أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي
| النص الموجود في هذه الصفحة صار طويلا بطريقة تعيق التصفح والتحرير، وهو بحاجة إلى تجزيئه لأبواب وفصول. يمكنك المساعدة بإجراء التعديلات اللازمة. رجاءً أزل هذا الإخطار بعد أن يتم التقسيم. |
[size][rtl]
علاء الدين الأعرجيأزمة التطور الحضاري في الوطن العربيبين العقل الفاعل والعقل المنفعلالطبعة الأولى، منشورات كتابات، بيروت، 2004
تمهيدهذه مجموعةُ فصولٍ مختارة نُشِرتْ معظمها تِباعًا بشكل بحوثٍ ودراسات منذ بضعِ سنوات.
ففي الفصل الأَوَّل التمهيديِّ من هذا الكتاب (غير منشور سابقا)، جازَفْنا بالتحذير صراحةً، من إمكانيَّة انقراض الأمُّة العربيَّة، واستشرافِ مُستقبلـِها في ظلِّ التداعيات القائمة والظروف الراهنة، وبيَّـنَّا مؤشِّراتِ ودلائل تَدَهْور أو سقوط هذه الأُمَّة العظيمة، ما لم يُسارع عُقلاؤها وزُعماؤها لإنقاذها قبل فوات الأوان. كما استعرضنا، في هذا الفصل، أَهمِّ المحاور التي تدور حولها موضوعاتُ الكتاب.
ثمَّ بحثنا في الفصل الثاني شيئا ً من مسأَلةَ نشوء الحضارات وسقوطِها من خلال بعض آراء ونظرياتِ مُفكِّرٍ هو من أَوائل الذين طـَرَقوا هذا الموضوع: ابن خلدون، ومفكِّرٍ هو من أَواخر الذين عالجوه: أرنولد توينبي. كما بحثنا في مصير الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة الكالح، إلاَّ إذا تحوَّلتْ، على يدِ أبنائها، من حالة الجمود إلى حالة الحركة. ورأَينا أَنَّ مسأَلةَ ثنائيَّة الحركة والجمود تُشكِّل المحورَ الرئيس الذي يقرِّر ظهورَ الحضارة وتقدُّمَها وازدهارَها، أَو ضُمورَها وانهيارَها. ولكنْ كيف السبيلُ إلى أَن يُحقِّقَ أَبناؤها هذه الخطوةَ الكبيرة التي يُمكن أن تنقلهم من حالة الجمود إلى حالة الحركة، في الوقت الذي يخضعون فيه لأَلف قيدٍ وقيد؟
للإجابة عن هذا السؤال رأَينا أَن نبحثَ في أَمر تحرير الإنسان العربيِّ أَوَّلاً ليتمكَّن من الحركة والتفكير والإبداع، وبالتالي التقدُّم. بيدَ أَنَّنا سنُلاحظُ أَنَّ تحريرَ الإنسان يتطلَّب النظرَ في تحرير عقله قبل كلِّ شيء. ذلك العقلُ المكبَّل بأَغلالٍ مفروضة عليه من سلطات متعدِّدة، منها سلطة "الآخر" الحاكم بأمره، سواءٌ في الداخل(الزعيم المدني أو الديني) أَو من الخارج(الاستعمار، النفوذ الأجنبي إلخ)، و/أَو سلطة الماضي، و/أَو سلطة المجتمع (سلطة العقل المجتمعيِّ) بكلِّ ما يحملُه من تقاليدَ وأَعرافٍ وقِيَمٍ وعقائدَ متخلِّفةٍ ورثَها من الفترة المظلمة، بوجهٍ خاصّ-أَقول: العقل المكبَّل لا يخلـِّف إنسانًا حُرًّا مُبدِعًا، بل دُمية تحرِّكها الخيوطُ المتَّصِلة بتلك السلطات.
وهذا ما بحثـناه في الفصلَين الثالث والرابع. فبعد أَن حدَّدْنا مفهومَ العقل وميَّزنا بين العقل والفكر، تساءلنا عن وجود عقلٍ عربيٍّ متميِّز، كما يوجد عقلٌ متميِّز لكلِّ شعبٍ أَو وحدةٍ مجتمعيَّة معيَّنة. وشرحنا أَنواعَ وأَبعادَ السجون التي يخضعُ لها العقلُ العربيّ. ثمَّ عرَّجنا على صدمة العقل العربيِّ منذ احتكاكه بالغرب ونكوصه إلى ماضيه التليد، يتوكَّأُ عليه أَو يسترُه ويَحميه، كدفاعٍ تلقائيٍّ بدائيٍّ عن الذات. ثم طرحنا فكرة إرساء نظريَّة "العقل المجتمعيّ" باعتباره، من جهةٍ، ذاكرةَ المجتمع ومحورَ هُويَّته وثقافته، وباعتباره، من جهةٍ ثانية، قيدًا ثقيلاً على حرِّيَّة الإنسان وقدراته الإبداعيَّة، نظَرًا لأَنَّ العقلَ المجتمعيَّ العربيَّ، في هذه الحالة بالذات، خاضعٌ، بوجهٍ خاصٍّ، لتاريخ التخلُّف الذي أَعقب فترةَ ازدهار الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة. ولذلك لجأْنا إلى نظريَّة "العقل الفاعل" و"العقل المنفعِل" التي تُوَصِّفُ، من جهةٍ، كيفيَّةَ الخلاص من قهر العقل المجتمعيّ، كما تُحلِّلُ وتُنَظِّرُ، من جهةٍ ثانية، الصراعَ المتواصل بين العقل الفاعل والعقل المنفعل، على صعيد الفرد والجماعة؛ وهو صراعٌ يتوقَّف على نتائجه تقدُّمُ المجتمع أَو تخلُّفُه.
