بقلم: إبراهيم حسنمعقول يا جماعة … ما زلنا حتى الآن نشكك بالنوايا ونشكك بالأشخاص ونحكم
على الشيء حتى قبل وقوعه، ونتقاتل في أشياء تافهة باسم الديمقراطية؟ هل
هذا معقول؟ هل هذه تصرفات من يريد الحرية والكرامة لوطنه؟ لا والله!
أبدأ بقوله سبحانه وتعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )
عموماً … من المعيب علينا في هذه الأيام التاريخية التي يشهدها بلدنا
الحبيب سوريا أن ننجر وراء الدعوات المغرضة من النظام والتي يكون هدفها
التفرقة العنصرية الطائفية والتفرقة المذهبية وحتى التفرقة الجغرافية
بالإضافة إلى التشكيك بنوايا الأشخاص والجهات والتنسيقيات والناشطين سواء
أأدركنا ذلك حقيقةً أم لم ندركه.
والغريب في الأمر أن كل المعارضين وكل الإعلاميين وكل المتحدثين عن الثورة
يتحدثون دائماً عن الشارع السوري الذي قام بالثورة، كما أن كل من هب ودب
يتحدث عن هذا الشارع، والأغرب من ذلك: أن يظهر شخص من المعارضين الشرفاء
على التلفزيون ليقول :الشعب السوري يريد كذا، ثم يظهر آخر من المعارضين
الخونة ويقول: الشعب السوري يريد كذلك، ثم ثالث من التنسيقيات ليقول:
الشعب السوري يريد هكذا، لتظهر الطامة الأخيرة والتي تتمثل بوجه “شريف
شحادة” الذي “وجهه يقطع الخميرة من البيت” ويقول أن الشعب السوري يؤيد
الرئيس!!
والله إنني لأفكر لو أنني لم أكن سورياً لضعت ولم أعرف الحق من الباطل، والصحيح من القبيح !
ولو لم أكن سورياً لقلت: أنه بعد عام من الثورة، وبعد 10,000 شهيد، وأكثر
من 30,000 نازح، وعدد لا يعلمه إلا الله سبحانه من الجرحى والمعتقلين، لم
يستطع السوريين أن يوحدوا أنفسهم لإسقاط النظام !
بل انشغلوا عن ذلك بسجالات فارغة “لا تسمن ولا تغني من جوع” من قبيل : من
بدأ بالثورة أهل دمشق أو أهل درعا! ومتى بدأت الثورة يوم 15 أم يوم 18!
ومن الذي سقط له شهداء أكثر أهل حمص أم أهل حماة! ومن الذي سمّى هذه
الجمعة! ومن له الحق في تسميات الجمع! ومن أحق بأن يكون رئيس المجلس
الوطني برهان غليون ولا زفت الطين “على اعتبار أن برهان غليون أعلنها:
للأبد”!!
-
والله عيب علينا يا جماعة، لن أستغرب لو سمعت يوماً أن أهل “حارة فلان”
قالوا لأهل “حارة علان” أنهم أرجل منهم وبدأوا بالثورة قبلهم فتقاتلوا على
ذلك وسقط من الطرفين قتلى وجرحى!
يا جماعة الخير … أنا أعرف أن كلامي قاسي، وفيه بعض الشدة، ولكنني أصبحت
مستغرباً لأن ينحاز الناس عن الهدف الرئيسي للثورة والذي هو : إسقاط
النظام إلى أشياء تافهة ينشغلون بها عن ذلك الهدف، بل إن إخواننا تقتل
وتسحل ونحن مشغولون بهذه السفاسف الفارغة!
-
أريد هنا أن أزين الأمور بمقياس منطقي وواقعي، كلنا يريد إسقاط النظام، من
لا يريد إسقاط النظام بشكل كامل أو لا يريد إسقاط النظام من الأصل فاعلموا
أنه خائن وعميل وقاطعوه تماماً، بل لو سنحت لكم الفرصة فارجموه بأحذيتكم
وأخرسوه تماماً!!
ومن يريد إسقاط النظام، فيجب علينا أن نقيس كل ما يصدر منه بهذا المقياس،
أي أنه لو صرح تصريح، فنسأل أنفسنا حينها: هل هذا التصريح مع إسقاط النظام
أو ضده؟ فإن كان معه .. فبها ونعمت، وإن لم يكن … نصحناه فإن لم يستجب
هجرناه كما هجرنا صاحبه الذي سبق من الخونة، لأن ثورتنا لا تحتمل مزيد من
الهراء وتضييع الوقت، لأنه وبعد 365 يوم من الثورة سقط لنا ما يقارب الـ
10,000 شهيد تقريباً وبحسبة بسيطة نرى أنه في كل ساعة يسقط لنا شهيد
تقريباً.
يعني كل ساعة نقضيها في هذه الترهات سوف يذهب لنا شهيد وهو أخ عزيز يحبنا
ونحبه وربما أكثر من ذلك، هذا عدا المعتقلين والنازحين والجرحى .
من ناحيةٍ أخرى … أثبتت المعارضة فشلها الذريع عبر “الانقسام الاختزالي
المعارضاتي اللانهائي!” وأتوقع أنه عند سقوط النظام سوف يكون هناك الآلاف
من الحركات والمجالس والقوى والجبهات التي تسعى كلها لإسقاط النظام وإدارة
شئون المرحلة الانتقالية!
-
ليصدق فينا قول “شكري القوتلي” رحمه الله : “الشعب السوري نصفهم يعتبرون أنفسهم أنبياء والباقي يعتبر نفسه زعماء”!
طبعاً على ما في هذا القول من تجاوز ولكنني أراه اليوم ماثلاً في حاضر
المعارضة السورية، لقد سقطت المعارضة يا أعزائي، سقطت سقوط مدوي، والأفضل
لنا اليوم أن نمتثل نصيحة “توفيق حلاق” إذ يقول: “يا شباب التنسيقيات، يجب
عليكم أنتم أن تديروا المرحلة الانتقالية بأنفسكم وتتناسوا شيء اسمه
معارضة” ومعه الحق الكامل في هذا، إذ أن “ديناصورات” المعارضة قد “خرف”
و”هرم” أكثرها! ولم يعودوا قادرين على أن يديروا شئون أنفسهم فضلاً عن
إدارة شئون “المرحلة الانتقالية”!
-
عن نفسي لن أدعم إلا الجيش الحر، والجبهة التي أسسها “شيخ الحقوقيين”
المعارض الشريف : هيثم المالح، والتي كان هدفها الأول هو : تسليح الجيش
الحر ودعمه، وسأدعم كل الحركات التي تدعم الجيش الحر، لأن كلها لا تريد
“إدارة شئون المرحلة الانتقالية” بل تريد فقط أن تدعم الجيش الحر ليخلصنا
بدوره من الكابوس الجاثم على صدورنا منذ أربعة عقود.
سأدعم التنسيقيات في الداخل، وسأدعم هيئات الثورة الداخلية، كما أدعو إلى
اتحادها متى سنحت الفرصة لذلك، مع إدراكي التامّ لصعوبة اتحاد هذه
التنسيقيات في أجواء الحرب التي تعيشها البلاد.
لن أدعم “المجلس الوطني”! لأن رئيسه “برهان غليون” عندما خرج على قناة
“العربية” يوم 14/3/2012 قال بالحرف الواحد: “سوف أستقيل بعد شهرين عند
نهاية ولايتي من المجلس إذا لم يحصل تقدم في عمل المجلس”، إذا كان هذا هو
موقف رئيس المجلس، وهذه هي معنوياته فماذا ننتظر من هذا المجلس المتهالك،
كما أن “المنظوم” غليون لن يستقيل إلا عندما تنتهي ولايته ! وأفهموا
المعنى بأنفسكم !
أخيراً … اتحدوا يا جماعة ولا تشمتوا الأعداء فينا أكثر مما هم شامتين!
فكل خطوة يقوم بها أحدهم هدفها تقسيم المقسم وتجزيء المجزء لن تفيد في
النهاية ألا النظام الذي أكمل السنة وهو يشرب من دماء الشعب السوري الأبي
وما زال يفعل ذلك حتى اليوم.
حفظ الله سوريا وأهلها … وكل عام ثوري وأنتم بخير..
السبت مارس 24, 2012 10:47 am من طرف badar222