أولاً من حق الناس إذا ذهب ليخطب ابنتهم أن يسألوا عنه، وأول ما يخطر ببال
الإنسان حينما يريد أن يسأل عن شخص يسأل جاره، سيدنا عمر حينما جاء رجل
ليشهد لرجل قال له: "أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه؟، قال له:
لا، قال: أعاملته بالدينار والدرهم؟ ـ حتى تعرف مدى ورعه أو حرصه ـ قال
له: لا، قال له: أعاشرته في السفر؟، قال له: لا، قال له: لعلك رأيته في
المسجد يهمهم بالقرآن يرفع رأسه، قال له: نعم، قال: لست تعرفه. فاعتبر
الجار الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه هذا الذي يمكن أن يشهد للشخص، فمن حق
الناس أن يسألوا الجيران، والجيران الحقيقة هم لم يفتروا على الأخ، ولكنه
كان سيئاً في يوم من الأيام ثم تغير، عليه أن يثبت لجيرانه هذا التغير
بإحسان الصلة بهم، بإظهار أنه أصبح شخصاً آخر غير الذي تعرفونه من قبل،
تغيرت الدنيا، لابد أن يحس الناس بهذا حتى يشهدوا له، فعليه قدر من
المسؤولية حتى يحس الناس بالتغير في حياته