وعليه، فقد بحثنا في الفصول الثلاثة الأَخيرة أَزمة العقل العربيِّ المعاصر من خلال ثنائيَّة الإبداع والاتِّباع، باعتبارها ترتبطُ، ارتباطًا مباشرًا وغيرَ مباشَر، بالعقل المجتمعيِّ وبنظريَّة العقل الفاعل والعقل المنفعل. فبقدرِ ما يتحرَّر الإنسانُ العربيُّ من العقل المجتمعيِّ في جانبه السلبيِّ، ومن عقله المنفعل باستخدام عقله الفاعل، يكون قادرًا على الإبداع، مفتاحِ تقدُّم الأُمَم وانطلاقِ الحضارة.
هذه المقالات البحثيَّة تُمثِّلُ الجزءَ الأَوَّل من المجموعة المنشورة. وسنواصل في الجزء الثاني دراسةَ أَزمة التطوُّر الحضاريِّ في الوطن العربيِّ، فنبحثُ في مسأَلة العِلم والتكنولوجيا وأَثرِهما الفعَّال في تقدُّم الأُمَّة؛ ثمَّ نتعرَّضُ لنظريَّة الحرب وعلاقتِها بالتفوُّق الحضاريِّ، وخاصةً العلميَّ والتكنولوجيَّ؛ كما نعالجُ معضلةَ التراثِ والحداثة في ترابُطِها الوثيق بالعقل المجتمعيِّ السائد وبالصراع القائم بين العقل الفاعل والعقل المنفعل. وتُمثِّل هذه الموضوعاتُ حلقاتٍ أَساسيَّةً في سلسلة الأَسباب التي أَدَّتْ إلى أَزمة التطوُّر الحضاريِّ في الوطن العربيِّ منذ اصطدام العرب بالحضارة الغربيَّة المعاصِرة حتَّى يومِنا هذا.
[/rtl][/size]
[rtl]
محتويات
[أخف] [/rtl]
- 1الفصل الأَوَّل: مدخل
- 1.1الخيار الحاسم:النهضة أو السقوط
- 1.1.1مصيُر الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة في نظَر تُوينبي
1.2خاتـمة
1.3المراجع والحواشي
2الفصل الثالث: تحرير العَقلِ العربيّ لتحرير الإنسان العربيّ
2.1أَوَّلاً: ما هو العَقل؟ وما الفَرقُ بين العَـقـل والفِكْر؟
2.2التمييزُ بين العَقل والفِكر
2.3ثانيًا: هل ثمَّةَ عقلٌ عربيّ مُتميِّز؟
2.4ثالثًا: العقلُ العربيُّ السجين
2.5رابعًا: صدمة العقلِ العربيّ
2.6المراجع والحواشي
3الفصل الرابع: تحرير العقل العربيّ لتحرير الإنسان العربي(2)
3.1مدخل إلى نظرية العقل المجتمعي ونظرية العقل الفاعل والعقل المنفعل
3.2العقلُ المُجتمَعيُّ" ذاكرةُ المجتمع وهُويَّـتُه
3.3نحو إرساء نظريَّة العقل الفاعِل والعقل المُنفعِل
3.4الإبداعُ في الفكر، فلسفةً وعلمًا، من نتائج العقل الفاعل
3.5كلمة ختاميَّة
3.6المراجع والحواشي
4الفصل الخامس: ثـُنائـيَّةُ الإبداعِ والاتِّـباع وأَزمةُ العقلِ العربيِّ المُعاصِر
4.1أوَّلاً - مقدَّمة
4.2ثانيًا - مُلاحظات تحفُّظيَّة
4.3ثالثًا- تعريفاتُ الإبداع
4.4رابعًا- ُمداخَلة وتعريفٌ مُقترَح
4.4.1مفهومُ الاتِّباع
4.5خامسًا- البِدعةُ والإبداع
4.6سادسًا- تأصيلُ الاتِّباع والإبداع
4.6.1مدى ارتباطِ "الإبداع" بغريزةِ المحافظة على البقاء
4.7سابعًا- موجَزُ ما تقدَّم
4.8المراجع والحواشي
5الفصل السادس: ثنائيـّة الإبداع والاتـّباع وأزمة العقل العربي (2)
5.1الجابريّ وأزمةُ الإبداعِ عند العرب
5.2خُلاصة
5.3مراجع وحواشي الفصل السادس
6الفصل السابع: ثُنائيَّة الإبداعِ والاتِّباع وأزمةُ العقلِ العربيّ المُعاصِر (3)
6.1العربُ والبداوةُ وسيادةُ العقلِ المنفعل
6.2ثـُنائيَّةُ الإبداعِ والاتِّباعِ مُقابل ثـُنائيَّة العقلِ الفاعِل والعقلِ المُنفَعِل
6.3العقلُ الفاعلُ المُبدِعُ يُنشِئُ الحضارات
6.4الوَساطة، العقلُ المُجتمَعيّ، العصبيَّةُ القَبَليَّة
6.5ملاحظاتٌ ختاميَّة
6.6مراجع وحواشي الفصل السابع
[size][rtl]
الفصل الأَوَّل: مدخل
[/rtl][/size]
الإثنين أبريل 17, 2017 8:29 pm من طرف فؤاد