استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع!

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع!

كتب نعوم تشومسكي، أخصائي بعلم اللغات { استاذ لسانيّأت }، قائمة تضمّ عشر استراتيجيات للتلاعب من خلال وسائل الإعلام.

تكون الاستراتيجيات العشرة، هي على التوالي:

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 222222222222

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 222222222222

أولاً: استراتيجية الإلهاء

يكون العنصر الأساسيّ في التحكُّم الاجتماعي هو استراتيجية التلاعب، التي تقوم على حرف الانتباه العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقرها النخبة السياسية والاقتصادية، ويحدث هذا عبر تقنية الطوفان أو الفيضان بعمليات الإلهاء المستمرة وبالمعلومات الغير هامة. تكون استرتيجية الإلهاء كذلك ضرورية لمنع العامة من توجيه اهتماماتها نحو معارف أساسيّة، سواء في حقل العلم، الاقتصاد، علم النفس، دراسة الخلايا العصبية neurobiología والسيبرنيطيقيا.

" الحفاظ على انحراف الرأي العام بعيداً عن المشاكل الحقيقية الاجتماعية، وجعله ينشغل بمواضيع لا تحمل الكثير من الأهمية. الحفاظ على عامة مُنشغلة لا تمتلك وقت للتفكير، كحال الدواب حين العودة للحظيرة { لنتذكر هنا محاضرات الساسة الغربيين عن حقوق الإنسان والحريات ودعم ثورات الربيع العربي!.. هكذا يتعاملون مع مواطنيهم فكيف سيتعاملون مع مواطنينا في العالم العربي؟؟!! فينيق } ".

{ مأخوذ من نصّ نعوم تشومسكي: أسلحة صامتة لأجل حرب هادئة }

ثانياً: استراتيجية خلق مشاكل ولاحقاً توفير حلول

كذلك يسمى هذا المنهج " مشكلة – ردّ فعل أو تفاعل – حلّ ". تُخلَقْ مشكلة، " وضع " مُنتظر لكي يتسبب برد فعل مؤكد لدى العامة، بقصد أن تحظى مطالبها بالقبول. على سبيل المثال: غضّ النظر عن العنف بأحياء مدنية، أو ترتيب هجمات دموية، حيث تُطالب العامة بوضع قوانين حماية وأمن سياسية وتحدّ من الحريات. أو كذلك: خلق أزمة اقتصادية لتبرير التقصير بمجال المطالب الاجتماعية المحقة وانخفاض معدل الخدمات العامة المقدمة.

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 33333333333333333

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 33333333333333333

ثالثاً: استراتيجية العمل التدريجي

لكي تتم الموافقة على إجراء غير مقبول، يكفي تطبيق استراتيجية التدرُّج، اتباع سياسة القطّارة، لسنوات متتالية. بهذه الطريقة جرى فرض شروط اجتماعية اقتصادية جديدة بصورة جذرية { الليبرالية الجديدة } خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن المُنصرم: دولة حارسة، الخصخصة، عدم الاستقرار، المرونة، البطالة بالجملة، رواتب لا توفّر حياة كريمة. فيما لو جرى تطبيق كل تلك التغييرات دفعة واحدة، فكان بالإمكان أن تتسبب بحدوث ثورات.

رابعاً: استراتيجية التأجيل

نجد هنا طريقة أخرى لقبول قرار لا يحظى بموافقة العامة، حيث يقدّم بوصفه " مؤلماً وضرورياً "، لكسب قبول العامة وتطبيقه مستقبلاً. حيث يكون من الأسهل قبول تضحية مستقبلية مارنة بتضحية فورية أو مباشرة. بداية، لأنه لم يجري توظيف الجهد مباشرة. وتالياً، لأنّ العامة، الكتلة الكبرى من الناس، تميل، بسذاجة، للاعتقاد بأنّ الأمور " ستتحسن في الغد " وأنّه يمكن تجنب تقديم تضحيات. هذا يعطي المزيد من الوقت للعامة لكي تتعود على فكرة التغيير وقبوله بصورة إذعانية حين تحلّ اللحظة.

خامساً: استرتيجية توجيه العامة بوصفهم أطفال صغار

تستخدم غالبية الإعلانات الموجهة للقسم الأكبر من الناس خطاب، مبررات، شخصيات وصلف طفولي على وجه الخصوص، بحيث تتعامل مع المتلقي وكأنه طفل قاصر عقلياً. وكلما زاد ميلها لخداع المتلقي، زاد استخدامها للتعامل الطفوليّ. السؤال هنا: لماذا؟
" فيما لو يجري التوجه لشخص كما لو أنه بعمر 12 عام أو أقلّ، فستغيب احتمالات ردود الفعل أو امتلاك حسّ نقدي قد يمتلكه شخص بعمر 12 عام أو أقلّ ".
{ مأخوذ من نصّ نعوم تشومسكي: أسلحة صامتة لأجل حرب هادئة }

سادساً: استراتيجية استعمال الجانب العاطفي على حساب التأمُّل والتفكير

يكون استخدام الجانب العاطفي عبارة عن تقنية تقليدية للتسبُّب بدارة صغيرة بالتحليل المنطقي، وبالنهاية في الحسّ النقديّ للأفراد. من جانب آخر، يسمح استعمال السجّل العاطفي بفتح بوابة دخول إلى اللاوعي لأجل زرع أو تطعيم أفكار، رغبات، مخاوف، دوافع وتحفيز سلوكيات.

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 555555555555

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 555555555555

سابعاً: استراتيجية الحفاظ على جهل العامة

العمل على جعل العامة غير قادرة على فهم تقنيات ومناهج الضبط والتحكُّم المستخدمة لاستعبادها.
" يجب تعزيز جهل الطبقات الفقيرة الني يجب أن تبقى طبقات اجتماعية فقيرة قدر الإمكان، بحيث يبقى هناك فارق واضح بين الجهل المتحكم بتلك الطبقات وبين طبقات غنية، بحيث يستحيل عليها الوصول لوضع أفضل ".

{ مأخوذ من نصّ نعوم تشومسكي: أسلحة صامتة لأجل حرب هادئة }

ثامناً: استراتيجية تشجيع العامة على الخنوع

تعزيز فكرة أنه من المألوف أن تكون الغالبية غبية، فظّة وغير مثقفة.

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 666666666666666

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 666666666666666

تاسعاً: استراتيجية تقوية جلد الذات

العمل على جعل الفرد يعتقد بأنه هو المذنب جرّاء سوء طالعه، جرّاء النقص بذكائه وقدراته أو حتى بجهوده. هكذا بدل أن يثور على النظام الاقتصادي، يشعر الفرد بالعجز والذنب، الأمر الذي يولد حالة من الاكتئاب، وسيكون أحد آثارها تثبيط القدرة على الفعل، وكما نعلم دون الفعل لن تحدث ثورة!!!

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 77777777777777777777

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 77777777777777777777

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! 8888888888888

عاشراً: استراتيجية معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم

في الخمسين عام الأخيرة، ولّد التقدُم العلمي فجوة كبيرة بين معارف العامة ومعارف النخب الحاكمة. بفضل علم الأحياء، علم الأعصاب وعلم النفس التطبيقي، تمتعت " الأنظمة " بامتلاك معارف متقدمة عن الكائن البشريّ، سواء من الناحية الجسدية أو من الناحية النفسية. لقد تمكنت تلك الجهات من التعرُّف على الفرد بالعموم أكثر مما يعرف هو نفسه. يعني هذا بأنه بهذه الحالة سيتحكم النظام بصورة أكبر وبقوة أكثر على الأفراد، أكثر مما يتحكم ذات الأفراد بأنفسهم.

الموضوع الأصل في القسم الأجنبي

تعليق فينيق

بحسب موضوع منشور في موسوعة ويكبيديا الإسبانية: لا يكون نعوم تشومسكي مؤلف " العشر استراتيجيات المعتمدة بالتلاعب الإعلامي "، ذلك النص الذي تحوّل إلى ظاهرة غير مسبوقة من حيث الانتشار على شبكة الأنترنيت. يكون المؤلف الحقيقي للنص هو الفرنسي سيلفان تيميست Sylvain Timsit. حيث نشر النص الأصلي باللغة الفرنسية في العام 2002 وتحت عنوان " Stratégies de manipulation " ويمكن الإطلاع عليه هنا. ويعتبر المؤلف الفرنسي أنّ نسبة المقال لتشومسكي بصورة خاطئة يكون المسؤول عنه وكالة Pressenza. وفي الواقع حتى سيلفان تيميست يبدو أنه هو الآخر قد استفاد من نصوص تعود إلى ويليام كوبر William Cooper ومأخوذة من كتابه " Behold a pale horse " بالتحديد.

جدير بالتنويه أنّ نعوم تشومسكي قد نفى أن يكون صاحب النصّ، وبمجرد أن ينتشر شيء على شبكة الأنترنيت فيبدو من المستحيل تصويبه! حيث قال تشومسكي حرفياً بلغته الأصلية:

It’s a fake. I don’t know the source. Some of it is drawn from, or similar to, things I’ve said. But it is not mine. —Noam Chomsky

ربما قرأ الكثيرون منّا عن هذه الاستراتيجيات الشهيرة، والتي تُعتبر بالغة الدقّة، حيث تعكس سياسة حكومية أممية واضحة بكل أنحاء العالم، وخصوصاً في العالم العربي! وعلى الأخصّ بدول الربيع العربي!

» بعد التضليل والتعطيل، الوفد الروسي يتجه نحو التلاعب في مجلس الأمن
» فن التلاعب بالعقول من قبل المعتدين والطغاة والنرجسيين وحتى رجال الدين
» الثورة العربية والزمن العالمي نوع التحليل: استراتيجيات المقاومة المصدر: الحياة المؤلف: السيد يسين

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع!

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع! :: تعاليق

استراتيجيات التلاعب أو استراتيجيات التحكُّم بالقطيع!

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة