حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 رهانات النهضة والديمقراطية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوسية
ثـــــــــــــــائر نشيـط
ثـــــــــــــــائر نشيـط
سوسية


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 159
معدل التفوق : 341
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 05/03/2012

رهانات النهضة والديمقراطية Empty
12032012
مُساهمةرهانات النهضة والديمقراطية

رهانات النهضة والديمقراطية Qais

تندرج
أبحاث الدكتور ماهر الشريف في كتابه "رهانات النهضة في الفكر العربي.
المدى دمشق 2000" في إطار الاهتمام المتجدد بفكر عصر النهضة وإثارة
أهم
الإشكاليات التي طرحتها وتعقب مسارها عند المفكرين العرب، كذلك في محاولته
لإيجاد أجوبة مناسبة حول بناء مجتمعات عصرية وإقامة دول عربية حديثة،
انطلاقاً من الأفكار التي طرحها رواد الإصلاح الديني والتي كانت ترى في
الإسلام ديناً للعقل والعلم، ديناً للاجتهاد والتأويل ومواكبة العصر وتآلف
الأديان السماوية الثلاثة.


ويتوقف
المؤلف أمام تيارين رئيسيين شكلا مركز اهتمام مفكري النهضة: تيار إصلاح
ديني وتيار ليبرالي علماني، جمعهما الاقتناع، رغم اختلافهما، بأهمية العلم
وضرورة الانفتاح على العالم والاقتباس المشروط عن الغرب. وخيمت في عصر
النهضة على الفكر وإنتاجه روحية التسامح والانفتاح والحرية والتعددية
والاقتناع بنسبية الحقيقة وبأهمية التفاعل الحضاري. وقادت هذه الروحية
بالذات دون انتصاب الحواجز بين المعبرين عن تياري فكر النهضة الرئيسيين
وسمحت بقيام سجالات ومناظرات غنية ساعدت على تطور الفكر العربي. وكانت
الدعوة إلى تحرير المرأة في صلب الدعوة الاجتماعية التي تبناها معظم
المثقفين التنويريين وفي مقدمتهم رفاعة الطهطاوي.


وفي
مطلع عشرينيات القرن العشرين أخذت روحية النهضة تنحسر تدريجياً في داخل
التيار الديني كما أخذت تَتميّز، تدريجياً، بالتعصب والواحدية والتشبث
بالحقيقة المُطلقة والتشكيك بالآخر وتكفيره. وكان ذلك إيذاناً ببداية
انتكاسة التنوير التي قادت، في مجال فهم الدين، إلى انحسار تيار الإصلاح
الديني، وظهور تيار الإسلام السياسي ممثلاً بالإخوان المسلمين، الذي جرى
التمهيد له بانقلاب تفكير الشيخ محمد رشيد رضا، في المرحلة الأخيرة من
حياته، على أفكار أستاذيه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.


ومنذ
وصول الأفغاني إلى مصر عام 1871 الذي شدد على أهمية إصلاح الدين بإعادة
تحديد ماهية الإسلام الحقيقي والنظر في مقتضيات الإسلام تجاه المجتمع من
منظور أن الإسلام في حقيقته صالح لأن يكون الأساس لمجتمع حديث باعتباره
ديناً يعلي شان العقل ويفسح صدره للعلم ويدعو إليه. وقد سمحت له أفكاره
المنفتحة بأنْ يجمع حوله المتنورين من أمثال محمد عبده وأديب اسحق، وحتى
قيام حسن البنا بتشكيل نواة الإخوان المسلمين الأولى في العام 1928 وتحوّل
منهج محمد رشيد رضا إلى إيديولوجية دينية منغلقة على نفسها، ليأتي، بعدئذ،
حسن البنا وينشر سياسته القائمة على التعصب والانغلاق والواحدية. وليتخذ
موقفاً ممن يخالفوه الرأي ويسميهم الخوارج وليدعو من يشق عصا الجمع أنْ
يضرب بالسيف كائنا من كان. وليقرر أن هناك حزبا واحدا لا يتعدد هو "حزب
الله" أما الأحزاب الأخرى فكلها للشيطان والطاغوت، وليعلن بأن على الناس
إما أن يعيشوا بما سماه "منهج الله" فهم مسلمون، وإما أن يعيشوا بأي منهج
آخر فهم جاهليون فلا دين إلا باليقين ولا إيمان إلا ويقترن بالإذعان.


وإن
ما يحسبه المسلمون ثقافة إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيراً إسلامياً هو في
الواقع من صنع جاهلية تندرج في إطارها كل المجتمعات القائمة في العالم بما
فيها المجتمعات التي تزعم أنها مسلمة. وهكذا يصبح فقط من حق الطليعة
المسلمة وحدها أن تمتلك الحقيقة المطلقة التي تتمسك ب"منهج الله" وتنظر
بالتالي إلى كل من يخافها في العقيدة والرأي أو التصور بوصفه جاهلياً
وخارجاً عن الدين.


لقد
بدأت محنة "التنوير" ودخول زمن انحساره بالتوازي مع قيام الدولة التسلطية،
فنتيجة لسيادة الاستبداد وافتقاد الحريات وانتشار الفساد وتوسع مساحات
الفقر وتفاقم البطالة، فقد أخذت جماعات الإسلام السياسي تعود، منذ النصف
الثاني من السبعينات، بزخم كبير، إلى مسرح الأحداث السياسية في العالم
العربي. وبغض النظر عن تنامي دور الجماعات، إلا أن أغلب المفكرين العرب
كانوا يرون بأنها تعجز، بسبب طبيعة فكرها، في أن تقدم حلولاً واقعية
للأزمة التي تواجهها المجتمعات العربية، كذلك اعتقد بعض المفكرين الآخرين
أن هذه الجماعات ترفض مبدأ الديمقراطية، مبدئياً، وأنها إذ تقبل
بالديمقراطية، فإنها تفعل ذلك تكتيكياً بوصفها آلية للوصول إلى السلطة ومن
ثم تسعى لمنع تداولها؟


ويتفق
سمير أمين مع هذا الرأي ويعتبر أن مشروع حركات الإسلام يقوم على ثلاثة
أعمدة: إلغاء الديمقراطية وإحلال خطاب إيديولوجي ديني شمولي محلها، وقبول
الانفتاح الكومبرادوري الشامل في اقتصاد المجتمع.


وهكذا يبدو الأمر كما كان في الأمس: أسئلة عويصة وتحديات جسيمة مطروحة أمام قوى التغيير العربية، لأنه لم يعد اليوم أمام أية جماعة سياسية سوى أنْ تتعايش مع الآخر، تتعلم منه وتسير معه في طريق المبادئ الديمقراطية:
السيطرة الحقيقية على الدولة وتجاوز طابعها الاستلابي القديم وتأسيس
الثوابت الدستورية لمنع احتكار السلطة والثروة المادية والثقافية.


واليوم وقد تسنى
لجماعة الإسلام السياسي، بأن تحقق هدفها في الوصول، هنا وهناك، إلى
السلطة، بفضل ثورة شباب الربيع العربي، إلا أن نجاحها في إرساء نظام يقوم
على مبادئ الحرية والعدل والمساواة هو الذي سيحسم، تاريخياً، مصير
مستقبلها السياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

رهانات النهضة والديمقراطية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

رهانات النهضة والديمقراطية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» رهانات الثورة العربية
» رهانات الفلسفة العربية المعاصرة: حوار التراث والحداثة
» عن المثلية والديمقراطية والتطرف الديني مساهمة في سج
»  شعار النهضة وشعارات الأزمة
»  الدّين والديمقراطية لقاء مع فيليب فال Philippe Val وإيمانويل تود Emmanuel Todd

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: المكتبة الشاملة-
انتقل الى: