حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 في ذكرى انطلاقة الثورة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير الروح
ثـــــــــــــــائر متردد
ثـــــــــــــــائر متردد
avatar


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 40
معدل التفوق : 90
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 27/02/2012

في ذكرى انطلاقة الثورة Empty
23032012
مُساهمةفي ذكرى انطلاقة الثورة

في ذكرى انطلاقة الثورة %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D9%8Aبقلم: أحمد عزيزي

مرّ اليومَ عامٌ على ما اصطُلح على اعتباره انطلاقة الثورة السورية
المجيدة، وهو يومُ دعا الناشطون على الفيسبوك إلى الخروج في مظاهرات ضد
حكم نظام بشار الأسد. وفي خضم الأحداث المتسارعة في سوريا وحولها يأتي يوم
الذكرى السنوية لانطلاقة الثورة فرصةً سانحة للتروي والتفكير مليّاً في
الصورة الكلية لما يجري في بلدنا العزيز.

لقد أفصح عام كامل من الثورة عن حقائقَ جليةٍ لا يمكن
إنكارها، وهي التي ستبقى بعد أن يعفو التاريخ عن تفاصيل الأحداث. وعلى رأس
تلك الحقائق أن المواطن السوري قد أثبت أنه لا يرضى بالخنوع والسكوت عن
سلبِه حقوقَه ومالَه ومنعِه مقدّرات بلده أن يتنعّم بها. ومع مطالبة
المواطن السوري باستعادة ماله ورفاهه من سارقيهما أدرك أن لا ماله ولا
رفاهه لهما قيمة في غياب سلامته وأمنه، فقام إلى جلّاديه محتجّاً ليزجرهم.
ثم إن ذلك المواطن المطالب بسلامته وأمنه أثبت أنهما عنده لا يعلوان على
حريته، فهو على استعداد لأن يدفع دمه ثمنا لحريته. بل وأثبت ذلك المواطن
الشامخ المطالب بحريته أنّه حتى حريته لا تتفوق عنده على كرامته وشرفه
وعرضه، فالسجن أحب إليه من أن يرضى بأن يلتقف ذليلاً كسيرة خبز ثم يقبّل
اليد التي ألقتها إليه وهي قد سرقتها منه أصلا.

وهكذا كان أول ما زأر به أسود الثورة منذ اندلاع الشرارة
الأولى في دمشق: “الشعب السوري ما بينذل”، وفي درعا: “الموت ولا المذلة”،
وكان أن نادت الحناجر في كل حواضر سوريا: “الله، سوريا، حرية، وبس”.

وهذا كله يُختزل في أمر واحد هو “الإنسانية”. فالمواطن
السوري لم ولن يرضى بأن يتنازل عن إنسانيته لطغمة حاكمة، وهذا ما عبر عنه
في أكثر من موضع رجالٌ قالوا “أنا إنسان، ماني حيوان”. ودفاعا عن
إنسانيتهم هذه، سطّر السوريون في القرن الحادي والعشرين ملاحم نضالية
بطولية ضد سرطان استشرى في بلدهم من الداخل تُناهز ما قدمه آباؤهم في
القرن العشرين من تضحيات وبطولات ضد طفيليات أجنبية غزت البلد من الخارج.

وهناك في سوريا وخارجها من يضع أمن الدولة فوق أمن الإنسان،
ويتشدق عند الحديث عما يجري في سوريا بمبدأ أمن الدولة ومبدأ سيادة الدولة
ومبدأ عدم التدخل الخارجي في شؤون الدولة الداخلية. والمشكلة أن أولئك
إنما يتعامَون عن أن هذه المبادئ إنما وُضعت أصلاً لأن الدولة هي العماد
الذي به تقوم مصالح مواطنيها وأنها الهيكل الذي يتمتعون في إطاره بكرامتهم
وحقوقهم وأنها هي الحامي الأول لهم، فإن تناقضت مصالح الدولة مع مصالح
مواطنيها أو صارت عدوا لهم، انهارت كل هذه المبادئ تماما.



