إنديا تايمز: "هل ينتهي الربيع العربي بشتاء إسلامي"
08 يناير, 2012 10:41 ص Share
الثورة المصرية - تصوير عمرو دلش - رويترز
كتب :آشوك مالك أنهت
الهند عاما من مدة عضويتها المؤقتة بمجلس الأمن والتي تعد اختبارا لمقترح
حصولها على العضوية الدائمة، و في هذا العام كان الربيع العربي هو الظاهرة
الأولى التي سيطرت على النظام العالمي.
شاركت الهند في ندوات ومناقشات تتعلق بالربيع العربي وأحداث القاهرة،
وكان التفاعل الهندي محبطا، فهي فى نهاية الأمر لم تقل شيئا، ولم يكن ذلك
خطأ فرديا لممثليها، ولكنه جزء من مشكلة منهجية في نيودلهي حيث ينفر من
يضعون السياسة الخارجية من المخاطرة، وهم محافظون إلى الدرجة التي تجعلهم
غير واقعيين.
لم تهتم الهند إلا بإنقاذ رعاياها في أماكن الصراع، وتأمين واردات
البترول، وتبنت سياسة دفن الرأس في الرمال عن طريق "البحث عن طرق للتغلب
على الأزمة في المنطقة بالقانون وبوسائل سلمية وتجنب التدخل الأجنبي"،
متجاهلة قضايا حقوق الإنسان وحقيقة أن هناك دكتاتور في سوريا يقتل شعبه.
تستمر الهند في حالة الإنكار، وتؤمن النخبة التي تضع الاستراتيجية بأن
الربيع العربي سينتهي إلى "شتاء إسلامي"، وأن الحكومات الأصولية ستحكم في
كل مكان، وتقدم مصر التي فاز فيها حزبان دينيان في الانتخابات كمبرر لوجود
هذا الخطر.
لكن الإدارات المقبلة في الربيع العربي أمر واقع يجب التعامل معه، لا
التظاهر بأن الأمر ليس كذلك، أو عقد الأمل في تحول الأحداث لاتجاه معاكس،
وهناك اختلاف بين نظام على نمط طالبان يصدرالإرهاب ويمنحه ملاذا،وبين
أحزاب دينية فازت بالسلطة.
يجب أن نفهم أن الربيع العربي ليس تهديدا ولكنه فرصة تمنح مساحة جديدة للتأثير الدولي الخارجي.
لا أحد يريد تقليدا أعمى للغرب، لكننا مجتمع يحمل نوايا طيبة نحو الشرق
الأوسط ويلقى احتراما لديمقراطيته وقوته الناعمة، ويمكن رؤيته كنموذج
للحداثة غير الغربية، وغياب الهند عن الصياغة الجديدة للمنطقة لا يليق
ببلد يطمح في عضوية دائمة لمجلس الأمن.