حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 بقلم: باسط بن حسن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساحة الحرية
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
ساحة الحرية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 902
معدل التفوق : 6211
السٌّمعَة : 25
تاريخ التسجيل : 11/12/2011

بقلم: باسط بن حسن   Empty
29122013
مُساهمةبقلم: باسط بن حسن

بقلم: باسط بن حسن   Arton5870-8cbf1

إلى عبد المؤمن في ذكراه الرّابعة
بدون دموع ولا رعشة
كنت أغسّل جسدك المستسلم للعراء
“انتبه..أفرك الذّراع بحنيّة”..“أرح الرّأس بهدوء بين يديك..ما أحلى ابتسامته في الموت”..
يهتف قريبي الشّاب المتطوّع لغسل موتى القرية
بحزم من اختبر أصول النّهايات
روائح البخور
وإيقاع البسملات
ونشيج الأمّ المتقطّع
تتراقص في الغرفة مع عناصر الخريف
والماء الغزير يتدفّق في أقاصي
ورود الجسد الّسوداء
في الشّعر الملبّد زهرة وحيدة متبقّية
لم يدسها سعال آخر اللّيل
في المستشفيات الموبوءة
التي أطفأت زمرّدة حياتك
على قفص الصّدر،
مستودع شهقات السرّ وأحلام كثيرة،
تنفتح فضاءات للرّحيل
والأصابع الزّرق بعروقها المتجمّدة
أخالها تنفتح وتقبض روح الهواء.
حول جسدك الممدّد في العراء
تحلّق دهشتي مع تراتيل الحداد
أقتطع أجزاء من وجوه الغرباء الحزينة:
وجه أصفر لكآبة جذلانة
وجه أخضر لحقول بلا مواعيد للبذر
وجه أبيض لعلامات بلا معنى
وجه أسود لأنوار شريدة.
حين يغمرك ماء الموت
أرى جسدينا يلجان البحار الفجريّة
أرى ذراعيك تلامس الغيمة البحريّة
حين تلقي بي في لجّة غبطة
أسمع قهقهتك حين تبعثرني الموجة
وتداوي الرّمال خوفي
الغيمة البحريّة دون سواها
كانت لغة رقّتنا الوحيدة.
حين يمسح ماء الغسل جراحك
أسمع كلماتك تتنهّد في أيّامي
مثل بئر عطشى
ألمح بسمتك تحوم حول ذكرياتي
كفراشات تحرس لغات وحدتي
أرى ظلّك يغادر حكاياتي
يتسلّل إلى قبو بيتنا القديم وينام
مع ألعابي الطّفوليّة
ذلك النّعش الذي يحملك
إلى بدايات حياة الغبار
يتهادى فوق رؤوسنا كهودج فرح ودموع
عصافير لامرئيّة ترفع الكفن
تقطف عبق أسئلة الرّحيل
وتنثره على هامات الماشين
وأنت النّائم في انتظار حلم جديد
تترجّل عن أريكتك الباردة
وتمضي في حقول الأقحوان
حيث ترانيم الأجداد
تهدهد ألم الوقت
كم كان بودّي أن أسلمك يدي
أن أريح خدّي بين أخاديد راحتك
أن ألثم عطر الحبر الذي لوّث دفاتر أيّامك
ولكن بيننا طرق هجرة تائهة
وأزمنتي ما زالت تتشبّث بشوق
البقاء
ها نحن نتقدّم
داخلين إلى حزن بلا لقاء
نسير بين ظلال طفولتنا
مقبرة القرية لم تعد ساحة
لألعاب الصّبى الشقيّة
“هل تتذكّر يا محمّد.. ويا طارق هل تتذكّر أنت أيضا مغامراتنا بين القبور”..
"هل تتذكّران الزّهور التي كنّا نقطفها
من بين مفاصل سكون الموتى
ونبتة قرنبوش التي نلتهمها بنهم فوق رؤوس الشّاهدات"؟
أريد أن أقول لكما كم اغبرّت المقبرة
من فرط ترحالنا
وكم غطّت أدغال الشّوك أوهام عنفواننا
أريد أن أقول أنّنا هناك لم نغادر أبدا
مملكة الحنين والصّفاء
في كرامة الأرض أودعنا غيمة أخرى
ومضينا إلى غربة بدون عزاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

بقلم: باسط بن حسن :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

بقلم: باسط بن حسن

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تدمير معنى السّياسة الخميس بقلم: باسط بن حسن
»  الصفحة الرئيسية > مقالات > سياسة الهيمنة من خلال مشهد عرس وحجاب طفلة سياسة الهيمنة من خلال مشهد عرس وحجاب طفلة بقلم: باسط بن حسن
» حول مطلب “المصالحة” في تونسبقلم: باسط بن حسن
» بقلم: جان خين
» في الاختلاف بقلم: عبد ال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المدونات العامة-
انتقل الى: