هرمنا Admin
الأهبة الثورية : مستعد فطريا الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 368 معدل التفوق : 744 السٌّمعَة : 20 تاريخ الميلاد : 04/02/1960
تاريخ التسجيل : 11/12/2011 العمر : 64 الموقع : كل ساحة الحرية العمل/الترفيه : ثائر منذ فجر الاستبداد المزاج : ثائر
تعاليق : نحن شعب قدره أن يواصل كفاحه على مر العصور .. لانعرف الراحة.. نحن قوم لانستسلم ابدا ، ننتصر أم نموت ..؟!
| | 2012: هل ينتهي الربيع العربي ؟ | |
2012: هل ينتهي الربيع العربي ؟ ارسال الى صديق طباعة طباعة مع التعليقات تكبير/تصغير الخط د. عبد الحميد مسلم المجالي العام الذي مضى عام الربيع العربي لم يكن عاما حصريا على الفرح والامال والمفاجآت ، بل اختلطت فيه هذه المسميات بالكثير من التساؤلات والهواجس والمراجعات المشروعة ليس حول اسباب ما جرى فحسب ، بل حول النتائج والتداعيات الظاهرة والمتوقعة لكل ما جرى، سواء ما يتعلق بالحكم والسياسة ، اوما شهده وسيشهده النسيج الاجتماعي العربي ، من تفجر لعصبيات اتخذت اشكالا مختلفة عرقية وطائفية ودينية وجهوية ، كانت نائمة او مكبوتة طوال العقود الماضية ، وادت خلال الشهور الماضية ، الى وضع المسار العربي امام لحظة فارقة بين الفوضى والتشتت ، وبين العودة الى الاستقرار ، بحيث تعادلت التوقعات بين هذا وذاك .كان الفرح واجبا لسقوط الاستبداد المتخلف ، الذي لم يصنع النهضة التي صنعها استبداديون اخرون في بقاع عديدة من العالم . و كان القلق فريضة على مصير الامة والدولة ، وعلى وحدة الشعوب الممزقة اصلا بحدود سياسية صنعها الاستعمار، ورفعها جدرانا لتعميق ظاهرة الدول القطرية، لكي تتحول كل منها الى امة مستقلة ، يتغنى دعاتها بخصوصيتها وثقافتها المختلفة عن «الامم العربية «الاخرى .تحرك الربيع العربي من نقطة البداية في تونس ثم مصر فليبيا ، وهاهويترنح في اليمن بين سقوط النظام كله او نصفه ، في الوقت الذي توقف فيه عند سوريا، تحت ضغط الطائفية السياسية ومقتضيات الامن الاقليمي ومصالح الدول العظمى والصاعدة ومن بينها اسرائيل بالطبع . وفي دول عربية اخرى ، تم احتواء الحراك الشعبي الذي حاول التماهي مع يوميات الربيع العربي. ومع اصراره على هذا التماهي ، ارهق واصابه التعب ، وطغى عليه الاسفاف والتكرار الممل في الشعارات وتناقص الاعداد ، وتحول الى مطالب فئوية وحزبية وردود افعال اتسمت بمحاولات لاثبات الوجود والحضور، في غياب الرؤية الشمولية والمتماسكة، وتذبذب العلاقة بين هذا الحراك والسلطة . اما في الخليج ، فلم ياخذ الربيع العربي اشكالا جمعية عامة ، بل اقتصر على تحركات لطائفة اقلية ، وجدت في هذا الربيع فرصة ، الا ان مشروعية مطالبها ارتهنت بالحجم الكبير من المخاوف المبررة من التوسع الايراني سياسيا وطائفيا ، مما عزل هذه التحركات عن الاغلبية الدينية والاجتماعية ، وحصرها في نطاق ضيق لابد له من مواجهة هذه الاغلبية والسلطة معا، وهما المتحالفتان اصلا ضد هذا النوع الطائفي من المطالب .وفي ضوء هذا المسار المتأرجح للربيع العربي ، والظلال التي يرسمها مجمل الهواجس حول مستقبل الحكم والدولة والمجتمع ، والشكوك حول الاسلام السياسي والطائفية السياسية والدينية ، وعلاقة الغرب بكل هذه المنتجات ، فان الشواهد تشير الى ان سوريا قد تكون الحلقة الاخيرة من سلسلة الربيع العربي ، وهي حلقة ما زال يكتنف مصيرها الغموض والضبابية ، رغم تفاؤل المؤيدين للنظام بصموده ، والمعارضين له بسقوطه .ومن هنا فان يوميات الربيع العربي خلال العام الجديد، سوف تنحصر بمتابعة التطورات في الازمة السورية وتفاعلاتها ، وبمصيرالثورة المرتبكة في اليمن ، وبمحصلة نجاح الثورات التونسية والليبية والمصرية ، هذا اذا لم ينقلب المشهد على تحولات اخرى ، تتعلق بالتوتر الذي يشيع اجواء حرب بين ايران والغرب حول الملف النووي واشياء اخرى ، وعندها سيصبح الربيع العربي ثانويا ازاء ما سيظهر من تداعيات شاملة على هذا الصعيد .كل ذلك سيبقى استقراءا قابلا للخطأ والصواب ، لكنه لن يلغي التساؤل حول مصير الربيع العربي في العام الجديد ، في ضوء قراءة الوقائع ، ومحاولة بناء استنتاجات من داخلها ! | |
|