zinatty ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : عدد المساهمات : 9 معدل التفوق : 25 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 18/12/2011
| | صنميات قرن الخداع الشامل : ما هي صلة ايران و(اسرائيل) وأمريكا بعد بروتوكولات حكماء صهيون: هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس | |
صنميات قرن الخداع الشامل : ما هي صلة ايران و(اسرائيل) وأمريكا
بعد بروتوكولات حكماء صهيون: هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس؟ (1)
صلاح المختار صوت شيطاني: أنت تخدع إذن أنت مسعود والمسعود ليس مسعود البرزاني فقط بل هو أيضا علي خامنئي ونهجه الشوفيني الصفوي التوسعي، وبنيامين نتنياهو رمز التوسعية (الاسرائيلية)، وجورج بوش العوبة النخبة الانكلو-سكسونية الحاكمة في أمريكا، فهؤلاء هم أبرز أقطاب عصر الخداع الشامل وهم عبدة أصنامه وصانعي صنمياته! إنني اجزم أن البشرية لم تشهد في تاريخها كله زمنا صار فيه الخداع مهنة الأكثر ثراء، والأكثر تقدما مدنيا، واحتل المركز الأول بلا منازع على عرش عهر الضمير، كما يحصل في عصرنا المعولم هذا، عصر تعهير كل شيء من أحقر الأشياء وأدناها في سلم الغرب وهو الضمير، إلى أعلاها شانا في نفس السلم وهو الدولار. أن اخطر مظاهر عصر ما بعد الحرب الباردة بروزا وطغيانا عولمة عهر الضمير، بحيث صار مصدروا الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوربا وأمريكا الشمالية يصدرون بضاعتهم الأصلية التي من إرباحها أقاموا رفاهيتهم: إبادة شعوب الأطراف لأجل نهب ثرواتها، وفقا لسياقات ما كان يسمى (المركزية الأوربية) في عصر الاستعمار، والتي صارت المركزية الأمريكية في عصر الايدز المزروع عمدا في أرحام البشرية البائسة في الأطراف. وإبادة (الشعوب الملونة) ليس هوسا بوشيا، ولا هو من عنديات (المحافظون الجدد)، بل هو تجل صارم وأصيل لتطلعات نخب أوربية أمريكية شمالية، مزروع في نخاعها الشوكي منذ وطأت أرجلها أمريكا، لابتلاع كل ما هو ثمين وسمين لدى الأطراف حتى لو أدى ذلك إلى دفن مئات الملايين من شعوب الأطراف وهم احياء، وتحويله الى رفاهية ملعونة للجنس الأبيض حتى لو كانت معدته تئن من تخمتها ورأس صاحبها ينام على وسادة صنعت من شعر ملايين الأطفال الذين رحلوا قبل أن ينبت الشعر في وجوههم ! ان ما أطلق عليه تسمية (تقرير عام 2000 )، والذي أصدرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في السبعينيات حينما كان جورج بوش الأب مديرا لها، يكشف بصراحة أن أمريكا قد خططت لإبادة الشعوب الملونة أي السمر والسود والصفر كي يبقى الجنس الأبيض الانكلو-سكسوني مسيطرا على العالم بلا منازع! إنها كارثة البشرية الأعظم في تأريخها التي تجسدت في قفز قرد ابيض إلى مسرح العالم، مستغلا زمن غفوة الأطراف التي صنعت اول الحضارات البشرية، وهو يحمل ابتسامة ملوثة بفايروس الايدز اسمها (الخداع الشامل)، والعالم كان لا يعلم ما هو الايدز الذي دس في ابتسامة ذلك القرد، فبدأت المأساة، وأخذت الملايين تتساقط وهي تذوي دون أن تعلم لماذا، والقرد يضحك وهو يعرف سر موت الملايين لأنه هو الذي وضع الفايروس عمدا فوق تفاحة قدمها إليهم باسم التحضر، ونسج حولها أكاذيب جميلة لم يسبق للإنسان الطيب أن سمع بها من قبل مثل حقوق الإنسان والحيوان والديمقراطية! إنهم يخدعون العالم عن عمد وتخطيط، ويلقون الضمير في زبالات أحياء الاحتضار، خصوصا أن الدب الروسي مات بعد أن تعاطى جرعة مخدرات كبيرة، وبعد أن رحل التنين الصيني إلى جزيرة نائية مستمتعا بدف شمس أحلام المستقبل، وهكذا أصبح القرد الأبيض قادرا على ممارسة أحقر أنواع عهر الضمير دون خوف من رادع. والخداع الشامل هو ابرز تجليات عهر الضمير، ونحن العرب أهم ضحايا هذا السلاح الفتاك، لأنه يجردنا من حصانتنا، ويضعنا أمام تحديات قاتلة ونحن لا نعرف أننا متجهون إلى الموت والإبادة، أو نعرف لكننا، وبسبب الخداع الشامل، نجد أنفسنا حائرين في فهم حقيقة ما يجري، عاجزين عن الإمساك برأس كبابة الخيوط، أو رؤية الضوء في نهاية النفق، فنمشي نحو حتفنا حتى حينما نظن بأننا ندخل بيت الأمان. وابرز ما يواجهنا الآن من مخاطر قاتلة هو ذلك التمويه الخطير والمدمر للدور الايراني في الوطن العربي بشكل خاص وفي العالم الإسلامي بشكل عام. إننا وعبر تجارب كارثية اكتشفنا وتيقنا بان الغرب والصهيونية هما مصدر مآسينا وأصبح الطفل لدينا يعرف ذلك، لهذا كان من الحتمي خداعنا بواسطة خطر جديد لا نفهم دوافعه الحقيقية وان فهمنا لا نصدق او لا يصدقنا البعض، فكما احتجنا إلى عقود من الزمن لنتيقن ان الصهيوينة وداعميها وحماتها في الغرب هم مصدر الخطر المميت، فان البعض يحتاج لعقود للتيقن من ان ايران الصفوية هي الأخرى تشكل خطرا مميتا على العرب! وحينما نكتشف تلك الحقيقة ربما بعد فوان الاوان نكون قد تمددنا في قبورنا، إن كنا كعرب سنجد قبورا ونحن نرى فيلق بدر وجيش المهدي ينتشران من موريتانيا الى اليمن، ولا يكتفيان بقتل العرب بل يتلذذان بتشويه جثث قتلانا ثم رميها في المزابل او المياه الثقيلة والآسنة بعد أن تفقد ملامحها كما يفعلون الان في العراق! إن آلة الدعاية الجهنمية الغربية وبالتعاون مع الالة الايرانية الصفوية العريقة في فن الخداع والتغلغل الشامل خصوصا في زمن العباسيين، وضعت العرب شعبا وحكاما أمام معضلة فهم حقيقة الصلة بين ايران وأمريكا و(اسرائيل)، ففي حين أن ظاهر الأمور كان يشير إلى وجود خلافات عميقة بين ايران خميني والطرفين الآخرين إلا أن ثمة مؤشرات قوية جدا تنبه إلى أن ثمة قواسم مشتركة تربط هذه الثلاثي حينما يتعلق الأمر بالأمة العربية رغم أن التنافس على الغنائم موجود بينهم! ان ما يجري في العراق خصوصا منذ غزوه في عام 2003 يقدم لنا صورة شائكة بالنسبة للبعض في فهم الدور الحقيقي لايران. والإرباك في الفهم ناجم عن ان هذه الاطراف تحترف مهنة لا يتقنها العرب، مع الأسف الشديد، وهي التخطيط الطويل المدى لتحقيق اهداف ستراتيجية عظمى تحتاج لعشرات السنين، وربما مئات السنين أحيانا لتنفيذها، بحيث لا يكتشفها من تعود على التفكير العفوي والاني. كما أن هذا الخداع الشامل يستخدم التقية وسيلة للخداع والتغلغل داخل صفوفنا، والتقية هي تمثيل ادوار لأجل خداع الطرف الآخر وتضليله. وإذا نظرنا إلى تاريخنا سنجد أن بلاد فارس كانت حينما تضعف او تريد تسهيل الغزو تعتمد على الخداع أو القوة المجردة، وأوضح مثال على الخداع هو البرامكة واختراقهم للدولة العباسية ونخرها من الداخل لان العرب كانوا أقوياء جدا ولا يمكن دحرهم في الحرب. مقابل ذلك نجد أن استخدام القوة من قبل الفرس، متمثلا في التمردات الكثيرة على العباسيين وفي مقدمتها تمرد بابك الخرمي الذي استمر حوالي عشرين سنة وأنهك العباسيين، يكمل دور البرامكة السلمي ضمن ستراتيجية واضحة تقوم على نزع الملك من العرب! أما الصهيونية فهي الأخرى تخطط على حسابنا لمئات السنين إضافة للقرد الجديد الأتي إلى مسرح العالم وهو النخبة الانجلو- سكسونية، التي خططت لنهب العالم والسيطرة عليه بكافة الأساليب وفي مقدمتها الخداع الشامل. وهذا الحال يفرض علينا أن نعيد النظر بما حدث، وبما يحدث، لأجل اكتشاف الحقائق وإدراك ما يحيط بنا وتحديد حركة أرجلنا وهي تسير، وفقا لنقد وتحليل عقلانيين يعتمدان على متابعة ودراسة كل الاطراف ودون فرضيات مسبقة بل يجب الاعتماد فقط على الواقع الملموس والتنقيب فيه وخلفه وتحته وفوقه حتى نصل الى تكوين صورة متكاملة عن محيطنا وبيئتنا الإقليمية والداخلية وما فيها من تحديات ومخاطر ووحوش. تأملوا فقط كيف ان فلسطين اغتصبت بعد عمل استمر حوالي نصف قرن منذ مؤتمر بال في سويسرا الذي قرر الاستيلاء على فلسطين، والانطلاق منها لاقامة (اسرائيل التوراتية) على الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفرات والنيل. والآن وصلنا إلى حد تفتيت المفتت من الاقطار العربية، كمقدمة لنشوء (اسرائيل التوراتية) طبقا لمخططات لخصت في ما يسمى (بروتوكولات حكماء صهيون) التي أنكر وجودها وعدت مؤامرة ضد الصهيونية العالمية مع أننا نرى تطبيقها اليومي على الأرض. وعلى الجهة الأخرى انظروا إلى ايران التي فقدت إمبراطوريتها حينما جاء الفتح العربي الإسلامي ومنذ ذلك الوقت أصبحت ايران (الإسلامية) مصدر اخطر التحديات المجاورة التي تواجه العرب والمسلمين. ففي زمن الخلفاء الراشدين كانت العناصر الفارسية منبع الفتن والاغتيالات والانقسامات وأهمها وأخطرها تحويل الخلاف السياسي حول الخلافة إلى انشقاق مذهبي خطير ! ثم جاء اسماعيل الصفوي ليختار من التشيع اسمه وشكله فقط تهربا من الخضوع للولاية العثمانية، ففرضه بأنهار من الدم، وأصبحت ستراتيجيته هي إقامة إمبراطورية فارسية باسم التشيع الصفوي كغطاء للمطامع الفارسية القديمة. واستمر النهج الصفوي الفارسي الصريح حتى سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وقيام نظام ادعى انه إسلامي، لكنه وبفضل النظرة الشوفينية الفارسية غلف المطمح الإمبراطوري القومي للشاه باسم (الثورة الإسلامية) ونشرها تطبيقا لخطط مشابهة لخطط الصهيونية تضمنتها (بروتوكولات حكماء فارس)! وكانت النتيجة المؤلمة هي أن العالم الإسلامي يشهد منذ وصول الملالي للسلطة أسوء مراحل تاريخه من حيث الكوارث والأزمات والحروب الطاحنة والانشقاقات المذهبية! هل كنا نحن العرب نخطط مثل النخب الفارسية او النخب اليهودية للمستقبل من اجل الحفاظ على وجودنا وليس التوسع على حساب الغير ؟ وهل وضع حكماء العرب بروتوكولات كتلك التي وضعها حكماء بني صهيون او كتلك التي وضعها حكماء بني فارس لضمان التوسع على حسابنا وحساب أرضنا ومستقبل أبناءنا وفقا لخطط شاملة وبعيدة الزمن ؟ كلا بالطبع فإننا خصوصا النخب الأكاديمية والسياسية والأنظمة الحاكمة لا نفكر ابعد من أنوفنا، لذلك واجهنا النكبات والماسي المتواترة والتي لم تنتهي حتى الآن! من هنا علينا إذا أردنا إنقاذ أنفسنا وأطفالنا من العبودية للغرب و(اسرائيل) وايران أن نفهم اللعبة المشتركة بين هذه الأطراف والتي تتمحور حول كيفية السيطرة على الامة العربية وتقسيمها لأجل نهبها واستعمارها. ومضة ضوء تذكيرية منذ اسقط الشاه بدعم غربي واضح، وحولت ثورة الشعوب الايرانية التحررية إلى محض ثورة ظاهرها طائفي لكن مهمته الأساسية تغطية مطامع توسعية شوفينية فارسية، تمثلت في صعود الخمينية في ايران والمنطقة، بصفتها تجديد عصري لمطامح إمبراطورية فارسية عتيقة بدأ نظام خميني دعوته العنصرية، المغلفة بغطاء اسلامي طائفي اطلق عليه اسم (تصدير الثورة الإسلامية)، وأخذت المؤشرات تترى واحدا اثر الآخر لتزرع يقينا متناميا عام 1979 بان ايران خميني تنفذ مخططا يقوم على تقسيم الوطن العربي والعالم الإسلامي على أسس طائفية ظاهرية تموه الهدف الفارسي العنصري التوسعي، وهو إقامة إمبراطورية فارسية تتستر باسم الإسلام. وهذا يعني عمليا تغيير خارطة العالم الإسلامي والذي ستكون بدايته في العراق كما أعلن خميني ونهايته في كوالالامبور! ووقعت الحرب العراقية الايرانية نتيجة اصرار خميني على اسقاط النظام الوطني في العراق واقترن ذلك بزرع اعنف واخطر الاضطرابات في الوطن العربي والعالم الاسلامي. كما ان هذا النهج التوسعي تزامن مع وصول اليمين (الاسرائيلي) إلى السلطة وإعادة العمل في برنامج التوسع الصهيوني على اسس حديثة تمثلت في تحييد مصر في الصراع والتركيز على العراق بعد النقل الرسمي لمحور التركيز الامريكي من اوربا الى الخليج العربي منذ منتصف السبعينيات. واخيرا وليس اخرا طرح عوديد ينان المستشار الخاص لمناحيم بيجن صيغة عصرية للبروتوكولات الصهيوينة عام 1980 والتي اطلق عليها اسم (خطة لاسرائيل في الثمانينيات) قامت رسميا على تقسيم الاقطار العربية، كلها ودون استثناء من موريتانيا إلى اليمن، على أسس عرقية وطائفية. وكان أساس الخطة هو دعم (اسرائيل) والصهيونية لايران خميني من اجل اسقاط النظام الوطني في العراق كما قال ينون. منذ حصل ذلك اخذت اسئلة مهمة تفرض نفسها ومنها: ما هي علاقة نهج خميني بالغرب و(اسرائيل)، هل هي علاقة صراع عدائي رئيسي، كما تبدو الصورة الظاهرية؟ أم هي علاقة تحالف مخطط له؟ أم هي لقاء ستراتيجيات كما بدت الصورة على ارض الواقع خصوصا في العراق؟ وازدادت هذه الأسئلة أهمية وخطورة عقب غزو العراق ولعب ايران الدور الحاسم والاساسي فيه، بعد الدور الامريكي. وكان الجواب يعتمد على زاوية رؤية السائل، فمن كان بعيدا عن منطقة التجاور العربي - الايراني كان لا يرى الا شعارات ايران الاسلامية، وكان ذلك المنظور يفضي الى التعاطف مع ايران، خصوصا وأنها رفعت شعارات حبيبة على قلوب العرب والمسلمين، اهمها دعم نضال الشعب الفلسطيني، وأنشأت أذرع عربية لها في اكثر من مكان لتقوم بدور خطير غير معلن لكنه مرئي، وهو تبييض وجه ايران الذي بشعته جرائمها في العراق وجعله مقبولا من قبل العرب والمسلمين الأبعدين عن ساحة التجاور، بتبني مواقف مع الشعب الفلسطيني، تنفيذا لتكتيك التقية المعروف في بروتوكولات حكماء بني فارس، حتى حين تكون ايران في حالة غزو مع العرب الأقربين، مثل غزو جزر الامارات العربية، او في حالة حرب وجود، مثل الحرب العراقية الايرانية، او غزو العراق واسهام ايران فيه بدور رئيسي. لكن من كان يعيش في جوار ايران من العرب كان يرى العلاقة من منظور اخر مختلف تماما، فايران، بالنسبة للعرب الاقربين، هي حاضنة ومنبع اخطر واقدم حركة توسع على حساب العرب في الخليج العربي والجزيرة العربية عمرها الاف السنين، ظهرت قبل الاسلام بكثير وقبل ظهور الصهيونية بزمن طويل، وكانت تستبطن، وتعبر عن، (حتميات) جيوبولتيكية منفصلة عن الحكام ونواياهم الشخصية، قررت مسارات العلاقات العربية – الفارسية عبر اكثر من ثلاثة الاف عام، خصوصا على جبهة العراق وبلاد فارس، حيث تمحورت الصراعات والتفاعلات، ومنها انتشر اشعاعها الى دائرة تتوسع تدريجيا لتشمل اجزاء اخرى من الوطن العربي. في ضوء هذه الحقيقة التاريخية كان عرب جوار ايران ينظرون اليها بعين الشك والتحسب او بعين الرفض والعداء. وبعد غزو العراق دخلت العلاقات العربية - الايرانية مرحلة خطيرة جدا بعد ان لعبت ايران الدور الاقليمي المباشر الاخطر (الدور "الاسرائيلي" مختف خلف أمريكا) في تدمير العراق وقتل واضطهاد مئات الالاف من اهله، ونهبه بصورة منظمة ومخططة، والعمل على تغيير هويته العربية بزرع الفتنة الطائفية وادخال اربعة ملايين ايراني فارسي وكردي غير عراقي الى العراق ومنحهم الجنسية العراقية وبدعم امريكي كامل، لايجاد توازن سكاني جديد يصبح العرب فيه اقلية او في افضل الحالات قومية من بين قوميات متقاربة العدد لتسهيل تقسيمه لاحقا مع ان القومية العربية قبل الغزو كانت تشكل اكثر من 85 % من سكانه ! لذلك توقف الجميع، اولئك الذين نظروا الى ايران بعين ملدوغ متشكك، او اولئك الذين نظروا اليها بعين مسلم يتعاطف مع كل مسلم، وطرحوا سؤالا مهما جدا وطري جدا وهو : هل حقا ان ايران خميني وخامنئي تحركت وما زالت تتحرك بدافع اسلامي؟ ام بدافع قومي فارسي يتبرقع باسم الاسلام للسيطرة على ارض النهرين والخصب، قديما، وارض الخصب والماء والنفط حديثا، والتي تعدها ايران خلال اكثر من ثلاثة الاف عام منطقتها الحيوية جيوبوليتيكيا؟ ان ما حدث ويحدث في العراق منذ الغزو الصهيو- امريكي- ايراني للعراق، من تدمير منظم له شعبا وبنية تحتية ووحدة وطنية وتصفيات جسدية للعلماء والمبدعين ونهب المعامل والاموال وتدمير اثار العراق وتغيير تكوينه السكاني...الخ، والذي لعبت فيه ايران الدور التنفيذي الاخطر من بين كل من ساهموا في الغزو بعد امريكا، اجبر حتى اشد انصار ايران من العرب، بل اجبر حكام ايران بالذات على الاعتراف بان ما يحرك ويقرر اهداف ايران الستراتيجية هو مصالحها القومية وليس الاسلام او الطائفة. في مطلع عام 2004 وفي مؤتمر عالمي في أبو ظبي وقف السيد محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الايراني محمد خاتمي وقتها، ليعترف بما كانت ايران وتوابعها العرب ينكرونه بشدة، وقال: لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق وأفغانستان. وفي نهاية ذلك العام، وقف الرئيس الايراني شخصيا ليقول الشيء ذاته ويعترف مجددا بأنه لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق، ودخل على هذا الخط هاشمي رفسنجاني، رئيس (مجلس تشخيص مصلحة النظام) أثناء حملته الانتخابية عام 2005وتنافسه مع احمدي نجاد ليقول للـ(سي أن أن) معاتبا ان امريكا تنسى انه لولا دعم ايران لما نجحت في غزو العراق. إذن نحن بأزاء صورة قديمة خدعت الكثيرين وصورة جديدة حررت الكثيرين من اوهام (تحررية واسلامية) ايران خميني وتوابعها التنظيمية، واجبرت الجميع، بما في ذلك اتباع ايران العرب، على التساؤل عن صواب او عدم صواب التقويم السابق لايران خميني. كما انه وضع انصار ايران في اضعف موقف منذ جاءت الخمينية، لدرجة ان احد اشد دعمي ايران في لبنان واسمه هاني فحص قد قال علنا اثناء لقاء له مع فضائية العربية بان ما يحرك ايران في سياستها الخارجية هو مصلحتها القومية وليس الاسلام. والسؤال هنا بعد غزو العراق هو هل انتهت مرحلة التماهي مع الاسلام والتبرقع بغطاء الطائفة وبدأت مرحلة العمل المباشر باسم مصلحة ايران القومية ؟ واذا كان الجواب نعم ان ايران تفقد الغطاء الاسلامي المناهض لامريكا و(اسرائيل)، ويحل محله وجه قبيح وبشع نتيجة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في العراق، فأن سؤالا اخرا يفرض نفسه وهو : هل ستتوقف ايران عن محاولة انقاذ مشروعها الإمبراطوري القومي المتستر بالاسلام ام ستغير تكيتيكاتها واساليب عملها لاحتواء موجة النقد الحاد لها والقلق منها والتراجع عن تأييدها وتمثيل مسرحية متقنة النص والاخراج لاعادة من وقف معها واتبعها الى صفها بعد أن تنظف ذاكرته من صور مأساة العراق؟ وهل يمكن لهذه المسرحية ان تكون غير التبرقع بغطاء فلسطين؟ هذه الاسئلة والتساؤلات تتحكم بمسألة الدور الايراني الحقيقي وما اذا كانت امريكا ستضرب ايران. كما ان دورها المتماهي مع الدور الامريكي في العراق يطرح تساؤلات جدية حول الهدف من تصعيد الحملات والتهديدات بين امريكا وايران مع انهما مازالتا تعملان سوية ضد الشعب العراقي ووحدة العراق، ويفسر ما كان غامضا وموضع خلاف شديد، وهو سر عدم ضرب امريكا او (اسرائيل) لايران خميني خلال حوالي ربع قرن منذ اسقاط الشاه ووصول خميني، رغم الهرج الاعلامي ودق طبول الحرب بين هذه الاطراف الثلاثة؟! بل بالعكس فانه وسط قذائف مدفعية الصراع الخلب قامت (اسرائيل) بتقديم اسلحة وعتاد لايران ومعلومات عن العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية، وقد كشف ذلك سقوط الطائرة الارجنتينية التي كانت تحمل اسلحة وعتاد من (اسرائيل) إلى ايران في عام 1981 في جنوب الاتحاد السوفيتي! كما يفسر ما اطلق عليه رسميا اسم (ايران جيت) أو (ايران كونترا)، والتي عقد صفقتها رسميا هاشمي رفسنجاني وروبرت مكفارلين مستشار الامن القومي الامريكي الذي زار ايران سرا، وتم بموجبها تقديم اسلحة وعتاد ومعلومات استخبارية الى ايران عن العراق ادت الى غزو الفاو في جنوب العراق. وقتها كذبت ايران ذلك ولكن، وبعد ان برزت وثائق دامغة، اعترفت ايران بان الصفقة مع (اسرائيل) قامت على استرجاع دين ايراني لدى (اسرائيل) منذ زمن الشاه أعيد بشكل اسلحة وعتاد! كذلك اعترفت ايران بـ(ايران جيت) وصورتها على انها رفع للتجميد عن اموال ايرانية في امريكا ودفعها على شكل أسلحة! ورغم هذه الحقيقة نجد عهار ضمير عرب يتهمون العراق بانه تلقى الدعم من امريكا اثناء الحرب مع ايران مع اننا تحدينا من يقول ذلك ان يثبت وجود (عراق جيت) واحدة ففشلوا لان الواقع يؤكد ان العراق لم يستلم رصاصة واحدة من امريكا! هذا الواقع فرض فرضا طرح اسئلة كان طرحها يواجه بعض الصعوبة ومنها: لماذا تقدم امريكا و(اسرائيل) دعما لايران رغم انها تعلن بصخب عال انها تحارب الشيطان الاكبر؟ ولماذا لم تضرب ايران خلال ربع قرن رغم كل التهديدات من قبل امريكا و(اسرائيل)؟ ولماذا سمح لايران ببناء مشروعها النووي، المؤلف من عدة مفاعلات نووية، حتى وصل مرحلة الاكتمال، في حين انه كان للعراق مفاعلا واحدا في طوره الابتدائي وضرب ودمر؟ ولماذا أشركت امريكا ايران في غزو وتدمير العراق وسلمتها حكومة العراق في ظل الاحتلال وسمحت لايران بتصدير حوالي أربعة ملايين ايراني (فارسي وكردي غير عراقي) للعراق ومنح أكثر من مليونين ونصف المليون منهم الجنسية العراقية رسميا كما اعترف ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا لوزراء حكومة الاحتلال، ولماذا سمحت لايران بالقيام بنهب العرق وتدمير قدراته العلمية والتكنولوجية؟ ولماذا لم تتدخل امريكا عند قيام ايران بذبح مئات العلماء والضباط العراقيين؟ ولماذا زورت امريكا الانتخابات مرتين والاستفتاء مرة في العراق لاجل احكام قبضة اتباع ايران على الحكم في العراق ؟ ولماذا جاءت امريكا بفكرة دعائية كاذبة تلقفتها ايران بسرور غامر وهي فكرة (ان الشيعة كانوا مضطهدين رغم انهم الاغلبية)؟ وما حقيقة ما سمي بسياسة (الاحتواء المزدوج) التي عدت العراق وايران خصمان يجب احتواءهما، وسياسة محور الشر التي شملت العراق وايران وكوريا الشمالية؟ هذه الاسئلة وغيرها يجب ان تناقش الان بكامل الصراحة ويجاب عليها هي وغيرها، في ضوء الواقع العياني الذي نراه وليس بتأثير الدعاية والتثقيف الامريكي والايراني الطويلين، واللذان اديا الى غسل ادمغة ملايين الناس ومنعهم من اكتشاف الخيط الرفيع، ولكن الفولاذي القوة، الذي ربط ويربط ستراتيجيا وتكتيكيا ايران بامريكا و(اسرائيل). انها لحظة إماطة اللثام عن كل الوجوه وتحديد ملامحها الحقيقة تحت ضوء الحقائق الموضوعية لندرك الخطر المميت الذي تشكله ايران على مستقبل الامة العربية وشعبها والذي يكمل ولا يتناقض مع الخطر الاستعماري الغر بي والصهيوني. ولأجل تسهيل عميلة اماطة اللثام عن الوجه الحقيقي لايران يجب التذكير ببعض اساسيات وقواعد الصراع وتكتيكاته المتناقضة والغامضة او المموهة غالبا. ويجب الانتباه الى ان هناك فريقا من المثقفين العرب، ولاسباب مختلفة، يدافع عن ايران ويرى ان بالامكان كسبها الى جانب العرب في صراعهم مع امريكا والصهيونية! وهذا الكلام حينما كنت اسمعه أتساءل بجدية: هل من يقول ذلك ساذج او جاهل بما فعلته وتفعله ايران في العراق وفي كل الوطن العربي حتى الآن من زرع للفتن والاضطرابات ؟ ام انه يتلبس قناعة ذاتية يعرف انها خاطئة لكنه يريد اقناعنا بان نتوقف عن الدفاع عن انفسنا وايران تحرك سكينا صدئة على رقاب شبابنا ورجالنا ونساءنا واطفالنا وهي تذبحنا كل يوم كما تفعل العصابات الايرانية في العراق؟ لقد قلنا لهؤلا ء ونكرر الآن: نعم سيكون اسعد من السعد ذاته ان تتوقف معاركنا مع ايران وان ننصرف الى التحدي الصهيو-أمريكي ولكن اليس من حقنا ان نطلب من ايران ان تتوقف عن ابادتنا في العراق؟ كيف نتوقف عن كشف اعمالها الاجرامية وهي تواصلها وتزيدها وتفتعل معارك مموهة، هنا وهناك لاجل تحسين صورتها من اجل ان تواصل قتلنا وتذويب هويتنا العربية في العراق بشكل خاص، ولكي تقدم لانصارها المهزومين نتيجة خدمتهم للاحتلال الامريكي منطقا يدافعون به عن خياناتهم برفع راية حروب مسرحية؟ لتوقف ايران مجازرها ضدنا، لتوقف ايران تعاونها مع الاحتلال في العراق عند ذاك سنكون اول من يطالب بالتحالف معها ضد أي عدو مشترك، ولكن لن يكون هناك صمت الا بعد ان تتوقف ايران عن تنفيذ خطة غزو الوطن العربي وتفتيته طبقا لبروتوكولات حكماء الفرس، لذا يجب على هؤلاء المادحين للدور الايراني ان يقنعوها بذلك وان يكفوا عن الضغط علينا. | |
|