، فهل من الممكن أن يتجاوز العقل هذا الإطار؟
لقد كانت محاولة "إيمانؤيل كانط" الجميلة لدراسة العقل المجرد خارج إطار التصورات والتصديقات -أي مجرداً من المعارف- لأن حدود العلم في المنطق الصوري كما هو معروف هو مطلق الإدراك، ربما كانت محاولة كانط هذه من زاوية أخرى هي في الحقيقة محاولة لتجريد العقل من اللغة.
لو أردنا النظر في هذا الموضوع بطريق التجريب فسنجد مِن حولنا بعض الأمثلة التي ربما كرست هذا الإطار، فمثلاً الصم يستطيعون التواصل لكن بدرجة أقل من غيرهم، فالأعمى مثلاً أكثر قدرة على كسب المعرفة والتواصل من الأصم.
من جهة أخرى فالانسان يختلف عن بقية الحيوانات باستخدامه نمطاً أكثر تعقيداً من أنماط التفكير التي تستخدمها بقية الحيوانات ، وبالتالي لغةً أكثر تعقيداً ، في الفلسفة مثلاً يختلف تفكير الانسان عن بقية الحيوانات بداية من الكلي..
فالحيوانات تدرك المفاهيم الماهوية، لكنها لا تتعامل مع المفاهيم المنطقية أو الفلسفية سواء الأولى أو الثانية ..
وقديماً قال الأخطل:
إنَّ الْكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَادِ دَلِيلًا
[size]
"الكلام" في البيت يعني الفكر والتفكير، لا النطق.
كل هذا يؤيد ما ذهب إليه الفيلسوف فيتغنشتاين من أن حدود العالم هو حدود اللغة، بالرغم من محاولة كانط الشجاعة للذهاب خلف تلك الحدود.[/size]
__________________
هداياكَ في خافقي لاتَغيب
هاتها ... هداياكَ مقبولةُ
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين
ألا فانظروا واحسدوني
فهذى هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب