الجنس : عدد المساهمات : 342 معدل التفوق : 954 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 15/12/2011
22042017
إحدى فرضيات بداية الحياة
[rtl][/rtl]
[rtl]كيف بدأت الحياة على سطح كوكب الأرض؟ هذا السؤال يعتبر من أهم الاسئلة الوجودية التي يعمل الجنس البشري على حلها. طبعاً السؤال يفترض أن الحياة نشأت على الكرة الأرضية و لكن ماذا لو أن الحياة نشأت في مناطق آخرى من الكون و وصلت إلى لكرة الأرضية و ثم تطورت لاحقاً للتعايش مع البئية الأرضية. هذه الفرضية تسمى البانسبيرميا Panspermia. الحياة الأرضية: الحياة على كوكب الأرض بدأت قبل ٤ مليار سنة تقريباً و مرت بالعديد من مراحل التطور و الإنقراضات. جميع الأحياء الموجودة على الكرة الأرضية تعود لنفس المصدر الأساسي و ذلك بالاستدلال على الحمض النووي الذي يقدم لنا خريطة واضحة لتفرع الحياة و عودة جميع هذه الفروع إلى مصدر واحد. إذاً الحياة على كوكب الأرض هي ظاهرة حدثت مرة واحدة من مصدر واحد و لا يوجد حالات مشابهة لها و جميع الأحياء الموجودة اليوم مترابطة بشكل وثيق و تستخدم نفس الخصائص الأساسية. على فرض أن هذه الحياة لم تنشأ هنا على كوكب الأرض و إنما أتت مع أحد المذنبات في فترة القصف الشديد Late Heavy Bombardment التي مرت على كوكب الأرض قبل حوالي ٤ مليار سنة. في هذه الفترة كان كوكب الأرض يتعرض لقصف شديد من مذنبات و شهب و نيازك أتية من كل صوب. على فرض أن الحياة أتت على أحد هذه النيازك و ثم تطورت بعدما استقرت الظروف البيئية على كوكب الأرض. فرضية بانسبيرميا التَبَزُّر الشَّامِل : إن أردنا أن نعاين فرضية البانسبيرميا فعلينا وضع بعض الافتراضات الأولية و ثم البحث إن كان بامكاننا العثور على أدلة تتفق مع هذه الفرضية. على فرض أن الحياة وصلت إلى الكرة الأرضية قبل ٤ مليار سنة و بدأت بالتفاعل مع المحفزات الفيزيائية و التطور على أساسها فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ماهو نوع هذه الحياة التي ممكن أن تنتقل عبر الفضاء السحيق دون أن تتأثر بالعوامل المضرة بالحياة من اشعاعات شمسية و تفاوت بدرجات الحرارة و انعدام للموارد الغذائية؟ إذاً الفرضية الأولى تقتضي وجود نوع من أنواع الحياة القادرة على التعايش مع مثل هذه الظروف الفضائية الصعبة. سأتوقف عند هذا الحد فيما يتعلق بشق البانيسرميا و أترك فضولك يقودك نحو رحلة اكتشافيه لهذه الفرضية المثيرة و لكن قبل ذلك أود أن أتحدث عن كائن عمره حوالي ٥٠٠ مليون سنة تقريباً و لديه مواصفات غريبة جداً لا تتطابق مع احتياجات أي من الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية. دب الماء: يوجد كائن مجهري مثير للإهتمام اسمه دب الماء أو Tardigrades قد يغير هذا الكائن الكثير من المفاهيم الموجودة لدينا عن الحياة كما نعرفها. دب الماء لديه فم و عينين و جهاز هضم و جهاز عصبي و يبلغ حجمه ١ مم مغلف بمادة شبيهة بالمادة التي تغلف الحشرات و يمتلك ثمان أرجل تساعده على التحرك هو يمتلك فم شكله أشبه بالرمح حيث يغرس رمحه في داخل الخلايا النباتية و يمتص المحتوى البروتين الموجود في داخلها. ليس لدينا أي فكرة كيف تطور هذا الكائن و ماهي قصته التطورية و لكن استطعنا رصد ٨٠٠ نوع مختلف منه حتى الآن. دب الماء يستطيع العيش في ظروف قاسية جداً حيث أنه يستطيع تحمل ضغط أكبر من ضغط الغلاف الجوي الأرضي بألف مرة تقريباً و يستطيع تحمل درجات حرارة تصل إلى ٣٠٠ درجة مئوية و التعايش مع درجات برودة قريبة من ٢٧٢ تحت الصفر. يستطيع هذا الكائن تحمل الإشعاعات