حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
زوارنا الكرام ..هرمنا ترحب بكم .. وتدعوكم لاستكمال الثورة الثقافية ..اضموا الينا ثورة وابداعا
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
عدد الزوار


 

 فك طلاسم القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد
فريــق العــمـل
فريــق العــمـل
فؤاد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 786
معدل التفوق : 2214
السٌّمعَة : 22
تاريخ التسجيل : 17/12/2011

فك طلاسم القرآن Empty
21042017
مُساهمةفك طلاسم القرآن

فك طلاسم القرآن Talasim-cover1
كانت مادة القرآن والتربية الإسلامية جزءًا من المقرر الذي فرض عليَّ في المدرسة الابتدائية والثانوية، حفظت الكثير من النصوص القرآنية وأجزم أنني لم أكن أعلم ما تعنيه معظم هذه السور، حتى قصارها، فما الذي يعرفه تلميذ الصفِّ الثاني الابتدائي ذو السبع سنواتٍ عن إيلاف قريش وعن رحلتي الشتاء والصيف؟ وما هو العلق؟ ومن هم النفـّاثون في العقد؟ لقد تمت تربيتنا في هذه المدارس على ألا نجادل – وفي بعض الأحيان لا نسأل أساسًا – في أمور الدين وكانت هذه نقطةٌ أساسيةٌ من عملية التلقين indoctrination، فينشأ وينضج المسلم وهو يقرأ آيات القرآن دون أن يفهم معناها أو يعلم أسباب نزولها، ومع ذلك لا يشكُّ ولو للحظةٍ في مصداقيتها ويضع عبئ التفاسير وإيجاد الأعذار والبحث والتقصّي على فئةٍ مختصةٍ من النّاس لتضع له منهاجًا يُقيم عليه حياته بأكملها، ولربما هذا هو بالفعل ما يعينه الإيمان.
فك طلاسم القرآن Talasim-1
لقد كنت قادرةً على قراءة تعابير وجه مدرِّسي القرآن، وهم يلوِّحون بحرجٍ محاولين إخفاءه بنظراتٍ من الجدِّية في محاولة الإجابة، وتختفي الابتسامة على محيّاهم حين أسألهم عن المقاطع الغريبة التي تبدأ بها بعض السور مثل: “كهيعص” و “حم” و”المص”، على الرُّغم من أنَّ الإجابات كانت متشابهة – وهي التذكير بأنَّ القرآن نزل بحروفٍ عربيَّة – ولربما كانت إجابةً مقنعةً لهم، لكنّها لم تكن مقنعةً بالنسبة لي.
من الأمور الإيجابية التي يحصل عليها الملحد، أنه يطّلع على شتى الأراء وشتى المصادر دون أن يتوقع أي عقوبةٍ إلهيةٍ نتيجة قراءته، وبإمكانه أن يبني قناعاته بحريةٍ شخصيةٍ مطلقةٍ وفق أيِّ قراءةٍ كانت، وبإمكانه أيضًا ألا يبني قناعة مطلقـًا، فالإلحاد يقوم أساسًا على عدم الاقتناع (بحسب التعريف)، وبطبيعة الحال بعد تركي للدين – استفاقتي أو رِدَّتي إن شئتم – حصلت على هذه الحرِّية في تفسير الطّلاسم القرآنية التي بدأت بها 29 سورة من القرآن.

[size=44][size=44]حروفٌ مبهمة[/size][/size]

توجد في بداية 29 سورة من القرآن حروفٌ مفردةٌ أو مجموعات حروف، يعتبرها التراث جزءًا من الوحي الإلهي المنزل، وهي التالية:

  • الر: في مطلع سورة يونس، سورة هود، سورة يوسف، سورة إبراهيم، سورة الحجر.

  • الم: في مطلع سورة البقرة، سورة ال عمران، سورة العنكبوت، سورة الروم، سورة لقمان، سورة السجدة.

  • المر: في مطلع سورة الرعد.

  • المص: في مطلع سورة الأعراف.

  • حم: في مطلع سورة غافر، سورة فصلت، سورة الزخرف، سورة الدخان، سورة الجاثية، سورة الأحقاف.

  • حمعسق: في مطلع سورة الشورى.

  • ص: في مطلع سورة ص.

  • طس: في مطلع سورة النمل.

  • طسم: في مطلع سورة الشعراء وسورة القصص.

  • طه: في مطلع سورة طه.

  • ق: في مطلع سورة ق.

  • كهيعص: في مطلع سورة مريم.

  • ن: في مطلع سورة القلم.

  • يس: في مطلع سورة يس.


بذل المسلمون الكثير من الجهد للكشف عن سرِّ هذه الحروف، ويرجع كثيرٌ من التفاسير المقدَّمة إلى مشاهير القرن الثاني الهجري، لكن أحاديثهم شأنها شأن الروايات التفسيرية بمجملها عرضةٌ للشكِّ المُلح كونها من وضع اللاحقين لتكون تصديقًا لأراءهم الخاصة، مما يدفعنا إلى الاعتماد في نقدها على أسبابٍ مضمونيةٍ فقط.
لا أستطيع تقديم كلِّ التفسيرات الإسلامية هنا لكثرتها، ولكن سأقدم مجموعةً مختارةً من الأمثلة الجديرة بالاعتبار، إذ يمكن تقسيمها إلى مجموعتين كبيرتين:

[size=36][size=36]المجموعة الأولى:[/size] تعتبر الحروف مختصراتٍ لكلماتٍٍ أو جمل، وذلك كما يلي:[/size]


  • الر: أنا الله أرى (1).

  • الم: أنا الله أعلم، الله لطيف مجيد (1).

  • المر: أنا الله أعلم وأرى (2).

  • المص: الله الرحمن الصمد، المصور، أنا الله أفضل، أنا الله الصادق، ألم نشرح لك صدرك (1).

  • حم: الرحمن الرحيم (1).

  • حمعسق: الرحمن العليم القدوس الطاهر (1).

  • ص: صدق الله، أقسم بالصمد الصانع الصادق، صاد يا محمد عملك بالقرآن، صاد يا محمد قلوب العباد (1).

  • طس: ذو الطول القدوس الرحمن (1).

  • طسم: ذو الطول القدوس الرحمن (1).

  • طه: ذو الطول (1).

  • ق: قاهر، قادر، قضي الأمر، أقسم بقوة قلب محمد، قف يا محمد (1).

  • كهيعص: كاف هاد أمين عزيز صادق، كريم هاد حكيم عليم صادق، الملك الله العزيز المصور، الكافي الهادي العالم الصادق، كاف هاد أمين عالم صادق، انا الكبير الهادي على أمين صادق (1).

  • ن: الرحمن، نور، ناصر، الحوت (1).

  • يس: يا سيد المرسلين (1).


كما يبدو، تتحرك كل هذه التفسيرات في مجالٍ غير محدود، فأيُّ كلمةٍ قابلة لتختصر بحرفٍ أو أكثر من حرف وبمنتهى الحرية، وبهذه الطريقة يغدو تفسير المختصرات محض عبثٍ صرف، التفسير الوحيد المقنع هو “ن” تعني “الحوت”، ذلك لأن “ن” – نون – تعني الحوت في اللغات السامية الشمالية التي انتقلت إلى اللغة العربية، وفي نفس السورة يُذكر يونس المدعو “صاحب الحوت” (القلم: 48)، ويدعى أيضًا “ذو النون”، فقد تكون “ن” نوعًا من اسم أو عنوانٍ لسورة القلم. (3)
فك طلاسم القرآن Talasim-2

[size=36][size=36]المجموعة الثانية:[/size] يسود فيها اتفاق على أن الحروف ليست اختصارات:[/size]

وتختلف وجهات النظر اختلافا شديدًا في تفسيرها حين تخرج عن الاختصارات:
[list=rtl]
[*]الحروف هي أسماء سريةٌ للنبي لا يمكن تفسيرها، ففي كتاب “الإتقان في علوم القرآن” يذكر السيوطي أمثلةً عليها، مثل: “طه” و “حم” و “يس”. (1)

[*]الحروف أسماء سريةٌ للسور لا يمكن تفسيرها أيضًا، كما يذكر كتاب السمرقندي: “طس” و “حم” و “يس”.(4)

[*]الحروف أسماء سريةٌ لجبالٍ أو بحارٍ أو لأماكن أخرى ميتافيزيقية ولا يمكن تفسيرها أيضًا، والأمثلة على هذا يذكرها السيوطي في نفس كتابه السابق: “حمعسق” و “ق” (وهو جبلٌ يحيط بالأرض) و “ص” وهو بحرٌ يوجد عليه عرش الرحمن وينبعث فيه المائتون. (1)

[*]هذه الحروف تساعد على التنبه، فإمّا لتوجه اهتمام النبي – الكثير المشاغل– إلى صوت جبريل، أو لإدهاش المستمعين إلى النبي فيصغوا إلى الآيات بطريقةٍ أفضل. (5)

[*]تشهد الحروف على أن الوحي دُوِّن بالأبجدية العربية المعروفة والمفهومة عمومًا، واختيار هذه الحروف ليس بلا معنى، فهي معًا تشكّل نصف الأبجدية (14 حرفًا). (4)

[*]الحروف فواصلٌ بين السور. (1)

[/list]
كما يبدو للمتأمل، لا تقوم المجموعة الثانية على أساسٍ راسخ، شأنها في ذلك شأن التفاسير الأخرى الاعتباطية التي تزعم بانها اختصارات، يُضاف إلى ذلك السؤال التالي: لماذا بدأت 29 سورة فقط بحروفٍ مبهمةٍ كهذه وليس غيرها من السور؟

[size=44][size=44]أراء المستشرقين[/size][/size]

أما من جانب الأبحاث الغربية، فقد ساهم المستشرقون في تحقيق تقدمٍ في هذا الصدد، ومن أهمهم:

  • ثيودور نولدكه Theodor Nöldeke: مستشرقٌ ألمانيٌ ولد عام 1836 في هامبورغ، أتقن العربية والعبرية والسريانية، حصل على الدكتوراه في تاريخ القرآن، وله كتاب “تاريخ القرآن” في ثلاثة أجزاء.

  • أُوتو لوث Otto Loth: مستشرقٌ ألمانيٌ ولد عام 1844، تتلمذ وعمل على يد المستشرق هاينريش لبرخت فلايشر Heinrich Leberecht Fleischer.

  • هارتفيش هيرشفلد Hartwig Hirschfeld: مستشرقٌ ألمانيٌ درس وتعمق في الأدب العربي وحصل على درجة الدكتوراه فيه.

  • هانس باور Hans Baur: مستشرقٌ سويديٌ ولد عام 1878 وتوفي عام 1937، كان محررًا في موسوعة الإسلام.

  • إدوار غوسينز Eduard Goossens: مستشرقٌ ألمانيٌ درس القرآن وتأثر بأبحاث أوتو لوث وثيودور نولدكه حول القرآن وله دراسةٌ مهمةٌ حول هذا الموضوع.


[size=36][size=36]الحروف مختصرات: (6)[/size][/size]

اتفق بعض المستشرقين مع المصادر الإسلامية في كون هذه الحروف اختصارٌ لكلمات، ولكنهم اختلفوا في إمكانية تحديد اختصار ماذا، فانطلاقا من اللمحة التي يقدمها الطبري في مقدمة تفسيره حول معاني الحروف الغامضة، وخاصةً بسبب التفسير الذي يأتي به عكرمة بأن المختصرات الثلاثة “الر” و”حم” و”ن” معًا تؤلف كلمة الرحمن(7)، يلمح المستشرق أُتو لوت بأن تكون مختصرات فعلاً ولكنه يؤكد على عدم إمكانية تحديد الكلمة الكاملة التي تختصرها، فعلى خلاف المصادر الإسلامية قد تكون “المص” يقصد بها الصراط المستقيم و”ص” صراط و”ق” قرآن، ويردُّ “طه” و”طسم” وحتى “يس” إلى: “لا يمسّه إلا المطهرون” و”عسق” إلى “لعل الساعة قريب” الواردة في نفس السورة.
تشهد هذه التفسيرات إلى ذكاء صاحبها ولكنها اعتباطية حالها حال التفسيرات الإسلامية، لدرجةٍ تمنعنا من أخذها على محمل الجد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

فك طلاسم القرآن :: تعاليق

فؤاد
رد: فك طلاسم القرآن
مُساهمة الجمعة أبريل 21, 2017 8:41 pm من طرف فؤاد

[size=36][size=36]تصوفٌ يهودي: (Cool[/size][/size]

وجاء أيضًا أوتو لوت بتفسيرٍ آخر، إذ يقول: لا أستغرب أن يكون محمد نفسه قد اخترع إشاراتٍ كهذه، فقد كان معروفًا بعشقه للغريب والغامض، وبما أن السور المعنية بالأمر تنتمي إلى الفترة المكية المتأخرة أو المدنية المبكرة، التي كان بها محمد قريبٌ من اليهود فقد تكون الحروف مأخوذةٌ عن التصوّف اليهودي.
ولم يلقَ رأي لوت هذا الكثير من الاستحسان في بادئ الأمر، فعلى الرغم من عدم معرفة الباحثين آنذاك لعمر التصوف بالتحديد، إلا أنه اعتُبر على الأرجح أحدث عهدًا من القرآن بقرون، ولكن أشارت بعض الدراسات مؤخرًا إلى إمكانية وجود بدايات للتصوّف والقبالا اليهودية kabbalah في سنينٍ قريبةٍ من بداية الدعوة المحمدية وتظهر عليها نفس الطابع الذي تحمله هذه الحروف. (9)

[size=36][size=36]الحروف علامات مُلُكيّة: (10)[/size][/size]

يتأسف نولدكه في الطبعة الأولى من كتاب تاريخ القرآن – التي تقدم بها للحصول على درجة الدكتوراه – لأنه لم يتمكن أحد بعد من التوصل إلى نتائج مرضية حول معنى هذه الحروف، ويؤكد نولدكه على أن هذه الحروف ليست من وضع محمد بنفسه، فمن المستغرب أن يضع النبي في بداية السور التي تخاطب عامة الناس طلاسم غير مفهومة كهذه، ولكن وضعها جامعوا القرآن للإشارة إلى مُلُكيّة ownership السورة في أول جمع قام به زيد بن ثابت، وصارت فيما بعد جزءًا من السورة، نتيجةً للإهمال لا غير.
ويتابع أن ما يؤكد ذلك هو أن مجموعة من السور المتوالية، التي نشأت في أوقات مختلفة تبدأ بإشارة “حم”، ما يدفع إلى الظن بأن هذه السور نسخت عن نسخة أصلية كانت تحتويها بالترتيب نفسه وتشير “حم” إلى “محمد”. وفي هذه الحالة تشير بقيَّة الحروف إلى مالكي النسخ، أي أن “الر” قد تشير إلى الزبير، “المير” تشير إلى المغيرة و”طه” تشير إلى طلحة، و”حم” تشير إلى عبد الرحمن، أما في “كهيعص” فقد يشير الحرف الأوسط إلى “بن” والحرفين الأخرين إلى “العاص” خصوصًا وأن تنقيط الحروف جاء بعد جمع القرآن.
فك طلاسم القرآن Quran-3-300x225
مما يدعم رأي نولدكه هو أن التفسيرات الإسلامية لم توجد إلا بعد مرور ما يتجاوز القرن على موت محمد، فمن المعقول أن يكون قد أصابها الإهمال في تلك الفترة، ومما يدعمه أيضًا هو اعتماد الحفظ اللفظي على تناقل القرآن بين الأجيال أو بين القبائل، فقد تكون هذه الحروف قد تم تحفيظها لأجيالٍ لم تكن تعلم معناها ونقلتها هي بدورها لأجيالٍ أخرى حتى صارت تُلفظ كجزءٍ من نص السورة نفسها.
وقد لاقى رأي نولدكه هذا قدرًا كبيرًا من الاستحسان، وأكّد عليه باحثون آخرون وأيدوه بدافع أن هذه الحروف لا توجد إلا في بداية السور ولا تشكل بالأصل وحدةً متكاملة، ولكن هذا التفسير يواجه صعوبةً في تفسير المقاطع الأطول مثل “حمعسق” و “كهيعص” لا يمكن التغلب عليها بسهولة.
فك طلاسم القرآن 8412-1-243x300
المستشرق تيودور نولدكه

[size=36][size=36]لفظ الحروف على مسمع الأُمي: (11)[/size][/size]

وعلى الرغم من الاستحسان الذي لاقته أراء نولدكه لكنه سحبها لاحقًا واتفق جزئيًا مع أراء لوت حيال هذا الموضوع، وعبَّر عن ظنِّه بأن محمدًا أراد من هذه الحروف الإشارة بصورةٍ معينةٍ إلى الأصل السماوي للقرآن، فلا بد من أن لفظ حروفًا كهذه – قاف، سين، راء – كانت ذا وقع مهم في أذن رجل، أي محمد، لم يتعرف على الكتابة إلا بقدرٍ بسيطٍ جدًا فأبدى إعجابه فيها، وأختلف وقعها لديه عن وقعها في أذاننا نحن من تعرَّفنا عليها منذ نعومة أظفارنا، وأراد أن يثبت أنَّ القرآن منزلٌ من الله بلفظ الحروف التي قد لا يعلمها إلا من يعلم الكتابة، ولكن هذا الرأي الجديد يفترض قدرًا من أمية النبي قد لا يتفق معه البعض.

[size=36][size=36]هرشفيلد يعود إلى رأي نولدكه: (12)[/size][/size]

في آخر فصلٍ من كتابه، قام المستشرق الألماني هرشفيلد بتبني تفسير نولدكه من جديد مع إجراء تعديلٍ عليه، إذ يتطابق بحسبه كل حرفٍ مفردٍ من المختصرات واسما معينًا، وهو يتوصل إلى المطابقات التالية:

  • ال = ال التعريف.

  • م = المغيرة.

  • ص = حفصة.

  • ر (أو ز لأن تنقيط الحروف لم يكن موجودًا في ذلك الحين) = الزبير.

  • ك = أبو بكر.

  • هـ = أبو هريرة.

  • ط = طلحة.

  • س = سعد بن أبي وقاص.

  • ح = حذيفة.

  • ع = عمر أو علي أو ابن عباس أو عائشة.

  • ق = القاسم بن ربيعة.


بحسب هذا التفسير يشير الحرف المفرد إلى أن السورة التالية مأخوذةٌ من نسخة صاحبها المشار إليه، وقد وُجدت السور التي تبدأ بحروفٍ متعددةٍ في ملكية أشخاصٍ عديدين، وقد اتبع مبدأ توحيد اختصارات الأسماء التي كانت تتقدم قطعًا ضمن السور الحالية على أن توحد الحروف في بداية السورة، ولا يمكن الجزم فيما إذا كانت علامات الملكية قد وضعها أصحاب المخطوطات أو محرر النص أو جامعه، كما لا يمكن تحديد الأسباب التي حدت بزيد إلى الاحتفاظ بها أو إضافتها.
ويدعم هرشفيلد ادعاءه بالقول بأنَّ هذه الحروف إن كانت جزءًا من نص الآية التي تلاها محمد فلا بد أن يكون لمحمد يدٌ في ترتيب السور، ولكنه ليس له علاقة في ترتيبها وجمعها، لأنَّ ترتيب الرموز يُظهر وجود نوعٍ من الترابط بينها وبين التسلسل العمودي للسور، ويبدو هذا الترابط جليًا في السور 29 إلى 32، أي في العنكبوت والروم ولقمان والسجدة، إذ تتوالى هذه السور في ترتيبها وتحمل “الم” في مطلعها، أي أن زيدًا استلمها الأربعة دفعة واحدة من المغيرة، المثالُ الآخر على ذلك هو السور 10 إلى 15، أي سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر، إذ تحتوي جميعًا على “الر” في مطلعها أي أن زيدًا استلمها من الزبير دفعةً واحدة، وكذلك الحال مشابه في السور من 26 إلى 28، والآيات من 40 إلى 46 تبدأ بالحرفين “حم” أي حذيفة والمغيرة.
ومن الـ 29 سورة التي جاءت حروفٌ في مطلعها أذكر لكم هنا خمسٌ وعشرون آية منها مبينةً مع الترتيب والمطلع:
ترتيب السورة
اسم السورة
الحروف التي تبدأ بها
معنى الحروف حسب تفسير هيرشفيلد
2البقرةالمالمغيرة
3آل عمرانالمالمغيرة
7الأعرافالمصالمغيرة وحفصة
10يونسالرالزبير
11هودالرالزبير
12يوسفالرالزبير
13الرعدالمرالزبير والمغيرة
14إبراهيمالرالزبير
15الحجرالرالزبير
19مريمكهيعصأبو بكر أبو هريرة عمر حفصة
20طهطهطلحة وأبو هريرة
26الشعراءطسمطلحة وسعد بن أبي وقاص والمغيرة
27النملطسطلحة وسعد بن أبي وقاص
28القصصطسمطلحة وسعد بن أبي وقاص والمغيرة
29العنكبوتالمالمغيرة
30الرومالمالمغيرة
31لقمانالمالمغيرة
32السجدةالمالمغيرة
40غافرحمالمغيرة وحذيفة
41فصلتحمالمغيرة وحذيفة
42الشورىحم – عسقالمغيرة وحذيفة – عمر وسعد والقاسم
43الزخرفحمالمغيرة وحذيفة
44الدخانحمالمغيرة وحذيفة
45الجاثيةحمالمغيرة وحذيفة
46الأحقافحمالمغيرة وحذيفة

[size=36][size=36]أسماء أخرى للسور (بحث باور): (13)[/size][/size]

على الرغم من ترحيب الأوساط بتفسير هرشفيلد، إلا أنه في العام 1921 بدأ هانس باور في مقالةٍ له بمجلة ZMDG محاولةً جديدةً في حلِّ هذه المعضلة، اتفق فيها مع أوتو لوث في أن الحروف هي مختصراتٍ لتعابير قرآنية معروفة، ولكنه رأى في حلول أوتو لوث أنها تقترب من التفاسير الإسلامية في كونها عبثية، وأبدى بنفسه اقتراحاتٍ لحلِّ المعضلة، انطلق باور من حقيقة أنَّ أربعًا –أو خمسًا– من هذه الحروف الغامضة، وهي: يس وص وطه وق وربما ن، تُستعمل حاليًا كعناوين للسور التي توجد فيها، وأكمل حديثه: «إن عناوين السور في أغلب الحالات تتكون من كلماتٍ لافتةً للانتباه، لذلك سنعتبر الحالات أعلاه اختصارًا لكلماتٍ مبدعةٍ لافتةٍ للانتباه أيضًا»، ثم يعطينا بعض الاقتراحات كحلٍّ ممكن:

  • يس: من سورة يس، هي مختصرٌ لكلمة “يسعى” الموجودة في الآية 20: «وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ».

  • ص: من سورة ص، هي مختصرٌ لكلمة “الصافنات” الموجودة في الآية 31: «إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ».

  • ق: تُشير إلى كلمة قرينة في الآية 22: «وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ».

  • طه: في سورة طه، وهي مختصرٌ لاسمين لا اسم واحد، طـ: طوى في الوادي المقدس، وهــ: هارون المذكور عدة مرات في نفس السورة: «فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى»، «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى».

  • ن: في سورة القلم، مختصرٌ لكلمة مجنون، في الآية 2: «مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ».


[size=36][size=36]أسماء مهملةٌ للسور (بحث كوسنز): (14)(15)[/size][/size]

يرى كوسنز أنَّ باور فتح الباب لتفسيرٍ معقولٍ لهذه الحروف، إلا أنَّه لم يوفَّق كليًا في اختيار المختصرات، جاء كوسنز هذا بأحد أهم الأبحاث في هذا المجال وعلى نفس مجلة ZMDG حيث نشر مقالته التي أشار فيها إلى أن هذه الحروف ليست جزءًا من النص المنزل ولكنها أضيفت فيما بعد بسبب الإهمال (متفقًا في هذا مع رأي نولدكه وهرشفيلد وباور ومعتمدًا على نفس ما دعموا به رأيهم)، تأسف كوسنز في بداية بحثه على الاختيار الاعتباطي للمختصرات الذي قدمه من سبقوه وادعى أنَّه اتبع نهجًا متماسكًا في تحليل الحروف يبتعد عن التخمينات العشوائية السابقة.
يضع كوسنز أوَّل ملاحظةٍ بأنَّ الحروف كلّها تقع في بداية السورة ولا تقع ضمن النص إطلاقًا فيُفهم منها أنها نوعٌ من المقدمات للسور، يشير كوسنز إلى ملاحظةٍ أخرى، وهي أن أسماء السور المعروفة حاليًا لم تكن دائمًا مقبولةً في جميع الأوساط، فعلى سبيل المثال قد تُعرف سورة “التوبة” باسم “البراءة”، ولا مشكلة في التسمية الأولى أو الثانية، وتُسمّى السورة السابعة عشرة وهي “الإسراء” بسورة “بني إسرائيل” أيضًا، وتُسمّى السورة الثانية والثلاثون وهي “السجدة” بـ”المضاجع”، وحتى في عصرنا الحالي تختلف السور باختلاف مناطق العالم الإسلامي، فعلى سبيل المثال، تعرف السورة الأربعون التي تسمى في الشرق سورة “المؤمن” بسورة “الغافر” في الغرب، وذلك على نطاقٍ واسع، وبنفس الشكل تُعرف السورة السابعة والأربعون وهي سورة “محمد” بسورة “القتال”، لهذا يخرج كوسنز باستنتاج بأن هذه السور كانت أكثر اسماءًا في الماضي حيث لم تكن تقنيات الكتابة منتشرةً على نطاقٍ واسع، وكان يُعتمد على النقل الشفهي لا غير عبر مناطق شاسعةً جدًا في العالم الإسلامي، ومن هنا يدعو كوسنز لاعتبار الحروف المعنيّة كبقايا لأسماء قديمةٍ كانت متداولةً يومًا ما.
يلاحظ كوسنز أيضًا الأسماء المتداولة حاليًا للسور، فباستثناء سورتي “الفاتحة” و “الإخلاص”، يتم اختيار اسما واقعًا ضمن السورة نفسها، ومن بين 112 سورة من القرآن، وجد أن 72 سورة يكون اسمها هو أول كلمة وردت فيها أو إحدى أولى الكلمات الواقعة في مطلعها، أما في الأربعين سورةً الباقية تكون الكلمة ذات وقعٍ قويٍّ وتوجد في مكانٍ أبعد عن المقدمة ضمن السورة، وهذه العملية ذات أصول ساميّة الطابع، وتقترح علينا أن نفس المنطلق في التسمية كان مطبقًا على العناوين المختارة الأكثر قدما.
وعندما نتفحص بإمعانٍ نجد أن من بين 29 سورة ذكرت فيها حروفٌ غامضة، 7سبعٌ فقط تقع ضمن مجموعة الـ 72 (أي التي أسماءها تقع في المقدمة)، وأربعٌ من هذه السور السبع لها أسماء بنفس الحروف الغامضة وهي: “طه” و”يس” و”ص” و”ق”، مما يترك لنا ثلاث سورٍ ذات حروفٍ غامضةٍ وقعت في مجموعة الـ 72 وهي “الم” في سورة الروم، و”حم” في فصلت، و”ن” في سورة القلم، وفي سورة القلم التي تبدأ بحرف “ن” علةٌ خاصةٌ بها كما سنرى لاحقًا، ولا يبقى لنا إلا سورتين، لذلك نستنتج أنّ الاثنتان وسبعون سورةً تحظى بأسماء مميزةٍ جدًا لدرجةٍ لا يُسأل عن وجود اسم آخر لهن، بينما ما تزال هناك تساؤلاتٍ عن أسماء السور المسمّاة تبعًا لكلمةٍ ضمن النص، أي أنه وبالمختصر: يُفهم أن 72 سورة قد سميت تبعًا لكلمةٍ موجودةٍ في بداية السورة، سبعٌ منها فيها حروفٌ غامضة، ومن السبع أربع سورٍ سُمّيت تبعًا للحروف نفسها، مما يترك سورًا ثلاثًا هن “الروم” و”فصلت” و”القلم”، لم تسمى تبعًا للحروف وإنما تبعًا لكلمةٍ في بداية السورة.
وهذه قائمة السور ذوات المختصرات كما أورد كوسنز تفسيراتها:
[list=rtl]
[*]ن، من سورة القلم، أشار كوسنز إلى حجّة أنَّ “ن” تُشير إلى الحوت كما في اللغات السامية الشمالية، وذي النون أي صاحب الحوت كما يرد في السورة نفسها: «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ».

[*]ق، في سورة “ق”، حيث “ق” تُمثل اسم السورة أيضًا، ولكن تُعرف هذه السورة في المغرب حاليًا باسم “المجيد”، وهو اسم أُخذ من الكلمة الثانية في السورة، وعندما ننظر إلى الكلمة الأولى نجدها “القرآن” ونجد الـ “ق”. «وَالْقرآن الْمَجِيدِ».

[*]يس، في سورة “يس”، تُقرأ في المأتم لما ورد في ذلك من أحاديث لمحمد: «إن لكل شيء قلبًا وإنَّ قلب القرآن يس، من قرأ يس يريد بها وجه الله غفر الله له وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرةً وأيّما مسلمٍ قُرأت عنده إذا نزل به ملك الموت كان له بعدد كل حرفٍ في يس عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفًا يصلّون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه».(16) ولكن مضمون السورة لا يفسِّر لنا هذا الإستخدام بتاتًا، إلا أننا عندما ننظر إلى السورة التي تليها (سورة الصافّات) التي تتبع يس مباشرة، نجدها مليئةً بالمضامين الأخروية الملائمة للاستخدام في المراثي، فالصافّات قد تشبه إلى حدٍ ما عملاً رثائيًا دينيًا مسيحيًا يُقرأ عادةً على قبور الموتى قبل دفنهم، فكيف أمكن إذًا إستخدام سورة “يس” بدلاً من “الصافّات”؟

[/list]
فؤاد
رد: فك طلاسم القرآن
مُساهمة الجمعة أبريل 21, 2017 8:41 pm من طرف فؤاد
[list=rtl]
[*]يقترح كوسنز أن سورة الصافّات كانت مرتبطةً مع سورة يس يومًا ما فلكليهما نفس القافية، ما عدا الآيات الإفتتاحية لسورة الصافّات (من 1 إلى 11)، فإذا حذفنا هذه الآيات الإفتتاحية لوجدنا أن السورتان تنسجمان مضمونًا وقافيةً، وفي الحقيقة، فإن إحتمال كون سورة يس والصافّات سورةً واحدةً يومًا ما معقولٌ جدًا، فسورة الصافّات تنتمي إلى مرحلةٍ متأخرةٍ من الإسلام فيما عدا مقدمتها وهي المرحلة نفسها التي نجد فيها سورة يس، ولكن كلاً من سور الذاريات، والعاديات، والنازعات، والمرسلات، والتي هي على نفس وزن سورة الصافّات تنتمي إلى مرحلةٍ مبكّرةٍ من تاريخ القرآن، فمن المحتمل جدًا أنَّ الأحد عشرة آية الأولى من الصافّات تنتمي إلى المرحلة الأولى، ثم أضيفت إلى سورة يس من المرحلة الثانية، لذا وبعد كل هذه الدلائل بالإمكان أن نستنتج بشكل أمن أنَّ السورتان كانتا سورةً واحدةً، وبعد أن نمرَّ على سورة الصافّات نجد ذِكر أحد عباد الله “إلياس”، “وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ”. وكما تقترح بحوث اللغات السامية والسريانية فإن “إل” تعني العلي وهو إله الكنعانيين ودخلت على أسماء العلم في اللغة العربية، لهذا يمكن القول بأنَّ “إل ياس” وهو اسم غير معروف لدى العرب إذ جعلوا منه “إل ياسين” (بالتناظر مع آل عمران) كما يُفعل إلى حد الأن في المغرب، إذًا، هاهي “يس” قد وجدناها.

[*]ص، في سورة ص، توحيد سورتي “يس” و “الصافّات” يتركنا مع 11 آية من سورة الصافّات، فيعتقد كوسنز أنها في الأصل تعود إلى بداية سورة ص حيث تنسجم بشكلٍ رائعٍ مع النص، لذلك قد يُشير حرف الـ “ص” إلى الصافّات في قوله: ” وَالصافّات صَفًّا”. وبالطبع، فإن إستعمال “ص” و”الصافّات” كاسم للسورة يوحي بذلك ويؤكد النظرية خصوصًا أنه لا يوجد اسم آخر لكلٍّ من “ص” و”الصافّات”.

[*]الر، في سورة يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، يُلاحظ في هذه السور (ما عدا سورة الرعد) أنها تتحدث عن تاريخ الرسل الذين أرسلهم الله خلال الأزمنة المختلفة، فتتعلق سورة يونس بنوحٍ وموسى وهارون ويونس، وتتعلق سورة هودٍ، بنوحٍ وصالحٍ وإبراهيم ولوطٍ وشعيبٍ وموسى، وتتعلق سورة يوسف بيوسف والأسباط، وتتعلق سورة إبراهيم بموسى ونوحٍ وهودٍ وصالح وإبراهيم، وتتعلق سورة الحجر بإبراهيم ولوطٍ وشعيبٍ وصالح (في وادي الحجر). لهذا كانت تُسمّى مجموعة السور هذه بـ “الرسل” وتختصر بـ “الر” ولربما كانت سورةً واحدةً يومًا ما وقُسمت فيما بعد ورتبت حسب طولها، ثم أصبحت كلُّ واحدةٍ تُعرف من خلال رسولها الأبرز، حتى وإن لم تكن كذلك، فيمكننا القول بأنها كانت تُسمّى بمجموعة “الرسل”.

[*]تبتعد سورة الرعد عن هذه المجموعة قليلاً، فعلى الرغم من أنها لا تُشير إلى رسولٍ مُفردٍ، إلا أنها تشير إلى مجموعة الرسل في مواضع عديدةٍ منها.

[*]الم، سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة، مثل المجموعة السابقة من السور، رُتبت حسب طولها، وربما كانت سورةً واحدةً أيضا، قسّمها المنقِّح إلى قسمين بسبب الطول غير العادي لسورتي البقرة (رقم 2) وآل عمران (رقم 3)، واللّتان، طبقا لقاعدته في الترتيب، يجب أن تكونا قرب البداية، ولكن ما الرابط بين هذه السور الذي جعلها تحتوي على “الم” في مطلعها؟
يجيب على ذلك كوسنز، إذ يجد أنَّ أكثر كلمةٍ ذُكرت في هذه السور هي كلمة “مثل”، لذلك لربما كانت “الم” تعني “المثل”، فسورة العنكبوت تجد في الآية رقم 40 منها “مثل العنكبوت”، أما سورة الروم فتتحدث عن رموز الله ومثله، وسورة لقمان تحتوي على أمثال لقمان التي ضربها لإبنه، وتمتلئ سورتي البقرة وآل عمران بالأمثال التي ضربها الله، أما سورة السجدة فتسمى بـ “المضاجع” أيضًا ويبدو الرابط جليًا حين نلاحظ الحروف الثلاث الأولى لاسمها هذا.


[/list]
[list=rtl]
[*]المص، في سورة الأعراف، في الآية 11 منها نقرأ «َلقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ» لذا فقد تشير “المص” إلى كلمة “المصور”. خصوصًا بعد أن نقرأ “وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى” في الآية 180، فنكون مطمئنين لتأويلنا هذا.

[*]كهيعص، في سورة مريم، يَعتقد كوسنز أنَّ هذه السورة مركبة، فالآيات من 1–33 ومن 41–74 تبدو مرتبطةً بتشابه قافيتها ومضمونها وهي تتعلق بتاريخ الأنبياء يحيى (يوحنا) وعيسى (يسوع) وإبراهيم وموسى وإسرائيل وإدريس، أما الآيات 34–40 فهي زيادةٌ على النصِّ تتحدث عن عيسى بقافيةٍ مغايرة، وتبدو الآية 76 في النهآية كتعديلٍ لاحق، إذ أنّها ذات قافيةٍ مختلفة.
ولكن ماذا عن “كهيعص”، وإلامَ تُشير؟ يرى كوسنز أن “ي” تشير إلى يحيى و “ع” تشير إلى عيسى، أما الـ “ص” فتشير إلى قسم السورة الذي يقع فيما بعد الآية 74 ويبدأ بالآية 75 بالقول: «قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا» فالـ “ص” إذًا مختصرٌ لـ “ضلالة”، مع تذكرنا أنَّ الحروف لم تكن منقطةً أنذاك، وتبقى الـ “كــهــ” التي لم يعثر كوسنز على ما يختصره بهذين الحرفين في السورة، ولكنه إقترح أن تكون سورة الكهف (السورة السابقة مباشرة) كانت قسمًا من سورة مريم إقتطع فيما بعد، خصوصًا وأنها تتحدثُ عن الأنبياء بنفس إسلوب سورة مريم، لذلك فإن “كــهــ” تُشير إلى الكهف، ومما يؤكد على أنَّ السورتان كانتا جزءًا واحدًا هو أنَّ سورة مريم تُظهر البداية المميزة لقسمٍ جديدٍ لسورةٍ معينة، ولكن ليس بداية سورةٍ جديدة، بينما تمتلك سورة الكهف هذه المقدمة، وبالإضافة إلى هذا فإن طول سورة مريم يشوش نظام ترتيب السور حسب طولها بينما ضمُّهما سويةً يُعيدها إلى الطول المطلوب.


[*]طه، من سورة طه، يتفق كوسنز مع ما طرحه باور مسبقًا حول أن “طـ” تُشير إلى طوى و”هـ” تشير إلى هارون، ويضيف أنَّه من الممكن أنَّ اسمها الاصلي “طــ” فقط وأضيفت الهاء “ــه” فيما بعد للتأنيث أو تسهيل اللفظ.

[*]طس، في سورة النمل، تتحدث هذه السورة عن سليمان وعن الطائر وتكرر ذكرهما في مواضع عديدة من السورة فيقترح كوسنز أن “طـ” تُشير إلى طير و “س” تُشير إلى سليمان.

[*]طسم، في سورة الشعراء، يُلاحظ كوسنز أنها تبدأ بقصة موسى، وبهذا وجدنا الـ “م”، أما الـ “ـط” فهي مأخوذةٌ من كلمة (طود)، وهي كلمةٌ عربيةُ جنوبية، وتعني الجبل ويُلاحظ هذان الحرفان في الآية التالية: «فَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ». أما س فيجدها في الآية “وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ” ويلمّح إلى أن الـ “س” أُخذت من كلمة الشعراء خصوصًا مع إنعدام تنقيط الحروف.

[*]طسم في سورة القصص، هناك صعوبةٌ كبيرةٌ فيما يتعلق بسورة القصص ويكاد كوسنز أن يستسلم لفرط يأسه من حل الغموض المتعلق برمز “طسم”، فهو يقترح لحرف “ط” كلمة “الظل” من الآية 24 أو “الطور” من الآية 29 و46، أو “الطين”، أمّا “س” فترمز فقط لكلمة “شاطىء” في الآية 30، ويُشير حرف “م” إلى موسى أو مدين، لاحظ الآية التالية: «فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ  امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ  رَبُّ الْعَالَمِينَ».

[*]حم، في سورة غافر وسورة فصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، جميعها تحمل نفس المقدمة المميزة (عدا الشورى التي تحمل “عسق” بالإصافة إلى “حم”)، يُلاحظ كوسنز أن هذه المجموعة الفريدة من السور تحمل في مضمونها تذكيرًا بعذاب النار وجهنم والحميم في أغلب مواضعها، ويُلاحظ أن لفظ كلمة “حميم” يتقرب بشدة مع لفظ هذين الحرفين “حم” (حاء – ميم)، لذلك يستنتج من ذلك أنها كانت مجموعة واحدة من السور التي سميت بمجموعة الحميم وتم إختصارها فيما بعد بالـ “حم” (أي حاء – ميم).

[*]أما سورة الشورى التي تبدأ بـ “عسق” بالإضافة إلى “حم”، فمن الملاحظ أنَّ مجموعتي الحروف تُكتبان بشكلٍ منفصل، فبالنسبة لـ “حم” فهي تشير إلى إرتباط هذه السورة بمجموعة السور السابقة (مجموعة الحميم) أما بالنسبة لـ “عسق” فهي تشير إلى “لعل الساعة قريب” في الآية 17: ” اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ”.

[/list]

[size=44][size=44]خاتمة ٌوتعليقٌ حول الموضوع:[/size][/size]

نلاحظ من تفسيرات الإسلاميين وبحوث المستشرقين السابقة وجود شبه اتفاق على أن هذه الحروف هي اختصارات لكلماتٍ معينة، حاول البعض بفك هذه الاختصارات بالإشارة إلى أسماء علمٍ تدل على مُلكية صاحب النسخة، وحاول البعض الآخر ردّها إلى كلماتٍ قرآنية.
على العموم، فإنَّ أكثر التفسيرات قبولاً حاليًا هو تفسير كوسنز، وعلى الرغم من هذا فقد يميل البعض إلى تفسير هرشفيلد متهمين كوسنز بأنه وقع بنفس العشوائية التي تأسف عليها في مطلع بحثه، قد تبدو تفسيرات كوسنز مقنعةً جدًا في بعض الأحيان وقد تبدو ضعيفةً لدرجةٍ ما في أحيانٍ أخرى، ولكن مما لا شك فيه، أن أبحاث كوسنز أحرزت تقدمًا ملحوظًا لم يحرزه أحدٌ قبله، ويأمل المستشرقون الآخرون أن يجدوا نسخةً أقدم من النسخ الحالية للقرآن لكي يبنوا عليها استنتاجاتهم.
 

فك طلاسم القرآن

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نعم ضعوا القرآن في المتحف
»  نقد القرآن
» ما هو القرآن؟
» القرآن: التعقل أو التذوق
»  شرح اخطاء القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة التنويريين الاحرار لشمال افريقيا :: الحــــــــــــــــــداثـــة-
انتقل الى: