saad0866
ثـــــــــــــــائر متردد
الجنس : 
عدد المساهمات : 43
معدل التفوق : 119
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 28/01/2012
 | | هذا الفتى يصارع طواحين الهواء! ''حصري'' | |
هذا الفتى يصارع طواحن الهواء!
"هل قرأت قصة دون كيشوت وعرفت الغاية منها"؟
بهذا السؤال بدأ شاب حديثه، قلت له:
_نعم قرأتها،أما عن الغاية منها،فإن الكاتب وضّح الصراع بين مثالية تتطلع إلى الخير والحق،
وبين واقع الحياة،وأن دون كيشوت خرج بسلاح قديم وحصان هزيل،وأفكار سطحية،أراد ان يغير هذا الواقع،
فصارع طواحن الهواء،وقطيعا من الأغنام ظنا منه أنه جيش الأعداء،فواجه أهوالاً ولم يغير شيئا.
--أخشى أن يصيبني ما أصاب دون كيشوت،فأنا طالب جامعي ، أدرس
الإقتصاد ، متفوق في دراستي أحب القراءة،أقرأ كل ماله علاقة بدراستي، وأقرأ
في الأدب والسياسة وعلم النفس، بالإضافة إلى قراءة القران
والتفسير، لي آمال كبيرة،أحاول تغيير واقع الحياة، ولكني أشعر بالإحباط
كلما اصطدمت
بهذا الواقع المر!
-وما هو الواقع المر الذي اصطدمت به؟
-قضيت التدريب الصيفي الجامعي في أحد البنوك الخاصة،ذهبت وأنا كلي أمل أن أستغل ثقافتي واطلاعي في
أن أقدم شيئا،ولكني صُدمت بالواقع،الناس تحب الكسل،ويمضون وقتهم
في أحاديث فارغة.الكل ينظر لي على أنني مجرد طالب مبتدئ،كنت أعتقد أن
الحياة العملية أكثر جدِّية.
--ألست طالباً؟هذه حقيقة،ولكنها لاتقلل من قدرك،فأنت ذهبت للبنك بصفتك طالبًا يتدرب، ولست خبيرا جاءوا به للإصلاح والتطوير.
-حدثت اليوم مشادة كلامة بيني وبين مسئول التدريب في البنك، قلت له بحزم: أنتم غير جادين في العمل،وليس هكذا يكون التغيير، فنظر
إليّ باستهزاء، فهل أخطأت؟
-- نعم أخطأت،نفترض أنك على صواب وهم
مخطئون، فالنصيحة لها آداب، حتى لو كنت تنصح مََن هو في مثل عمرك،فما بالك
لو نصحت مَن هو أكبر منك؟بالاضافة الى ذلك، فأنت مجرد ضيف عندهم،ذهبت كي
تتعلم منهم،
فكيف تقف منهم موقف المعلم بحزم كما تقول؟حتى لو كنت على صواب،فقد أخطأت في الطريقة.
--العجيب أن أهلي يستهزئون بي أيضًا، ويقولون:
مَن أنت؟ وماذا تريد؟فأقول لهم : أريد أن أقوم بتغيير مفاهيم الناس لذا فإنني أصطدم بهم.
--هناك نقطتان مهمتان أولاهما ،رأي أهلك فيك ،فالطبيعي أن يفرح الأهل بأولادهم إذا
وجدوهم على صواب ،ولكن عدم تأييدهم لك، يدل
على عدم رضاهم عن أسلوبك ، أما النقطة الثانية: فهي صدامك مع الناس، فالذي
يريد إصلاح الناس،
أو إقناعهم بفكرة معينة،لابد أن يحبوه أولا،أو على الأقل ألا يكرهوه، فكيف تبدأ
إقناع الناس ، بالصدام معهم؟المؤكد انهم
سيرفضونك، ويرفضون ماتدعوهم إليه، وتشتبك في معارك لا داعي لها،وتقاتل
طواحين الهواء كما فعل دون كيشوت.
- على كل حال سوف أركز على تحقيق أمنياتي ، فأنا أحلم بالحصول على
جائزة نوبل في الإقتصاد، وتحرير وطني فلسطين من أعداء الله المحتلين.
أتمنى أن يعينك الله على تحقيق أمنياتك،ولكن أذكِّرك بأن الذين حصلوا على هذه الجوائز ، أخلصوا في
العمل عشرات السنين ، ولم يشغلوا أنفسهم بها ، حتى وصلوا إلى المستوى العالمي ، أما أمنيتك الثانية ، فهي أمنية كل الشرفاء
المخلصين ، ولكن أشك أن يكون في الإمكان أن تجمع بين الأمنيتين.
| |
|
