حسين فريــق العــمـل
الجنس : عدد المساهمات : 473 معدل التفوق : 1303 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 18/12/2011
| | افتراضي الرد على أشهر الحجج ضد نظرية التطور : التعقيد غير القابل للإختزال | |
تعقيد غير قابل للإختزال " حجة يطرحها الخلقيون ودعاة التصميم الذكي ..خلاصتها ان الانظمة الحيوية وانواع الحياة البالغة التعقيد يستحيل تطورها من نوع اقل اخر عبر الانتخاب الطبيعي ...عالم الكيمياء الحيوية "مايكل بيهي" الرافض لنظرية التطور كان اول المستخدمين لهذا المصطلح, عرف التعقيد الغير القابل للاختزال ب " النظام المركب من أجزاء متعددة شديدة التناسق و تفاعلها يساهم بصورة متسقة للنظام بأكمله ، و إزاحة أي جزء من اجزاء النظام يؤدي إلى توقف فاعلية النظام بأكمله " ...استخدم "بيهي" مصيدة الفئران كمثال .. تتكون المصيدة من العديد من القطع التي تعمل مع بعضها البعض وازالة اي جزأ من أجزائها يؤدي الى توقف عملها .ويرى انصار مذهب الخلقية والتصميم الذكي ان الانتخاب الطبيعي لا يمكن ان يقف خلف نشأة نظام بالغ التعقيد لأن الية الانتخاب الطبيعي لا تعمل الا بوجود كل الاجزاء مجتمعة ... وكالعادة تلقف المروجون لقصة الخلق التوراتية في نسختها القرانية الاسلامية والعلم الزائف (التصميم الذكي) مقالات وحجج "مايكل بيهي" المعادية للتطور تلقف الجائع لقطعة الخبز وقاموا بترجمتها ونشرها بمواقع الخرافة والارهاب كموقع "اهل الحديث" وموقع "التوحيد" لتتحول كاداة تشهر في وجه الملحدين والادينيين العرب وتتحول كدليل يثبت بشكل نهائي سقوط حقيقة التطور !!لهذا فقد رأينا انه من الضرورة العمل على ترجمة مقالات علماء الاحياء والكيمياء المدافعين عن التطور ... في هذا المقال .. يعرض "John H. McDonald" أستاذ بقسم العلوم البيولوجية بجامعة "Delaware" امكانية اختزال مصيدة الفئران وتهافت حجج التصميم الذكي (التعقيد غير القابل للاختزال) ...الترجمة :استحوذ "مايكل بيهي" أحد دعاة فرضية الخلق على قدر كبير من الاهتمام بدفاعه عن حجة "التصميم الذكي", فهو يدعي وجود عمليات بيوكيميائية "غير قابلة للاختزال" تتضمن بروتينات متعددة بحيث يؤدي إزالة أي منها إلى تخريب وظيفة مسار التطور بأكمله. ومن هنا فهو يستنتج بأن هذه المسارات لم تكن لتتطور من خلال عملية الانتقاء الطبيعي بل لابد أن تكون مصممة من قبل "مصمم ذكي".ولتوضيح مفهوم التعقيد الغير قابل للاختزال, يستعين "بيهي" بمصيدة الفئران المعروفة "لو تمت إزالة أي من أجزاء المصيدة (القاعدة, المطرقة, النابض, الطعم, أو العمود القابض) فالمصيدة لن تكون جاهزة للعمل. بمعنى آخرليس لمصيدة الفئران البسيطة هذه القدرة على العمل حتى تجتمع كل الأجزاء المتعددة المكونة لها, لأنها متكونة بالضرورة من قطع متعددة فهي غير قابلة للاختزال (أي لا يمكن الاستغناء عن أي قطعة_المترجم)" بيهي 1996.ليس غرضي هنا أن أشير إلى مجمل المغالطات الفلسفية في حجة بيهي فقد تم الرد عليه في موضع آخر (راجع talk origins و talk design لتبدأ التعمق في المنشور)1 لكني أرغب عوضاً عن ذلك في الإشارة إلى أن مصيدة الفئران التي يستعين بها "بيهي" كمثال يمكن اختزالها وتبقى قابلة للعمل كمصيدة. توضح لنا المصيدة أحد أكبر العيوب في حجة التصميم الذكي, فإن لم يستطع أحد الأشخاص تخيل شيء ما لا يعني أن هذا الشيء مستحيل بل ربما يعني أن هذا الشخص ذا مخيلة محدودة.إن دليل "بيهي" على التصميم الذكي للمسارات البيوكيميائية يفصح عن عدم قدرته على التخيل أنها تستطيع العمل بدون كل أجزائها, لكن بما أن المصيدة يمكن اختزالها بسهولة, أنا لست مقتنعاً (بطبيعة الحال ما يقصد بالمصائد المختزلة التي سنشاهدها في الأسفل هو أن تظهر لنا إحدى المغالطات المنطقية في حجة التصميم الذكي وليس إظهار الكيفية التي يعمل بها التطور).لابد أن منشوري (2) "original reduced-complexity mousetraps" قد ضرب على وتره الحساس لأن "بيهي" قد أضاف لاحقاً مداخلة يبلغ طولها صفحة ويب كاملة على صفحته الأصلية. وقد وجدت تفنيداته ملخبطة ومشوشة لكن يبدو أنه يقول بأن إظهار أن شيئاً ما يمكن أن يعمل حتى لو تمت إزالة بضعة قطع ليس كافياً لدحض التعقيد الغير قابل للاختزال, بل من الضروري إظهار كيف يتم بناء شيئ ما خطوة بخطوة وأن أي إضافة لقطعة أو تعديل عليها سيحسن من أداء الوظيفة.يبدو أن هذا الطرح يتجاوز التعريف الأصلي "تتكون بالضرورة من عدة قطع" لكني بالكاد اتخذتها تحدياً. سأظهر لكم هنا كيف يمكن للمرء أن يأخذ زمبركاً واحداً ويصنع منه مصيدة غير فعالة ثم, وعبر سلسلة من إضافات القطع والتعديل عليها, يصنع مصائد أفضل باضطراد, حتى تصبح النتيجة النهائية هي مصيدة الفئران الحديثة.وإضافةً إلى إثبات أن مصيدة الفئران ليست غير قابلة للاختزال, أوضح أيضاً الاعتراض الأكثر أهمية على التعقيد الغير قابل للاختزال كدليل على التصميم الذكي: إحدى القطع يمكن أن تعتبر اختيارية في مرحلة من المراحل إلا أنها لاحقاً قد تصبح ضرورية تبعاً للتعديلات التي طرأت على بعض القطع الأخرى.(3) تم تصميم "سلاسل من مصائد الفئران" مختلفة كلياً ومتباينة في مستوى التعقيد من قبل "أليكس فيديليبوس". وهناك مقالة ل"جواكيم داغ" (Dagg J. 2011 Exploring mouse trap history. Evolution: Education and Outreach) يعرض فيها تاريخ المصائد الحقيقية وأنها فعلاً "تطورت" من البساطة إلى التعقيد عبر الزمن بما فيها مصائد تشابه التي نعرفها اليوم لكن بقطع أقل.سأبدأ بقطعة زمبرك نطاط ملتو بطريقة يمكن أن يبقى مفتوحاً بوضع إحدى نهاياته بحذر مقابل النهاية الأخرى, وإذا داس الفأر التعيس على الفخ بما يؤدي إلى تحريك نهايات الزمبرك يتم الإقفال عليه. معظم الفئران تدوس على الزمبرك بدلاً من مد رأسها خلاله, والزمبرك ضعيف لدرجة أن بعض الفئران ستتملص منه قبل أن تموت, لذا فهو ليس مصيدة ناجعة لكن أفضل من لاشيء.إضافة التفافات على الزمبرك السابق سيمكنه من الانغلاق بقوة أكبر فكل التفافة تجعل الزمبرك يغلق بقوة أكبر ما يزيد من عدد الفئران المصطادة.إضافة طعم من شأنه أن يجعل الفخ أكثر فاعلية بجذب عدد أكبر من الفئران إليه, والطعم هو قطعة اختيارية لجميع الأفخاخ الموجودة هنا فكل الأفخاخ تمسك الفئران التي تعبر عليها فتقع فيها ... يجب أن تكون الأفخاخ السابقة موضوعة بحذر على جدار أو جسم آخر بما يجعل الأماكن المستعملة فيها محددة ويدع المجال للفئران لأن تطرقها. تثبيت الزمبرك على الأرض باستخدام شريطي تثبيت يزيد من فاعلية الفخ لأنه يتيح استخدامه حيثما تكون الأرض خشبية ولن تستطيع الفئران العبور من خلاله. شرائط التثبيت اختيارية في هذه المرحلة.