عمل بعض أشباه البشر كجزّارين منذ 1.8 مليون عام في شمال أفريقيا
عثر فريق بحث تابع للمركز الوطني لبحث التطوّر البشريّ على أوائل الأدلة على استعمال الأدوات الحجرية من قبل قسم من أشباه البشر homínidos لاستخراج اللحوم وفصلها عن العظام, كما يقوم بها جزّاروا اليوم. جرى الاكتشاف في أقدم موقع بشمال أفريقيا والمسمى الخربة { عين حنيش } El-Kherba (Ain Hanech) في الجزائر, والذي يعود لما قبل 1.88 مليون عام.
جرى نشر البحث في مجلة Journal of human evolution ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الأخصائيين بعلم إحاثة الإنسان paleoantropológica. وتمت تسمية المشروع نسبة لاسم الموقع Ain Hanech Paleoanthropological Project.
يشرح الباحث محمد صحنوني المُشارك بالدراسة: بأنّ المشروع يقوم بتحليل أوائل الجماعات البشرية التي قطنت بشمال أفريقيا وتكيفات جماعات أشباه البشر. يشكّل موقع الخربة " مفتاحاً " بهذا الصدد, حيث يشتمل على حوض رسوبيّ غنيّ بالمخزونات منذ عصر الميوثين الأوسط Mioceno medio { منذ 144 مليون عام } وحتى البليستوثينPleistoceno والهولوثين Holoceno { منذ 117000 عام }.
عثر الباحثون الذين ينتمون لجنسيات وجامعات عديدة, بينهم جزائريون, في هذا الموقع على مخزونات ممتازة من أحفوريات الثدييات, " بيئة عشبية من السافانا الأفريقية التي يوجد فيها فيلة, وحيد القرن, جواميس كبيرة وصغيرة, لواحم, وعلائم حيّة أخرى تدلّ على وفرة المياه ".
قام فريق البحث بدراسة إمكانيّة وجود تعديلات في تلك العظام الأحفورية قد سبّبها أشباه البشر, لأجل معرفة فيما لو وُجِدَ بذاك الزمن استهلاك لتلك الحيوانات: وقد حصلوا على نتائج هامّة بهذا السبيل.
يقدِّم صحنوني تفاصيل أكثر قائلاً:" لقد درسنا التكوين التشريحيّ لتلك البقايا, وكذلك قمنا بتصنيف أحياء تلك البيئة: ويُشير كل هذا لتراكم تلك العظام الأحفورية بسبب أشباه الانسان, الذين عاشوا بتك المنطقة حيث توفّرت المياه للمادة الأوليّة وتصنيع الأدوات الحجرية ذات الحواف الرقيقة اللازمة لتقطيع اللحوم { مصنوعة من الكلس والصوّان, كمنحوتات متعددة الأشكال }, بيئة غنيّة بالمياه ما يعني جذبها للكائنات الحيّة من الحيوانات ".
أدلّة في العظام والأدوات
إثر رؤية أسطح تلك العظام الأحفورية بالميكروسكوب: تمّ العثور على علامات " واضحة " لجروح تُثبت استخدام اداوت حجريّة بُغية استخراج لحوم الحيوانات, وهي تُعتبر الأدلة الأقدم في شمال أفريقيا حتى الآن. كذلك عثر الباحثون على أدلة على استعمال تلك الادوات المصنوعة من الكلس والصوّان لتقطيع اللحوم, من خلال دراسة ميكروسكوبية لبقايا على الادوات تلك ذاتها, سيما الحجريّ منها, وهذا نادراً ما يحدث, حيث أنّه للآن لا يوجد موقع يشتمل على أدلة لقسمين, سواء للعظام كما للأدوات, ما يُكسب هذه الدراسة أهميّة زائدة.
هكذا نجد أنّ كل شيء في ذاك الموقع الذي يعود لما قبل 1.8 مليون عام: يُشير لأنّ أشباه البشر فيه قد كانوا قادرين على التحكُّم باللحم الحيوانيّ. تُبرز التحليلات المحقّقة لأنهم قد قاموا بعدّة نشاطات متعلقة باللحوم, من تقطيع, وفصل اللحم عن العظم, كسر عظام الثدييات لتناول نقيّ العظم ... الخ.
من جانب آخر, وبالعثور على هذه الأدلة بشمال أفريقيا: تستخلص الدراسة على أنّ كامل القارّة الأفريقية تشكّل مكاناً لتكيّف ونموّ سلوك أوائل أشباه الإنسان وليس شرقي القارة فقط.
اضافة لمسألة تحصيل الطعام وسبل الحياة لأشباه البشر أولئك: فإنّ هذا المشروع البحثيّ يفتح ثلاث خطوط بحث أخرى, هي: التسلسل الزمنيّ لأوائل الجماعات البشرية بشمال أفريقيا, إعادة بناء البيئة الاحفورية لهذا الموقع الذي يعود لما قبل مليوني عام تقريباً, وأخيراً دراسة التقنيات الحجريّة المستعملة من قبل أشباه البشر كجوانب لذكائهم أو لتكيفهم مع البيئة.
المقال الأصل بالقسم الأجنبي
تعقيبي
مسألة الاهتمام بالغذاء هي إحدى أهم مسائل التطوُّر البشريّ ذاته, وأقصد هنا تطوير أدوات خاصة للتعامل مع المواد الغذائيّة والمسرح هنا دولة عربية هي الجزائر, علماً أن مسائل أخرى فعّالة في تطوُّر البشر كالطبخ لم تلقَ الاهتمام الكافي في الدراسات التطوريّة, وهذا ما سأترجم عنه معلومات بوقت لاحق. أشكر أيّ تصويب إو إضافة
الجمعة أبريل 14, 2017 10:16 am من طرف صافيناز