الشمسية دون أن يوثر ذلك على حمضة النووي كما هو حال بقية الكائنات الحية (يصحح حمضه النووي بشكل ذاتي). دب الماء لديه انتشار أوسع من انتشار الجنس البشري من الناحية الجغرافية إذ أنه متواجد في كل مكان و يعيش على الأغلب في البيئة الرطبة حيث يوجد ماء و نباتات طحلبية. يستطيع البقاء على قيد الحياة لأكثر من ١٠ سنين دون أي طعام لكن في حال تغيرت الظروف المحيطة به بشكل حاد يدخل هذا الكائن بنوع من الموت الحيوي حيث أن خلافه الخارجي يفرز مادة بروتينية شبيهة بالزجاج تقوم بحماية خلاياه طالما أنه في حالة الموت الحيوي هذه. عندما يكون دب الماء بحالة الموت الحيوي يتقوقع على نفسه مما يسهل انتقاله عن طريق الرياح لصغر حجمه مما قد ينقله إلى أماكن ذات ظروف ملائمة أكثر.. عندما تتبدل الظروف المحيطة به بشكل ملائم يعود دب الماء إلى الحياة من جديد ليمارس حياته بشكل اعتيادي و يمكنه البقاء في حالة الموت المؤقت لزمن طويل جداً. إذاً لننسى المسيح و كيف حقاً قام بعد موته لأن دب الماء يقوم بهذه العملية بشكل فعلي عدة مرات في حياته. في عام ٢٠٠٧ أرسلت ناسا مجموعة من دبب الماء إلى الفضاء و وضعتهم في فراغ الفضاء دون أي حماية و بقية هذه العينة على هذه الحالة لعدت أيام. عندما عادت مهمة ناسا إلى الأرض وجدت أن دبب الماء لازلت [size=20]هل هذا الكائن فضائي غريب عن كوكب الأرض؟ على الأغلب هو ليس غريب عن كوكب الأرض لأن حمضه النووي منسجم مع بذرة الحياة الأرضية الأولى. أي أنه يمتلك مواصفات موجودة ضمن الجينات الموجودة لدينا على الكرة الأرضية لكن الغريب في حمضه النووي أنه متنوع بشكل لا نستطيع تفسيره عن طريق نظرية التطور. الفكرة هنا أن مهما كان خواص الكائن متنوعة إلا أن هذا التنوع يبقى محدود بما هو متاح ضمن التطور التراكمي الذي يحدث خطوة خطوة. لتفسير غرابة حمض دب الماء النووي علينا التطرق إلى امكانية حدوث هذا النوع من التطور من خلال آلية مشهورة لدى البكتيريا تسمى بالتبادل الجيني الأفقي. نقل المورثات الجينية عادة يحدث بشكل عامودي بين الأجيال من الأباء إلى الأبناء لكن يوجد خاصية لدى البكتريا تسمح لها بنقل مورثاتها الجينية بين بعضها (من نفس الجيل). هذه الخاصية تتميز بها البكتريا بحيث تنقل بعض من حمضها النووي بشكل أفقي إلى بقية البكتريا المتواجدة في محيطها. تحدث هذه العملية من خلال ٣ وسائل إما عن طريق انبوب جنسي بين الخليتين (البكتريا) أو من خلال افراز البكتريا بعض من حمضها النووي لكي تتلقفه الخلايا الآخرى أو عن طريق نوع من أنواع الفيروسات (العاثيات) التي تغزو البكتريا فتقوم بنقل جزء من الحمض النووي بينها. الكائنات الحية التي تقوم بتقل جيناتها عن طريق التبادل الأفقي تصبح من الصعب جداً رصد تاريخها التطوري لأن جيناتها لا تتبع سياق زمني عامودي (أباء إلى الأبناء) و بالتالي قد يكون من الصعب جداً معرفة تاريخ دب الماء التطوري أو رصد أسلافه التطورية التي نتج عنها هذا الكائن الغريب. السؤال: النقطة الهامة هنا أن التطور عملية بخيلة جداً فيما يتعلق في صرف الموارد إذ أن الطبيعة لا ترحم الكائنات التي تصرف مواردها في تطور خواص غير مفيدة في بقائه فمثلاً الغراب الذي يتجه تطوره باتجاه نمو ذيل أطول دون حاجة لهذا الذيل هو في الواقع يصرف موارد هامة في المكان الخاطئ على حساب تطور قوته العضلية أو خواص آخرى هامة لبقائه ومن هنا يأتي السؤال: لماذا تطور دب الماء بشكل يحميه من ظروف غير موجودة على كوكب الأرض؟
على قيد الحياة و أنها وضعت بيوض جديدة أثناء الرحلة.[/rtl][/size]