وظنّي أن من يرضى بأن تستبيح أسرة واحدة البلد وأهله جميعا
لا يفقه كثيرا مما يقوله الثوار الذين يستحبون الموت على المذلة والذين
يضعون الحرية فوق كل شيء بعد الدين والوطن. ولن يدرك الجلاد وأتباعه كم
تحمل تلك الكلمة “أنا إنسان” من معاني إذ لا معنى عندهم للإنسانية ولا
الكرامة ولا الحرية ولا الشرف ولا الحقوق.

وإن كان المواطن السوري يشترك في مبادئ ثورته مع إخوانه
العرب الذين ثاروا ليستعيدوا كرامتهم وحريتهم وأمنهم ورفاههم من الطغاة
الظالمين، بل ويشترك في ذلك مع كل شعوب الأرض، إلا أنه فُضّل عليهم بأمور
هي من إلى الحقائق التي سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب: الأول أن أبناء
سوريا أظهروا شجاعة لا مثيل لها، إذ أن رصاص الغدر والخيانة يخترق صدرهم
العاري لم يثنهم عن التظاهر يوما بعد يوم، وما زادتهم عربدة الوحوش
المسلحة التي أُطلقت لتقتلهم إلا إيمانا وعزيمة. والأمر الثاني أن
السوريين أبدَوا صبرا لا مثيل له حيث ثابروا على سلمية الثورة مرددين
“سلميّة…سلميّة” حتى بعد أن بلغ السيل الزبى، ولم يحملوا السلاح إلا بعد
أشهر عديدة من التقتيل والإجرام الوحشي وسقوط آلاف مؤلفة من القتلى
والجرحى.

والأمر الثالث أن الشعب السوري أبدى حكمة لا مثيل لها في
التعامل مع الأحداث. فمعلوم أن الغريق يتعلق بقشة، ولكن ثوار سوريا لم
يتعلقوا بقشة التطرف أو الإرهاب مهما حاول النظام أن يدفعهم إلى ذلك، ولم
يوجهوا أسلحتهم إلا نحو آلة القتل المحيقة بهم. ومعلوم كذلك أن النظام
القاتل في سوريا هو نظام طائفي بامتياز سلّم كل مراكز القوة ومفاصل الحكم
إلى طائفة واحدة بغير حق ويسعى بكل ما أوتي من جبروت إلى إشعال حرب أهلية
على أسس طائفية، ولكننا لم نسمع أحدا من الناشطين أو المثقفين أو قادة
المقاتلين الثوار يتلقف ذلك الطعم أو ينزلق إلى ذلك الحضيض ليرفع شعارات
طائفية أو يدعو إلى الاقتتال على أسس طائفية، بل كان من الأسس التي قامت
عليها الثورة شعار “واحد، واحد، واحد…الشعب السوري واحد”.

إن شعباً اجتمعت لديه هذه الحكمة مع ذلك الصبر وتلك الشجاعة
ثم زيّنها بإيمان راسخ لن يُغلب أبداً. واليوم تحتل مواقف المجتمع الدولي
وردود فعله معظم الأخبار والتحليلات بشأن الأزمة السورية حيث الأمل في
الحل معلق بالقاصي والداني، ولكن الثائرين ما لبثوا يجأرون بدعوة “يا
الله، ما لنا غيرك يا الله”.

وماذا بعد؟ إن للصبر والحكمة حدود، وسيأتي يوم ينفد فيه
الصبر وتطغى الرغبة بالانتقام على الحكمة والروية وتتحول الشجاعة إلى
إقدام على القتال والعنف. ولكن إن لم يتدارك السوريون بلدهم قبل أن يأتي
ذلك اليوم فعلى سوريا الجميلة السلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في ذكرى انطلاقة الثورة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

في ذكرى انطلاقة الثورة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» هل سلمية الثورة السورية حل ناجع لحسم مصير الثورة
»  الثورة ضد الثورة والشارع ضد الشعب، والثورة المضادة
»  إشـارات في ذكرى سيمون
»  في ذكرى ادوار سعيد .. ذاك المشعل
» ذكرى مجزرة جســـر الشـــغور 10-3-1980

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: