الفاينانشيال تايمز: "التحدي الذي يواجه مصر"
22 يناير, 2012 02:07 م Share
الثورة المصرية - تصوير رويترز
في
الوقت الذي تتأهب فيه مصر للاحتفال بالذكرى الأولى للانتفاضة – التي سعى
فيها المصريون لنظام أكثر عدلا – يحيط بالانتفاضة أجواء ملبدة بالتوتر
وعدم اليقين.
لا يبدو المجلس العسكري المكلف بنقل السلطة إلي حكومة منتخبة راغبا في
تخفيف قبضته؛ في الوقت الذي فاز فيه حزب الحرية والعدالة – حزب "الإخوان
المسلمون"- بأغلب مقاعد البرلمان في أول انتخابات ديمقراطية، ولكنه يبدو
مترددا في تولي القيادة، غير راغب في إثارة غضب الجنرالات أو إدانة
تجاوزات الجيش في المرحلة الانتقالية.
وبعد أن كسب "الإخوان المسلمون" ثقة الشعب، عليهم أن يتجنبوا خيانته
بسبب خشيتهم من التحديات التي تواجههم. وهذا أمر حيوي، ليس من أجل تطورهم
كقوة سياسية ناضجة فحسب، بل ومن أجل استقرار مصر، ويجب عليهم التحرك دون
إبطاء لوضع تصور مسؤول للحكومة، وخاصة مع الوضع الهش للاقتصاد المصري.
يمكن لحزب الحرية والعدالة أن يجعل الأمور مختلفة، على الرغم من انعدام اليقين في مرحلة تسبق صياغة الدستور الجديد وانتخاب الرئيس.
يجب أن تكون هناك رؤية أكثر وضوحا للأولويات الاقتصادية، والتأكيد على
أن القيم الإسلامية لن تهدد الاستثمار في قطاعات حيوية كالسياحة. ويجب
مقاومة تشدد السلفيين والرغبة في تملق الجيش، ويجب ضمان حرية التعبير
والتجمع والصحافة.
وعلى حزب الحرية والعدالة أن يستخدم نفوذه بشكل قاطع لضمان صياغة
الدستور من قبل كل أطياف المجتمع (الإسلامية والليبرالية والسياسية)، وأن
يقبل بمشاركة الآخرين له في الساحة.
تعتبر مصر – أكبر البلدان العربية – الاختبار الأساسي للربيع العربي،
وعلى الحزب قبول هذه المسؤولية، فسيجلب النظام الجديد الاستقرار فقط لو
كان ممثلا للشعب بشكل حقيقي.