ومما هو أفضل تثبيت الزمبرك إلى قطعة خشب لأن تحريكه من مكان لآخر سيصبح أسهل, ولن يترك حفراً في الأرض, ويمكن استعماله على الأراضي الصلبة. ومع أن المنصة خشبية فشرائط التثبيت هنا اختيارية فالفخ سيعمل بالزمبرك لوحده.تطويل النهاية المتأرجحة للزمبرك "المطرقة" يعزز من فرص إمساكه بفأر, فهي تنتقل من شكل الحرف I إلى L إلى U وتصبح أكثر فاعلية. والنهاية الحرة للمطرقة على شكل U تكون مرنة كفاية بحيث لا تسحق جميع الفئران ووضعها تحت التفافات الزمبرك يحسن من ذلك.في الفخ السابق كانت المطرقة متموضعة على قطعة زمبرك عمودية, يجب أن نفعل هذا بدقة شديدة كي يحركها الفأر الذي يتغلغل قرب القطعة العمودية من الزمبرك. بإضافة قطعة زمبرك أخرى كعمود يثبتها إلى الأسفل يسهل نصب الفخ ووقوع الفأر. وتكون إحدى نهايتي عمود التثبيت محشورة في نهاية المنصة الخشبية, بينما تكون النهاية الأخرى معلقة تحت زاوية المطرقة. وحين ينكش الفأر عمود التثبيت ويحركها من زاوية المطرقة تنطلق المطرقة. ولأن عمود التثبيت يعمل كرافع فهو يحفظ المطرقة إلى الأسفل بعزم أقل بكثير فهو يحتاج عزماً أقل أيضاً ليتحرك من مكانه.ستتعرض قاعدة الفخ السابق للتشقق في النهاية في المكان المحشور فيه عمود التثبيت, لكن استخدام حلقة لتمسك نهايته يطول عمر المصيدة.باستعمال عمود التثبيت يصبح القسم العمودي من الزمبرك زائداً عن الحاجة , تقصيره يوفر من طول السلك ويجعل المصيدة أقل كلفة. إلا أن هذا التعديل له تأثيرات جانبية كبيرة. يعتبر عمود التثبيت مع الحلقة قطعاً ضرورية في المصيدة أكثر من كونها تحسينات اختيارية. إذا أزلت عمود التثبيت والحلقات لن تمسك هذه النسخة من المصائد أي فأر. وهذا تشبيه لبروتين ابتدائي اختياري في عملية بيوكيميائية يمكن أن يصبح لاحقاً ضرورياً في وظيفة العملية تبعاً للتعديل التكيفي لأنزيمات أخرى.في الفخ السابق وعلى حلقة التثبيت في أقصى اليسار كان هناك ضغط دافع للأعلى, إذا يمكن للحلقة أن تخرج من الخشب, بإزالتها يتم التوفير من كلفة المصيدة ويمكن أيضاً زيادة عمرها.المصائد السابقة لا تمسك إلا بالفئران التي تدفع بعمود التثبيت نحو الخارج, الفئران التي تدفعه باتجاه الزمبرك لا تحركه. وضع نهاية عمود التثبيت تحت رأس حلقة ملتوية يعتبر أفضل. والآن الفأر الذي يحرك العمود في كلا الاتجاهين سيشغل المصيدة.إن العمل على سلك ملتو أكثر صعوبة من العمل على سلك عادي وأراهن أنه أكثر كلفة أيضاً, لذا فاستعمال سلك عادي على المطرقة المستطيلة واستعمال سلك ملتوي على الزمبرك فحسب يجعل المصيدة أرخص نوعاً ما ونصبها أسهل. وهذا تشبيه لطريقة أخرى بإمكانية إنشاء عملية تبدو ظاهرياً "غير قابلة للاختزال", بروتين واحد يؤدي وظيفتين يمكن أن يتطور إلى بروتينين اثنين كل منهما يؤدي وظيفة واحدة لازمة.كان عمود التثبيت في الأفخاخ السابقة يتطلب نكشة معقولة الحجم لتحريكه من تحت شريط التثبيت الملتوي, إلا أن وضع صفيحة ذكية صغيرة تجعل من الأسهل تشغيل المصيدة, فهنا أي رعشة للصفيحة تطلق عمود التثبيت فيطلق بدوره المطرقة فيموت | |
|