بقلم: د.أحمد بن فارس السلوممنذ ثلاثمائة وواحد وخمسين يوما والنظام الأسدي يخوض حرب مفتوحة مع شعبه
في جميع أنحاء سوريا، ولكنه في الآونة الأخيرة عمد إلى استراتيجية جديدة
توغل في دماء الشعب السوري، وتزيد في آلامهم وجراحاتهم.
تتلخص الاستراتيجية الجديدة: في الضرب بقوة في عمق الثورة وذلك من خلال استهداف المدن والمحافظات الثائرة.
والبداية مع حمص ثم ادلب ثم درعا وهكذا..الأكثر ازعاجا له ثم الذي يليه م الذي يليه وهكذا..
بدأ النظام الشبيحي استراتيجيته هذه بحذر شديد مصحوب مع رصد للمواقف
الدولية على هذه الاستراتيحية، فشن حربا ضروسا على بابا عمرو ، وفي وتيرة
متزايدة، يشتد سعيرها كل يوم عن اليوم الذي سبقه.
واستمر في حصاره وقصفه على بابا عمرو وزادت غلوائه وارتفعت وتيرة إرهابه
بعد رصده للمواقف الدولية التي لا تكاد تخرج عن طور الجعجعة الكلامية.
أسلم العالم كله – عربيه وعجميه، مسلمه ونصرانيه- بابا عمرو وأهل بابا
عمرو إلى عدوهم، وخذلوهم رغم المناشدات التي لا تحصى من الناشطين هناك،
وتركوا المدنيين يواجهوا مصيرهم مع كتائب الأسد الهمجية.
الكتائب التي لن يردعها شيء عن ارتكاب أي فظاعة لأنهم وثقوا بصمت العالم لسبع وعشرين يوما من الحصار الخانق على بابا عمرو!!
في اجتياح كتائب الأسد المجرمة بابا عمرو بعد سبع وعشرين يوما عدة أمور:
الأول: النظام بدا يستعمل رصيده الاستراتيجي من القوة العسكرية، بمعنى أنه
لم يعد يثق بآلته العسكرية وبجيشه كله على وجه العموم، بل ثقته مقصورة على
جيش طائفته العلوية وهو ما يتمثل بالفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.