VN:F [1.9.15_1155]
+2 (2 اصوات)
دمشق 15\3\2012 الساعة الواحدة صباحا
قبل
عام من الأن كنت في هذة اللحظات مستيقظا كحالي الأن وأمسك محاضرتي
الجامعية أقرأها بدون تركيز ولا اهتمام لأن عقلي مسغول بشيء أخر
دعوات التظاهر السابقة كلها فشلت يبدو أن النظام الممانع قد نجح حقا في
تدجين الشعب لدرجة أنه فشلت كل المحاولات الخمس السابقة للتظاهر
كنت أعلم أن الأحداث في العالم العربي -عموما كما علمني التاريخ- تلحق بعضها فإذا حدث في مصر شيء لا بد أن تلحقه سوريا
فعندما نحت مصر منحى الناصرية في 52 لحقتها سوريا بالبعثية في 63 وكأن هاتين الدولتين بينهمل سحر خاص بما أن الثورة قامت في مصر أذا ستقوم سوريا
قلت مواسيا نفسي : لا بد أن تقوم الثورة في سوريا ولكن استنادالى معطيات التاريخ فإنها ستقوم بعد 10 سنين لعل الشعب يصبح أنضج
رقدت في فراشي ودار في خلدي تساؤل: هل يا ترى أنا على موعد تاريخي مع
الثورة (معقول انا كون هلأ عم عاصر لحظات الأخيرة ماقبل اندلاع الثورة
صرلي خمس سنين وأنا عم بحلم بثورة )
كنت أعتقد قبل
الربيع العربي أننا ربما في 2030 قد ننجح في إقصاء النظام عن الحكم و كنت
أرى أنه ربما نحتاج شخص مثل أردوغان بتركيا ليزيح العسكر ولكن بع زمن طويل
ولكن لم يدر لي أنه ربما تقوم ثورة شعبية عارمة
وعندما نمت في الرابعة صباحا من ذلك اليوم التاريخي 15\3\2011 كان كل
مايتراءى لي في المنام حلم قديم أنني أكسر تمثال حافظ الأسد القابع في
ساحة عرنوس
(لم أكن أدري حينها أنني سأشاهد بروفة
لهذا المشهد بعد أسبوع ولكن أين في ساحة درعا المحطة حيث سيحطم الثوار أول
تمثال للأسد الطاغية ومن كان يومها يتخيل أن يقترب من التمثال لا أن يحطمه)
عندما ذهبت للجامعة كان الوضع في دمشق طبيعي كالعادة أزمة المرور ولا شيء
يدعو للريبة_ لا بل كنت أشعر في قرارة نفسي أن دمشق كانت طبيعية زياة عن
اللزوم في ذلك اليوم_
حتى أنني نسيت الموضوع من أساسه
وفي طريق عودتي للمنزل مرورا بأهم شوارع الشام (الثوة -الحميدية العدوي -بغداد -العباسيين) لا شيء يوحي أن هناك حدثا ما سينبلج نوره
وعندما وصلت إلى البيت قبيل العصر نمت من شدة غيظي لقد فشلت الدعوة كالعادة ولم أصحو إلا على صوت أختي
انهض انهض
ماذا
لقد فعلوها لقد خرجوا من الجامع الأموي
أول مرة أسمع هذا الهتاف( الله سوريا حرية وبس )هتاف رائع
أنه من أعظم الهتافات لقد انتهى عصر الثالوث الأسدي وجاء عصر ثالوث جديد تحل الحرية فيه محل الأب القائد المفدى
لقد انهدم جدار الخوف لقد فعلوها في قلب دمشق وعلى أعين المخابرات والأمن
ضحكت فرحا بالرغم أنها مظاهرة صغيرة إلا أن أثرها لا يمحى من ذاكرتي كل ما شاهدتهالأنها كشفت لي ما كنت أجهله
الشعب السوري حي حي يا الهي
لقد قرعوا الأجراس في مملكة الصمت المفروضة علينا منذ نصف قرن
لم
أتمالك نفسي كانت الأفكار الجميلة تداعب مخيلتي وكنت أعتقد أن مازال
أمامنا اعتصاما مليونيا شلبيها بساحة التحرير المصرية سنسقط النظام
رجت أنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر
هل سيخرجون ربما لا أدري
يا رب ماتكون طفرة
طبعا سيكتب الله لي العمر لأرى ما كنت أظنه مستحيلا بعد يومين من ذلك التاريخ
مذكراتي الثورية (الحلقة الأولى)
ماركو الشامي
الأحد مارس 18, 2012 8:09 pm من طرف gimi5